رواية كلبي دمر مخططاتي بقلم الكاتبة ريناد يوسف جميلة جدا
رواية كلبي دمر مخططاتي بقلم الكاتبة ريناد يوسف جميلة جدا
واتصلت برقم واول مارد عليا همست پغضب
ايوه يادكتوره.. ايه اللي سمعته النهارده ده.. امي ابتدت تحس برجليها وبتقول انها قربت تخف وترجع تمشي من تاني.. عارفه دا لو حصل انا هعمل فيكي ايه.. ماهو انا مفضلش اديكي كل شويه فلوس قد كده وفي الاخر امي تخف وترجع تمشي.. دا لو حصل هتدمر وادمرك معايا.
ردت عليا الدكتوره وقالت
متقلقش يامحمود باشا دا إحساس عادي وهي فعلا ممكن ترجع تقدر تقف علي رجليها بس صدقني مش هتقدر تخطي اكتر من خطوتين وتقع.. انا بديها اللي يعملها هشاشه في العضم ويضعفها وميخليش عندها اي طاقه تمشي او حيل تصلب طولها حتي..ولو حصل ومشيت ممكن مع اقل حركه ومجهود رجلها او دراعها يتكسر.. متقلقش انا عارفه انا بعمل ايه كويس اوووي اطمن.
ماشي يادكتوره هطمن واسكت لما اشوف اخرتها ايه.
قفلت معاها واتفاجئت ببنتي الكبيره مرام اللي عندها خمس سنين صاحيه وسألتني بفضول الاطفال المعتاد
بابا هو انت ليه مش عايز تيته ترجع تمشي
رديت عليها بسرعه وانا بحاول اتوه الكلام
ليه ياحبيبتي بتقولي كده.. انتي فهمتي غلط انا عايزها تمشي بسرعه مش تمشي بعد مده طويله.. انا بستعجل الدكتوره عشان تشد حيلها في علاج جدتك وترجع تمشي قوام.
سكتت مرام ودعيت انها تكون دخل عليها كلامي مع انها ذكيه جدا ولماحه وكلامها كتير واتسلل الخۏف لقلبي من ناحيتها بس رجعت طمنت نفسي انها طفله ومحدش هيصدقها اكيد حتى لو اتكلمت وقالت اصله كلام ميدخلش عقل حد.
وبعدها سبتهم ورحت لهناء مراتي اقعد معاها شويه هي كمان واتكلم معاها واسألها لو محتاجه حاجه.. اصلى حاسس الفتره اللي فاتت دي إنها بعدت عني من بعد ماابتدت تندمج معايا واخيرا تعاملني كزوج وتتقبلني وابتدا يكون فيه مابينا موده ورحمه من بعد ماكنت فقدت الامل إن دا يحصل في يوم من الايام.
قعدت مع هناء ومع الساعه ٤ بالظبط وفميعاد كل يوم ابتدا بيتو ينبح بهستريا ويعمل الدوشه اللي بيعملها فنفس الميعاد ده كل يوم وبصيت لهناء لقيتها قامت تبص من الشباك مع انها عارفه انها مش هتعرف تشوفه لكنها دايما تحاول وهمست وهي مش واخده بالها
وبصتلي وبترجي قالتلي
محمود انا نفسي اشوف بيتو لو سمحت.. اشوفه مره وحده بس وانا متاكده انه مش ممكن هيأذيني.
رديت عليها بعصبيه وخوف
لا طبعا انتي اكيد بنهزري.. قولتلك الف مره بيتو من ساعة اليوم اياه وهو اتسعر وجاله سعار ومبقاش يعرف اي حد وبقا عدواني جدا وانا لولا بس انه غالي عليا كنت سمعت كلام الدكتور البيطري واتخلصت منه.. بس انا العشره مش هاينه عليا ولا
ناسي بيتو كان بيعمل عشاني وعلشانا كلنا ايه زمان.
ردت هناء بحزن
ياخساره يابيتو.. حقيقي انا حزينه عليه وكان نفسي يفضل وسطنا لأخر العمر وولادي يتربو ويكبرو فحمايته زي ماحصل معانا.. لكن للزمن احكام والظاهر إن اي حاجه بنحبها وتحبنا لازم تروح مننا.
بالظبط زي بيتو بس الاختلاف إن بيتو شاف اللي خلاه اتحول ٣٦٠ درجه.. اما هي فوقفت عند مرحله معينه ودا خلى صډمتها اخف مع انها كانت شديدة اوي عليها
يتتتبع
بقلم ريناد يوسف
كلبي دمر مخططاتي
خرجت وسبت هناء في الأوضه نايمه.. او عامله نفسها نايمه بمعنى اصح.. ودخلت على اكتر أوضه بكرهها في البيت.. أوضة الذكريات
رحت عالمكتب وقعدت وابتديت افتح الادراج بمفاتيحها اللي معايا انا بس واطلع كل اللي فيها.. طلعت المستندات والاوراق بتاعة الاملاك والصور.. والاجنده.. والجوابات والتليفون. الحاجات دي كلها بتاعة
احمد اخويا اللي ماټ من ست سنين
مسكت الاجنده اللي كل حرف فيها بيغرز سکينه فقلبي كل مااقراه. ومع ذلك مش بقدر ماارجعش واقرا كل الكلام في كل مره.
