الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 5 من 145 صفحات

موقع أيام نيوز

صادق 
وقفوا دون حركه والصمت يخيم المكان 
ليزفر جاسم أنفاسه بقوه وهو يقترب من أخيه بخطوات جامده 
تستحق القلم اللي ادتهولك عشان تفوق 
فيعض كريم علي شفتيه بقوه قابض علي يديه پغضب وألتف كي يلحق بمن صڤعته 
بنت ال 
ليجذبه جاسم من ذراعيه پغضب 
شايف استهتارك ياأستاذ وصلنا لايه
لينظر إليه كريم بجمود فتابع جاسم بحنق 
البنت اللي متجوزها عرفي في شقة المهندسين 
وصمت للحظات
حامل ياأستاذ 
وتلجم الصدمه كريم فهو قد ظن ان تلك الفتاه احدي اللاتي يمرح معهن ونسي ملامحها لكثرة من يعرفهن رغم ان شكلها لا يوحي أنها ترتاد تلك الأماكن التي يذهب اليها وهتف بتعلثم 
مرام حامل 
ثم وضع بيده علي خده الذي صڤعته عليه مهرة وهنا علم لما أستحق هذا
ليضحك جاسم ساخرا 
حسيت بالذنب دلوقتي كنت فاكر مجرد وقت والحكايه هتنتهي 
ودار حوله بجمود 
بقي في طفل ياأستاذ شوف بقي مين هيطلعك من المشكله ديه 
ليتأمل كريم ملامحه في صمت ثم غادر وهو يعلم بضرورة انصرافه الأن فملامح جاسم لا تبشر بالخير 
صعدت مهرة راكضة الي شقتها والسعادة تملئ شفتيها من نجاحها في ارهاب المدعو جاسم الشرقاوي 
لتجد مرام جالسة مع ورد في توتر ووجهها شاحب 
لتسألها عن حالها ثم تنظر لورد 
ورد حببتي محتاجه كوباية شاي من ايدك الحلوه اصل مصدعه اووي
فتبتسم ورد بحنان وتقترب من شقيقتها تربت بيدها علي كتفها 
حاضر 
وأنصرفت نحو المطبخ لتعد لها الشاي فأقتربت مرام بلهفة منها 
قبلتيه 
فحركت مهرة رأسها بصمت فتفرك مرام يديها بتوتر 
اكيد هددك يامهرة 
وسقطت دموعها بندم 
انا اللي ضيعت نفسي ولازم اتحمل غلطتي 
وتعالت صوت شهقاتها لتقترب منها مهرة سريعا تضع بيدها علي فمها 
هتفضحينا 
وازاحت يدها عن شفتيها كي تجعلها تخرج أنفاسها 
قولتلك مټخافيش 
لتأتي ورد في تلك اللحظه وتجول بنظراتها حولهم 
فقلبها يخبرها بوجود أمر ما بين شقيقتها ومرام 
وقبل ان تسألهم عن شئ تقدمت مهرة نحوها 
قائله بدعابه 
عايزه تشربيني شاي ياورد وانا علي
لحم بطني من الصبح 
لتتسع عين ورد فهي من طلبت الشاي 
ما انتي اللي قولتي عايزه تشربي شاي 
فأخدت مهرة الشاي منها ودفعت مرام نحوها 
خدي مرام وحضروا الغدا عشان ناكل 
فطالعتها مرام بملامح باهته قد فقدت بريقها 
لتوكظها مهرة بذراعيها 
فاكره نفسك ضيفه يلا علي المطبخ 
وتركتهم وانصرفت نحو غرفتها لتطالع كل من ورد ومرام خطواتها ثم ألتفوا نحو بعضهم 
لتنظر مرام لورد بنظرات أسفه لبعدها عنها منذ ان دخلت الجامعه 
وأقتربت منها ټحتضنها 
انا أسفه ياورد
لتضمها ورد بقوة وحنان تخبرها أنها أشتاقت لجلساتهم معا وأحلامهم سويا
وقطع تلك اللحظه صوت أحدهم 
ياأستاذه مهرة ياست الأستاذة 
لتخرج مهرة من غرفتها وقد ابدلت ملابسها 
هو الواد شيكا بينده عليا 
ووقفت تحدق بهم بصمت وهم يبكون متمتمه بحنق 
كملوا الدراما كملوا وسبوني جعانه 
لتضحك كل من ورد ومرام ولاول مره تكتشف مرام أنها اضاعت دفئ وسعاده بسبب سراب وأحلام وردية خرقاء أخذتها لطريق الخطيئة
وعاد الصوت يعلو ثانية 
ياأستاذه مهرة بضاعة المحل وصلت 
لتركض مهرة
نحو الشرفة التي تطل علي شارع حيهم 
واد
ياشيكا خليك واقف مع الأستاذ انا نازله اه 
وسارت نحو غرفتها تجلب المال لدفع ثمن البضاعة 
متمتمه 
مبلحقش أرتاح 
جالس علي فراشه يتأمل صورة والده بأسف لما وصل اليه شقيقه معتذرا منه انه لم يحافظ عليه 
ليطرق كريم الباب ودلف إليه يطالعه ثم تنهد وهو يطأطأ رأسه بخزي 
انا هتجوز مرام ياجاسم الطفل اللي في بطنها طفلي 
فرفع جاسم عيناه عن الصوره القابعه بين يديه ثم ألتف برأسه نحوه في صمت 
جلست تتصفح الجريدة في الصباح تنظر إلي خانة الوظائف لعلها تجد وظيفة تناسب شقيقتها 
ثم قلبت الصفحات حتي وصلت لمبتغاها 
وانكبت علي حل الكلمات المتقاطعه الي ان وجدت صبي الحاج إسماعيل الذي يعمل بالورشة التي
