جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
بحب احمد يعني هفضل متكلة عليه ومحتاجله في كل حاجة بحياتي
الهام بضجر قصروه يا ابريل شكلك كدا بيقول انك مش عايزة الخطوبة دي وماصدقتي تحصل حاجة تسيبيه بيها طب كان ليه من الاول بقي .. انتي عملتي كدا مشاكل بيني وبين اخويا وابنه
_هو انا عشان بدافع عن حق من حقوقي ابقي بياعة وبتاعت مشاكل يا ماما .. المهم انا مش هقدر اقعد هنا تاني هتوافقي اجي اعيش معاكي ولالا!
أسرعت أبريل لتخبرها بلهجة مترجية متجاهلة وخز الألم الذي نقر بحدة في صدرها من إهتمام أمها بأختها التي عاشت حياتها كلها بين ذراعيها فى حين أنها في حاجة إليها أيضا لكن لتحصل على هذا القدر من الحنان والعطاء يجب عليها أن تتوسل لها انا مش هكليفكو اي حاجة والله هشتغل وهصرف علي نفسي .. و بابا متكفل بمصاريف جامعتي انا بس هنقل الورق لجامعة اسماعلية .. ماما والله بجد محتاجالك لو سمحتي خليني اجي اقعد معاكي والله مش هزعجك ولا هتحسي بوجودي
تثاؤبت مجددا وهى تخبرها يلا روحي نامي تصبحي علي خير
back
رسمت دمعة ساخنة خطا متعرجا على خدها المحمر تزامنا مع إنتباهها إلى طرقات متتالية على باب الغرفة لتمسحه بقية دموعها بخفة وسمحت للطارق بالدخول قبل أن تستدير لتجد نفسها في مواجهة مصطفى وجها لوجه.
بقلم نورهان محسن
قبل ذلك بدقائق
عند ريهام
قطبت ريهام حاجبيها دون فهم شيئا لتحثه علي الإستكمال و ايه كمان
رفع كتفيه دلالة علي عدة معرفته وهو يواصل كلماته شارحا ما يتذكره بعفوية كانو مقربين من بعض اوي .. بيكلمو بصوت واطي اوي ماسمعتش حاجة
سلمى بسؤال رايحة فين يا ريهام
ردت عليها بعدم اكتراث هرجع لابريل افضل معاها لا تعمل حاجة مچنونة من حركاتها وانتي يا ماما معلش خدي عمر اغسلي ايده من الشيكولاتة
_طيب
تسير في القاعة المؤدية إلى غرفة أبريل لتتسع مقلتا عينيها الزرقاء بتفاجئ وهى ترى مصطفى يقترب بخطوات متوازنة من الجانب الآخر من الممر فتهادت فى مشيتها وعقلها ينسج خطة جديدة راسمة ابتسامة لطيفة على شفتيها بمجرد وقوفها أمامه لتمد يدها تصافحه قائلة بنبرتها الناعمة حمدلله علي سلامتك يا مصطفي انت رجعت من السفر امتي!
رفع مصطفى نظارته الشمسية لتظهر عيناه السوداوتان ببريق مستاء وهو يرد بمجاملة قبل أن يسيطر الاستنكار على صوته الذي كان مليئا بالحيرة الله يسلمك يا ريهام .. طيارتي وصلت الفجر .. فين فهمي وايه الكلام المكتوب دا! انا مش فاهم حاجة ايه علاقة ابريل بباسم الشندويلي و ايه اللي حصلها !
توترت ريهام لوهلة من هذا الھجوم وهى تمتم اهدا واحدة واحدة يا مصطفي ..
تابعت بلوم خبيث تفتكر هيكون حصلها ايه .. طبعا تعبانة ومضايقة اوي
_يعني عرفت
ردت بتعمد كل حاجة والبركة في حنين
جحظت عيناه پصدمة متسائلا بعدم تصديق يعني حنين هي اللي عملت كدا
لمعت زرقاويتها ببريق غامض مؤكدة بثقة شيطانية ايوه جتلها لحد البيت والله اعلم قالتلها ايه من ساعتها وهي مڼهارة وزعلانة جدا .. و مانصحكش تشوفو بعض علي الاقل لحد ما تهدا
جاءها رفضه بإصرار انا لازم اشوفها وحالا يا ريهام
بقلم نورهان محسن
فى الوقت الحالي
عند ابريل
_ مالك متسمرة كدا ليه كأنك شوفتي عفريت! دا حتي ماطلعتش منك كلمة حمدلله علي سلامتك!!!
