الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بغرامها متيم بقلمي فاطيمايوسف

رواية بغرامها متيم بقلمي فاطيمايوسف

انت في الصفحة 25 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

مرة تفعلها احداهن ثم خرجت وبيدها حقيبة بها ملابسها التي كانت ترتديها 
وصلت إليه وجدته يستند برأسه على الكرسي ويبدو أنه تاه في نومه وهو ينتظرها دقت على نافذة السيارة كي يفتح لها الباب ففتح عينيه وهو يدلك جبينه بيده كي يخفف من ألم الصداع ثم أزاح زجاج النافذة وجدها أمامه بفستانها الزهرى المحتشم الفضفاض شملها بنظرة متفحصة من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها ثم انحنت قليلا ونظرت داخل عينيه وهي تسأله بنبرة هادئة 
اكده تمام يامتر ولا في حاجة مش عاجباك قبل ما نتحرك 
أطال النظر داخل عينيها وهي بالقرب منه بتلك الدرجة وأنفاسها تغلغلت داخل رئتيه فأغمض عينيه لوهلة ثم الټفت بوجهه للناحية الأخرى وهو يفتح لها الباب مرددا
تمام اتفضلي يالا علشان نمشي 
تنهدت بحزن من ما وصلا إليه الآن فهي لم تكن تتوقع ثورانه بتلك الدرجة لمجرد أنها ارتدت بنطالا ورفعت أكمام قميصها وأخرجت خصلات من شعرها فهذا ما تفعله أكثر الفتايات تلك الأيام والموضة المنتشرة بشدة والأدهى انها ترى الاستوريهات الخاصة بهم مع خطابهم وأزواجهم وهن بتلك الهيئة لماذا فعل معها هي بالتحديد هكذا فلا يوجد سبب اهتدى به عقلها إليه إلا أنه يتعنت معها ويفرض سيطرته عليها أو أنه يقلب الطاولة عليها كي ينسيها حوار تلك الشمس 
استقرت في مكانها وأغلق هو النوافذ التي تجعل من بالخارج يراهم وقام بتشغيل المكيف فهو يشعر بالحرارة الشديدة تغزو جسده ثم استند برأسه على الكرسي مرة أخرى وأغمض عينيه مرة أخرى فهي قد أوصلته لقمة التعصب بأفعالها والصمت أصبح سيد الوقت والمكان وفجأة استمع الى بكائها من ماجعله نفخ بضيق من حالة النكد التي ستكمل على ماتبقى من أعصابه اليوم بسببها 
ثم مسح على وجهه بكف يده وهو يستغفر ربه بصوت أسمعها ثم استدار بجسده إليها وهو يحاول استدعاء الهدوء النفسي له والخروج من حالة الڠضب والعصبية التى دلف إليها ثم اقترب منها واحتضن وجنتيها بين كفاي يديه ليقول بصوت أجش خشن
ممكن اعرف ايه سبب العياط دلوك والمفروض ان أني اللي زعلان من عمايلك 
حاولت إفلات وجهها من بين يديه ولكنها لم تستطيع فهو كان ممسكا بها بإحكام فرددت بنبرة صوت متحشرجة أثر بكائها 
بعد يدك عني اني مخاصماك ومليكش صالح بيا تاني 
ليه هو أني اللي غلطت ووصلتنا للي احنا فيه ولا دماغك اللصغيرة اللي وزتك تعملي اكده 
زادت من البكاء فهتف بانعدام صبر 
وه هتبكي طول اليوم ليه ومهنعرفش نتحدت واصل 
هبكي علشان انت زعقت لي كتيير قووي النهاردة 
مش انت اللي استدعيتي ڠضبي وعملت
اللي واثقة أنه هيضايقني 
هو أني عميلت ايه يعني غير اللي البنات هتعمله خد شوف صورهم أهي ومع خطابهم وأزواجهم كمان وانت اللي كبرت الموضوع قووي واتعصبت عليا 
فتحت الهاتف وأتت
بالصور وما إن وجهت الهاتف إليه حتى استدار بوجهه إلى الناحية الأخرى هاتفا بانزعاج وهو يرفض النظر إلى الصور 
مش هشوف حاجة واقفلي الموبايل دي أني مليش صالح بيهم كل راجل حر في التعامل مع اهل بيته اياكش يخرجهم عريانين حتى
كل واحد مسؤول عن نفسه واني مش بقرون علشان اسيب مرتي تخرج متبرجة وكل من هب ودب يتفرج عليها واني زي الأطرش في الزفة 
ثم وجه أنظاره إليها محذرا إياها
