قصة “ خديجة بنت قلبي ” بقلم الكاتبة شيماء الصيرفي
قصة “ خديجة بنت قلبي ” بقلم الكاتبة شيماء الصيرفي
_ ممكن بقا تبطلي بكا مبحبش اشوفك بتعيطي.
_ أنا بحبك وبحب تواديني.
_ يلا يا ديجا.
_ هتوديني ؟
قالتها فرحة، رديت وقلت..
_ على أساس إني بعد الكلمتين الحلوين دولي أقدر أقول لأ.
ضحكت بفرحة وعطيتني شنطتيها عشان اشيلها، بصيتلها بغيظ وبعيدن بصيت لرحمة لاقيتها بتبصلي برجاء، فأخدت الشنطة وأخدتها للحضانة.
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة، كنت نايم لكن صحيت على صوت خبط على الباب، فكرتني اتخيلك لكن ثواني وسمعت صوت أنين، فصحيت بسرعة وفتحت الباب، لاقيتها بتعيط وبتمسح دموعها بطفولية.
_ بتعيطي ليه يا ديجا.
سألتها بسرعة، ردت وهي بتمسح دموعها وقالت...
_ بردانة وخايفة صوت الهوا بيخوفني.
_ يا حبيبي، خلاص تعالي نامي في حضن ماما وبابا.
قلتها وأنا بمسكها من إيدها لإتجاة السرير.
_ بس ماما قالتلي اني كبرت ومينفعش انام معاكم.
_ نخليها ينفع انهاردة عشان ديجا القمر تدفى.
_ يعني هنام معاكم ومش هروح بكرة الحضانة.
قالتها بفرحة، رديت قلت...
_ مين قال انك مش هتروحي الحضانة.
_ الجو برد.
_ منشوف الجو بكرة نامي دلوقتي بس.
نامت جمبي بعد شوية لاقيتها دخلت جوا حضني، حطت راسها على صدري بحنان وقالت....
_ بحبك أوي يا بابا.
ضمتها بحب وقلت...
_ وانا بحبك يا روح بابا.
بدأت تكبر قدام عيوني، كنت سعيد بيها، لما دخلت بالمدرسة، كرست اهتمامي بيها اكتر، كنت بجاهد إني أذرع جواها القيم والمبادئ عشان تكون إبنه صالحة.
_ إيه الهدية دي يا بابا مش عيد جوازكم كان من شهر برضو.
نهت كلامها وهي تغمزلي.
_لا دي مش لِــ ماما الهدية دي لواحده تانية كده.
_ لا أوعي يكون اللي في بالي.
بصيتلها بِـ إيجاب جريت نحيتي، ضمتني وأخدت الشنطة من يدي، فتحتها، بصت جواها وقالت...
_ خمار.
رديت بإيماء وقلت...
_ أه حبيبتي كبرت ولازم تلبس لبس شرعي.
_ بس أنا مش مستعده.
_ مين قالك كده، الشيطان بس اللي بيوسوسلك بالكلام دا أما انتِ مستعده جدًا، يعني لبسك واسع حجابك طويل، ملتزمة يبقى مش باقي إلا الخمار عشان يزيدك زينه وجمال.
_ حضرتك شايف كده.
هزيت رأسي بِـ إيجاب
فردت رحمة وقالت...
_ أنا عارفة إنك حاسه إن الخمار هيكبرك، بس والله هيعطيكي جمال، متنسيش إن ربنا أمرنا بلبسه عشان ميظهرش مفاتنا ويحافظ علينا.
نهت رحمة كلامها،اتكلمت وقلت...
_ الزمن اللي عايشن فيه بقا مليان فتن بتفتنا كلنا، اكيد الحجاب الصغير شكله أحلى وأشيك، بس الخمار أجمل وأجمل عند ربنا والدليل على كده قول ربنا في سورة النور.
بسم الله الرحمن الرحيم.
" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
صدق الله العظيم، اقتنعتي ولا لسه
_ اقتنعت وشكرًا يا بابا على الهدية.
نهت جملتها، ضميتها وقلت...
_ ربنا يباركلي فيكِ ويسعد قلبك.
عارف إن الخطوة دي صعبة في ظل الفتن اللي إحنا عايشين جواها، لكن هي ضي عيوني لازم انشئها تنشئه صحيحة، ولازم استرها وأغطيها أصلي بغار عليها من عيون الناس، عاوز استرها زي مأمرنا ربنا عشان تكون ملكة بخمارها.
دخلت البيت والفرحة بتشع من وشها، قربت من مامتها وضمتها بحنان وباست إيدها، قربت مني وعملت معايا زي مامتها.
_ ايه سر البسمة دي ؟
قالتها رحمة بسمة شبيهه لِـ بسمتها.
_ صحابي كلهم فرحوا بيا، قالولي انهم مستنين ياخدوا الخطوة دي وأنا شجعتهم، كل محد يشوفني يباركلي.
_ عشان تعرفي ان اختياراتي أنا وبابا ديما الأصلح.
_ طبعًا يا ست الكل.
قالتها وهي بتضم رحمة بحب.
كانت عيوني بتابعها وهي بتتكلم، معالم وشها وفرحتها، هي جميلة بكل ما فيها، فرحت لفرحتها بالخمار، كان الخوف بيتررد جوايا اني أمون أجبرتها ولو بعض الشيء أو إنها تكرهه بس فاجئتني بسعادتها.
_بتكلميني يا ديجا.
قلتها بعد منتبهت إنها بتكلمني، ابتسمت وقالت...
_ لا دا أنت مش هنا خالص.
_ معلشي يا حبيبتي، كنت بتقولي إيه ؟
_ بقول حسيت فعلًا بمعنى كلمتك لما قولتيلي هتبقى ملكة بالخمار، أول مرة أمشي في الشارع سعيدة وفرحانة كده.
_الحمدلله ربنا يفرح قلبك كمان وكمان.
حسيت إن السعادة بقت من نصيبي لما قالتي انها حاسه انها بقت ملكة بعد لبسها للخمار، هنا بس كل المخاوف اللي مانت جوايا اتبخرت واتأكد أن قراري صح.
كنا قاعدين قدام التلفزيون بنتابع فيلمها المفضل وهو COCO، كانت بتابعه بإهتمام لغاية ما الأب بدأ يغني لبنته كوكو ويقول....
اذكريني رغم ألم الوداع اذكريني
انا عاوزك متبكيش حتى وأنا مسافر بعيد هتكوني جوا القلب وهغني كل ليلة ليكِ غنوه فيها حب
اذكريني رغم البعد والحنين اذكريني
لو سمعتي جيتار حزين حسي بالتأكيد اني معاكي كل يوم
لحد مترجعي حضني اذكريني
كانت بتابع المشهد ودموعها على خدودها، شكلها كان طفولي وجميل جدًا.
_بتبكي ليه ؟
سالتها بحب، فقالت...
_الفيلم مؤثر جدًا، متخيل إن وجوده متوقف على إن بنته تبقي فكراه حاجة مؤلمة جدًا.
_ طب ما بنته فصلت فكراه.
_ مشاعر الفيلم دا لطيفة جدًا، بابا أنا بحبك أوي وعمري مهنساك.
قالتها وهي بترمي نفسها جوا حضني، ضمتها بحب وقال..
_ وبابا بيعشق بنوتة الحلوة.
و في مرة وأنا قاعد بقرأ الجرنال وبشرب شاي سمعتها بتناديني.