الأحد 24 نوفمبر 2024

الجزء الثاني رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

الجزء الثاني رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 9 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

اللى أنا عاوزاها
قال پغضب
حتى لو كان هيدفع مال قارون دى هتبقى فلوس حرام
أبتسمت نورا وهى تسترخى بجسدها بالكامل للوراء وتسائلت ...
لماذا اذن لم تكن ترى خطيبها يحمل تلك المشاعر النبيله والضمير اليقظ من قبل ...
هل لانها لم ترى إلا فارس فقط أم لانها كانت تحكم على رامى مسبقا دون ان تعرف شيئا عنه او تحتك به عن قرب كما كان يحدث هذا يوميا مع فارس تعددت الاسباب والحكم واحد فى النهايه ..
لا تعلم لماذا بدت صورة فارس أمام عينيها تتلاشى لتحل محلها صورة رامى الجالس بجانبها خلف عجلة القيادة .
.حانت منه ألتفاته إليها فرأى نظرات الحب التى لم يرها ابدا فى عينيها منذ أن عقد قرانها ..
فأوقف السياره جانبا وظل ينظر إليها بحب وشوق لتلك النظرة المطلة من عينيها ..فقالت 
وقفت العربيه ليه يا رامى
ابتسم وهو يقول
اصل أنا معرفش أحب وأسوق فى نفس الوقت بصراحه
عاد فارس لمنزله فى اليوم التالى سريعا بعد صلاة الظهر ليلحق بميعاد الغذاء مع والدته حتى لا تأكل وحدها 
وهو ما يزال مشدوها مما حدث يوم أمس فى المكتب ومما سمع من هذا الرجل ..
ربتت والدته على رأسه بحنان وهى تهم بالجلوس بجواره حول مائدة الطعام ...نظر لها بابتسامته العذبه فقالت
مالك يابنى من ساعة ما رجعت وأنت سرحان وبالك مشغول
ما كادت أن تنهى عبارتها حتى سمعت طرقا على باب الشقة ..نهض فارس سريعا وأتجه ليفتح الباب 
فوجد أم يحيى أمامه ويبدو عليها علامات العجلة والتوتر وقالت
أسفه والله يا استاذ فارس هى الست أم فارس موجوده
نادتها أم فارس من الداخل 
تعالى يا أم يحيى أتفضلى
أفسح لها فارس المجال للدخول ولكنها أكتفت بأن تطل براسها وهى تقول 
معلش يا ست أم فارس مش هقدر اصل أختى تعبانه شويه ولازم اروحلها دلوقتى
نهضت أم فارس واقتربت منها وهى تقول مستفهمة
خير مالها
أم يحيى لا ابدا حاجه بسيطه أنا هروح أطل عليها وارجع على طول ..ثم قالت بحرج
بس لو مكنش فيها رزاله مني ممكن بس لو مهرة نزلتلك تخليها عندك لحد ما ارجع 
اصلها عليها واجبات كتير النهارده ومكنش ينفع اخدها معايا
تدخل فارس قائلا
هى لوحدها فوق ولا يحيى معاها
قالت بحرج
لا اصل يحيى عنده درس دلوقتى ومعاه زمايله فوق وأنا سبتها معاهم لحد ما ارجع
بس ممكن تضايق لوحدها ولا حاجه فلو نزلت معلش يعنى استحمليها لحد ما ارجع أنا مش هتأخر ان شاء الله ....
قاطعها فارس مرة اخرى وقال مؤنبا أياها
معقوله يا أم يحيى سايباها مع شباب لوحدها فوق وكمان المدرس اللى معاهم كده ينفع يعنى
ضحكت أم يحيى وهى تقول
شباب ايه بس يا استاذ فارس دول شوية عيال فى تانيه ثانوى وهى مقروضه زى ما انت عارف 
وبعدين مفيش حد غريب ده يحيى معاه محمود أخو البشمهندس عمرو ومعاهم أتنين من زمايلهم فى المدرسه
رفع فارس حاجبيه وقال متهكما
شويه عيال والله انتى غلبانه يا ست أم يحيى 
ده محمود ده بالذات عاكسها قدامى فى خطوبة عمرو وجيت أكلمه مهموش وعاد نفس الكلام قدامى 
مابالك بقى بالاتنين التانين ثم اشار إليها بأتجاه السلم وهو يقول
لو سمحتى أطلعى هاتيها دلوقتى ..أهى تقعد معانا لحد ما ترجعى
قالت ام يحيى وهى تهم بالرحيل
مينفعش والله ده انا يدوب ألحق اروح وارجع وبعدين دى مهرة هتشلنى على ما تلم كتابها وكراريسها وهتأخرنى
قالت أم فارس 
خلاص روحى أنت وأنا هبقى أطلع أجيبها
أنصرفت أم يحيى سريعا وهبطت الدرج على عجلة منها وهمت أم فارس أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا
