الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 1 من 145 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
يقف بعيدا يجفف دموعه وهو يري آخر غير والده يحتضن والدته يقبل جبينها 
ووالدته تبتسم بأستحياء وكأنه الرجل الأول بحياتها الفرحه كانت تعم المكان فالكل سعيد بهذا الزواج من أقاربهم
فأبن العم الأرمل قد عاد ليتزوج بأمه الارمله
وكأن القدر أراد ان يلتقوا بعد ان افترقوا 

وبعد ۏفاة ابيه منذ عامين عاد الحبيب يدق أبواب حبيبته من جديد فالفرصه قد سنحت له ولها ولكن والدته في البداية رفضت بشده
أما الان هاهي سعيدة وقد نست أبيه 
دموعه أنسابت دون توقف رغم محاولته الممېته بأن يمنع هبوطها 
فوالده ذات يوم أخبره ان الرجال لا يبكون 
ورفع صورة والده ببذلته العسكرية وقلبه يتقطر ألما الي ان شعر بيد جدته الحبيبه علي كتفه الصغير 
مش هتبارك لماما ياجاسم 
فرفع عيناه نحوها فقد كانت تمسك بيدها اخيه الصغيركريم الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام وشقهت پصدمه وهي تري هيئته التي تقطع البدن وأسرعت في ضمھ اليها تربت علي كتفه بحنان
ليسمع صوت والدته القريب منهم والتي ما ان رأت المشهد چثت 
علي ركبتيها أمامه باكية
انا اسفه ياحبيبي سامحني
فأشاح وجهه بعيدا عنها 
ثم ترك أحضان جدته وركض نحو غرفته الصغيره ولم يخرج منها الا عندما رحلت هي وزوجها وشقيقه الذي أخذته معها وتركته طفلا في الثاني عشر تحت رعاية جدته وأصبحت علاقتهما مجرد زيارات حين يسمح عمل زوجها ومن هنا بدأت حكاية 
جاسم الشرقاوي 
بدء الضجيج يعم منطقتها البسيطه الدافئه وصوت العم اسماعيل يعلو وهو يهتف بأسم الصبي الذي يعمل معه في ورشته الصغيره ففتحت عيناها ببطئ وأخذت تشعث شعرها بحركه معتاده عليها منذ الصغر 
ونهضت من فوق فراشها بمنامتها غير المتناسقه فكل قطعه من منامة أخري وفردت ذراعيها وهي تهتف 
صباح الخير يامنطقتنا العظيمه 
وسارت نحو تلك المنضده الصغيره التي تحمل صورة والدتها 
صباح الخير يا ماما وحشتيني اووي 
وسقطت دموعها وهي تتذكر يوم ۏفاتها والذي مر عليه أربعة أعوام والدتها كانت امرأه عظيمه أفنت عمرها عليها وعلي شقيقتها التي تصغرها بعامين ولكن الغلطه الوحيده التي اقترفتها في حياتها أنها تزوجت من رجل متزوج يبحث عن زوجه كمجرد وعاء تحمل وتلد اختارها من قبل زوجته المحبه وابنة العم الغاليه وام الذكور حاليا 
والتي لم تكن تنجب
وفور ان حملت والدتها بشقيقتها ورد حملت الاخري بالتوأمين كرم وأكرم وكانت هذه كالمعجزه فبعد عشرة اعوام من الزواج قد تحقق ما أملت به 
ومع مرور الوقت بدأت المشاكل تظهر الي ان جاء والدها ذات يوم وهي فتاه في الخامسة من عمرها ومازالت تتذكر ذلك اليوم بشدة فقد كانت تقف علي أعتاب باب حجرتها تحمل دميتها بيدها وتنظر إلي دموع والدتها وهي تخبر والدها أنها أحبته وراضيه بأن يأتي إليها يوم واحد فقط بالأسبوع 
ولكن والدها العاشق لتراب زوجته الأولي كان رده الذي حفظته عن ظهر قلب 
الحياه بينا انتهت يازينب بناتي هبعتلك فلوس ليهم كل اخر الشهر وهبقي ازورهم من وقت للتاني ثم نطق وهو يزفر أنفاسه بقوه 
أنتي طالق ! 