قال ذلك بسخرية ليخفي توتره من تحديقها المستمر به إذ أنها خالفت توقعاته باستقبالها الصامت على عكس ظنه منها أنها ستنهمر عليه بالدموع والاستفسارات التي لا تنتهي في مثل هذا الموقف لكن مايراه هو بريق غريب يشع من فيروزيتيها فيما ظلت أبريل صامتة تجمع شتات نفسها بتريث وهي تشكر القدر الذي أعد لها هذا اللقاء حتى تتمكن من الافراغ كل قهرها به إذ خرج صوتها باردا حالما قالت بتلاعب مظنش انك جاي عشان تسمع مني حمدلله علي سلامتك .. زي كمان ما انا مش مستنية منك تبررلي اسباب كدبك عليا عشان مفيش اي مبرر بيشفع الكذب
_انا عايزك تسمعيني..
انقطع استرساله حينما وقعت عيناه على يديها اللتين كانت تلوح بهما بإنفعال ليسأل بحدة بينما يمسك معصمها في قبضته دبلتك فين
رفعت فيروزيتها التي كانت تتلألأ بلهيب البغض مقابل عيناه المستهجنة لتنفض يدها منه وتراجعت خطوة إلى الوراء وهي تهتف بإزدراء قاټل ماتلمسنيش!! انت مين و ازاي تدخل هنا بدون اذن .. وبصفتك ايه!
مصطفى بتريث ابريل اهدي عشان اعرف اشرحلك موقفي
إستهزأت بإستخفاف تشرحلي موقفك .. الحكاية مش مستاهلة شرح
_كنت ناوي اقولك..
اقتلعت ابريل ثمرة تبريره مقاطعة اياه بقسۏة امتي بقي!.. بعد ما تكون اتجوزتني علي مراتك .. وابقي قدام الامر الواقع واختار بقي ما بين ارضي اني الزوجة التانية او اطلق وانا لسه عروسة
صمت مصطفي هنية وهو ينظر في عينيها المترقبة لإجابته قبل أن يقول بصوت منفعل انتي ليه مصرة علي اني كنت قاصد اكدب عليكي ومش عايزة تسمعيني
تهكمت ابريل بنبرة معبئة بالإشمئزاز اسمع كدبة جديدة عايز تألفها عليا!! انت متعرفش قد ايه شايفاك صغير اوي في عيني دلوقتي
تجمدت پخوف حينما هدر فجأة بلهجة عصبية احترمي نفسك يا ابريل عمالة تغلطي ومش مدايني فرصة افهمك
ابتلعت غصة من الألم كانت واقفة في حلقها قبل أن ترد عليه ببرودة شعرت بها تنخر عظامها كان عندك مية فرصة تقولي فيها الحقيقة بس انت قررت تخدعني .. بس الحمدلله ان ربنا كشفك علي حقيقتك وبعتلي مراتك عشان تفوقني من الوهم اللي عيشتني فيه قبل ما اغرز في حفرتك القڈرة عمري كله
جفلت ابريل بقوة وتباطأت نبضاتها الخافقة من الذعر تحت ملمس قبضته التي إلتفت بإحكام حول معصمها تعتصره هاتفا بحدة من بين أسنانه المطبقة انا كنت مقدر وضعك وانك تعبانة وعشان كدا سكت .. بس انتي زودتيها اوي ومش هسمحلك بالغلط اكتر من كدا .. ولا دا الموضوع اللي جاي اتكلم فيه .. ايه اللي بينك وبين باسم الشندويلي والمكتوب دا اساسه ايه
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك
فى ردهة المستشفي
_الدكتور جاي يعملها اختبارات التنفس ويطمن علي حالتها قبل ما يكتبلها علي خروج
تحدث بها يوسف الذي جاء إلى حيث كانت ريهام تجلس تهز قدمها بتوتر ولم ترد في نفس الوقت جاء صوت ضجة من خلف باب غرفة أبريل.
