الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه دموعنا كامله الفصول

روايه دموعنا كامله الفصول

انت في الصفحة 22 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز

على الله
تحدد ميعاد استماع القاضى لشكوى ياسمين وبالطبع سيتواجد مصطفى للرد على ما تقدمت ياسمين فى حقه .. حزنت عندما علمت أنه فى نفس يوم كتب كتاب سماح لكن المحامى طمئنها بأنه اجراء روتيني ولن يأخذ وقتا .. كانت تثق فى المحامى الى حد كبير وكان يبث فيها دائما روح التفائل والأمل .. وفى الموعد المحدد شعرت بالكثير من الارتباك والتوتر وهى تعبر أروقة المحكمة مع المحامى .. فهذه هى المرة الأولى التي سترى فيها مصطفى من بعد تلك الليلة التى اعتدى عليها فيها بۏحشية .. ظلت تستغفر ربها وترجوه أن يهون عليها ما هى فيه .. ثم رأته أمامها قادم فى اتجاهها مع محاميه خفق قلبها بشدة وودت الهرب من أمامه .. كان يوجه اليها نظرات شرسه والحقد يملء عينيه .. أشاحت بوجهها عنه فهى لا تريده أن ينجح فى توتر أعصابها .. حان الموعد ودخلت مع محاميها ومع مصطفى ومحاميه ووقفوا جميعا أمام القاضي .. طلب منها القاضى شرح ما تقدمت به فى شكواها قصت عليه كل ما حدث منذ أن علمت بخيانته وحتى ضربه لها .. تعمدت ألا تنظر الى مصطفى ولذلك كانت تتحدث بقوه وثقه .. بعدما أنهت حديثها شعرت بصدرها يعلو ويهبط بسرعة وكأنها انتهت من سباق للعدو .. وجه القاضى سؤاله الى مصطفى قائلا 
سمعت يا مصطفى شكوى زوجتك ضدك .. ايه ردك على كلامها 
حانت من مصطفى التفاته الى ياسمين قبل أن يتحدث فالتقت نظراتها الواثقه بنظراته المتحدية ونظر الى القاضى قائلا 
أنا بنفى كل اللى هى قالته يا حضرة القاضى
شعرت ياسمين بالتوتر لكنها تذكرت كلام المحامى بأنه من المتوقع أن يلجأ زوجها للكذب
قاله له القاضى 
يعني انت مضربتهاش 
قال مصطفى 
لأ ضړبتها بس مش للسبب اللى ذكرته
أمال ضړبتها ليه 
عشان لما كنت مسافر عرفت انها كانت على علاقة بواحد تانى طول فترة سفرى
شعرت ياسمين وكأن صاعقة ضړبت برأسها .. التفتت الى مصطفى فى حده قائله 
كداب 
نظر اليها بسخرية ثم وجه حديثه الى القاضى قائلا 
ده اللى وصلنى عنها وأنا مسافر كانت بتستغل سفرى عشان تقابل حبيبها فى بيتي .. ولما عرفت اټجننت طبعا وضړبتها بدون ما أحسن بنفسي
تساقطت العبرات على وجنتيها وهى تشعر بالقهر والظلم ووجهت كلامها اليه قائله 
اتقى ربنا .. ده قڈف محصنات .. مش خاېف منه 
بلاش دموع وتمثيل انتى عارفه كويس انى مش كداب والقاضى هيجبلى حقى منك
وهنا تدخل محامى ياسمين قائلا 
حضرة القاصى احنا بنرفض الادعاء اللى وجهه زوج موكلتى وبطالب بإجراء كشف وكمان هنرفع دعوة سب وقڈف وتشهير بسبب الكلام اللى وجهه ليها دلوقتي
وجه القاضى حديثه الى مصطفى قائلا 
عندك شهود بكلامك ده
أيوة عندى طبعا .. أمى ربنا يخليهالى
ابتسمت ياسمين بسخرية وهى تقول فى نفسها حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا انتوا الاتنين
انتهت المقابلة بعد تحديد معاد أول جلسه والسماع الى الشهود من الطرفين
خرجت ياسمين من المحكمة وأسرعت بإيقاف سيارة أجرة وذهبت الى منزل سماح التى وعدتها بأن تساعدها فى هذا اليوم .. كانت تتحرك بآليه وهى غير مدركة لكل ما يدور حولها .. كانت تشعر بالقهر والظلم .. لم تكن تدرى كيف يستطيع شخص مثل مصطفى أن يدعى ما ادعاه دون أن ېخاف الله .. كيف يأمن مكر الله .. يكف ينام ملء جفونه وهو ظالم لعبد من عباد الله .. كيف لا يخشى ما أعده الله من العڈاب لقاذف المحصنات .. أى رجل هذا الذى تزوجته .. بل أى ذكر هذا .. فكل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل .. حاولت نفض تلك الأحاديث من رأسها وحاولت الإندماج مع ما يحيط بها من جو مبهج
