الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 4 من 145 صفحات

موقع أيام نيوز

ياورد بس سرحت شويه في الراجل اللي في شارع اللي ورانا 
فضحكت ورد بأستمتاع 
هي مراته وكلتك في قضية الخلع 
فحركت مهرة رأسها وهي تغمض عيناها بتثاوب 
نامي يلا ياورد بكره يوم طوويل وعايزه استعدله كويس
رفعت مرام يداها وهي تدعو الله ان يغفر لها ذلك الذنب ويسترها ووضعت بيدها علي بطنها تفكر
ماذا سيحدث لو أنكر كريم أبوته بالطفل فهي علمت بحملها في نفس اليوم الذي قطع فيه ورقة زواجهم العرفي 
تناولت مهرة طعامها سريعا وهي إلى الان لم تجد شئ يجعلها تقف ندا امام ذلك الرجل لتنظر إليها ورد بشك
انتي في حاجه قلقاكي يامهرة 
لترفع مهرة عيناها عن طبق طعامها الذي تأكل منه ونظرت إلي شقيقتها 
عليكي طبق فول يابت ياورد تسلم أيدك 
فأبتسمت ورد ثم تابعت مهرة عباراتها 
فكريني اعملك عربية فول
لتضحك ورد وهي تكمل تناول طعامها 
تصدقي فكره حلوه
وحركت يدها في الهواء وهي تهتف 
ونسميه فول ورد العظيم
زي اسم فيلم محمد هنيدي فول الصين العظيم 
لينفجروا ضاحكين وأخدت مهرة كوب الشاي خاصتها 
انا هنزل المكتب بقي وانتي افتحي محل البقالة النهارده عشان عندي مشوار مهم بعد ساعتين 
وقبل ان تسألها ورد عن مشوارها انصرفت من أمامها سريعا ونظرات ورد تخترقها 
مش مطمنالك يامهرة 
ونهضت تجمع الأطباق من فوق المائده وهي تدندن 
الحياه حلوه بس نفهمها 
جلست بيأس في مكتبها فالوقت يمر ولم تجد إلي الأن شيء مفيد وكادت ان تغلق تصفح هاتفها ورؤية كل ماينشر عنه 
وفجأه توقفت على أحد الأخبار الحصرية والتي صدرت اليوم وكان الخبر ينص علي ترشيحه لأحد المنظمات الهامه دوليا وهذا سيكون حدث لم يسبق حدوثه لرجل أعمال بالوطن ليتهلل أساريرها 
فبالتأكيد سيخشي علي وضعه في عالم المال 
فيبدو أن تلك المنظمه من المنظمات التي لا تسمح بأنضمام العرب الا نادرا وبحثت عن عنوان الشركه الرئيسيه والتي يتواجد بها دوما
وهندمت من ملابسها التي كانت عباره عن بدلة رمادية اللون وعقدت شعرها كالمعتاد ثم ألتقطت نظارتها من درج مكتبها فأصبحت تبدو بهيئة الرجال 
جلس على مكتبه بزهو فالخبر الذي أخبره به أحد معارفه خارج البلاد يبدو سيكون حقيقيا فالصحف الدوليه قد تحدثت علي المرشحين الجدد للمنظمه غير الصحف المحليه 
كما ان رجال السياسه بالدوله هاتفوه ليخبروه انهم متوقعين وجوده في تلك المنظمه وأن تلك التنبؤات ماهي الا حقيقه ولكن لابد ان تخفي المنظمه للنهاية أسم أعضائها الجدد تلك هي قوانينها 
وقفت مهرة أمام الشركه الضخمه تنظر حولها تستجمع قواها
وتعيد علي نفسها الكلمات التي ستهاجمه بها 
ولن تجعله ينطق بكلمه وسيجبر اخيه علي الزواج ويعترف بالطفل وزفرت أنفاسها بقوه ثم تقدمت نحو الداخل ليسألها حارس الأمن عن وجهتها 
فنظرت اليه بحنق 
هو اي حد بيدخل هنا لازم تسأله رايح فين
ليحرك حارس الأمن رأسه 
ديه جراءات يافندم 
لتطالع المكان بالداخل فالمكان عريق كوجهته وعندما أستمعت لسؤال حارس الأمن مجددا 
طالعه 
وقبل ان تكمل باقي عباراتها وجدت فتاتان يخبران الحارس الآخر علي وجهتهم فهم لديهم مقابلة عمل 
ياأستاذه انتي مش بسألك طالعه لمين
لتحدق به مهرة لثواني وقد وجدت أخيرا اجابتها فلو أخبرتهم أنها تريد صاحب العمل سيصرفوها على الفور او سيخبروها بأخذ ميعاد مسبق 
انا عندي مقابلة عمل
ليزفر الحارس أنفاسه بضيق 
وكل ده عشان تقوليلي الكلمتين دول 
اتفضلي ياأنسه عطلتيني
فنظرت اليه مهرة بأمتعاض متمتمه قبل ان تدلف للداخل 
يعني عطلتك على كوباية الشاي مثلا
لتسمع صوت ضحكات الحارس الآخر اما هو وقف يطالع 
أثرها بحنق
مرت بضعة دقائق وهي تبحث عن مكتب رئيس الشركه وقد ازداد حنقها من نظرات الموظفين لها 
فالكل يتفحص ملابسها بطريقة ممله وأخيرا وجدت الطابق الذي به مكتبه ونظرت إلي مكتبه الضخم 
وانا اللي فاكره الأوضة اللي كلها شبر ف شبر ديه مكتب وفي النازله والطالعه أقول للبت ورد انا نازله المكتب انا طالعه المكتب 