_ايه الصوت دا
نطق بهذا السؤال وهو يتجه نحو الغرفة استني .. دا مصطفي
دهش يوسف بإستنكار مترقب نعم ومين جوا معاهم!!
_لوحدهم
اتسعت عيناه بعدم تصديق ليهدر بها بإنفعال انتي اجننتي سايبها لوحدها معاه هو دا كان اتفاقنا
ريهام بإستهانة وهو هياكلها سيبهم يتفاهمو مع بعض يمكن يتصالحو
_اوعي كدا
قالها دون اهتمام لحديثها بعد أن دفع يديها عن ذراعه لكي يتمكن من الاسراع إلى الداخل ليصل صوت أبريل إلى أذنيه التي سألت بإستخفاف شرير مش عايز تعرف دبلتك فين
_ابريل اهدي خلاص!!
أندفع يوسف لمقاطعتها جاذبا يدها من بين ذلك ليقف حاجزا بينهما بعد أن دفع مصطفى إلى الوراء وقبل أن يجد أنفاسه للحديث أردفت ابريل بما أثلج روحها المحترقة بنيران يؤججها شعورها بالخداع والقهر من هذا المتجبر حرقتها مع فستان الفرح .. و الخطوبة انا اللي فسختها .. واللي قرأته مظبوط انا هتخطب لباسم دي مش اشاعة .. ودلوقتي اطلع برا مش عايزة اشوفك تاني
أنهت حديثها بتحد مشيرة بإصبعها نحو الباب غير مهتمة بتعابير الڠضب المقيت على ملامحه لتزداد وهو ېصرخ فيها غير مصدق بعد أن دفعته للجنون فاقدا زمام تعقله ووقاره انتي مچنونة بتخرفي بتقولي ايه! انتي واعية للي بتقوليه .. دا علي اساس اني لعبة في ايدك وهتحركيها علي مزاجك
لم يردعها صراخه لتهتف بنبرة مستنكرة بس علي مزاجك انت تتجوز وتطلق وتخطب وتكدب .. ايه الجبروت والبجاحة دي!
تقدم مصطفى خطوة إلى الأمام يريد الوصول إليها وهو يطحن أسنانه بشړ لكن يوسف منعه قائلا بإرتياع بس خلاص لو سمحت اخرج من هنا يا مصطفي .. وجودك هنا هيعقد الموضوع اكتر وكفاية اللي حصل منك في حقها
رفض مصطفى بإستهجان بينما يحاول إبعاده عن الطريق مش قبل ما اشوف اللي عملته الست اختك اللي طلع مالهاش كبير
_مصطفي بنفسه هنا .. ايه الزيارة العزيزة دي
صاح صوت باسم من الباب بإستهزاء شديد قابله مصطفى بجبين مقتطب قبل أن يشير
إليه بضحكة غاضبة دا الحكاية طلعت جد مش تأليف من الاعلام .. انا عايز اعرف دا بيعمل ايه هنا!
لم يتلق ردا من باسم الذي تقدم أمام الجميع بخطوات واثقة وعيناه الرماديتان الذئبتان مسلطة عليها كأن لا أحد غيرها في الغرفة.
_الطلب حضر يا بندقتي
ردت على همسه القريب من أذنها
هز باسم رأسه بالإيجاب وإرتفعت زاوية فمه بابتسامة مجيبا اياه بنبرة عادية هو احنا لسه محددناش امتي بالظبط حفلة الخطوبة .. انت عارف الترتيبات بتاخد وقت بس هتكون قريب اوي وانت اول المعازيم يا درش
كاد مصطفى أن يصاب بالجنون في هذه اللحظة فما يرآه الآن يتصف بكلمة واحدة مكونة من
خمسة أحرف مهزلة إقترنت أفكاره بزمجرة حادة ظهرت جراءها عروق جبهته النافرة پغضب انتي ازاي تسمحي لنفسك توافقي علي خطوبة من واحد وانتي مخطوبة لراجل تاني
خطى نحوها في انفعال لكن أوقفته يد باسم التي ارتفعت لتدفعه للخلف من صدره و اليد الأخرى لا تزال تستقر على خصر أبريل بحماية التي كانت تراقب