قصة “ خديجة بنت قلبي ” بقلم الكاتبة شيماء الصيرفي
قصة “ خديجة بنت قلبي ” بقلم الكاتبة شيماء الصيرفي
_بابا
قالت جملتها بصوت واطي، بصيتلها لاقيتها ماسكه ورقة، وبتبص للأرض بخجل، قابلتها بنظرات قلقه وقلت...
_ تعالي يا خديجة في إيه ؟
_ انهاردة عطونا ورقة الرغبات، المفروض نحدد الشعبة اللي حابين نختارها.
_ هاااا وبعدين قولي اللي في قلبك.
_بصراحة أنا عارفة إن حضرتك وماما عاوزيني أدخل علمي بس أنا مش عاوزة، أنا بلاقي صعوبة في مذاكرة الكيمياء والفيزياء بصراحة مبفهمش حاجة ودا يظهر من درجاتي فيهم بخلاف المواد الأدبية درجاتي عالية. عارفة إني بنتكم الوحيدة ونفسكم أكون دكتورة بس هيبقى صعب عليا وعلى قدراتي، حضرتك ديما بتقول رحم الله امرئٍ عرف قدر نفسه.
_و أنا معاكي في قرارك وديما في ضهرك عمري مهجبرك على شعبة معينه بدام أنتِ حابه الأدبي أكتبي أدبي.
نهيت جملتي ردت بتردد وقالت...
_ بجد يا بابا يعني مش زعلان مني.
_ وانا اقدر ازعل من بنوتي الحلوة.
_ يعيش بابا يعيش بابا.
قالتها بسعادة بعد مطمنتها إن دا مستقبلها تختار اللي هي حباه.
سابتني ودخلت أوضتها، بصيت لطيفها بحزن، منكرش إني زعلت وكان نفسي أشوفها دكتورة وافتخر بيها، لكن خوفت تفشل لو دخلت شعبة علمية، لعلة خير أحيانًا بنحسبه شر وهو الخير كله.
قطع حبل أفكاري صوت رحمة زوجتي وهي بتقول...
_قولتلها ايه ؟
_ تدخل اللي هي حباه.
_ أنا برضو قولتلها كده.
_ متزعليش بنتك أدري بنفسها السعادة عمرها مكانت في الطب والصيدلة.
_ عندك حق ربنا يسعدها يا رب.
مرت فترة الثانوية بسرعة، لكن أصعبهم هي أخر سنة، كانت متعبه للنفس والأعصاب، كلنا كنا عايشين تحت ضغط وخوف من الفشل، كنت بقسم مع رحمة السهر والقعدة معاها، مساعدتها في الدراسة، أحيانًا كانت تبصلي بخوف وتقول خايفة أنها تفشل فأرد عليها وأقول إن ربنا كريم وهيمن عليها بكرمه، لما بحس انها ملت كنت بروح أعملها شوية سندوتشات وحاجة تشربها عشان تجدد نشاطها.
طول أيام اختبارتها كنت بكلمها بأسلوب إيجابي، النوم كان بيطير من عيوني مش فرط خوفي عليها، بس كان كل دا بيروح أول مشوف بسمتها وأطمن إنها حلت كويس وأخيرًا تمت المهمة بنجاح.
_ اهدوا بقا وترتوني أنتو الإثنين شوية والموقع يفتح.
قلتها بعصبية ممزوجة بتوتر.
_ ان شاء الله خير ربنا مش هيضيع تعبي صح يا ماما.
_ صح يا حبيبتي.
نهت رحمة جملتها وضمتها بحب عشان تهدي خوفها، مش هي بس اللي خايفة كلنا خايفين ومتوترين.
_فتح.
قلتها أول ما الموقع فتح وبدأت أشوف الدرجات.
_ كام يا بابا جيبت كام.
قالتها بخوف وصوتها مهزوز.
بصيتلها بدموع الفرحة وقلت...
_ ٩٧ مُبارك يا حبيبتي أحلى سفيرة.
بكت وسجدت لرب العالمين بفرحة، فضلت تردد الحمدلله، شديتها أضمها بفرحة وكذلك والدتها، وبكينا من فرط السعادة وكرم الله.
_ مبروك يا نن عيني.
_ الله يبارك فيك يا أمي.
قالتها بفرحة عارمة.
_ هبقي ابو السفيرة.
_ بس انا مش هدخل سياسة واقتصاد.
فاجئتنا بكلمها، رديت وقلت...
_ امال هتدخلي ايه ألسن حلوة برضو.
_ لا هدخل آداب.
بصينلها بزهول وانا ورحمة وقلنا الوقت ذاته....
_ آداب.
_ اه آداب قسم تاريخ وأبقى المؤخره خديجة، متبصوش إنها كلية بتاخد من مجموع قليل بس هي عظمة كفاية إنها كلية الأدباء
بصتلها بصيق وقلت...
_ براحتك يا خديجة ادخلي اللي حاباه وألف مبروك يا حبيبتي وديما في نجاح وتفوق.
و دخلت خديجة كلية الأداب، لما كانت بتشتكي من صعوبة المواد كنت بقولها إنها اختيارها،فتبصلي بتحدي وتقول بكرة أبقي مؤرخة عظيمة.
مع نظرات الإصرار والعزيمة اللي كنت بشوفها في عيونها كنت بتمني أكتر منها انها توصل لحلمها الجديد.
_تعرفوا انا مستنيه يوم فرحك يا خديجة دا بفارغ الصبر.
قالتها رحمة واخنا قاعدين بنشرب الشاي.
_ عاوزة تخلصي مني يا ماما؟
قالتها خديجة بضحك، ردت رحمة وقالت...
_ لا بس نفسي أفرح وأهو التعليم وخلص يبقى باقي إيه بقا.
_و مين قالك إني بعد العمر دا هجوزها مصدقا بنتي تكبر مش هفرط فيها بالساهل.
قلتها وأنا بحط إيدي علي كتفها وبضمها.
_ هو احنا هنرميها احنا هنفرح بيها.
قالتها رحمة بتبرير، ضحكت خديجة وقالت...
_ استهدوا بالله يا جم١عة هو العريس واقف على الباب.
نهت جملتها فسمعنا صوت جرس الباب.
ضحكت رحمة وقالت...
_ أهو جه أهو.
قمت فتحت الباب لاقيت راجل قدامي، أول مشافني اتكلم وقال...
_ دا بيت الأستاذة خديجة أحمد.
_ايوة انا والدها.
قلتها بتأكيد، رد وقال...
_ ممكن تناديها تمضي على استلام الظرف دا.
_ ظرف ايه؟
سألته بتعجب رد عليا وقال...
_ معرفش بس هو من كلية الآداب.
_ ثواني هندهها.
وقعت على استلام الظرف، أخدته من الرجل فتحته وقرأت محتواه، كان جواب رسمي من كلية الأداب بتعيين خديجة معيدة فيها.
مقدرتش أوصف سعادتي وقتها، حسيت بسعادة محسيتش بيها قبل كده، أما هي كانت بتطنطت من الفرحة، كانت بتبكي وتضحك في نفس الوقت، كانت لحظة من أسعد لحظات حياتي.
_ بقيت أبو الدكتورة يا بابا.
قالتها وهي بتحضني بفرحة.
_ أحلى دكتورة.
قلتها وأنا ببوس دماغها.
نهيت جملتي، واخدتها في ضمه ابويه حنونه، بالفعل طلعت كلية الأداب كل الخير، يمكن لو كانت دخلت شعبة علمية مكنتش وصلت للنجاح دا.
_مالك؟
سألتها بتعجب.