ونفضت رأسها سريعا وهي تهتف داخلها
مش وقت الأنبهار ده يامهرة 
وتقدمت للداخل لتجد سيدة منمقة ويبدو عليها الوقار 
فترفع مني وجهها نحوها متسأله وهي تتفحصها 
شكلك تقصدي أدوار الموظفين ياانسه 
وأشارت إليها بالخروج وعادت لمطالعة أوراقها مجددا 
لتضع مهرة يدها على الأوراق التي أمامها بحزم يخفي رهبتها من تلك المقابله 
عايزه أقابل صاحب الشركه
فرفعت مني طرف عيناها من تحت نظارتها الطبيه 
عندك ميعاد سابق 
فهتفت مهرة بحنق 
لاء معنديش 
وبنفس الأصبع الذي أشارت به مسبقا كي تخرج أشارت به بعد ان علمت اجابتها 
أتفضلي ياانسه
ورفعت هاتف مكتبها حانقة 
ازاي موظف الأستقبال يطلعك هنا من غير ميعاد سابق وتركت مني سماعة الهاتف ونهضت خلفها مهرولة 
انتي ياأنسه هطلبلك الأمن 
وانتهت مني من تلك الكلمه عند دخول مهرة مكتب جاسم لينهض من فوق مقعده متسائلا 
في ايه يامني 
ونظر إلي مهرة وأشار عليها بأستياء 
مين ديه 
ليزداد أمتعاض مهرة من وقاحته 
مدام الذوق والاحترام مبيجبش حاجه نستخدم قلة الاحترام 
وأشارت علي مني مثلما كانت تشير عليها 
قول لسكرتيرتك تخرج ولا حابب تسمع فضايح المحروس أخوك كيمو 
فتهجم وجه جاسم وأقترب منها پغضب 
أتكلمي عدل بدل ماأطلبلك الأمن 
لتقف مني تطالع المشهد الي ان وجدت مهرة تجلس علي أحد المقاعد بأسترخاء 
وماله خلينا نتكلم
ونقول فضايحكم علي الملئ 
فنظر جاسم نحوها بضيق ثم الي مني 
أتفضلي انتي يامني على مكتبك 
وعاد ينظر إليها بأشمئزاز فأبتسمت هي بفخر ووضعت بساق فوق الآخر ونفخت أنفاسها بالهواء وهي تطالع نظراته المشمئزه 
متخفش مافيش جراثيم 
ليضرب جاسم كفوفه ببعضهم پغضب 
لتقولي جايه ليها لتتفضلي تخرجي بره 
ثم تابع بجمود 
انا لحد دلوقتي بتعامل معاكي بهدوء شكلك متعرفيش انتي واقفه قدام مين
فتعالت ضحكاتها وهي تخبره بهويته 
جاسم الشرقاوي حصلنا الړعب
ليتقدم جاسم نحوها وقبل ان يبدي ردة فعل 
نزلت كلماتها كالصاعقة فتاة تحمل طفلا من أخيه وبعد دقائق كان يجلس على أحد المقاعد مفكرا في اﻻمر 
وأحنا ايه ضمنا ان الطفل ابننا 
ثم تابع بتهكم 
ما يمكن أختك زي ماهي تعرف كريم تعرف رجاله تانيه
لتنتفض من مقعدها پغضب 
لاء اختي وخط أحمر انت سامع
فحدق بها جاسم ساخرا وأقترب منها ضاحكا 
المطلوب 
ثم تابع بعملية 
عايزه كام مليون ولا أتنين 
فأقتربت منه وقد ازداد بغضها لفظاظته ورفعت سبابتها امام وجهه 
وفر فلوسك لنفسك 
وتابعت بنظرات ضيقه 
كده نجيب بقي حقنا بالمحاكم واه تحاليل ال 
تقدر تثبت كلامي  
وألتفت بجسدها فسمعت صوته 
اتنين مليون ونص والموضوع ينتهي 
فضحكت وهي تتباطئ بخطواتها 
مبرووك مقدما علي ترشيحك في المنظمه
وعندما فهم مقصدها 
أستني عندك انتي فكراني بتهدد
فعادت صوت ضحكاتها تعلو 
لاء انا مبهددش بس انا بنفذ علطول
وتابعت حركتها بمكر 
كان في صحفي كده بيحبك اووي وماهيصدق الصراحه وألتفت نحوه وأخذت تفكر ببرود 
أسمه ايه يامهرة أسمه ايه 
اه افتكرت هيثم فؤاد 
وقبل ان يهتف جاسم بحرف دلف كريم لداخل مكتب شقيقه متسائلا 
جاسم انت فاضي ثم نظر لمهرة 
لتبتسم مهرة لرؤيه وهي تعلم جيدا بهويته فقد وجدت أحد الصور تجمعهم سويا وعلمت أنه المدعو كريم 
مين ديه ياجاسم !
وفجأه صدح صوت صڤعة قوية لتتسع عين جاسم وهو ينظر لأخيه الذي وضع بيده علي وجهه من أثر الصڤعة 
القلم ده عشان تعرف ازاي تلعب ببنات الناس 
وألقت بنظرة أخيرة علي جاسم الواقف يتابع المشهد بجمود 
وأقتربت من طاولة مكتبه ووضعت عليه كارتها الشخصي الذي يحتوي علي عنوان مكتب المحاماه خاصتها
وسارت مرفعة الرأس أمام نظرات كريم 
قدامك 24 ساعه بعدها انت عارف انا هعمل ايه
ثم نطقت ساخره 
ياجاسم باشا 
وبعد أن خرجت زفرت أنفاسها بقوه 
لتنظر إليها مني ببرود فأقتربت منها ومالت نحوها 
حسبي ليطقلك عرق ياطنط 
وابتعدت عنها وهي تصفر بزهو 
الفصل الثالث
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام

انت في الصفحة 4 من 145 صفحات