الخميس 19 ديسمبر 2024

الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 15 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

انهم لقيوا سيديهات عن ازاى تركب قنبلة وتفجرها عن بعد ومرسومات لكنسية ازاى تتسلق وتدخل تحط قنابل فى اماكن محدش يكتشفها   
أنتفضت أجسادهم مرة أخرى عندما سمعوا صوت الباب يفتح من جديد وكانوا يظنون أن هناك المزيد من المعذبين سيدخلون عليهم ولكن هذه المرة سمعوا صوت ينادى أسمائهم الثلاث    بلال   فارس    عمرو
نظروا إلى بعضهم بعضا وكأنهم يودعون بعضهم ويشيعونهم ونظرا إليهم الرجلين نظرات شفقة وخوف زادت من فزعهم    نهض ثلاثتهم ولكن بلال أمسكهم من أكتافهم ونظر إليهم قائلا 
حافظوا على دعاء اللهم أكفنيهم بما شئت وكيف شئت    
تقدم الثلاث وهم يرددون الدعاء فى خفوت ولقد
كان قلب فارس يعتصر اعتصارا منذ أن علم أن الټعذيب يتم بمعرفة وكيل نيابة وتحت نظره   سار الثلاثة فى رواق ضيق طويل وصدورهم تلهج وتأجر إلى الله سبحانه وتعالى وبلال يتمتم 
اللهم انهم لا يعجزونك 
دخل ثلاثتهم غرفة صغيرة أخرى ولكن هذه المرة يتوسطها مكتب يجلس خلفه رجل عرفه فارس من أول وهلة    حدق فارس به لبرهة فنهض الرجل قائلا 
تعالوا 
وجد فارس نفسه يقول دون وعى 
أنت ازاى تشوف الټعذيب ده وتسكت عليه 
قال وكيل النيابة الذى كان زميلا له فى الكلية 
مفيش وقت للكلام ده يا فارس   كويس انى عرفت انك هنا بالصدفة   ربنا وحده 
هو اللى خلانى اشوف أسمك بالصدفة فى اللى جم أمبارح    أسمع انت هتترحل دلوقتى على طره   أهو أحسن من هنا على أى حال    
أعاد فارس سؤاله مرة أخرى هاتفا به أن يجيبه فقال صديقة 
يا فارس انا كنت زيك بحلم ابقى وكيل نيابة وربنا حققى حلمى   مكنتش اعرف أنى هشتغل فى أمن الدولة   ولما شفت المهازل اللى بتحصل هنا عملت فيها شجيع وقلت اروح اقدم بلاغ للنائب العام وقبل ما ادخله قابلت ولاد الحلال اللى يعرفونى وقالولى هو انت مكنتش تعرف أنه كان بيتشغل فى مباحث أمن الدولة عشر سنين وكان راضى عن اللى بيحصل هتدخل تقوله ايه    حافظ على نفسك وعيالك وحاول تتنقل لأى جهة تانية من غير ما تقول حاجة ولا تفتح بؤك    وانا يا فارس قدمت طلب نقلى وهنفذه قريب والحمد لله انك جيت قبل ما انا امشى ولا مكنتش هتخرج من هنا على رجلك زى ما دخلت ولا انت ولا اصحابك   أنت متوصى عليك جامد يا فارس
نظر عمرو إلى بلال بذهول بينما حدق به فارس قائلا 
مين اللى موصى علينا وليه 
قال صديقه 
معرفش    كل اللى عرفته انك متوصى عليك انت بالذات   ومكنوش هيخرجوك سليم من هنا    أنا ادخلت وهرحلك انت وصحابك على طره لحد ما تشوف هتخرج منها ازاى وأوعدك انى اساعدك على قد ما اقدر 
ضغط أحد الازرار أمامه فدخل على فور أمين شرطة يرتدى زى ملكى وقال له بلهجة صارمة 
خد دول يابنى على عربية الترحيلات   أوراقهم اهى 
أستقل ثلاثتهم سيارة الترحيلات وهم يعتذرون فى داخلهم للوحوش التى يقال عنهم انهم مفترسين وبلا رحمة 
نهضت مهرة من نومها فزعة وهى تصيح 
الدكتور حمدى   
وأخذت توقظ أم فارس وتهزها بقوة جعلتها تستيقظ فزعة ونهضت جالسة وهى تهتف بها 
مالك يا مهرة فيكى ايه 
صاحت مهرة وكأنها غريق قد وجد لوح من الخشب فى قلب المحيط يتعلق بها لعلها تنجيه من الڠرق وقالت 
الدكتور حمدى يا طنط مفيش غيره   هو اللى هيعرف طريق فارس   فارس كان بيقول عليه بيحبه وبيعتبره زى ابنه 
تلقت دنيا اتصالا هاتفيا وهى غارقة فى نومها على فراشها الوثير فى بيت والدتها   تململت فى الفراش وهى تنظر للرقم أتسعت حدقتاها وخفق قلبها خوفا وأجابة بتردد فقالت أم فارس لهفة 
