رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل
رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل
مضض
ذهبت لبيت جدها وهى تستشيط براءة الذئب من ډم الحمل
سألت رحيل عن جاد بالبيت فعلمت انه بالاسطبل فذهبت اليه
ناداه سويلم فخرج اليها من احد اسطبلات الخيل عقد حاجبيه فور رؤيتها متسائلا فى نفسه عن سبب مجيئها اليه
اقتربت منه وهى تعطيه الاوراق قائله له بثقه
رحيل بثقه دى صور الاشعه والتحاليل اقراها
رحيل اللى تثبت لك براءتى وبراءة جدى انا رحت له وواجهته بكل اللى انت قلت وفعلا كان بعت لك دادة سيدة عشان تترجاك تسيبنى اروح معاه يعمل القسطرة بالقلب بس عشان تحاليله طلعت مش مضبوطة الدكتور اجلها لاخر لحظة وكان مخبى عليا عشان
قاطعها پغضب انتى بجد مصدقة التهريج ده
مدت يدها بالاوراق قائله الورق اهو اقراه
رحيل مبررة جدى مش هيكدب عليا ياجاد
امسك بذراعيها الاثنين قائلا بهدوء
جاد رحيل انتى بجد مغمضة عينك عن حقيقته للدرجة دى ولا مش عاوزة تشوفيها وبتضحكى على نفسك
بصعوبة قائله انهى حقيقه
فيهم انه تاجر زيك ولا انه قاټل برضه زيك
اتسعت عيناه مما تقوله هتختارينى انا ولا هتختاريه هو
رحيل ودموعها تنهمر انتى ليه حابب تحطنى فى الاختبار ده ليه عاوز تحطنى فى خانة اليك اللى فيها لازم اختار بين حد اتربيت فى حضنه لاكتر من عشرين سنة وحبنى اكتر ما حب نفسه وبين واحد كل اللى عمله واللى بيعمله من يوم ماعرفته انه بيجرحنى طول الوقت واحد بينيمنى كل يوم وانا معيطه من قسوته ومعاملته ليا واحد كل اللى شفته من يوم ماعرفته ۏجع والم ودموع ودلوقتى بيخيرنى بينه وبين اقرب الناس لقلبى
جاد اجابتك وصلت لى عشان منها وحالا لو طلقتنى ياجاد وخلصت من وجودى كله فى حياتك
عقد حاجبيه بضيق قائلا بهدوء
جاد عاوزانى اطلقك
رحيل لو ده هيحل لك كل مشاكلك اللى حصلت بسببى
جاد مقتربا
منها سيبك من مشاكلى انا قادر احلها لوحدى انا بسألك انتى عاوزة تتطلقى منى
رحيل لو راحتك فى بعدى يبقى ننفصل
جاد سيبى الايام الجاية تودينا زى ماهى عايزة يارحيل على الاقل يبقى ادينا لبعض فرصة اخيرة سويلم وصل الهانم للقصر
فى المساء عاد لغرفتها احست بقدومه فتظاهرت بالنوم وهى تعطيه ظهرها نام بجوارها وظهره اليها ايضا أحس بها مستيقظة الا انه لم يحاول مخاطبتها ناما كلا منهما على وسادته بعينان مفتوحتان وبال مشغول
ناما بعد وقت طويل وعصف ذهنى كبير استهلك طاقتهم
نهضت فى الصباح على صوت بجوارها فإنتبهت لوجوده مرتديا بذلته وهو يجهز حقيبة سفر
اقتربت منه وهى تسأله بفضول
رحيل انت مسافر
اجابها بهدوء اه
رحيل بلهفه على فين
نظر اليها بإبتسامه ساخرة قائلا بتهكم لو سألتى فاطمة هتقولك اجابتى على السؤال ده دايما بتكون ايه
اقتربت منه قائله بضيق انا مش فاطمة ياجاد
نظر اليها قائلا وهو يزم شفتيه انتى فعلا مش فاطمة
تغاضت عن تفسير معنى جملته قائله طب هتتأخر فى سفريتك دى
اجابها بفضول يهمك
نظرت اليه مطولا قبل ان تبتعد فى حزن دون ان تجيبه جذبها اليه قائلا لها بهدوء
جاد انا هسافر فترة جايز تكون فرصة اننا نبعد شوية ونفكر بهدوء
اومأت بالايجاب فى حزن
راقبته من نافذة غرفته وهو يحادث رجاله امام القصر قبل ان يصعد السيارة توقف فجأة ونظر للاعلى فإنسحبت للداخل فى حزن
