شبح حياتي بقلم نورهان محسن
شبح حياتي بقلم نورهان محسن
عيناها پصدمة عندما سمعت رنين الهاتف الذي كانت تمسكه في يدها ودون الحاجة إلى النظر إليه قالت على عجل تزامنا مع قيامها من الكرسي يا خبر بنتنجاني الكلام خدنا و بهاء وصل تحت وبيرن عليا لازم انزلو .. بس اعملي حسابك لينا قعدات كتير مع بعضينا الايام الجاية اتفقنا
هزت حياة رأسها مؤيدة قائلة بنبرة رقيقة بعد أن وقفت هي أيضا وتحركت معها نحو باب المنزل ماشي تسلمي يا مروة وخدي بالك علي نفسك
ردت حياة بابتسامة مماثلة وانتظرت حتى نزلت الدرج ثم أغلقت الباب مجددا باي
مروة كمال منصور
29 عام
متزوجة ولديها طفل عمره ست سنوات
تتميز بخفة الروح وحيوية ومبهجة وصديقة ممتعة وامرأة نشطة تستطيع الدخول في القلوب بحركاتها الشخصية واهتماماتها الجذابة ولباقتها اللطيفة لكنها فضولية وتحب الحديث وتعتبره وسيلة لمعرفة الكثير من المعلومات متواضعة جدا لديها ذوق راقي في اختيار الأزياء والإطلالات الفريدة
قادتها ساقاها نحو منتصف الغرفة وهي تمشي حافية القدمين كالمعتاد ثم استدارت ببؤبؤ عينيها حول الغرفة الأنيقة حيث يوجد السرير الوثير الذي يتسع لأكثر من شخصين وإلى يمين الغرفة توجد طاولة عليها قوارير عطور وبعض الأشياء الأخرى وعلى اليسار خزانة كبيرة خاصة بالملابس.
أغمضت عينيها حيث راقت لها الرائحة المنبعثة من فوهتها والتي بدت وكأنها من النوع الفاخر والغالي.
دون قصد انزلقت القارورة من يدها على الأرض محطمة إلى شظايا زجاجية صغيرة متناثرة بفوضى ورائحة العطر الفواحة ملأت جميع أنحاء الغرفة.
سقطت حياة على قدميها بجانب شظايا الزجاج المتناثر وقلبها يخفق بقوة وخوف مما فعلته ومن شدة توترها جرحت إصبعها من قطعة مکسورة أمسكتها بعجلة.
تجعدت جبهتها من الألم وهي تحدق في إصبعها ثم فكرت في تجاهل أمر الاهتمام به الآن وأردفت بخفوت محاولة تهدئة الذي تشنج من الارتباك مش مشكلة دا خدش بسيط ماتتخضيش يا حياة .. خلاص بكرا هدور علي علبة البرفان بتاعته واجيب وحدة جديدة وارجعها مكانها .. لا من شاف ولا من داري و ربنا يعوض عليا الفلوس اللي هكوعها فيه حار و ڼار في جتتك يا بدر الزفت
تحركت بخطوات حذرة و بطيئة بسبب ألم كاحلها وهي في طريقها إلى المطبخ لكن قدميها توقفتا عن الحركة في حالة صدمة وشعر عقلها للحظة وكأنه توقف عن العمل عندما سمعت صوتا هادئا يتخلله بعض السخرية يقول بنبرة لوم متهكمة عيب لما نمد إيدنا علي حاجة مش بتاعتنا وكمان نكسرها!!
التفتت حياة إلى مصدر الصوت الذي صدر من جانب النافذة الكبيرة المغلقة خلف الستائر ولكن بسبب الإضاءة الخاڤتة لم تكن ترى بوضوح.
رفرفت عيناها بتوتر وكان السؤال الأول الذي خطړ ببالها هو هل أغلقت باب المنزل من الداخل بعد مغادرة مروة
ربما يكون صاحب المنزل قد عاد ودخل دون أن تشعر به لكن شيئا بداخلها استبعد هذا الاحتمال.
ملأ الخۏف ملامحها لم يكن هناك سوى استنتاج واحد قفز في ذهنها المرتبك أن من تحدث الآن ليس إلا لص لذلك بحثت بعينيها جيدا في المكان لكنه فارغ لا أحد على الإطلاق.
همست حياة وعيناها المذعورتين تجولت يمينا ويسارا مين .. مين اتكلم!!
انتظرت بضع ثوان لكن لم يكن هناك رد فأطلقت أنفاسها المحصورة في صدرها من شدة ذعرها و مسحت الدموع التي هطلت من الخۏف رغم إرادتها ثم غمغمت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ركضت سريعا نحو باب الشقة فوجدت انه مقفل كما تركته.
واصلت حديثها بضحكة ممزوجة بالدموع وهي تفرك فروة رأسها بعد أن مسحت خديها بظهر كفها كالأطفال انا لازم ابطل اتكلم بصوت عالي وانا لوحدي .. اكيد من كتر تفكيري واعصابي التعبانة دي كان بيتهيألي..
سخرت من نفسها وهي تبتعد عن الباب لا كمان كنت بتفرج علي فيلم ړعب .. عايزة يعني يحصلك