رواية رائعة بقلم سارة المصري
رواية رائعة بقلم سارة المصري
قائلة فى خبث
يعنى بس كدة مش عشان بتحبنى
ترك وجهها وقال وهو يتظاهر بالجدية
مش لازم الواحد يكون بيحب واحدة عشان يتجوزها يعنى
ممكن يكون بېموت فيها مثلا
اول درس هعلمه لحبيبتى انه مينفعش تقرب لحد بالشكل ده غير جوزها وبس
هزت كتفيها قائلة فى بساطة
ما انت هتبقى جوزى
خلاص متستعجليش
وتنهد وهو ينظر للمكان حوله ويضيف
اما بقا تانى درس فده ليا وليكى مينفعش نكون انا وانتى موجودين فى مكان مقفول كدة لوحدنا ده مش هيتكرر تانى مفهوم
ابتسمت وهي تشير بيدها كتحية عسكرية هاتفة في مرح
مفهوم
نظر لعينيها للحظات يأخذ جرعته المعتادة من سحرهما الذى ادمنه قبل أن يتراجع بخطواته الى الخلف حيث الباب الذى حين هم بفتحه نادته
بحبك
رد وهو يتظاهر بالغرور
عارف
تمتمت من بين اسنانها
غلس
ضحك في عبث
عارف برضه
واغلق الباب تاركا اياها فى سعادة تعيشها للمرة الأولى منذ ان ولدت عرفت من الان فصاعدا الى اى شىء ستنتمى ستنتمى الى زين الى حبه الى كل شىء يتعلق به
الى عائلته وطنه حياته من هذا الوقت اصبح زين هو الحياة نفسها ولكن تبا لتلك الكلمة لا صوفيا لا تفكرى فيها من الان واستمتعى فقط بحب زين الذى اغرقك فيه منذ لحظات زين اى حب هذا الذى سقطت به معك يا الهى كم اعشقك
طلبت منه ان يبتعد قليلا ليتركها تناجى اباها يظن أنه أعطاها مايلزمها من وقت تنهد وهو يتجه اليها ربت على كتفها فى حنان قائلا
معقول يا ايلينا الموضوع خلاص عدى عليه شهور
انا مش بعيط يا يوسف انا بس كنت بتكلم معاه واطمنه على نفسى ومن غير ما حس عينى دمعت
التمعت عيناه وسألها في هيام
اتكلمتو على ايه
نظرت له فى حب مماثل وأجابته
كلمته عنك قولتله ان ربنا عوضنى بهدية جميلة قولتله انى سعيدة اوى يا يوسف قولتله انى بطلت اخاڤ خلاص قولتله ان فيك كل الصفات اللى اتمنتها فى جوزى واكتر قولتله قولتله انى بحبك اوى يا يوسف
انتى جاية تقوليلى الكلام ده هنا ربنا يسامحك وانزل كفيه من على وجهها مواصلا
اسمحيلى انا بقا اشتكيلو منك
واقترب من قبر محمود قائلا
بنتك بقا يا عمى مش عايزة تحن عليا وتحدد معاد الفرح
شاكسته بنفس طريقته وهتفت كأن أباها يحتاج لصوتها المرتفع ليمكنه سماعها من العالم الاخر
هز رأسه نافيا بشدة
اه طبعا انا مستعجل بس هفضل مصر على الفرح دى هتبقى اسعد ليلة فى حياتى كلها ولازم تكون لها ذكرى خاصة لو فضلتى تأجلى للسنة الجاية هستحمل يا ستى ايه رأيك بقا
واضاف وهو ينظر الى قبر ابيها
حنن قلبها عليا شوية يا عمي انا مش هستحمل سنة بجد
شهر كويس
كتير برضه يا ايلينا بس أرحم من سنة
فكل يحب بطريقته حتى وان كانت تلك الطريقة لاتلائم معشوقه ابدا تتمنى الا تجرفها مشاعرها فتعميها عما قد يفعله يوسف من
استفاقت على لمسته وهو يحتوى وجهها بين كفيه مجددا كأنه يواجه كل أفكارها بفيض مشاعره
انتى اغلى حاجة عندى يا ايلينا اوعى تخافى ابدا وانا جنبك ححميكى حتى من نفسى اوعدك بده قدام ربنا وقدام ابوكى وانتى كمان اوعدينى انى عمرك ما هتبعدى عنى او حتى تفكرى اوعدينى ايلينا
ابتسمت وهي تهمس
طول ما بتحافظ على عهدك ليا اوعدك يا يوسف
