شبح حياتي بقلم نورهان محسن
شبح حياتي بقلم نورهان محسن
كل الأفكار التي إنهمرت كالمطر على عقل حمزة فنظر إليها بحاجبين مرفوعين بدهشة وقال بتصحيح استاذ بدر متجوز يا ست حياة مدام أميرة
رفعت عينيها لأعلى مرتبكة عندما شعرت بوتيرة أنفاس بدر التي ارتفعت إلى جوارها ثم استجوبت حمزة بارتياب يعني اميرة دي مراته .. انت متأكد
أومأ حمزة برأسه بقوة وقال بثقة اومال طبعا .. دي حتي كانت هنا من كام يوم بعد سفر استاذ بدر
أشار إليها حمزة بالسلب ورد عليها بمبرر تليفونه مقفول .. بس مدام اميرة موصياني اي حاجة تحصل في غيابه ابلغها بيها وانا عرفتها ان حضرتك قاعدة هنا مؤقتا
حدقت فيه بعيون ضيقة متسائلة بفضول هو بيشتغل ايه
رد حمزة بابتسامة واسعة استاذ بدر محامي كبير ماسك مكتب والده الله يرحمه...
جاءت كريمة من المطبخ وقالت بابتسامة سمحة كل حاجة حطيتهالك في التلاجة يا ست العرايس وأكلت القطة .. لو احتجتي حاجة عرفيني و انا عيني ليكي
نظرت إليها حياة وظهرت ابتسامة خجولة على فمها بشكل عفوي وقالت بامتنان ربنا يخليكي يا ام كرم و شكرا يا عم حمزة قلقتكو معايا
مشيت حياة نحوه ووقفت أمامه محدقة في عينيه قائلة بتأييد واضح محدش يعرف بموضوع الطلاق دا وهي فعلا كانت هنا من كام يوم زي ماقولت
ضمت حياة فمها بصمت لوهلة ثم قالت بقلق الموضوع دا مش مريحني
تنفس بدر بعمق وهو يدفع شعره للخلف هو أيضا يشك في الأمر لكن عقله سئم من التفكير وقرر تأجيل المناقشة لوقت أخر وقال محاولا تغيير الموضوع علي فكرة عم حمزة استغرب لما عرف ان معاكي المفتاح الاستيبن
مد بدر فمها إلى الخارج في إشارة إلى عدم تأكده من الأمر ثم قال بلهجة هادئة مش عارف .. يمكن!!
قضمت حياة فمها ثم همست بتردد طفيف طيب .. انا .. كنت عايزة اتفق معاك علي كام حاجة كدا
حدقها بدر بأعين ضيقة وهمهم بقلق من نبرة صوتها الخجولة التي نادرا ما تتحدث بها منذ أن إلتقى بها ايه!!
حك بدر جبهته بخفة ثم قال بدهشة يعني ايه مافهمتش!!
تساءلت حياة بداخلها لماذا يطلب منها شرح الأمور في كثير من الأحيان وخاصة المحرجة منها لكنها قاومت ذلك الشعور وأجابت بعد أن أدارت عينيها لتجنب النظر إليه يعني الحمام طول ما انا فيه ماينفعش تدخل عليا او تشوفني وانا بغير هدومي مثلا دا مايصحش
أخذت حياة نفسا عميقا كمكافأة بعد أن اجتازت المرحلة الأولى التي كانت محرجة للغاية بالنسبة لها ثم أردفت بنبرة مليئة بالتذمر وياريت تبطل تصحيني من النوم مخضۏضة كل شوية .. وسيبني اخد راحتي في النوم
نمت ابتسامة صغيرة على فمه من تغير مزاجها في لحظات معدودة ثم دني لمستواها قليلا لمواجهة عينيها وقال بتهكم تحذيري مزيف تمام وياريت انتي كمان تبطلي تتحركي بهرجلة و تكسري في البيت
أشاحت نظرها بسرعة عن عينيه اللتين كانتا تحدقان بها بنظرة لن تستطع تفسرها لكنها جعلت نبض قلبها يرتفع داخل صدرها وهمهمت بتوتر من تحت أنفاسها ماقدرش اوعدك
أبقى بصره معلقا عليها ثم تساءل في حاجة كمان عايزة تضفيها
رفعت حياة يدها بعفوية وفركت ذقنها في تفكير ثم صاحت بسرعة ورفعت إصبعها السبابة أمام وجهه بتحذير اهم حاجة .. ممنوع الاقيك داخلي من الحيطة تاني انا كدا هتجيلي جلطة في عز شبابي
رفع بدر حاجب واحد في استنكار وهو يطلق ضحكة عالية ثم قال بأسلوب ساخر لا والله .. انا ايه يجبرني اسمع كلامك من اساسو!!
