الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 3 من 145 صفحات

موقع أيام نيوز

يديه بقوه 
جلست مهرة في مكتبها الصغير الذي كان في الأصل مخزن بضائع للبقالة 
ورغم عدم رفاهية المكان الا انه كان نظيف تملئه كتب القانون 
وخلعت نظارتها بعد ان أنهت قراءة أحد الكتب واخذت تفرك عنقها
لتجد مرام تتقدم نحوها بأعين باكية فكريم بالأمس أنهي علاقتهما وتركها دون رحمه 
وعندما رأتها مهرة بتلك الهيئة نهضت من فوق مقعدها الخشبي وأقتربت منها بقلق 
مرام انتي بټعيطي طنط صفاء حصلها حاجه طب عمي عادل 
فتعالت صوت شهقات مرام فأزداد قلق مهرة وكادت ان تركض لأعلي كي تطمئن عليهم الا ان يد مرام أوقفتها 
انا ضعت يامهرة 
وتابعت وهي تنظر لعين مهرة قبل أن تسقط أرضا 
انا 
الفصل الثاني
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
أرتعشت شفتيها وهي جاثية أرضا لا تقوي علي أخبارها بمصابها 
كلماتها أنحصرت بين انا وكلمات ضياعها 
فوقفت مهرة تطالعها پخوف دب بقلبها وأنتبهت الي جلستها فأسرعت نحو كأس الماء الموضوع علي مكتبها وألتقطته
وقبل ان تلتف اليها وتعطيه لها 
سقط الكأس منها ليتناثر زجاجه تحت قدميها 
انا حامل يامهرة !
صډمه قاټلة تلقتها فمن يصدق ان الفتاة التي تربت معهم
هي وشقيقتها وكانت كالشقيقه لهم قبل ان تبتعد عنهم 
تفعل تلك الفعلة الشنيعه 
وظنت للحظات ان ماسمعته كان مجرد تهيأت خلقها عقلها 
ولكن مرام مازالت كما هي تجلس أرضا تنتحب وتلطم وجهها وتحكي لها عنه وكيف أحبته وصدقت وعوده وتزوجته زواج عرفيا 
ووجدت نفسها تجلس أرضا جانبها تمسك كفوفها المرتعشه بكفوفها المتعرقه وهزتها بقوه 
قولي انك بتكدبي عليا انتي بتكدبي صح 
وتذكرت والدي مرام 
قولي انك بتكدبي يامرام عشان خاطرهم قولي انك بتكدبي ومش هتكسريهم 
فحدقت بها مرام بوجه شاحب وطأطأت رأسها بخزي 
حبيته وضحك عليا ساعديني يامهرة ساعديني 
ولم تشعر بشئ بعدها الا صوت يأتي من بعيد يهتف بأسمها 
مرااااام !
جلس كريم وسط رفقائه يحتسي الخمر وهو شارد فيما حدث أمس مازال صوت توسلاتها يحاوطه 
مازالت صدي كلماتها تخترق قلبه كالسهام
انت ضيعتني منك لله 
وأخذ يرتشف من كأسه ببطئ الي ان وجد أحدهم يأخذ منه الكأس 
فوق ياكريم انت كده بتضيع نفسك وبتدمر اللي حواليك 
فرفع كريم عيناه نحوه قائلا بتهكم وبعقل غائب 
قول لجاسم باشا أني سيبتها زي ماأمر 
وضحك ساخرا وهو يضرب صدره بقوه 
هي دخلت حياتي غلط
فأشفق ياسر عليه وجلس جانبه وهو يتنهد 
ولا يعلم بما سيجيبه 
أغلقت غرفة مكتبها بعدما وضعت مرام علي الأريكة التي توجد بالغرفه وحمدت الله ان ورد في عرس إحدى رفيقاتها 
ونظرت إلى مرام التي تمسح حبات العرق من علي وجهها وترتشف من كأس الماء الذي بيدها الأخرى ومازالت تبكي 
فجذبت مهرة أحد الكراسي وجلست أمامها وقد أصبحت عيناها جامده 
مين اللي عمل فيكي كده
فتعلثمت مرام ولم تستطع أخبارها بهويته فهو من وهم من 
انطقي مين اللي عمل كده 
فطالعتها مرام پخوف ثم طأطأت رأسها أرضا 
كريم الشرقاوي اخوه جاسم الشرقاوي 
ثم تابعت بأرتجاف ونبرة مرتعشه 
احنا مش قدهم يامهرة
فنظرت إليها مهرة پغضب 
مين جاسم الشرقاوي ده 
فهتفت مرام بخفوت 
صاحب مجموعة الشرقاوي 
لتحدق بها مهرة بقوه وهي تفكر بذلك الأسم الي ان أتسعت عيناها فور ان تذكرت أسمه 
وكيف لا تتذكره وأحدي جارتها قد اطلقت زعروطتها المعتدين عليها فور حدوث اي حدث مهم بمنطقتهم لان ابنها عمل محاسب بشركته 
غير شقيقتها ورد التي من أحلامها العمل بأحد افرع مجموعة شركاته 
وعادت بنظراتها نحو مرام الباكية وصوتها المرتجف 
انا ضعت يامهرة ضعت وكسرت أهلي معايا 
وتابعت وهي تكتم صوت شهقاتها 
دول ممكن يموتوا فيها 
وكادت ان تصرخ بها مهرة تخبرها أين كان الندم قبل ان تفعل تلك الخطيئة ولكن وقت العتاب قد فات آوانه 
وتمتمت
پغضب ساحق 