كانت سماح تبدو كأميرة صغيره ووجهها يشع نورا وأضافت ضحكاتها الصافية على وجهها المزيد من التألق .. حان موعد كتب الكتاب .. كانت ياسمين فى المطبخ تعد صوانى التقديم وترص ما بها من
أطباق .. صممت طوال اليوم أن تهتم هى بأمور المطبخ وبإنجاز ما يحتاجونه من أعمال لتصرف ذهنها عن التفكير فى
مصطفى وقضيتها .. سمعت فى الخارج الزغاريد بعدما حضر المأذون .. ابتسمت لا شعوريا وهى تتخيل فرحة صديقتها الآن .. دخلت ريهام الى المطبخ وسحبتها من ذراعها قائله 
سيبك من اللى بتعمليه ده دلوقتى وتعالى هيكتبوا الكتاب
خرجت ريهام مسرعة وهى تسحب ياسمين خلفها .. أزاحتا طرف الستارة التى كانت تفصل بين الردهة وبين الصالون .. ابتسمت الفتاتان ونظرتا الى بعضهما البعض .. كانت سماح ترسم على وجهها ابتسامة صغيره تشى بما يعتمل داخل قلبها من فرحة .. حانت التفاته من سماح فتلاقت نظراتها مع نظرات ياسمين واتسعت ابتسامتها حركت ياسمين شفتيها بدون صوت قائله 
مبروك
فهمت سماح ما قالت فحركت شفتيها هى الأخرى قائله 
عقبالك
بدأ المأذون فى بدء مراسم العقد .. كان الحاضرون نفر معدودون على الأصابع .. والد سماح ووالدتها وعمها واثنان من خالاتها وبالطبع ريهام و ياسمين أما من طرف العريس صديق والد أيمن منذ الصغر و كرم ........ و بالطبع عمر
.. كانت نظرات ياسمين مصوبه على سماح .. الابتسامه تعلو شفتيها بدأت المراسم وانتهت بجملة قبلت زواجها 
تذكرت ياسمين تلك الجملة وهى تسمعها من فم مصطفى يوم عرسها فأعادت تلك الذكرى المزيد من الشجون اليها فالتفتت لتهرب الى المطبخ لتخفى دمعه كادت أن تسقط من عينيها ... كان شهود العقد هما عمر و عم سماح .. تعالت الزغاريد مرة أخرى ..
دخلت والدة سماح المطبخ وقالت ل ياسمين 
سمسم كفاية انتى تعبتى أوى النهاردة أنا وريهام هنقدم الحاجة اعدى انتى ارتاحى
ابتسمت ياسمين اليها قائله 
متقوليش كدة يا طنط والله أنا فرحانه جدا ل سماح ومن فرحتى مش عارفه اعمل ايه ولا ايه
ربتت والدة سماح على ظهرها قالئه 
يا حبيبتى .. ربنا يخليكوا لبعض ويرزقك بإبن الحلال اللى يعوضك
اختفت ابتسامة ياسمين وحاولت تغيير الموضوع قائله 
حضرتك خدى الصنية بتاعة الرجالة قدميها وأنا هقدم الصنية التانية للستات
طيب يا حبيبتى هاتيها تسلم ايدك
تناولت أم سماح الصنية من ياسمين وخرجت لتقديمها الى الضيوف .. رآى عمر والدة سماح وهى تهم بتقديمها فأسرع يأخذها منها وابتسم قائلا 
عنك يا طنط 
ابتسمت له والدة سماح قائلا 
تسلم .. انت صاحب أيمن مش كدة
أيوة تقدرى تقولى احنا اكتر من الاخوات
ربنا يخليكوا لبعض نخدمك يوم فرحك ان شاء الله
متشكر
قام عمر بتقديم الجاتوه والمشروب الى الرجال 
.. خرجت ياسمين ورائها واتجهت حيث تجلس النساء وقدمت اليهن ما تحمله .. وعندما اقتربت من سماح ابتسمت كلتاهما للأخرى .. أشارت لها سماح بالاقتراب فاقتربت منها ياسمين فقالت لها 
باركيلى بقيت مودام
ضحكت ياسمين قائله 
مبروك يا مودام .. عقبال ما أشوفك فى الفستان الأبيض ان شاء الله
انتهى عمر من مهمة التقديم فالټفت ليضع الصنية فى مكان ما أو يعطيها لشخص ما .. رأى فتاة تحمل صنية التقديم الفارغة وتتوجه الى المطبخ فأوقفها ومد يده بالصنيه التى يحملها قائلا 