استنى يا ماما لما أطلع أجيبها الاول
أتغدى طيب وبعدين انا هبقى أطلع أجيبها
قال وهو يخرج من الباب ويتجه الى السلم 
معلش يا ماما هجيبها الاول وأهى تتغدى معانا بالمره
طيب يابنى على راحتك
صعد فارس للطابق التالى لهم وطرق الباب ففتح له يحيى وابتسم عندما رآه قائلا
أبيه فارس أتفضل 
دخل فارس وهو يضع ذراعه على كتفه بود قائلا
ها عامل ايه فى المذاكره
المستر لسه مجاش أتأخر النهارده وانا قاعد أهو بخلص الواجب اللى كان مديهولنا فى المدرسه
نظر فارس حوله وهو يحدثه فوجد الولدان الاخران يقلبان فى قنوات التلفاز ويتضاحان بشكل عشوائى
ويدفعون بعضهما البعض ومحمود يقف فى الشرفه يضايق مهره كالعاده 
وهى تلعب بدميتها المفضله باربى هدية فارس لها....أشار له فارس بأتجاه محمود وقال پغضب
أزاى أمك تأمنك على أختك وسايب صاحبك واقف يكلمها كده ويضايقها
سمعت مهرة صوت فارس فأقبلت مسرعة باتجاهه ضاحكه بينما كان يحيى يقول
مانا
مخلى بالى منها يا ابيه هو انا عملت حاجه وبعدين يضايقها ايه دى تضايق بلد بحالها
زفر فارس بضيق وقال ليحيى 
طب خلص الدرس بتاعك وبعدين هبقى اقعد أتكلم معاك فى الحكايه دى بعدين وافهمك 
ثم ألتفت لمهرة قائلا
يالا روحى هاتى شنطتك والواجب بتاعك علشان تنزلى معايا
أخذها فارس وهبط بها لشقته ووجد والدته تعد لها صحنها التى تحب أن تأكل فيه فأبتسمت عندما رأتها بصحبته وقالت 
أزيك يا مهرة تعالى يالا علشان تاكلى معانا
ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول 
كويس أنى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله فقال
بعدين هبقى اقولك ..وعايزك تبقى تفهمى مامتها علشان تخلى بالها منها أكتر من كده
بعد أنتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعهم امام والدته على الطاوله وأتكأت ومهرة امام كراساتها على الارض 
وهى تحل بعض المسائل الحسابيه..فقالت لها أم فارس
يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر وهو نايم على بطنه كده ..كده هتتعبى
قالت مهرة دون أن تنظر إليها مبعرفش اذاكر غير كده يا طنط
ألتفت فارس إلى والدته وقال
سيبيها يا ماما ما أنتى عارفاها دماغها ناشفه
نظرت له والدته وقالت
على فكره أنا منستش أنك كنت سرحان وبالك مشغول وأنت خدتنى فى دوكه فى موضوع مهره ده ..ها قولى بقى مالك
تناول فارس كوب الشاى الخاص به وأخذ منه رشفة صغيرة وقال فارس متعجبا 
تخيلى يا ماما واحد جالنا المكتب النهارده ..ومش هتصدقى كان عاوز ايه
قالت والدته بفضول وأهتمام وهى تضيق عينيها
كان عاوز ايه يابنى
قص عليها تفاصيل ماحدث بينه وبينه الرجل والحوار الذى دار بينهما
وما سمعه من الدكتور حمدى عقب خروج الرجل من عنده فقالت وهى تهز رأسها بحزن 
ومالك يابنى مستغرب كده ليه ده بقى عادى خلاص ..الناس بقت تاكل فى بعضها
عمرى ما قابلت شخصيه زى دى ابدا . دى مراته وأم عياله ازاى يعمل فيها كده
أزاى ضميره يسمحله يجيب عليها شهود زور يقولوا عنها كده..طب بلاش ضمير ..طب معندوش ذرة دين طيب
مطت والدته شفتاها وهى تقول
أومال يابنى لو سمعت اللى أنا بسمعه فى طابور العيش ..
تبقى واحده وبتكلم جارتها على أختها وعماله تقطع فى فروتها ..
أبقى مستعجبه وأقول سبحان الله ازاى تبقى أختها وبتتكلم عليها كده ..
ده حتى المثل زمان كان بيقول انا وأخويا على بن عمى وانا وبن عمى على الغريب..
دلوقتى بقى العكس والله يابنى وسيرة الناس بقت لبانه فى بؤ كل واحده شويه
من غير خشى ولا ضمير بالكدب بقى بالباطل مش هتفرق
هز فارس راسه نفيا وهو يقول
حتى المثل ده كمان غلط يا ماما مفيش حاجه فى الدين اسمها كده ...الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول
أنصر
10 

انت في الصفحة 9 من 37 صفحات