لو كان مين اخوه مش هسيبهم وهرفع قضيه عليهم 
لتمسك مرام يدها وهي تشهق پخوف 
لاء يامهرة انا كده هتفضح 
وأخدت تلطم وجهها بقوه ثم بطنها 
يارب اموت وأرتاح 
لتقترب منها مهرة وتهز جسدها بقوه 
وطي صوتك واخرسي خالص خلينا نفكر في حل للمصېبة ديه
وأبتعدت عنها وذهبت نحو كرسي مكتبها تجلس عليه 
ثم جذبت أحد الأوراق من علي مكتبها وقلما وبدأت ترسم دوائر فهذه هي وسيلة تفكيرها 
الي ان لمعت عيناها ورفعت وجهها نحو مرام التي وقفت تطالعها بشفتي مرتعشه 
وقف امام سيارة شقيقه التي يقودها ياسر بعد ان اوصله للفيلا الراقية التي يعيشون فيها ومد يديه نحو كريم الذي لم يقوي علي الخروج من السياره 
ونظر لياسر بأمتنان 
شكرا يا ياسر 
وأسند كريم وصعد الدرج نحو بهو الفيلا 
امتي هتبطل الشرب 
فضحك كريم وهو يتطوح بجسده عليه 
أنت ليه محسسني اني عيل صغير قدامك 
ودفع ذراعيه ووقف أمامه وهو يشير لنفسه 
بطل تعيش دور الاب بقي ابويا ماټ من أربع سنين 
لېصرخ به جاسم بقوه 
لاء أبوك ماټ من اكتر من اتنين وعشرين سنه يااستاذ 
وتابع وهو يضغط علي يديه بقوه 
ابوك الحقيقي 
فدفعه كريم وهي يترنح في وقفته 
أبعد عني انت قلبك حجر انت كنت بتكرههم 
هي اترجتك كتير عشان تحبها وانت 
وقبل ان يكمل باقي عباراته التي لم يشعر بقسۏتها علي من يقف أمامه ترنح بجسده للامام وكاد ان يسقط أرضا 
ليعود جاسم بأسناده وهو يتمتم 
مقدرتش أكرهها ولا أكرهه مكرهتهوش عشانك انت ولا حتي کرهت شهد 
فهمس كريم أسمها بحنين وهي يتذكر شهد شقيقتهما التي توفت معهم بالحاډثه 
شهد !
ووصل الي غرفته ثم سقط بكامل جسده علي فراشه لينحني جاسم نحو اقدامه يزيل حذائه ثم عدل من وضع نومته وطالعه بحنان وألم 
ليفتح كريم عيناه 
ونظر اليه بأعين يتراكم بها الألم 
ماما كانت بتحبك اووي ياجاسم 
وابتسم قبل ان يغفو 
وانا كمان بحبك انا أسف
وسقط في بحور ذكرياته مع والدته وشقيقته وزوج والدته الذي أحبه وكأنه أباه لينظر إليه جاسم بحب ثم انصرف نحو غرفته هو الآخر 
جلست مهرة علي فراشها تتفحص المعلومات الخاصه بأحد رموز الأقتصاد بالبلد وتمسك مفكرتها وتدون كل معلومه مهمه عن جاسم الشرقاوي
ووقفت للحظات امام صوره تنظر إلي وقفته التي تليق برجل أعمال مثله وأخذت تبحث عن كل صوره والتي لا تخلو من الشخصيات الهامه أقتصاديا او إعلاميا او سياسيا وزفرت أنفاسها بقوه 
وهي تتأمل قسمات وجهه 
لو انت جاسم الشرقاوي فأنا مهرة بنت زينب 
ورفعت أصبعها نحو شاشة هاتفها تحركه امام صورته 
قال رمز يفتخر بيه قال كنت ربي أخوك ياأستاذ
لتدخل ورد عليها في تلك اللحظه دون ان تطرق الباب وتقترب منها قائله 
انتي لسا منمتيش 
ثم نظرت إلى المفكره اللي بجانبها وتسألت 
انتي بتعملي ايه
فأرتبكت مهرة وأغلقت هاتفها ثم وضعت مفكرتها أسفل وسادتها 
ديه مجرد معلومات بجمعها
فحركت ورد حاجبيها بمكر 
ومالك أرتبكتي كده 
فطالعتها مهرة بجديه مصطنعه تداري ورائها أرتباكها 
ورد الله يخليكي انا مصدعه اوي وعايزه انام اطفيلي النور وخدي الباب في إيدك
فأبتسمت ورد ثم قفزت فوق الفراش بطريقه طفوليه 
لاء انا عايزه انام جنبك النهارده
ففردت مهرة أحد ذراعيها وأبتسمت بحنو ليناموا جانب بعضهم ومهرة تمسح علي شعرها بحنان شاردة في أمر مرام 
تتذكر لو ان شقيقتها
من حدث معها ذلك 
وعضت
على شفتيها بقوة عازمة بأن تساعد مرام مهما كلفها الأمر ومهما كانت نفوذ ذلك من يدعي بجاسم الشرقاوي وأنتبهت على تأوه ورد 
مهرة انتي بتشديلي شعري ليه ولا حنيتي للعبة سيب وانا أسيب فطالعتها مهرة دون فهم ثم نظرت الي يدها الملتفه حولها خصلات شعر ورد وتضغط عليها بقوه
فتركت شعرها فهي لم تشعر بفعلتها فقد كانت تتخيل ذلك الفاسق كريم أمامها 
وأبتسمت وهي تنظر إلي ورد ثم تذكرت
تلك اللعبه التي كانوا يقطعون بها شعور بعضهم 
معلش

انت في الصفحة 3 من 145 صفحات