لو سمحتى خدى دى معاكى
التفتت له ياسمين دون أن تنظر اليه .. عقد عمر ما بين حاجبيه وهو ينظر اليها متذكرا اياها .. نعم انها هى .. الفتاة التى صدمها بسيارته منذ فترة .. تفرس فيها ليتأكد من أنها هى نفسها .. أيقن أنه لم يخطئ هى نفسها تلك الفتاة التى صدمها وتسبب فى كسر ساقها .. أخذت ياسمين منه الصنية دون أن تنظر اليه ودون أن تتفوه ببنت شفه
أعادت كلتاهما الى المطبخ ثم خرجت مرة أخرى لتجلس على أحد المقاعد فى هدوء .. استعادت ذكريات المحكمة مرة أخرى .. كانت تهرب من تلك الذكرى طوال اليوم لكنها عادت اليها لتعكر صفو مزاجها .. كانت ترى الجميع من حولها مبتسما سعيدا ضاحكا .. لكنها كانت فى عالم أخر ودنيا أخرى .. ترى هل ستستطيع الحصول على الطلاق .. ترى ماذا سيكون رد فعل مصطفى .. هل سيتركها لتنعم بحياتها .. أم يبقى شبحا يطاردها ويعكر صفو حياتها .. ماذا ان خسړت القضية هل سيجبرها على العيش معه .. كيف ستتحمل ذلك .. هى لا تطيق مجرد ذكر اسمه .. اسمه بين شفاهها كالسباب بالنسبة لها .. تنهدت فى حسرة ولفت ذراعها حول جسدها وأسندت خدها بقبضة يدها .. كانت تنظر الى الأرض أمامها غير واعية لما يدور حولها من أحاديث .. حانت من عمر التفاته اليها .. ربط على الفور بين اسمها والاسم الذى ذكره أيمن وقال انها أقرب صديقات خطيبته وتذكر مشكلتها مع زوجها الذى خاڼها بعد شهر من الزواج .. دقق فى ملامحها وتبين تلك الكدمات التى تقع على جبينها والچرح بجانب شفتها العليا .. تنهد فى أسى كيف يستطيع رجل ضړب زوجته وترك تلك الكدمات على جسدها .. بل كيف يكون وضيعا لدرجة أن ېخونها وفى شهر
العسل .. وجدها حزينه هادئة كزهرة الحائط التى تزينه فى
صمت .. تسائل فى نفسه .. الى أى مدى وصلت فى قضيتها .. هل تحدثت الى الأستاذ شوقى بالفعل .. هل طلبت الخلع بالفعل أم عادت الى زوجها مرة أخرى .. حانت منه اتفاته الى يدها فوجدها خاليه من أى دبله تطوق أصابعها .. أعاد النظر الى وجهها ليجد عينيها تلمع بعبره تهدد بالسقوط .. شعر بالأسى لحالها .. عندها تقدمت نحوها الفتاة التى رآها فى المستشفى والتى كانت تبحث عنها باكية .. قالت ريهام ل ياسمين 
ياسمين انتى كويسة
رفعت ياسمين نظرها الى أختها وقالت بصوت مخټنق 
أنا عايزة أمشى يا ريهام حسه انى مخڼوقة أوى 
طيب يا حبيبتى و سماح
التفتت الى صديقتها لتجدها تتحدث مع زوجها والابتسامة تعلو شفتيها فالتفتت الى أختها قائله 
ان شاء الله مش هتلاحظ غيابى استنى بس هقول لطنط انى ماشية
وجدها عمر تنهض وتتحدث قليلا مع والدة سماح .. ثم عانقتها والدة سماح وغادرت مع الفتاة التى خمن أنها أختها .. تابعها عمر حتى فتحت باب البيت وغادرت فى صمت
عادت الأختان الى البيت وقبل صعودهما قالت ياسمين 
هو فى عشا فوق
مش عارفه أعتقد لأ
طيب اطلعى انتى اسبقيني هروح أجيب حاجه من السوبر ماركت
أجى معاكى 
لا مفيش داعى مش هتأخر
ذهبت ياسمين الى السوبر ماركت أمام البيت وابتاعت منه طعام للعشاء وأثناء عودتها وبمجرد أن خطت أول خطوة لصعود الدرج وجدت يد تلتف بقوة على ذراعها التفتت وكادت أن تشهق بقوة وهى ترى مصطفى أمامها فأسرع مصطفى ليغطى فمها بيده وألصق ظهرها على الحائط ونظر اليها پشراسه قائلا 
بتتحديني يا ياسمين .. أنا هعرفك ..حتى لو القاضى طلقك منى مش هسيبك فى حالك يا ياسمين
حاولت الصړاخ لكنه
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 75 صفحات