قفلي على الحوار دي معايزش أتحدت فيه مرة تانية متبصيش على اللي زي دول بصي على الاحسن منك في الاحتشام وغيري منهم وقلديهم متبصيش للأسوء علشان الدين واضح واليسر والعسر ملهمش علاقة بالاحتشام نهائى أظنك دارسة شريعة وقانون وربنا سبحانه وتعالى قال وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن جيوبهن أي صدورهن فينسدل الخمار من الوجه إلى أن يغطى الصدر وليس الجيب ابحثي كويس وانت هتعرفي إن الحجاب السليم لازم يغطي الصدر أما انت النهاردة عديتي ليفل الۏحش في الجراءة وحذاري اللبس دي يتخرج بيه تاني ولا الروج الأحمر اللي كنت حطاه دي يتحط تاني إلا وانت في بيتك لجوزك بس 
زادت من بكائها فض رب كفا بكف
وه هتزيدي في البكا عاد هو أني ض ربتك بالن ار 
حركت رأسها برفض وتحدثت من بين شهقاتها مما جعل قلبه رق لبكائها وكيف لايرق وهو رجل عاشق حد النخاع لامرأة ولد قلبه على يدها من جديد 
له علشان انت زعقت لي جامد بردو وعيطتني 
حاول تهدئة حاله كثيرا ثم اقترب منها وجذبها إلى إياها من رأسها وشدد من وهو يربت على ظهرها بحنو وبهمس بجانب أذنها
معلش حقك علي يارحمتي بس أرجوكي متحاوليش تختبري غيرتي تاني علشان بتخلي الن ار في جسمي 
شددت هي الأخرى من احتضانه ثم هتفت بطاعة أذهلته 
حاضر 
أخرجها من ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا بأسف 
خلاص بقي متبكيش عاد أني بحبك قووي يارحمة ومش متخيل إن راجل ممكن يشوفك أو يبص لك بصة اكده ولا اكده ولا يشوف زينتك وقتها ويتمناكي علشان شاف منك اللي مينفعش راجل يشوفك بيه غيري 
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
إنت وحش على فكرة وقلبك قاسې ومهتحبنيش قد ما هحبك 
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة عاشقة مستنكرة لما قالت وهو يقصد مشاغبتها 
إنت وحش ! والله حاسس اني متجوز عيلة مش آنسة عاقلة كبيرة 
واسترسل حديثه وهو ينظر إلى أنفها الحمراء من أثر البكاء وهو يداعبها بسبابته 
بذمتك دي شكل واحدة فرحها كمان كذا يوم إلا قولي لي يارحمة هو النكد دي هرمونات عند كل ست ولا اني بيتهيألي 
بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره ولكنها سرعان ماختفت في بحر حزنها منه وهي تنعته بمشاغبة مماثلة 
إنت رخم قووي على فكرة بقي وآه النكد هرمونات عند الستات بينزلهم في لبن الرضاعة 
جذبها من رأسها بيده قائلا بنبرة استنكارية مصطنعة
هو انت لسانك فالت منك علطول اكده يا حبيبتي ماتهدي ياعم الشبح اني عريس وداخل على جواز والمفروض تدلعيني ومتنكديش علي 
أجابته بقوة وغيظ وهي تحاول استفزازه 
مين قال اني هتجوزك دي في الاحلام يا متر لما توبقى تغور الكونتيسة اللي انت مقعدها في بيتك اللي هو اصلا هيوبقى بيتي نبقى نشوف الحوار دي بعدين 
جذبها إليه عنوة فارتطمت بعظام صدره القوية
احلام ماټت من زمان ياماما ماتتهدى بقي ياشيخة طلعتي روحي وغلبتيني هو أني مبصعبش عليك وانت عمالة تقولي في وشي مهتجوزش معايزكش ! مفيش الكلام دي يارحمتي جوازنا خلاص كمان أربع أيام هيتم يعني هيتم ومش هيتأجل يوم واحد وبعدين أني جبت اخري والصبر زهق من صبري عليكي يابنت سلطان فاتكي على الصبر وسيبك من أمور الجنان بتاعتك داي وتبطلي روشة 
دفعته من صدره بقبضة يدها الصغيرة وهي تردد بشفاة تمطها للأمام بدلال أثاره 
بعد يدك دي عني مش هسمح لك تلمسني ولا تقرب مني اكده وخليك معاند معايا بقي 
أمسك كف يدها بإحدى يديه والأخرى ثبت رأسها بها وردد بوله وهو يقبل باطن يديها بقبلة جعلت جس دها ينتفض داخلها من رجولته المفرطة أمامها وهي لم تستطيع مجابهة ذاك المتمرس لأمور العاشقين وهي مازالت صغيرة على الحب 
أبعد مين ياماما دي في احلامك وبعدين أني مشيت شمس على فكرة وراحت شقة بعيد عن بيتنا وشفت
لها شغل عند واحد صاحبي فمتعمليش جنازة ومفيش مېت بقى 
ثم اقرب وجهها منه وهو يسألها بنبرة مبحوحة أثر قربها منها 
بذمتك ماهر موحشكيش !
