قصة “ خديجة بنت قلبي ” بقلم الكاتبة شيماء الصيرفي
قصة “ خديجة بنت قلبي ” بقلم الكاتبة شيماء الصيرفي
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
_ بخير.
_ متأكده ؟
كررت سؤالي تاني.
_ هزت رأسها بنفي وبكت.
قربت منها وضمتها بحنان، بكت أكتر وفضلت ترتجف من فرط بكائها.
_ إنهاردة في المواصلات حصلي موقف زبالة ومسكت دموعي بالعافية.
_ إيه اللي حصل ؟
_ قعدت عادي وكان الكرسى اللي جمبي فاضي، جه راجل كبير في السن قام من مكانه وقعد جمبي، محطيتش في بالي عادي بس كان بيزنقني ويحك فيا حسيت بإحساس بشع وللأسف مش قادرة اتكلم
لانه هيقول انتي زي بنتي ومعرفتش أحط الشنطة فاصل بينا كنت قرفانه من نفسي أوي ومن سكوتي مكنتش عارفة أعمل إيه، اتحطيت في موقف وحش جدًا.
نهت كلامها وبكت أكتر.
_ اهدي يا ديجا بطلي عياط.
فضلت بِـ حضني لغاية سكنت.
_ أولًا انتي غلطانة، كان المفروض أول متحسي بحاجة كنتي تقولي بصوت عالي لو سمحت رجلك ولو كررها على صوتك وزعقي. أنا عارف وفاهم إحساسك وقتها وبشاعة الموقف بس حاولي تبقى قوية أكتر من كده وتواجهني العالم السيء.
_ ان شاء الله هعمل زي محاضرتك قولت.
قالتها وهي بتمسح دموعها.
_ ان شاء الله
لما عرفت سبب عياطها، حسيب بضيق كبير، بس كل اللي قدرت أعمله إني أطيب خاطرها بضمتي ليها، عارف إنها في حاجة ماسه ليها.
زعقتلها لأنها جوهرة غالية، تخيلي إن حد قرب منها خلاني أحس إن كل الغضب اللي اللي في العالم اتجمع جوا عيوني، كنت عاوز اصرخ فيها بقوة لكن للأسف اللي هي محتاجاه دلوقتي الاحتواء.
_خير يا بابا ماما قالتي إن حضرتك عاوزني.
_ كبرتي يا ديجا وبقيتي عروسة.
قلتها وأنا ببصلها بحنين.
_ ايه يا بابا جايبلي عريس.
قالتها بضحك،إبتسمت وقلت...
_ اه، في شاب شافك وأعجب بيكِ وبأخلاقك وطلبك مني، هو بصراحة كويس جدًا خلقيا وعلميا
واجتماعيا.هو يبقى معيد في كلية هندسة وشافك أكتر من مرة وسأل عنك وجالي.
_ معيد في هندسة وشافني فين.
_ في الجامعة هيكون فين، إن شاء الله هو هييجي بعد بكرة تشوفيه ولو مناسب ولا لأ.
_ اللي فيه الخير يقدمه ربنا.
و جه اليوم المشهود وقعدت مع العريس، كنت حاسس بغيرة بتنهش في قلبي وأنا شايفها قاعدة مع راجل غيري، وزادت الغيرة جوايا أكتر لما وافقت على الزواج منه، وكأن عقلي متخيلش إنها ممكن في يوم تسيبني.
رغم السعادة اللي مريت بيها معاها في كل سنين عمرها، إلا إن فرحتي يوم فرحها كانت مميزة وأحلى فرحة فرحتها فيهم، كنت سعيد وسعادتي تخطت حد السماء وأنا شيفها بتلف بفستانها وبتسألني عن رأيي في شكله، كنت شايفها وأكنها حورية من حوريات الجنان، ضميتها بحب وحنان وفي اللحظة دي عيطنا إحنا الإثنين، مكنتش عاوز اخرجها من حضني كنت عاوزها تفضل فيه لكن للأسف بيجي يوم لكل عصفورة وتخرج من العش بتاعها للوكر اللي هتكمل فيه حياتها.
_ مُبارك يا أجمل نساء الكون.
قلتها وأنا بخرجها من حضني.
_ الله يبارك فيك يا أغلى من في الكون.
قالتها وهي بتبوس إيدي.
نهت جملتها وضممتها بقوة أكتر كنت عاوز أدخلها بين ضلوعي، وأهرب بها من العالم كله.
لما مسكت ايدها عشان اوديها لزوجها،مكنتش عاوز اوديهاله، دي حته مني انا الاحق أنها تعيش في بيتي،لكن للأسف مش كل اللي بيطلبه المريء بيدركه، كلها دقايق وتبقي مراته.
وقت عقد قرانها، وإيدي في إيد زوجها، بكيت وأنا بقول زوجتك ابنتي، نزلت دموعي مقدرتش اتحكم فيها، حسيت وكأن في قطعة من قلبي اتسحبت، هنا تيقنت إنها غالية لحد لا يوصف.
_ تحطها في عيونك يا حمزة.
قلتها وأنا بسلم عليه بعد عقد قرانهم.
_ في قلبي قبل عيوني واللي يحبه القلب يخاف على زعله صح.
_ صح.
نهيت جملتي فستأذني عشان يروح لزوجتة خلاص بقت ملكه، ضمها ودار بيها حسيت بالغيرة وقتها، عارف إنها مراته بس هي بنتي وكل ما أملك.
كنت ببصلها بسعادة وهي بترقص مع زوجها، نزلت دموعي من فرط سعادتي بيها، بصيتلي وسابت زوجها وجت تجاهي عشان تكمل رقصتها معايا، ضمتني وقالت...
_ هتفضل أنتَ حبيبي الأول والأبدي.
ماذا عندما يكون الاب هو الملجئ الدائم والحبيب الاول.
عزيزي القاريء لو عجبتك الحدوتة متنساش تكتب رأيك سواء بالسلب أو بالإيجاب كي تطور من الذات.