رفعت حياة حاجبها الأيسر كما فعل لكن بتعبير ماكر ثم هتفت بټهديد مضحك مشيرة إلى رقبتها ماهو لو ماسمعتوش انا ه م و ت نفسي وتطلعلك عفريتي تتعامل معاك بقي و تمرمطك
عبست ملامح بدر بتصنع يخفي وراءه الابتسامة العريضة التي كانت بداخله على حركاتها المرحة والتي لم ينكر أبدا أنها تروق إليه وقال باستياء مزيف مش ملاحظة ان انتي اللي في بيتي وضيفة عندي
تحرك بؤبؤ عينيها إلى اليمين وضمت فمها أثناء تفكيرها ثم غمغمت بنبرة سلسة اه هو بيتك صح .. بس انا بنت يعني عيب تتجول براحتك من غير حدود ولا انا كلامي غلط
لم يعد يستطيع مقاومة الضحك أكثر من تعبيرتها الغريبة
عندما تتحدث بتعقل وخجل وقال من بين شهقاته وهو يمد يده ليصافحها بتلقائية طيب .. ماشي
حدقت حياة في يده الممدودة بملامح متقلصة وهي تتذكر آخر مرة أراد فيها مصافحتها ثم دمدمت بتوجس تاني بتمد ايدك .. انت مصمم ترجعلي نوبة الخۏف ليه!!
لوى بدر فمه إلى الجنب ثم غير وضع يديه عموديا بحيث كان باطن راحتيه الكبيرين مواجهتين لها وقال بإيماءة من رأسه لحثها على أداء نفس الحركة طيب ارفعي ايدك
نظرت إليه حياة مندهشة ثم خفضت بصرها إلى راحتي يديه المرفوعتين أمامها وفعلت كما قال ثم قالت بخفوت كدا!!
قرب راحتيه من باطن راحتيها مما سبب لها دغدغة لطيفة قائلا بابتسامة جذابة خلي دا يكون السلام بينا بعد كدا
همست بضحكة خاڤتة لأنها أحبت تلك الحركة رغم أنها بالكاد شعرته اتفقنا
نهاية الفصل الخامس
نورهان
الفصل السادس رواية شبح حياتي بقلم نورهان محسن
من بين الكل كنت أنت من أشعر معها بالألفة الصادقة كالنور يعبر ضوئك ظلام روحي لتبدديه دون أن تدركين.
وقت بعد الظهيرة في مجمع راقي
داخل فيلا صغيرة نوعا ما
امرأة في أوائل الخمسينيات من عمرها كانت جالسة بهدوء تحتسي فنجان قهوة في صمت بينما نزلت امرأة أخرى من أعلى السلم بخطوات مسموعة كسرت هذا الصمت بسبب الكعب الطويل الذي تحب أن ترتديه بإستمرار.
قالت السيدة الأولى بابتسامة كل دا نوم يا ميرو و بعدين ايه الشياكة دي كلها!!
إبتسمت الآخري بغرور يليق بأناقتها وعلي عينيها نظارة شمس كبيرة نوعا ما تخفي ورائها ملامحها وقالت بنعومة ميرسي يا ماما .. انتي عارفة اليوم اجازة عندي
سألت السيدة الأولى وحاجبها مرفوعا عندما وجدتها تتجه نحو باب المنزل رغم أن اليوم عطلة كما ذكرت من برهة انتي خارجة ولا ايه
توقفت عن الحركة لحظة ثم الټفت إليها وقالت بنبرة رقيقة لكنها مليئة ساخرة اه يا ماما .. هروح اشوف الهانم للي قاعدة في شقة جوزي من غير استئذان دي
أومأت إليها بفهم وقالت بعدم اهتمام تمام انا شوية كدا و هخرج كمان هروح النادي اشوفك هناك بقي
لوحت لها بيدها ثم استدارت نحو الباب لتغادر وهي تهتف بسرعة اوكي .. يلا باي
كانت سماعة الأذن في أذنها وهي تتحدث في الهاتف أثناء القيادة
زفرت الهواء من رئتيها وقالت بإمتعاض عايزني ماروحش اشوفها ليه انت ناسي انه جوزي!!