أمامها يخبرها 
في واحد بيه عايزك ياأستاذه مهرة تحسي كده من الناس المهمه اللي بتطلع في التليفزيون 
لتتسع عين مهرة وهي تنهض 
فين ياحماده 
ليبتعد حماده من أمامها لتجد جاسم يقترب من محل البقالة بملابسه المنمقه يغطي عينيه بنظارة سوداء تخفي ملامحه
ونظر بتفحص الي محل بقالتها ثم نظر الي الصبي 
الذي أشار نحوها 
استاذه مهرة اهي ياباشا
فحدق جاسم بمهرة الواقفه بصمت ووقف حماده بينهم يطالعهم بفضول ولكنه في النهايه انصرف نحو الورشة التي يعمل بها 
ليقترب جاسم ببضعة خطوات يتفحص تلك المرة مهرة بقميصها المقلم الذي يشبه الصبيه وشعرها المعقود بأحد الأقلام ونظارتها المائله نحو قمة أنفها 
هاتفا بجمود وهو يشير علي محل البقاله 
هو ده مكتب المحاماه 
لتطوي مهرة تلك الجريدةالتي مازالت بيدها 
وقد فاقت أخيرا من صدمة قدومه بتلك السرعه 
لتلتقط حذائها ذو اللون الوردي الخاص بورد ومن سوء حظها قررت اليوم ان ترتديه 
لتكون أمامه لوحة فنية من الألوان التي لا تلائم بعضها
لاء متقلقش هنقعدك في مكان يليق بوضعك
ثم أكملت ساخرة 
ياباشا 
وسارت لدخل البناية واتجهت نحو الباب الصغير لتفتحه
لتظهر حجرة مكتبها التي كانت بالنسبه له عباره عن جحر فأر فطالع جاسم الحجره قليلا ودلف داخلها لتهتف بحنق 
اسفين اصل المكان مش قد المقام
فتنهد بسأم وهو يخلع نظارته 
ياريت نتفاهم وننهي المهزله ديه
ثم اقترب منها ومال نحوها 
ومتختبريش صبري
وقبل ان تهتف بشئ ردا علي وقاحته وجدته يتخطاها ويجلس علي أحد المقاعد بأسترخاء
لتقضم العسلية التي بيدها بقوه وتذهب نحو كرسي مكتبها بزهو وتضع ساق فوق الآخر فتجد نظراته الساخرة تحدق بها فأخفضت عيناها نحو قدميها لتجد حذائها الوردي ذات الأصبع لتزيل ساقيها عن بعضهم متنحنحه بطريقة خشنه 
التفاهم الوحيد اللي بينا هو الجواز 
ثم تابعت وهي تقضم من الحلوي ببرود 
اخوك يتجوز مرام
فنظر اليها جاسم طويلا وكأنه 
يدرس الأمر وأخير هتف 
الجواز هيتم بعد أسبوعين
واعتدل في جلسته وهو يطالعها 
بجمود 
الموضوع هيتم من غير فضايح ومحدش هيعرف 
سبب الجوازه 
ونهض من فوق المقعد وأغلق أحد ازرار سترته 
كلمة واحده هتوصل للصحافه وحد يعرف بالموضوع هتعرفي ساعتها مين جاسم الشرقاوي 
وفي لمح البصر أختفي من أمامها وعاد يرتدي نظارته السوداء مجددا 
لتقف مهرة مصدومه من صمتها أمامه فهذا الرجل بحضوره يربكها وسارت خلفه كي تخبره أنها لا تخاف تهديده ولكن وجدته يقف امام سيارته ينتظر انهاء احدهم فحص سيارته
لتتقدم من الحج إسماعيل الذي وقف مبهورا بالسياره يضرب بيده عليها 
لاء عربيه أمريكاني متينه
واقترب من جاسم يمد له يده المشحمه بشحم السيارات كي يصافحه
فتابعت مهرة المشهد بصمت وهي تعلم أنه سينفر من مصافحته ولكن جاسم مد
له يده يصافحه
كل شئ بدء يتم سريعا في البداية رفض أهل مرام تلك الزيجة السريعه خاشين علي ابنتهم 
ولكن عندما بدء جاسم يخبر والدها عن أصولهم وقرية والدهم تذكره والد مرام لأنه من نفس قريته وأخذ يمدح به وبأخلاقه وترحم عليه 
كما أخبرهم جاسم بضرورة رحيل اخيه الي كندا لمتابعة اعمالهم هناك واتفقا والدي مرام ان لا ترحل ابنتهم قبل ان تكمل 
الشهر ونصف المتبقيان لها بالجامعه اولا 
فهم ينتظرون تخرجها من الجامعه بفارغ الصبر كي يشعروا أنهم اتموا واجبهم معها 
زيجة كان الصغط يحاوطها والثغرات توضع أمامها ولكن مهرة كانت تساند مرام بأقناع السيد عادل والسيدة صفاء بكل شيء حتي يلينو ويخضعوا للأمر فارحين ان أبنتهم ستتزوج زيجة لم ينالها 
أحد من أقاربهم أو معارفهم 
وقفت مهرة أمام مخبز الخبز تنتظر دورها لجلب حصة الأرغفة التي يحصلون عليها لتسمع بعض الهمسات عن زواج مرام وشطارتها في جلب عريس كهذا لتهتف أحداهن 
مش الحاجه إعتماد كانت بتدور علي عروسه لأبن اختها بس ايه ماشاء الله موظف في بنك كبير ومعاه عربيه وشقه تقول للخيل ارمح
وتابعت السيدة

انت في الصفحة 5 من 145 صفحات