رواية رائعة بقلم سارة المصري
رواية رائعة بقلم سارة المصري
ستوقع ايتن نفسها فيها هذا المخادع يريد ان يورطها ويورط عائلتها معها
عائلتها
شهقت فى خوف زين
ماذا عليها ان تفعل لقد اقترب عرس ايلينا ولم يعد هناك متسع من الوقت ولو تحدثت الى ايتن بما سمعته ستكذبها بكل سهولة فعلاقتهما متوترة منذ فترة هذه الحمقاء ستتجاوز كل الحدود و
رن جرس هاتفها لينتشلها من افكارها فالتقطته من جيبها لترى اسم وصورة زين يضيئا الشاشة لتتذكر موعدها معه بعد دقائق
تغيرت صوفيا كثيرا أرهقته بعنادها وهو يعلمها كل شىء وهي لا تتفذ الا بعد مجهود شاق من الاقناع بالأدلة والبراهين يعشقها هكذا بكل تناقضاتها التى لم يتمنى يوما ان تكون بحبيبته عنادها طفولتها سذاجتها يعشقها بكل ما فيها يعشقها للدرجة التى جعلته يقف بوجه أبيه لأول مرة ويخبره أنه لن يتزوج غيرها ولو بقي العمر كله دون زواج تلك الحورية التي أوقعت به من أول نظرة رمته به عيناها اللاتي تفقداه تركيزه
اقترب ليضرب بشوكته في رفق على شوكتها فرفعت عينيها اليه بابتسامة حائرة فهمس وهو يميل نحوها
بتفكري فى ايه يا حبيبتي
هزت رأسها وهي تنظر الى طبقها من جديد
أبدا ولا حاجة
صوفيا بصيلي
نظرت اليه فتابع وهو يشبك أصابعه أمام وجهه
أنا عارف انتي بتفكري فى ايه
زمرت شفتيها في تعجب فتنهد مواصلا
أكيد كان نفسك يكون فرحنا مع ايلينا ويوسف فى نفس اليوم
شردت بعينيها للحظات وهي تتخيل عرسها مع زين والى جوارهما ايلينا ويوسف كم سيكون هذا مذهلا بالفعل وكل منهما تزف الى حبيبها وتبدأ حياتها معه ولكنها عادت الى واقعها لترى كل المسافات التى تتزايد بينهما كل يوم فأخفضت رأسها فى حزن وهي تقول
رد في حسم
وأنا قولتلك من الأول برضه أنا مستعد اتجوزك ومش هستنى موافقة حد وانتى اللي رفضتي
عاوزني اوافقك تخسر أهلك وشغلك وكل حاجة
واصل بنفس نبرته الحاسمة
في ستين داهية الشغل أنا اقدر ابدأ حياتي من جديد أما أهلى فعمري ما هخسرهم هما هيزعلو شوية في الأول ومع الوقت هينسو
زين حبيبي أنا كفاية عليا أوي احساسي بالأمان معاك كفاية استعدادك أنك تعمل أي حاجة
وأطرقت ارضا وهي تضيف فى حزن
انا بحبك اوي يا زين ومش عايزاك تخسر أي حاجة بسببي انت عندك اهل يحبوك بيحبوك بطريقة مختلفة بس بيحبوك خد وقتك وحاول تقنعهم وأنا هستناك
مرر يده فى خصلات شعره البني يسألها في حيرة والوقت ده مينفعش يعدي واحنا متجوزين لو اتحطو قدام الأمر الواقع هيتعاملو معاه ڠصب عنهم
ردت صوفيا في صرامة
لا يا زين أنت كدة بتخسرهم بجد
ضړب المنضدة بكفه هاتفا في ضيق
مش هخسرهم صوفيا أنا مش عايز أضيع سنين من عمرنا فى العند
مدت أناملها تربت على كفه في رقة
زين سيب الوقت يعالج الموضوع مستعجل على ايه
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها
بجد مش عارفة مستعجل على ايه صوفيا انا عايزك معايا على طول عايزك جنبي طول الوقت ومتغيبيش عن عيني لحظة مش مجرد ساعة بنخطفها كل أسبوع
لاتعرف حقا بما ترد عليه وهى تتمنى ذلك أكثر منه تخشى أن يجرب ماهي تعرف جيدا مرارته النبذ والرفض والحرمان من الأهل لا احد مثلها يعرف كم قاس هذا الشعور لاتريد لأعز مخلوق على قلبها أن يتذوقه أبدا لن تحتمل ان ينظر الى عينيها يوما وترى اتهامه لها بانها السبب فى ابتعاده عنهم أخرجت هاتفها لتغير مجرى الحديث برمته وهي تقول في طفولتها المعتادة
ماتصورناش المرة دي قبل ما ناكل
لم يتمالك نفسه فابتسم تلك الطفلة المشاغبة لن تتوقف عن عادتها تخرجه من أدق الامور الى أكثرها تفاهة في لحظة وهو كدأبه لا يملك سوى مجاراتها رفعت هاتفها وأخذت تديره في كل اتجاه حتى زفرت في ضيق وهي تعطيه له قائلة في ملل
خدها انت من عندك مش راضية تظبط من هنا خالص
كرر جملته من بين اسنانه
اقفليه يا صوفيا قلت
اللي اقوله يتسمع
واضاف بعد ان انتهى ليعود الى مكانه
وكفاية لحد دلوقتى سايبك من غير حجاب
شهقت في ذهول
حجاب كمان!!!