في البدايه شفت الصور وحنيت لذكرياتنا وخصوصا صور طفولتنا.. لكن كل الحنين اختفى وانا بفتح الاجنده علي صفحه انا معلمها واقرا اللي مكتوب فيها.
النهارده ٢٢ نوفمبر.. حصلت حاجه غيرت مجرى حياتي.. رحت بيت عمي وهناك شفت هناء بنت عمي اللي رجعت البيت في اجازة نص السنه بتاعة الكليه.. هناء من صغرنا وانا بعتبرها اختي بحكم اننا متربيين سوا انا وهي ومحمود اخوياورابعنا كان بيتو الكلب بتاعي اللي جابهولي بابا الله يرحمه في عيد ميلادي ومن ساعتها وهو صاحبنا ورفيق طفولتنا وشبابنا.
والنهارده هناء فاجأتني بحاجه غريبه!
طلبت مني اننا نخرج نتمشى مع بعض واعترفتلي انها بتحبني وانها استنت كتير اوي عشان تقدر تحدد مشاعري تجاهها
لكنها مشافتش مني اي حاجه مختلفه عن معاملة ومشاعر الأخوه فقررت انها تعترفلي بحبها يمكن تلفت نظري اننا مش اخوات وتبتدي مشاعري تتحرك ناحيتها زي مامشاعرها اتحركت ناحيتي
بصراحه اعترافها دا كان صډمه بالنسبالي لكني لما قعدت مع نفسي وفكرت لقيت ان هناء انسب حد ليا في الدنيا وإن تفكيرنا واحد وميولنا متطابقه.
وقررت اني من اليوم دا هبصلها بنظره مختلفه.. هفكر فيها كزوجه وشريكة حياه وأم لعيالي.
محمود
قلبت الصفحه وسرحت وانا بفتكر الوقت دا واليوم دا بالتحديد.. اليوم اللي كنت مستنيه بفارغ الصبر عشان اعترف لهناء بحبي اول ماترجع من الكليه..
اعترفلها باللي خبيته عن الدنيا كلها وكنت مستني الوقت المناسب اللي اقولها فيه..
وهو انها حب حياتي وحب طفولتي وحب عمري كله.
ولبست وكنت رايحلها لبيت عمي لكن اخويا احمد قابلني عالبوابه وقالي بحماس والضحكه شاقه حلقه
محمود تعالا عايز اقولك حاجه مهمه حصلت النهارده.
رديت عليه وقولتله
بعدين بعدين يااحمد انا دلوقتي مستعجل ورايا مشوار مهم.
رد عليا وقالي
مشوارك مش اهم من مستقبل اخوك اكيد.. فيه حاجه مهمه حصلت النهارده وعايز احكيهالك.. الحاجه دي بخصوص هناء بنت عمي.
سمعت اسم هناء وانتبهت كل حواسي ولقيتني ببصله ومعرفش ليه قلبي انقبض فجأة وسألته پخوف
مالها هناء يااحمد
رد عليا بالخبر اللي صدمني صدمة عمري وقالي
هناء النهارده اعترفتلي انها بتحبني وانها عايزاني افكر فيها كزوجه ليا وانا بصراحه راجعت نفسي بعد ماسبتها وجيت وسألت روحي انا ازاي فعلا مفكرتش فيها كحبيبه وشريكة حياه طول الفتره اللي فاتت دي
وكنت بدور على البنت المناسبه وناسي ان هناء فيها كل حاجه مناسبه ليا واني لو لفيت الدنيا مش هلاقي زيها فكل حاجه.. وكفايه انها متربيه فبيتنا وعلى ايدي.
كنت بسمع كلامه وانا حاسس ان حد طلع قلبي من بين ضلوعي ورماه من فوق اعلا جبل وبعدها مسكه وبيعصر فيه ورعشه غريبه سيطرت علي جسمي كله وحسيت ان روحي بتتسحب مني..
وبعدها محستش بروحي الا واحمد وأمي بيفوقو فيا وبيسألوني پخوف ايه اللي جرالي وحاسس بأيه
رديت عليهم وقولتلهم اني كويس وانهم اكيد شوية ارهاق بس وقمت من جنبهم ودخلت اوضتي وفيها حررت دموعي واستسلمت لضغفي وبكيت..
ايوه بكيت على حب عمري وبنت روحي اللي كنت براقبها يوم بعد يوم وبقيسها بعنيا كل مااشوفها واحرسها من اي حاجه ممكن تأذيها لغاية ماكبرت وبقت ست العرايس
وانا وقلبي كنا مستنيين اللحظه المناسبه عشان نجني ثمار صبرنا وحبنا..
لكن للاسف لما جه موسم الحصاد حد غيري قطف اللي عشت سنين ازرع واراعي فيه.
كتمت حبى فقلبي واتجرعت خيبتي
اما عمي فكان فرحان جدا باحمد لدرجة انه كان يقول على هناء انا بنتي اختارت لنفسها جوهره.
بصراحه احمد اخويا