دي إنتي قلبك بينفض جواكي وعيونك هتلمع من مجرد كلمتين وحركتين وعمالة تكابري وخلاص 
وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي ذاك الماكر وتحدثت بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها وجسدها يكاد يكون كالهلام لاتقوى على مجابهته من فرط تأثرها باقترابه 
بصراحة وحشتني قووي وروحني بقي علشان حاسة إني دايخة ومش متحملة 
وعاملة نفسك هيرو ومفيش زيك ودختي من بوسة يد ياعيني عليك ياصغنن دي انت جايك أيام هتحتاجي مسكنات عظام بقي قالها وهو يغمز لها بكلتا عينيه بشقاوة جعلتها 
شهقت بخجل من طريقته ولكزته في كتفه ولسانها ردد بتلقائية
إنت قليل الأدب وقووي على فكرة بقي 
تأوه باصطناع قليلا من لكزها له ثم هتف وهو يداعب وجنتها بإبهامه 
مش ملاحظة انك لسانك طول قووي عليا اليومين دول وكدة غلط عليك ياماما علشان خط المحاكم ميتعملش فيه اكده 
أزاحت يداه من علي وجهها وتحدثت وهي تتحرك بسيارتها كي تعود إلى المنزل حتى لا تتأخر ووالدتها تلك الأيام كأنها تجلس على طلاق الن ار لديها استعداد للاشتباك معهم جميعا على اقل التفاهات 
براحتي أعمل وأقول اللي على كيفي واللي يحلالي طالما في حلالي 
رفع حاجبه الأيسر متعجبا من قوتها 
دي انتي ربنا مايوكلك على حد مظلوم ياشيخة امشي ياماما ودينا على المطعم النحس اركب عربيتي وروحي على البيت على طول وحذاري ارن عليكي تاني ومترديش عليا والله العظيم وقتها ماهتعرفي رد فعلي هيكون عامل كيف انت حرة بقي 
ظل كلاهما ينكش الأخر وهم مستمتعون بنقارهم كالقط والفأر وحقا من يراهم يستمتع لرؤيتهم وينجذب لمشاهدتهم 
أوصلته إلى السيارة وقبل أن يهبط لمح الكيس البلاستيك الذي يحوى الملابس التي كانت ترتديها مرددا لها بتحذير 
شوفي بقى ترميهم تديهم لحد تول عي فيهم ما اشوفكيش لابساهم تاني اني بتكلم بهدوء اهو علشان ما نزعلش مع بعض تاني يا رحمة 
جزت على أسنانها بغيظ من طريقته ثم هتفت بحدة 
ماشي ياسي
السيد اي أوامر تاني ياخويا 
رفع حاجبه من استنكارها وطريقتها وقبل أن يغلق الباب مد يده وقرصها من وجنتها بخفة وهو يحذرها بلطف 
اظبطي لسانك دي ياماما واعرفي انك بتتكلمي مع جوزك مش مع ابن الجيران اللي كنتي هتلعبي وياه زمان 
أنهى كلماته وأمهلها وأغلق الباب دون أن يرى رد فعلها الذي يعلم تمام العلم أنه تشتاط الآن وبالفعل رددت بعد أن تحرك من أمامها بغيظ 
ابو رخامتك ياشيخ طلعت روحي بس هعمل في قلبي اللي هيعشقك وهيدوب فيك 
ثم نظرت إلى السماء وكانها تحدث ربها 
يارب مايطلع ماهر دي تخليص ذنوب وحق اللي كنت هفتري عليهم 
في شقة سكون كانت تجلس أمام مرآتها فقد خرجت من الحمام للتو وهي ترتدي ملابس نومها وتنزع المنشفة من على رأسها لتبدأ في تمشيط شعرها ومازالت في حالة الاكتئاب التي اعترتها وعمران يتحملها بل ويدللها ويتعامل معها كالأميرات 
أما هو عاد من الخارج للتو ودلف الغرفة وجدها تجلس أمام مرآتها وتنزع المنشفة من على رأسها فساقته قدماه إليها ووقف خلفها نازعا المنشفة برفق من على رأسها بدلا عنها ليقول بمشاغبة
اني تقريبا
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 63 صفحات