الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
رسمى بعد أسبوع وأنتهت معركة الذهب وهو يحمد ربه على عدم حضور والدته مثل هذا المزاد الرباعى وما قيل فيه من ألفاظ جارحه
عاد ليخبر والدته بالموعد النهائى الذى تم الاتفاق عليه لم تكن تعلم هل تشعر بالسعاده لخطبة ولدها أم تشعر بالاسى لاجله فقلبها ينبأها بفشل هذه الزيجه من قبل أن تبدأ قامت توضأت وصلت سجدت لربها وهى تدعو بحراره قائله
الفصل الخامس
كانت عزة تعد الطعام فى المطبخ بصحبة عبير أختها وهما يتضاحكان ويمزحان حين دخلت والدتهما وقالت
أعملوا شاى يا بنات لخالتكوا أم فارس
قالت عزة بهمه
هعملوا أنا يا ماما حاضر ثوانى بس
ضحكت عبير وهى تقول
اه طبعا هتعمليه جرى النشاط حل عليكى دلوقتى
فارس هيخطب يوم الخميس اللى جاىأرتعشت يدها وسقطت المياه على الشعله فأطفأتها
على الفور أقتربت منها أختها بلهفه وهى تنظر ليدها وتقول الحمد لله الميه كانت بارده لسه
زاغت نظرات عزة وهى تشعر ان المياه كانت ساخنه لا انها فعلا كانت شديده السخونه ولكنها لم تسقط على يدها وأنما سقطت على قلبها نعم ستحرقها بحرارتها المرتفعه ولكنها فى النهايه ستطفىء النبته التى كانت تنبت بداخله من مشاعر يتيمه من طرف واحد
معلش يا ماما هعمل غيرها حالا أخذت عبير براد المياه من يدها وقالت بشفقه
أستنى يا عزة انا هعمل الشاى
جاهدت عزة لترسم ابتسامه مصطنعه وهى تقول
أنا نسيت اصلى العصر هروح اصلى واى بسرعه
توجت الى الحمام دخلت بسرعه وأغلقت الباب خلفها توضأت فأختلطت الدموع بماء الوضوء خرجت وتوجهت لغرفتها وبدأت فى الصلاةوقفت وركعت وسجدت بغير هدى لم تنتظرها العبرات للسماح لها بالقفز على وجنتيها بل أنسابت بأنهمار وبهدوء لا يشعر بها أحد ولا يستطيع ان توقفها اى كلمات عزاء او مواساة
ماشاء الله زى القمر ياما كان نفسى أشوف اليوم ده من زمان وبدموع الامهات الحاضره دائما أختلطت أبتسامتها بدموع سعادتها به
توجه فارس اليها مسرعها ووقال بلهفه
ايه ده يا أمى هو انتى تزعلى تعيطى تفرحى تعيطى وضم راسها وهو يقبله فى حب قائلا
ربنا يخليكى ليا يا ست الكل
أبعدها عنه برفق وهو يقول ببهجه
الواد عمرو جه ولا لسه
أنتبهت فجأه وكأنها قد نسيته فى خضم مشاعرها المختلطه والمتلاطمه وقالت
صحيح والله ده انا نسيتهده بره مستنيك
خرج فارس ليجد عمرو جالسا امام التلفاز يقلب قنواته واضعا ساقا فوق الاخرى فهتف به وهو يضربه على كتفه
ايه يابنى انت قاعد على القهوة يلا أتأخرناقاطعته والدته وهى تقول
هنروح احنا التلاته بس يا فارس
الټفت لها قائلا
يا ماما دى خطوبه على الضيق كده يدوب اهلى واهلها بس مفيش حديلا بينا يا جماعه هنتأخر كده
ضحك عمرو وهو ينزر لوالدة فارس
مستعجل اوى على ايه بكره ټندم يا جميل
ضربه فارس على كتفه وقال
طب بكره نتفرج عليك يوم خطوبتك يا أمور
ثم تابع بمكر
اه صحيح ساعتها مش هتبقى مستعجل ده البيت لزق فى البيت
ضحكت أم فارس بينما لكزة عمرو فى يده وهو يقول
خفيف اوى ياخويا
وما أن فتح الباب وكأنه قد فتح شلال ضړب وجوههم فجأه أندفعت مهره تجاههم تدفعهم تاره وتختبأ خلف فارس تارة أخرى وتتعلق بقدمه حتى كاد ان يسقط وهى تصيح ماليش دعوه هاجى معاكوا الفرح ووالدتها تجرى خلفها
مسرعه وهى ممسكه بعصا صغيره وتهتف بها پغضب
يابت تعالى هنا بقولك والله هتضربى يا مهره لو ابوكى عرف بعمايلك دى هكسر عضمك
وضع فارس يديه بين مهره والدتها وهو يقول
فى ايه بس ايه الحكايه
قالت الام بأحراج شديد
والله أسفين يا أستاذ فارس البت دى مش عارفه مالها كده مجننانى من يومها معلش متزعلش انا هقول لابوها ماشى يا مهره والله لقوله على اللى بتعمليه ده
صړخت مهره من خلف فارس
انا معملتش حاجه انا عاوزه اروح الفرح بس
تدخلت والدة فارس قائله بحنان
خلاص علشان خاطرى يا ام يحيى متضربيهاش أقولك خليها تيجى معانا مفيهاش حاجه
أم يحيى
ازاى بس يا ست أم فارس هو أنتوا خلفتوها ونسيتوها
قاطعتها فارس بعتاب
لاء كده أزعل منك أوى يا أم يحيى أنتى عارفه ان مهره أختى الصغيرة طب ايه رايك بقى هاخدها معايا
أم يحيى
مينفعش يا استاذ فارس مش شايف منظرها
ألتفت عمرو وفارس ووالدته ليروها بوضوح لاول مره منذ دخولها عليهم كالعاصفه
هى كما هى بشعرها الاشعث دائما وغرتها المبعثرة على جبينها بغير هدى ولكن زاد عليها شىء واحد جعلهم يضحكون بغير توقف كانت تضع أحمر شفاه على شفاهها بطريقه مضحكه جعلها مثل مهرجين السيرك
وقفت تضع يديها فى خصرها وتقول بحنق
بتضحكوا على ايه
قال عمرو وهو مازال يضحك
ايه اللى انتى حاطاه على بؤك ده
ده روش أنت متعرفش المكياش ولا ايه
ضحك الجميع وهم ينظرون الى بعضهم البعض وقال فارس لعمرو
كسفتنا يا جاهل فى حد ميعرفش المكياش
هجمت والدتها عليها وأخذت بشعرها وجذبته منه وهى تقول
والله ما هسيبك يا مهره لازم تضربى النهارده
أبعدتها أم فارس عنها وخلصت شعر مهره من بين يدى والدتها وقالت بحسم والله لتسبيها انا حلفت باللهوايه رايك بقى هتيجى معانايالا خديها ولبسيها حاجه كويسه وسرحيلها شعرها
هتفت مهره بسعاده وهى تحتضن أرجل أم فارس حاولت والدتها