أضاف في جدية
ونقاب كمان يا ست هانم أنا مش كل ما أخرج معاكي فى حته هرتكب چريمة عشان اللى بيبصولك دول
نظرت حولها في بطء فوجدت الكثير من العيون تتمعن بها بالفعل حتى عيون النساء تراقبها فى حنق من البعض وغيرة من بعضهن الاخ
عشان حضرتك جميلة زيادة عن اللازم
اتسعت ابتسامتها من اطراءه حتى وان كان رغما عنه طالما قابلت كلمات الغزل من غيره بكل برود وحنق ولكن مع حبيبها الأمر يختلف تماما همست في دلال وهي تعبث بسلسال فضى في عنقها
بجد يا زين أنا جميلة زيادة عن اللازم
واصل وهو يدقق النظر فى عينيها معشوقتيه ويقول في صدق وهيام واضح للأعمى
انتي
أجمل بنت فى الدنيا كلها اجمل بنت شوفتها فى حياتي
احمرت وجنتاها وأطرقت ارضا وهي تخفى ثغرها المبتسم بكفها فتلاشت ابتسامته وهو يقول في تحذير واضح
ولو فستانك يا صوفيا اللي هيتلبس فى الفرح فيه حاجة كدة ولا كدة أنصحك تغيريه ومتنسيش احنا اتفقنا على ايه
تمتمت بالفرنسية وهي تهز رأسها
متسلط ولكنني أحبه
ابتسم وهو يخبرها بالفرنسية بدوره
عنيدة ولكنني اعشقها
الزفاف كان فى أفخم فندق من فنادق المعمورة اهتم يوسف باعداد كل شىء فى دقة بالغة وأشرفت ايلينا بلمساتها الرقيقة ليكن الحفل بعيدا عن أي صخب أو ابتذال لا داعي له أطلت بثوب زفافها الملكي الرائع والذي اختار يوسف أشهر المصميين للاشراف عليه وبالفعل جعلها تبدو كأميرة اسطورية قليلا من الزينة كانت كافية جدا ليحتفظ وجهها بملامحه الملائكية
انتبهت على صوت أحدهم يفتح باب الحمام ولكنه تراجع بعد أن رن جرس هاتفه تنهدت وهي تتعرف على تلك الرنة الغريبة التى لاتضعها سوى ايتن وبمجرد أن ردت عرفت أنها تحادث هذا المحتال ابتعد الصوت تدريجيا فلم يكن لدى صوفيا حيلة أخرى سوى أن تتبعها فتحت الباب في حذر لتراها تتجه للخارج تبعتها فى ترقب وحذر شديدين رأت هذا المحتال من جديد ماذا يريد منها وأي شرك ستوقع به نفسها تلك المچنونة لو تحدثت اليها فلن تصدقها أبدا تأملت ابتسامتها يبدو أن هذا المخادع يحاول تصفية الاجواء معها وهي بنظراتها الساذجة يبدو أنها صدقته وسترضخ له الأمر يتطور بالفعل ولكن ماذا عليها أن تفعل
الټفت يوسف الى ايلينا بعد ان قبل كفها قائلا
أخيرا بقا أنا مش مصدق نفسي
مال اليها وعينيه تتأملها في وله
بس ايه الجمال ده كله
ردت في تذمر مازح
يعنى هوا أنا قبل كدة مكنتش جميلة
مال اليها اكثر قائلا
لا حبيبتي انتي على طول جميلة بس كل يوم جمالك بشكل مختلف انتي
ورفع كفه ليضيف
استني أنا هقولهالك بشكل تاني
وتركها ليذهب الى المختص بالدى جى
لحظات وأمسك مكبر الصوت ليغني لها
اجمل نساء الدنيا
أنا كمان عاملالك مفاجأة