لتفيق علي صوت يهتف بأسمها من أسفل البناية التي يعيشون فيها وقد كانت إرث والدتها من والديها 
ياست مهرة ياست الأستاذه مهرة مش هتفتحي محل البقاله عايزين نشتري طلباتنا
لتتذكر امر بقالتها وتركض نحو المرحاض وضحكات ورد تعلو المكان وهي تضع اطباق الفطار علي المائده وبعد مده كانت تقضم احدي اللقم سريعا 
عندي جلسة في المحكمه بعد الضهر أبقي اكويلي الروب وحضريلي الشنطه وحطي الأوراق بتاعت القضيه جواها لتضحك ورد وهي تطالعها 
حاضر ياحضرت الافوكاتو علم وينفذ
فضحكت مهرة وهي ترفع خصلات شعرها وتحكم في ربطها فتبدو وكأنها ناظرة مدرسه 
اما أنزل بقي اشوف الواد بندق ده وكادت ان تلتف بجسدها الا أنها عادت إلي كوب الشاي خاصتها ترتشف منه القليل ثم وضعته علي المائده مره أخرى ولكن ألتقطته ثانية تحت نظرات ورد 
لاء تعالا انت معايا محتاجه اكملك تحت وانصرفت نحو الأسفل بهيئتها التي تشبه الصبيه في الملابس ولكن كملامح رغم جمودها الا أنها تحمل وجه ملائكي تحاول ان تخفيه فهي رجل هذا البيت والرجال لا يحملون تلك الأوجه 
دخلت بخزي امام حارس تلك البناية الراقيه التي لا يقنطها الا أصحاب المال وبعد برهه كانت تغادر المصعد
وهي تضم كتبها بذراعيها وتقاوم دموعها فوالديها اخبراها ان أحدهم تقدم لخطبتها 
ودلفت لداخل الشقه التي شهدت حبهم المحرم وأبتسم وهو يسمع خطواتها بعدما أغلقت باب الشقة التي تملك مفتاحها 
جيتي ياحببتي
فأرتبكت مرام وهي تنظر اليه فكيف ستخبره اليوم ان يتعجل في أخبار أخيه بحبهم وان يأتي ليتقدم اليها سبعة أشهر مروا على علاقتهما ولا جديد
يحدث الا تلك اللقاءات السرية التي تجمعهم واقترب منها وقبل وجنتيها ثم حاوط خصرها بذراعيه مبتسما
وبدء يحرك قمة أنفه علي أنفها الصغير
مداعبا اياها 
مالك يامرام حد في البيت عندك حس بحاجه
فحركت رأسها بنفي ونظرت لعيناه التي هي سبب في عشقه وتصديق كل وعوده 
انت هتيجي تتقدملي امتي ياكريم
فأبتعد عنها بضيق بسبب تلك الاسطوانة التي أصبحت ترددها يوميا وسار نحو المطبخ يعد لنفسه فنجان قهوه لعله يفيق من سهرة أمس 
قولتلك يامرام لما أثبت نفسي لجاسم الأول 
فأتبعته برجاء وأحاطت خصره بذراعيها 
ما انت بقالك تلت شهور شغال معاه في الشركة حتى قولتلي انه بدء يتبسط منك وهي تهمس بحب 
مبقاش ليا مبرر في رفض العرسان ديه اخر سنه ليا في الكليه
ليلتف إليها وهو يزفر أنفاسه ويطالع قسمات وجهها 
فقد بدء يمل من تلك العلاقه ولكنه لا يستطيع أن يتركها
فظن أنه عندما يحصل عليها سينتهي من تأثيرها عليه
ولكن كل يوم يرغب بها بشده
وعندما ظهرت الرغبه في عينيه نظر الي ساعة معصمه وابتسم وقد ازاح حديثها خلف ظهره 
مش مهم اتأخر علي الشركه ساعتين 
وهتف وهو يسحبها خلفه نحو الغرفه 
أنسي اي حاجه دلوقتي ومتفكريش غير في حبنا
وضاعت معه في الطريق الذي دخلته هي بأرادتها
فمنذ ان دخلت الجامعه الامريكيه التي حصلت علي منحتها من قبل الدوله كونها من أوائل الثانويه العامه أصبحت نظراتها نحو طبقات الأثرياء الي ان اقتربت منهم
وفي احدي أعياد ميلاد زميلاتها والتي تعد ابنة أحد السفراء تعرفت علي كريم وبدأت حكايتهم منذ عام ونصف
وبعدما إنتهت جولة العشق المحرمه أسرع في النهوض من جانبها لتغطي جسدها بأعين دامعه
وبعد دقائق كان يخرج من المرحاض وهو يدندن ناظرا اليها يتفحص هيئتها أسفل الغطاء غامزا لها بمكر 
كده الواحد يبدء شغله مع جاسم بطاقه
لتبتسم اليه بأبتسامه ضائعه تتذكر كريم شقيق من فمن لا يعرف جاسم الشرقاوي في البلد ذلك الرجل الذي أصبح اسمه مميز في الوطن منذ أربع سنوات والكل يتكلم عن الرجل الثلاثيني الذي عاد من خارج البلاد يستثمر امواله في وطنه بجانب أعماله التي مازالت 
بكندا 
بحضوره الطاغي يخرج من سيارته الحديثه ينظر إلى البناء الضخم الذي يحمل اسم الشرقاوي وبخطي دقيقه يسير نحو الصرح العظيم لمجموعته يطالعه موظفينه برهبه وآخرين بحسد واخريات بحالميه 
واقترب منه مدير أعماله يخبره ببعض المستجدات الي ان وصل للطابق الخاص الذي يقبع فيه مكتبه 
فتقف مديرة مكتبه مدام مني تلك المرأه الاربعينيه والتي هي مثال للعقل المحكم المحنك فقاعدتها في الحياه العمل ثم العمل 
وبعد دقائق كانت
السابق
صفحة 1 / 145
التالي

انت في الصفحة 1 من 145 صفحات