أما زين فقد اتخذ قراره بالفعل بالزواج من صوفيا ولم يتبق سوى ان يخبر والديه دلف الى المنزل وهو يطلق صفيرا مبهجا ويضع يده فى جيبه حتى وصل الى غرفة المكتب الخاصة بأبيه فدق الباب ودخل بعد ان سمح له محمود بالدخول
رأى اباه جالسا فى تحفز وكأنه ينتظره جلس أمامه فى توتر فتمعن به محمود قائلا
خير يا زين
أنا قررت اتجوز
رفع محمود حاجبيه ونهض ليجلس مقابلا لولده قائلا فى
سخرية
ده يوم الهنا وياترى مين العروسة بقا اللى كنت خارج من عندها من شوية ولا واحدة تانية
نهض زين متجاوزا ذهوله لينفي ظن أبيه بسرعة
بابا لو سمحت بلاش تفهم غلط
نهض محمود بدوره ليواجهه في حدة
وانا اللى بقول عليك اعقل اخواتك ده كله يطلع منك منك انت يا زين
رد زين فى دفاع مستميت
بابا ارجوك انت فاهم غلط انا فعلا بحب صوفيا وعاوز اتجوزها
هتف والده من بين اسنانه فى ڠضب
بتايه ومين دى اللى تتجوزها ان شاء الله واحدة خواجاية منعرفلهاش اصل من فصل ولا عارفين اتربت ازاى ولا على ايه تتجوزها ازاى وتأمنها على بيتك وعيالك
حاول زين تمالك غضبه ووالده يلحق الظلم بصوفيا من جديد فقال بعد ان زفر فى بطء
بابا لو سمحت انا اعرف كل حاجة عن صوفيا هيا محتاجة لوجودى جنبها وانا مش هتخلى عنها ابدا
تراجع محمود متهكما
قال محمود وهو يدور حوله كأنه يحاول ان يفقده تركيزه
ولما هوا كدة كنت بتعمل ايه معاها لوحدكو ودى اول مرة ولا عملتوها قبل كدة كتير من ورانا حصل ايه بينكو خلاك عاوز تعجل بال
قاطعه زين وهو ېصرخ به
تنفس فى عمق وهو يمسح حبيبات العرق التى تجمعت على جبينه فلم يظن ان معركته مع ابيه ستكون بتلك الشراسة
انا مش بطلب حاجة عيب ولا حرام انا بحب صوفيا وهتجوزها ولازم تعرف ان مهما حصل مش هتخلى عنها ابدا
دخلت سميرة فى تلك اللحظة وهى تقول فى قلق
صوتكو عالى ليه ايه يا زين مالك فى ايه
نظر زين الى والده دون ان يعلق وبعدها نظر الى امه قائلا
بعد اذنكو
راقبه محمود فى حنق حتى خرج واغلق الباب خلفه لينظر الى سميرة هامسا فى ڠضب
شوفتى اللى عملنا حسابه حصل
واشار الى الباب حيث خرج زين وقال
البيه ابنك العاقل اللى فيهم عاوز يتجوزلى صوفيا
شهقت سميرة وهى تضع يدها على صدرها
يا نهار اسود الواد اټجنن على كبر ولا ايه
ووضعت يدها على رأسها وهى تتمتم
هنعمل ايه يا محمود نطردها وخلاص ونرتاح
حك محمود ذقنه بسبابته قائلا
دى ضيفة مرات ابنك انتى ناسية وبعدين مين قالك ان ده لوحصل ابنك مش هيتمسك بيها زيادة
قالت سميرة وهى تتهالك على المقعد
والعمل ايه
تنههد محمود في عمق
يمكن لو هوا عرفها على حقيقتها وعرف اد ايه هوا موهوم وخلاص يرجع هوا من نفسه
رمقته سميرة فى حيرة بينما شرد هو فى عالم اخر لايفكر فى شىء سوى ان يبعد تلك الشقراء عن حياة ابنه بأى ثمن
الفصل الرابع عشر
وضعت يدها فى يده وهي تتمشى بالقرب من النيل حين توقفت فجأة عن السير لتقف أمامه تهتف في صدمة
أنت بتقول ايه يا سامح مستحيل أعمل اللي بتقول عليه ده
رد عليها فى حنق
يبقى مش بتحبيني يا ايتن
هزت رأسها فى عڼف نافية زعمه كأنه اتهمها بالخېانة العظمى
أنت متأكد اني بحبك بس اللي بتقوله ده صعب
ابتسم في تهكم
بتحبيني بأمارة ايه بقا كل حاجة اطلبها منك ترفضيها معندكيش ذرة ثقة فيا ولا فى حبي ليكي روحتي اتخطبتي لواحد تاني وتقولي ڠصب عني طب ڠصب عنك لحد امتى
امسكت رأسها وهي تهتف في انفعال
