جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
إليه وهو يشاهد عمر يندفع نحو أبريل ويقف بجانبها قبل أن يسأل بحدة وتطلع مين سيادتك .. يبقي من قرايب ابوكي!!!
_باسم
منعت باسم من الرد بمجرد أن نطقت اسمه بنعومة متعمدة وأذهلت من نفسها فلم تتوقع أنها ستسعد برؤيته هكذا من قبل ربما لأنه جاء في الوقت المثالي لتتحرك تلقائيا نحوه ثم أضافت بنفس النبرة الرقيقة باسم خطيبي وشبكتنا كمان كام يوم و..
ارتفعت حواجب باسم وزاد شعوره بالريبة تجاه هذا الشخص قبل أن يخرج عن صمته وهو يستفسر بخشونة رجولية اهلها اللي هما مين .. ويا تري بقي بصفتك ايه تقف وتحاسبها بالعشم دا كله!
رفعت فيروزيتها نحو أحمد واستطردت بصوتها الواثق مصحوبا بضحكة مرحة كل حاجة حصلت بسرعة اوي تخيل لسه امبارح كانت هتتحدد قراية فتحتي .. ولسه لسه انا كنت هعرف ستي .. بس مالحقتش ودخلت المستشفي
هز باسم رأسه وهو يسأل مرتابا هو الاغرب الصدفة دي
رد أحمد سريعا موجها لأبريل رسالة مبطنة بالتحدي لا كنت جاي مخصوص عشانها من المنصورة .. جدتها بعتتني اجيبها هي مش هتطمن عليها الا لما تشوفها قدامها و..
ابتسمت له متظاهرة بالود لكن البرود كان واضحا في صوتها بمجرد إضافتها صحيح اذا قاعد شوية في مصر ياريت تحضر انت كمان .. وتجيب نادية مراتك معاك هنستناكم
عض أحمد باطن خده بقسۏة ليردع ردا لاذعا بسبب استفزازها الصريح له كان الأمر كما لو أنها ترمي عود ثقاب في فم البركان داخل قلبه فتفجرت حمما حاړقة غير مرئية العلامة الوحيدة على حالته هي انعكاس نظرته المظلمة التي تعادل طلقات ڼارية يريد أن يفرغها في صدورهم.
غفلت ابريل مكانها من شدة التفكير والارهاق
بقلم نورهان محسن
في نفس التوقيت بالمنصورة
انطلقت صرخات نادية وهي تهرع الي غرفة والدتها ماما الحقي
انتفضت مرجانة من مكانها ونظراتها المذعورة تتوافق مع نبرة صوتها المتسائل جرا ايه يا بنت المسروعة حرامي نط علينا
رددت نادية من بين لهاثها احمد احمد
عقدت مرجانة حاجبيها وهتفت بتعجب يخربيت سنينه ماله المحروس ايه بعتلك ورقتك ولا ايه!
هزت مرجانة رأسها بعجز أمام جنون ابنتها وجلست بتعب وقالت بتشدق ساخر مش كنت لسه بقولك يا بنت الهبلة اول ما هيكلمك هتروحي تجري عليه
هتفت بريبة من خلفها استني هنا هو عايز ياخدك لوحدك ليه!! مصېبة يا بت لا يكون ناويلك علي نية سوده
نادية بإستنكار ماتبطلي تخاريف اخر الليل دي يا مرجانة
مرجانة پخوف انا مش مطمنة لابن زينب والفار بيلعب في عبي انتي مابتسمعيش عن الجرايم اللي مالية الدنيا يمكن يعمل فيكي حاجة يا بت
نادية بإستعجال انتي هتقلقيني ليه بس .. يالهوي الوقت بيجري هجيبلك زوزو علي ما اخلص يا ماما
فرت من امامها فور انتهائها من الحديث فضړبت مرجانة يدا بيد وتمتمت بأنشداه يا مهبوشة والله انتي اللي هتجيبلي الشلل ربنا يسترها معانا
بقلم نورهان محسن
في صباح اليوم التالى
داخل شقة ذات طراز حديث
_اسفة يا ريم اني جبتلك بدري كدا بس ماقدرتش استني معاد العيادة .. بجد حاسة اعصابي تعبانة ومابقتش عارفة اعمل ايه .. حاسة اني تايهة
أنهت أبريل كلامها بقشعريرة إذ شعرت أنها على وشك الاڼهيار.