معلش يا بنتى صحناكى من النوم    أنا عاوزه رقم الدكتور حمدى صاحب المكتب يا دنيا 
هو الوحيد اللى هيعرف طريق فارس   ليه معارف كتير 
أبتلعت دنيا ريقها وقد غارت عيناها وقالت 
بس الرقم مش معايا هنا دلوقتى   بكره اروح المكتب أجيبه 
قالت ام فارس برجاء
ارجوكى يا بنتى مش هقدر استنى للمغرب مينفعش تروحى المكتب بالنهار 
توترت دنيا أكثر وقالت بتلعثم 
اه اه هحاول اشوف ينفع ولا لاء وهرد عليكى فى اقرب وقت وبعدين مفيش داعى تتعبى نفسك انا لما اروح المكتب هكلمه واطلب مساعدته مټخافيش
أغلقت دنيا الهاتف وهى ټلعن اليوم الذى جعلها توافق على اقتراح باسم وقالت بعصبية 
هعمل ايه دلوقتى لو الدكتور حمدى عرف   كل حاجة هتبوظ 
ظلت تفكر منذ طلوع الفجر وحتى قرب وقت الظهر وهى ترتشف القهوة كوبا تلو الآخر حتى هداها شيطانها لفكرة لمعت فى رأسها على الفور وبلورها لها عقلها    أنتظرت حتى بعد الظهر بقليل ثم أعادت الأتصال بام فارس مرة أخرى وقالت لها بأسى 
انا آسفه يا طنط   الدكتور حمدى تعبان أوى وسافر بره يتعالج   مش موجود فى مصر ومش عارفة اوصله  
أجرت مهرة اتصالا هاتفيا تقوم به لأول مرة منذ زواجها وقالت بارتباك 
علاء من فضلك محتاجة منك حاجة مهمة أوى 
قال بتثاقل وهو ينهض من فراشه 
طب مش تقولى صباح الخير يا حبيبى الأول
قالت بصوت مرتجف 
أرجوك يا علاء مش وقته انا محتجالك 
أنتبه وهو يجلس على فراشه وقال 
خير يا مهرة عاوزه أيه   محتاجه فلوس ولا حاجة 
قالت بصوت باكى 
فارس جارنا   أمن الدولة خدوه ومش عارفين نلاقيه   بيقولوا معتقل بس فين مش عارفين    وانت أكيد ليك اصحاب كتير معروفين ورجال أعمال ممكن يعرفولنا طريقه 
هتف بها حانقا 
مش فارس ده اللى ضربنى 
بكت بشدة وأخذت تشهق وترجوه بمرارة أن يصفح عنه ولكنه قال بتشفى 
أحسن خإليه يتبهدل ولا ېقتلوه ويرحونا منه   ربنا خادلى حقى 
شهقت بشدة وأخذ صدرها يعلو ويهبط وهى تبكى وتقول 
أرجوك يا علاء علشان خاطر ربنا    أعمل كده لوجه الله طيب   طيب علشان خاطر امه المسكينة
صاح بها وهو ينهى المكالمة 
بقولك أيه يا مهرة بلا امه بلا ابوه   أنا راجل نجم عاوزه حد يعرف انى اعرف واحد معتقل   عاوزه تضيعى مستقبلى    
واغلق الهاتف بقوة وهو يزفر بقوة بينما سقط منها الهاتف وسقطت على الأرض من شدة البكاء ثم سجدت وهى تقول بنحيب 
يارب مالناش غيرك يارب نجيه    ده عمره ما أذى حد يارب
طرق صلاح باب حجرة مكتب إلهام ودخل وقد بدا القلق على محياه فاعتدلت وقالت بسرعة 
ها يا صلاح وصلتوا لحاجة   عرفتوا عمرو مبيجيش ليه 
أومأ برأسه وقد ارتسم الحزن على قسمات وجهه وقال 
أتقبض عليه من يومين     خدوه الفجر من بيته 
هبت واقفة وقالت بفزع 
مين دول اللى خدوه وليه 
رفع كتفيه باسى وقال بحيرة 
مش عارف يا بشمهندسة بس طريقة القبض عليه دى بتقول انهم مش مباحث عادية شكلهم كده أمن دولة 
هوت إلى مقعدها وارتجف قلبها بين أضلعها واتسعت عيناها وهى تفكر وفجاة تناولت سماعة الهاتف وضغطت عدة أرقام ثم قالت بسرعة لمديرة المكتب 
وصلينى بالباشا حالا 
عالم السجون     إنه عالم إختلفت فيه المعايير وتغيرت المقاييس    لم يعد السچن هو مصير المجرمين والسفاحين فقط بل أصبح السچن مصير المتدينين وأصحاب الرأى أيضا وكل حر يأبى أن يضع رأسه فى التراب ويدفنها بين حبات الرمل  
دفع ثلاثتهم بقوة داخل العنبر وأغلق الباب الحديدى خلفهم ليصدر صريرا مزعجا أيقظ على أثره النيام داخل العنبر    وقف ثلاثتهم ينظرون
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 48 صفحات