غاب لاسبوع كانت خلالهم فى غاية التعاسة تفكر فيه ليل ونهار حتى انها فقدت شهيتها وهى تتطلع من شرفه غرفتها للسماء حاولت كثيرا ان تتصل به الا انها لم تفعل
سمعت صوته بالاسفل ظهر احد الايام فنزلت بهروله على السلالم فى لهفه توقفت فجأة مكانها حين وجدته بالاسفل وفاطمة تحتضنه مرحبة انتبهت لحالها فتوقفت مكانها فيما نظر هو اليها بشوق مخفى وراء جديته فجأة وجدت
نفسها تعود ادراجها لغرفتها وعيناه تتابعانها فى ضيق
دخلت غرفتها وبكت مطولا احست بصعوده السلالم مسحت وجهها من اثر الدموع وانتظرت دخوله اليها الا انه خيب ظنها عندما سمعت صوت باب فاطمة وهو يغلق ورائه
لم تنزل لتناول الغذاء معهم وظلت حبيسة غرفتها
وجدت الباب يفتح لتجده يدخل اليها اقترب منها قائلا بجديته
جاد انا جبت لك الهدية دى
قالها وهو يقدم اليها علبه من القطيفه تبدو كعلب قطع المجوهرات الغالية
نظرت اليها بلامبالاة وهى تقول له
رحيل متشكرة جدا
اخدتها منه ووضعتها جانبا
جاد مش هتفتحيها
رحيل انت عارف ماليش فى لبس الدهب والحاجات دى بس متشكرة انك افتكرتنى
نظر اليها مطولا بضيق قبل ان ينصرف
نادته قائله جاااد
استدار اليها فاستطردت
رحيل لو رجع بك الزمن لقعدة العرف اللى طلبت فيها انك تتجوزنى كنت هتطلبنى برضه
اقترب منها قائلا بهدوء اعرفى انتى الاجابة لوحدك يارحيل
انتظرت فاطمة خروج رحيل لبيت جدها فى صباح اليوم الثانى لتبعث بخادمتها بصباح الى غرفتها كى تأتى لها بطقم المجوهرات الذى اهداها اياه جاد لتقارنه بالطاقم الذى اتى به اليها هى الاخرى خوفا من ان يكون افضل او اغلى ثمنا من طاقمها
دخلت صباح الغرفه خلسة واخذت تقلب بين اشياء رحيل حتى وجدت علبه مجوهراتها بالدولاب اخذت الطقم بعلبته وبينما كادت ان تغلق الدولاب لمحت شريط حبوب منع الحمل مخبئ بين ملابس رحيل فاخذته ونزلت مسرعه للاسفل
اعطته لفاطمة والتى هزت رأسا بفرح بالكنز الذى وجدته قبل ان تطلب من خادمتها ان تعيد طاقم المجوهرات مكانه حيث لم يعد يعنيها فى شيئ بعدما اعطتها فرصتها التى تتمناها منذ قدمت اليهم بنت الحارحى
عاد جاد فى المساء فوجد فاطمة تنتظره على احر من الجمر لتبلغه بما وجدته الخادمة اثناء تنظيفها حجرة رحيل وهى تمد يدها له بشريط الحبوب فى نفس وقت دخول رحيل
نظر جاد للحبوب فى يده بعدما اعتراه الڠضب وان كان قد ظل صامتا بينما تسمرت رحيل
مكانها من هول المفاجأة وفاطمة وامها والخادمة من بعيد يرمقونها بنظرات شماته
سألها جاد بهدوء يخفى عاصفه حادة داخله بصرامة
جاد شريط الحبوب ده بتاعك
تلعثمت رحيل قائله ايوه
استشاط ڠضبا بعد اجابتها بعدما كان يرجو ان يكون الامر كله من تلفيق فاطمة نظر اليها بنظرات ڠضب والشرر يتطاير من عينيه قبل ان يجذبها من يدها بقوة للاعلى وسط ابتسامة الشماتة الى ظهرت على وجه فاطمة وسعادتها فيما سيفعله جاد بها الان
ادخلها جاد بقوة للغرفه واغلق الباب ورائه سألها پغضب وعصبية
جاد طب ليه
اجابته بإستفزاز عشان مش عاوزة ولاد منك لو اضطريت ياجاد
اجابها بضيق لو اضطريتى اضطريتى ليه اللى
انا من اساسه مردتش افرضها عليكى من الاول واستحملت دلعك وتصرفاتك وقلت استنى عليها جايز تعقل وفى الاخر الاقيكى مجهزة وسيله عشان متشليش عيل منى
ادارات وجهها الناحيه الاخرى فأداراها قائلا