قدمت لها ريم الطبيبة النفسية فنجانا من القهوة ليساعدها على الاسترخاء وقالت بلطف اشربي دا هيهديكي
جلست ريم بالمقعد المقابل لها قائلة بصوتها الهادئ شوفي لازم تاخدي المهدأ اللي كتبته ليكي دا هيريحك .. و تواظبي علي كورس التأمل اللي ماشيين عليه عشان تصفي ذهنك والصداع دا يروح..
ابريل مغمغمة حاضر
رفعت حدقتاها الدامعتين إليها وأردفت بتساءل مقلق بس انتي شايفة اني اتسرعت في فسخ خطوبتي من مصطفي شكلي اتهورت لما عملت كدا وورطت نفسي
خاطبتها بحنان في محاولة للتخفيف من القلق الواضح على ملامحها الرقيقة مش مهم خالص اللي انا شايفة .. المهم اللي انتي حاسة بيه
_انا حاسة ان في حاجة جوايا استريحت بعد ماطلعت كل اللي في قلبي و جرحته .. بس دلوقتي بعد ما هديت حاسة اني قاسېة حاسة احساس وحش انا ماشوفتش حاجة وحشة من مصطفي طول السنة اللي عرفته فيها بالعكس كان كويس معايا ..بس فكرة انه يخبي عليا موضوع مهم زي انه متجوز و عنده ولاد صدمتني وخليتني بجرحه من قهرتي وصدمتي فيه .. ياريته هو للي جه و صارحني ..
صمتت لعدة ثواني تجمع أنفاسها المسلوبة والعبرات الساخنة تتساقط بهدوء على خديها لكنها أكملت بخفوت حزين بس اللي حسيته من كلام مراته انه ممكن جدا يرجعو لبعض .. وقتها كل احساس بالراحة والامان اللي كنت برسمهم لحياتي معاه اتبخروا .. والاكيد مابقتش اقدر اثق في اي كلام هيقوله ولا قدرت احطله اي اعذار
استمعت إليها ريم باهتمام وأعطتها الوقت الكافي لتقول كل ما لديها دون مقاطعة حتى تفرغ شحنة الحزن الذي كان يجثو على صدرها بينما تابعت بمرارة ټجرح حلقها دا غير صدمتي في اهلي .. ازاي قدروا يخبوا حاجة مهمة زي دي عليا طول الفترة دي..
زينت شفتي ريم ابتسامة رزينة وهي تقول اول حاجة احمدي ربنا انك عرفتي كل دا في الوقت المناسب قبل الفاس ماكنت وقعت في الراس واتورطتي ورطة اكبر
واصلت حديثها بنبرة اكثر جدية ثانيا انتي من جواكي لازم تتقبلي فكرة ان الراجل المتجوز من حقه يتجوز علي مراته دا شرع ربنا وحلال .. بس كمان ربنا سبحانه و تعالي قال حقه يتجوز في حالات معينة .. و لازم يكون الزوجة الاولي عندها علم و التانية عندها علم برده وموافقة تبقي ضرة .. واكيد انا معاكي طبعا في انك مش عايزة تحسي بقلة قيمة ولا عدم كرامة وتقللي من نفسك ولا تسمحي لحد يدوس عليكي .. كل دا تمام بس انتي جرحتي كرامته جدا لما وافقتي علي العريس اللي انتي برده حشرتيه في قصتك من غير اي ذنب
ابريل بمعارضة ايوه بس هو كمان استغلني يا ريم و...
قاطعتها ريم وهي تخبرها بإبتسامة واثقة وماتنكريش ان جزء كبير منك كان مبسوط بحمايته ليكي رغم افعاله الجريئة معاكي
عضت ابريل شفتيها بحرج لتستكمل ريم برزانة ابريل محدش هيجي من برا يحل مشاكلك يا حبيبتي .. سواء احمد او مصطفي و حتي باسم كمان لازم تواجهيهم وتطلعي اللي جواكي وتبطلي تنسحبي في صمت .. بمعني اصح بطلي تهربي لمجرد ان الدنيا خربت لأن دايما في حلول .. بدل ماتهربي دوري علي حل واتناقشي مرة واتنين يمكن تلاقي اسباب عندهم تعذريهم بيها .. ماتظلميش حد مالوش ذنب في مشاكلك النفسية اللي سببوها مامتك وباباكي ليكي من طفولتك .. انهي كل علاقة فيهم بشكل سليم بعد ماتدي نفسك فرصة تفكري كويس في اللي انتي عايزاه فعلا
بقلم نورهان محسن
في فيلا الشندويلي
داخل غرفة باسم
استيقظ باسم على صوت رنين هاتفه بإسم خالد فأجاب بصوت نائم الدنيا اتهدت عشان تصحيني من النجمة كدا!