أطلق ضحكة ساخرة لم يستطع كتمها وقال مصححا قصدك طليقك شكلك نسيتي انك اطلقتي منه
جادلت في استنكار مشوب ببعض بالغيرة لا انت اللي نسيت بدر هيفضل جوزي لحد ما جثته تظهر و استلم كل حاجة تخصه .. ماتنساش كمان اني وريثته الوحيدة
التوى فمه متهكما وتمتم بنبرة ذات مغزى انتي مابتشبعيش ابدا ولا مكفيكي اللي عندك!! وهو حيلته ايه غير العمارة والمكتب اصلا اللي هتورثيهم
أردف بصوت غاضب حين استنتج أن كلماتها مجرد حجة تجادله بها ويبدو أن الأمر الأهم لا تكترث به انا مش ناسي يا هانم .. زي ما انا مانستش ان اللي كنت عايز اوصله قبل ما ي مو ت .. لسه ماوقعش في ايدي ولسه ماتأكدناش من مو ته حتي
أدارت تارة السيارة بعصبية وعيناها على الطريق قائلة بتوتر مافيش تفسير عن اختفائه غير انه ماټ وبطل اسلوبك دا عشان بيخوفني
صاح فيها بتحذير لازم تفضلي خاېفة عشان سواء اللي معه ظهر او هو ظهر انا وانتي هنخسر كل حاجة
نفخت خديها بحنق وهدرت فيه بإنفعال يوووه احنا مش هنخلص بقي من الكلام دا .. اومال انا عملت اللي عملته دا من الاول ليه و ورطت نفسي معاك!!
تشدق صدغه بسخرية و قال بنبرة باردة اللي ورطتك في دا كلو امك يا بنت خالتي
لم تعد قادرة على تحمل كلماته أكثر من ذلك لتقول بنبرة حاولت إخراجها هادئة قدر الإمكان خلاص خلاص كفاية اقفل يا كريم انا وصلت عمارة بدر
زفر الهواء بهدوء مقررا تأجيل هذا الحديث لوقت لاحق ليغمغم ماشي هقابلك بليل في النادي
دمدمت بعجلة طيب باي
في شقة بدر
جالسان بجانب بعضهما البعض على الأريكة بصمت ويشاهدان التلفزيون بينما تضع حياة القط في حجرها وتمسد رأسه برفق.
سأل بدر فجأة محاولا قطع هذا الصمت بينهما مين معاذ دا وقبل ماتسألي عرفت ازاي .. انتي قولتي اسمه وقت ماكنتي بتكلمي نفسك
سحبت حياة الهواء على صدرها بقوة قبل أن تجيب بهدوء كان خطيبي
قال بدر بسؤال كأنه يريد استفزازها لسبب غامض عنه شخصيا ولما سابك جيتي علي هنا!
نظرت حياة إليه بحاجب مرتفع وأجابته بإندفاع انا اللي سيبته .. عشان خاني
حدق بدر فيها بذهول وسألها باهتمام خانك .. ازاي!!
حياة عبست ملامحها بلطافة وردت بسخرية مشوبة بقليل من المرارة شوفته قاعد قعدة رومانسية جدا مع وحدة في مطعم
قوس بدر فمه للاسفل بإستغراب و تساءل بإستخفاف هو اي وحدة ېخونها خطيبها تسيبله البلد و تهرب
نظرت حياة إلى القط وهو نائم بهدوء و استسلام على ساقيها ثم رفعت بصرها نحو بدر وقالت بخفوت انا ماهربتش .. كل الحكاية انه اخو جوز اختي وهي كانت هتضغط عليا زي كل مرة عشان ارجعلو بس المرة دي انا مادهمش فرصة لكدا
إستفهم بدر بجدية كنتي بتحبيه
تجعدت حاجبيها وهي تنظر بحزن إلى اللا مكان بينما تضع مرفقها على حافة الأريكة خلفها وأجابت بصدق يمكن اكون حبيته انا كنت معجبة بيه قبل ما نتخطب .. عارف انسحرت بشكلو وهيبته .. بس بعد ما اتخطبنا لاقيت احساسي نحيته بيتغير وهو ماقصرش الصراحة .. بالعكس ساعد كتير بتصرفاته يخليني اتجنبه
غمغم بدر بإبتسامة حين أنهت جملتها بإنفعال طيب خدي نفسك وهدي اعصابك
ابتسمت حياة إبتسامة حزينة ثم تمتمت بأسي على حالها بطريقة مضحكة انا في منتهي الهدوء .. شوفت حظي الحلو يعني بعد كل المشاكل اللي هربت منها دي .. وقعت في