رفع حاجبه بابتسامة شغوفة فازدرت ريقها خجلا وهي تشير بعينيها الى نقطة خلفه تخلى ناظريه عن وجهها بصعوبة ليتجها الى حيث أشارت اتسعت ابتسامته وهو يرى علي يجلس على كرسي متقدما الفرقة الموسيقية وبيده عوده الذي بدأ يضبط وضعه على قدميه نظر يوسف الى المدعويين وهو يصفق بشدة ليطلب منهم تشجيعه فارتجت القاعة بالتصفيق حتى أشار علي بكفه يشكرهم ويطلب منهم التوقف ليبدأ في العزف مال يوسف الى ايلينا مازحا
محدش هنا يعرف فرنساوي غير أنا وانتي وصوفيا وزين تقريبا الناس هنا مش هتفهم حاجة
هزت ايلينا كتفها فجاؤه الرد قويا حين صدح صوت علي بأقوى قصائد احمد شوقي
مضناك جفاه مرقده
وبكاه ورحم عوده
حيران القلب معذبه
مقروح الجفن مسهده
اتسعت عينا يوسف في ذهول فابتسمت ايلينا وهي تنظر الى أخيها في سعادة وفخر ترمق نظرات المدعويين الذين نهض بعضهم من شدة انسجامهم بصوته العذب خلت القاعة تماما من أي صوت سوى صوت علي وموسيقاه وحين شدا بالمقطع
الحسن حلفت بيوسفه
والصورة أنك مفرده
وتمنت كل مقطعة
يدها لو تبعث مشهده
متشكرة اوي يا علي ربنا ما يحرمني منك أبدا
ربنا يسعدك حبيبتي
انتزعها يوسف برفق وهو يداعبهما قائلا
ايه يا علي أنا كدة هغير منك
مش كفاية خطفت الأضواء مننا
عقدت ايلينا ساعديها وهي تبتسم في فخر
بس يستاهل
ارجعو انتو مكانكو بقى الليلة دي خاصة بيكو انتو بس
مسح يوسف على رأسه وهو يغمز لايلينا
علي ده حبيبي حبيييييبي
بتضحكي على ايه
تنهدت في عمق وهي تسترجع ذكرى قديمة
اصل الأغنية دي ليها ذكرى خاصة
عندي أول مرة اعترفت فيها بحبي ليك بيني وبين نفسي كان وعلي بيغنيها عشان كدة طلبت منه يغنيها تاني النهاردة
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما متظاهرا بالغرور
طبعا أنا جاذبيتي لا تقاوم وعارف انك وقعتي في حبي من أول لحظة شوفتيني فيها
وقبل أن ترد دعابته بأخرى تغيظه كانت المفاجأة الغير المتوقعة لكليهما
زين زين
الټفت زين الى صوت ابيه بينما كان يقف على باب القاعة يلتفت يمينا ويسارا بحثا عن صوفيا فلم يرها
من بداية الحفل اقترب منه محمود قائلا
ايه اللى موقفك كدة وسايب الفرح والمعازيم
وعقد حاجبيه فى تهكم واضح وهو يضيف
اه اكيد بتدور على الهانم بتاعتك
زفر زين فى ضيق
بابا لو سمحت احنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير ورأي حضرتك أنا عارفه فبلاش تجريح فب صوفيا لأن ده شىء مش هقبله
ضيق محمود عينيه قليلا وهو ينظر الى شىء خلف زين ومالبث أن ابتسم في شماتة وهو يشير برأسه قائلا
بس تقبل المنظر اللي انت شايفه ده صح مكنش عاجبك فستان أختك قال ولا عاجبك لبس السكرتيرة
الټفت زين خلفه في بطء وترقب وهو يحاول أن يقنع نفسه أن أباه يبالغ دوما وما أن وقع نظره عليها حتى اتسعت عيناه فى ڠضب وذهول فصوفيا قد ارتدت ثوبا ڤاضحا ووقفت تمازح شاب وټضرب كفها بكفه وكأنها ضړبت كل مااتفقا عليه عرض الحائط وكأنها لاتبالي به ولا بغيرته ومشاعره
قطع شروده لهجة أبيه الظافرة
لا واضح التغيير
فعلا
وألقى الكلمة