انت مش فاهم حاجة انا أكيد هلاقي حل غير ده
زفر فى ضيق وهو يشيح بوجهه قائلا
حل حل ايه كام شهر عدى والوضع على
ماهوا عليه عاوزاني استنى لحد الفرح يعني ولا ايه
واضاف وهو ينظر اليها فى حنق
ايتن انا هبقا هتجنن لما بتخيله قاعد معاكي أو بيكلمك أو حتى بتبصيله ببقا ھموت وهوا من حقه كل حاجة وأنا مش من حقي أي حاجة
عقدت ساعديها لترد في ضيق فاق غضبه وتخطاه
أنا قولتلك كام مرة تروح تكلم بابا بس أنت رفضت
رفع حاجبيه وهو يضع يديه في جيب بنطاله قائلا بطريقة سفه به كثيرا من تفكيرها
أكلم باباكي عشان يرفضني ويطردني من قدامه لا خلصت دراستي ولا أهلي معاهم فلوس زيكم هيوافق عليا ازاي ده مش بعيد يخلي ابن عمك يكتب عليكي عشان يبعدنا للأبد
وصمت للحظات قبل أن يتمعن بها يراقب تعابير وجهها وتأثره بكلماته
أنا انسان عملي بفكر بعقلي لحل مشكلتنا دي لكن انتي اللي واضح أنك محبتنيش كفاية أو محبتنيش من أصله
دمعت عيناها وتحشرج صوتها وهي تضم كفيها الى بعضهما في رجاء
أنت عارف اني بحبك فبلاش الكلام ده أرجوك
أفلت ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه بكفيه
مش بالكلام يا ايتن أنا خلاص تعبت مش هفضل مستني لحد ما يزفوكي لابن عمك قدامي اتفضلي روحيلو عيشي مع واحد بتكرهيه بس عشان خاېفة تواجهي وأوعدك انك مش هتشوفي وشي تاني
أمسكت بكفه تتوسله في خوف
أرجوك يا سامح استنى اديني فرصة اللى بتطلبه صعب صعب
انتزع يده فى عڼف وهو يهتف في صرامة
لو بتحبيني بجد مكنش هيبقا صعب لكن انتي بتحبي تضيعي وقتك وانا أسف مش هكمل مع واحدة أنا مش واثق من مشاعرها ناحيتي
وضعت يديها على ثغرها تقاوم شهقاتها وهي تراقبه يرحل من أمامها ويبتعد
تشعر بروحها تنتزع من جسدها وتصاحبه تعلقت به واعتادت اهتمامه لايمكنها تخيل لحظاتها القادمة دونه فمنذ ان اقتحم حياتها دون سابق انذار وهى لاترى سواه
فقط شهور قليلة هو كل مااحتاجه ليسخر كل ذرة من تفكيرها له
ماذا ستفعل فى هذا الخواء الذي سيتركه بداخلها هل كان عليها أن تستجيب له وتثق به للنهاية دقات قلبها تتزايد فى هلع وهي تراه يختفى تماما من أمامها
تود لو لحقت به
لتوقفه وتخبره أنها ستفعل اى شىء حتى لايبتعد أبدا ولتذهب أي اعتبارات وقتها للچحيم
والمصادفة من جديد تدخل صوفيا عنوة إلى قصة ايتن حقا لاتعرف أهي مصادفة أم أن القدر يرتب هذا ويخبرها بحتمية تدخلها فمن بعيد بينما كانت تلتقط صورا للنيل بالكاميرا الخاصة بها حين لمحت ايتن تتحدث في انفعال إلى هذا الشاب الذي تركها لدموعها وذهب وحين مر من أمامها تبعته في فضول لتتبين ملامحه جيدا دون أن تعرف بالضبط ماذا ستفعل
توقف فجأة مع رنين هاتفه فأعطته ظهرها وهي تتظاهر بالتقاط الصور لتسمع المكالمة التى أرادت ان تتعرف منها على هويته لا أكثر
أرادت ان تعرف من هذا الشخص الذي تحدت ايتن كل أعراف مجتمعها من أجله وبالفعل سمعت ما كاد أن يفقدها الوعي حاولت بقدر المستطاع تمالك نفسها وعدم الالتفات له حتى لاينتبه
أيوة بحاول معاها كالعادة بس رافضة دماغها أنشف من الحجر بس على مين البت حلوة وأهلها متريشين ولو طاوعتني هاخد كل اللي أنا عاوزه منها وفوقيه فلوسهم كلها هتبقى تحت رجلي بس الصبر حلو
ارتعدت اناملها وكادت الكاميرا أن تسقط من يدها أي
مصېبة