بس تعرفى حقك تعملى اكتر من كده عشان انا اللى قبلت على نفسى ده وسكت لك على حاجات كتيرة و رضيت من اساسه انى ادخل بيتى بنت اكبر واحد بكرهه فى حياتى لاء بيتى ايه ده انا دخلتها حياتى ورضيت بالعيشة الزفت اللى انا عايشها دى
ابعدته رحيل عنها فى ڠضب قائله خلاص ياجاد بناقص العيشة دى طلقنى وكل واحد مننا يروح لحاله لانى مبقتش قادرة انا كمان اتحمل العيشة دى ولا عاوزة اخلف منك فى يوم عارف ليه عشان انا بكرهك ياجاد والجوازة دى كلها كانت غلطة
اقترب منها وهو يجذبها اليه قائلا اه اطلقك وترجعى لجدك ويجوزك زميلك بتاع السفارة واطلع انا الغبى الوحيد فى القعدة دى
رحيل پغضب هو ده كل اللى هامك شكلك اودام الناس وهتطلع كسبان ولا خسران انا خلاص مش قادرة اتحمل اكتر من كده ومش عاوزة اكمل فى لعبة مش بتاعتى انا هلم هدومى وهرجع بيت جدى لحد لما تطلقنى
صاح فيها پغضب عارم طلاق مش هطلق يارحيل وانسى الكلمة
صاحت هى الاخرى فى ڠضب بتحدى لاء هتطلقنى ياجاد لانى مش هقعد معاك ثانية واحدة بعد كده
فى احلامك انتى مراتى ومفيش اى قوة ممكن تخلينى اطلقك
رحيل پغضب لاء مش مراتك ولا عمرى هكون احنا جوازنا ورق على حبر وعمره ما هيزيد عن كده
قالتها وهى تتجه ناحيه دولابها اخرجت حقيبة واخذت تضع فيها ملابس لها بشعوائيه قبل ان يخطف من امامها الحقيبة ويقذف بها بعيدا هى وملابسها وهى تراقبه فى خوف
وصل صوت الارتطام للاسفل فإبتسمت فاطمة وهى تنظر لامها وخادمتها بشماته قائله
فاطمة احسن تلاقيه ماسكها ضړب دلوقتى واكييد هيرمى عليها اليمين٠٠٠
يتبع
الجزء الرابع عشر
الله اكبر
هدأت عاصفه جاد بعض الشئ بعدما اخرج غضبه فيما قابله من اثاث الغرفه قبل ان يجذب رحيل اليه قائلا
جاد واضح انى سيبت لك كتير ودلعتك اكتر بس خلاص يارحيل من النهاردة كل ده خلص
سألته بعدم فهم يعنى ايه
جاد انا حاولت اتعامل معاكى بأخلاقى واللى كانت بتمنعنى اقرب من واحدة ڠصب عنها بس دلوقتى انتى اللى هتضطرينى اعمل ده مادمتى شايفه
جوازنا حبر على ورق خلينى اخليه جواز حقيقى بقى
فى الوقت ذاته زاد قلق فاطمة من الهدوء الذى ساد المكان حاولت التنصت لعلها تسمع شيئا الا انها لم تنجح فبعثت بخادمتها لفوق لعلها تسمع شيئا اقتربت الخادمة من الباب فسمعت صوت اشبه پبكاء رحيل فعادت بسعادة لفاطمة لتبلغها بما استنتجته
جاد رحيل انا اسف مكنش قصدى انى
رحيل اسف على ايه انك اخدت حقك منى بالڠصب
اجابها قائلا بدفاع
جاد لاء انتى فاهمة غلط انا مش بعتذر لانى لمستك لان ده كان المفروض يحصل بينا من زمان ومتهيألى انى مفرضتش نفسى ولا خدت حاجة ڠصب عنك انتى كنتى معايا برضاك ولو كنت حسيت انك مش عاوزانى للحظة كنت بعدت عنك
اجابته بعند انت بتوهم نفسك انا رضيت لك بس عشان كنت مضطرة
جذبها اليه قائلا بتحدى بلاش عند انتى كنتى عاوزانى زى ماانا عاوزك وانتى عارفه
قاطعته فى خجل وكبر طيب لعلمك ده مغيرش اى حاجة مابينا ولسه عاوزة اطلق منك
ابتسم لها بسخرية قبل ان ينصرف فباغتته بغيظ قائله ساخرا
رحيل انا بكرهك ياجاد وجدا كمان
عاد اليها قائلا بتحدى وهو يميل اليها قائلا
جاد قوليها تانى وانا عقد حاجبيه من الضيق قائلا لها بصوت خافض
جاد افتحى الباب يارحيل
اجابته بعناد لاء روح نام عند مراتك التانية
اجابها بتحدى ماشى
ظلت تتنصت حتى احست بخطواته مبتعدا عنها
تحركت فى اتجاه
سريرها وهى