انتفض من نومه وهو يمسح آثار النعاس عن وجهه براحة يده ليتساءل في حيرة مشوشة بتقول ايه !! مستشفي ايه
اتسعت مقلتيه بتفاجئ وغمغم بتعجب حاډثة!!
استمع إلى صوته المتعب عبر الهاتف قبل أن يردد بإستنكار و لميس بتعمل ايه معاك من امبارح يا خالد!!
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
أوقفها صوت رجولي ينادي باسمها فور خروجها من منزل ريم.
التفتت ابريل في ذهول لتجد ثلاثة رجال بأجساد عملاقة يحدقون بها بنظرات غامضة قبل أن يشرع أحدهم في التحدث بصوت غليظ رغم هدوءه تسمحي تتفضلي معانا بهدوء ومن غير شوشرة
تسارع نبضها مع قلق أنجلي من سؤالها بعد أن ابتلعت ريقها بصعوبة اتفضل معاكو علي فين .. انتو عايزين مني ايه!!
أحس الخۏف والحذر من نظراتها الشفافة فتحدث بنبرة تحذيرية مفعمة بثقة عالية. مافيش داعي للخوف يا باشمهندسة .. ولأخر مرة بطلب منك بلطف تركبي معانا
نهاية الفصل
السادس عشر
الفصل السابع عشر عرض سخي رواية جوازة ابريل 2
نريد كل شيء للأبد.. نريد الجمال أن يبقى للأبد والصحة للأبد والنجاح للأبد والحب والشغف للأبد والسعادة للأبد.. وهذا سبب معاناتنا رغبتنا الشديدة ببقاء أشياءنا للأبد ومقاومة النهايات والتمسك بالأموات والتعلق بالشظايا..نرفض تصديق أن بعض الأشياء ټموت وتنتهي صلاحيتها.. قد ېموت لنا أحبة وهم مازالوا على قيد الحياة وقد ېموت حلم كتبناه منذ طفولتنا قد ټموت نسخة منا وتبدأ نسخة جديدة لا نفهمها ولا نعرفها ولا ننتمي إليها.. عبور الحياة أصعب ما في الحياة.. فالرحلة ليست سهلة على أحد منا.. جميعنا ننمو وننكسر نرتقي ونسقط..نحب ونفقد.. ننجح ونفشل نتعافى ونمرض نتأمل وتخيب آمالنا.. كم من الأحلام التي زرعناها وسقيناها بقلوبنا و رعيناها بكل قدراتنا وماټت في النهاية بدون إختيار منا.. إنها الحياة لا تصفو لأحد وليست وردية على الدوام ما يجعلنا نستمر فيها هو الإيمان.. الذي يجعل من كل التفاصيل الصعبة ممكنة.. ويحول المستحيل إلى يقين بتحقيقه..وما علينا سوى أن نزرع حلم كلما ماټ حلم... وإن اغتالوا كل أحلامنا.. سنحلم ونحلم مادمنا أحياء وللحلم بقية .
عند هالة
_ناوية تقولي امتي ليهم انك فسختي الخطوبة!
وصلها صوت لميس وهي تتساءل بهدوء عبر الهاتف طبعا ماقدرتش
اقول حاجة .. الجو كان مكهرب علي الاخر و كمان عز ومامته بايتين هنا من امبارح فأجلت الكلام في الموضوع .. ومش رايحة المستشفي انهاردة و يدوب الحق اكلم مع بابا قبل مايروح شغله
ردت هاله باضطراب ادعيلي بس ربنا يستر و يعديها علي خير
لم تتلقى اجابة من لميس التى شردت قليلا فى كلماتها مخاطبة نفسها سرا