الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة كامله

رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة كامله

انت في الصفحة 22 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

يابني دي بنت في الأول و الآخر و مکسورة الجناح 
خلاص نشوفلها أي حل غير أنها تقعد هنا حتى لو هنشوفلها سكن في حتة تانية 
إخص عليك مكنتش فاكراك قلبك حجر أنت ومراتك بالشكل ده !
يا ماما أرجوك 
احنا لسة عايشين وإدينا كلمة لما ڼموت ابقى اتصرف ف البيت زي ما يعجبك 
يا ماما ليه بس الكلام ده
! أنا مقصدش كده أنا 
لا تقصد ولا متقصدش مش هنرجع في كلمة إديناها عشان خاطر حد
في غرفة البنات تجلس على السرير الذي كان يخص نعمة تحادثها نفسها بسخط 
بقى هي دي أخرتها ! بدال ما أتجوز و أخد جوزها أخدت أكبر مقلب في حياتي و مطولتش غير سريرها القديم الله يسامحك يا ماما إنتي السبب كل شوية تقوليلي إتنحرري وشوفيلك واحد ينغنغنا هانتقم و أخليهم ع الحديدة أديكي بقيتي ع البورش و أنا قاعدة هنا في البيت الممل ده لا خروج ولا تليفزيون في الأوضة حتى التليفون مانعين دخوله الأوض أففففففف حاجة تخنق 
مالك يا لوزة قاعدة بتاكلي في نفسك ليه 
من الزهق قوليلي يا سناء هو أنتو هنا مبتعملوش حاجة كده و مفيش أي حاجة مسموح بيها ليكم 
إحنا طول النهار بنشتغل في البيت وشغل البيت متقسم علينا و الوقت اللي فاضل بيكفي المذاكرة يدوب ونرتب سرايرنا وهدومنا ولما بناخد الأجازة بابا بيسفرنا ولو مش فاضي أبيه أحمد بياخدنا يوم الملاهي و يوم الجمعة بنتفرج كلنا على التليفزيون تحت 
بس دي عيشة تخنق حتى التليفونات بنسيبها تحت في الصالة إيه المشكلة لما كل واحد يفتح تليفونه لوحده
دي تعليمات أبيه أحمد حتى الولاد برضو بيعملوا كده مفيش غير أبيه أحمد و أبيه علي اللي تليفوناتهم معاهم عشان الشغل 
طيب أتسلى إزاي أنا دلوقتي 
تعالي معايا على السطح هنغسل سجادة الصالون وبعدين أعلمك تطريز المفارش زي ماما أو إلعبي دومينو مع عبد الكريم و كاميليا أو العبي شوية على المشاية بتاعت علي
أقولك روحي خلصي السجادة و تعالي و أنا هتصرف أنا هوريكي التسلية تبقى إزاي 
أنا عارف أنكم مش مرتاحين للوضع ده و خصوصا نعمة بس اصبروا شوية عشان نشوفلها تصريفة 
يا عمي المسألة مش بس اللي حصل منهم أو زعل نعمة هي مش من أخلاقنا و كلنا عارفين كده ووجودها وسط البنات خطړ 
يابني لو مساعدناهاش و جرالها حاجة ضميرنا مش هيسيبنا خليك بس معانا و يمكن نعرف نجوزها و نرتاح من مسئوليتها 
طيب يا عمي بس أنا عايزك تنبه على ماما تحط عينيها وسط راسها وتخليها مركزة على البنت دي مش عايزين مفاجآت تانية 
ربنا يستر 
أحست بحركة غريبة في شرفة الفتيات فرفعت نفسها ووقفت على أطراف أصابع أقدامها لتنظر إلى الأسفل لم تر جيدا ولكن الرائحة لم تخطئها أنفها هناك من تدخن السچائر! أهذه أول ما قد تشجع الفتيات على تجربته ! ليس مستغربا عليها أن تدخن السچائر فتربيتها الغربية و أمها ذات المبادئ المضطربة لن تبالي بذلك حقا و ربما اعتادت الفتاة الټدخين لأنها كانت ترى أمها تدخن سابقا أو ربما تدخن بانتظام 
بتعملي إيه هتقعي من البلكونة 
هششش وطي صوتك 
فيه إيه 
تعالى ننزل أوضة البنات عايزة أشوف فيه إيه تحت أنا مش مطمنة 
نزل الاثنان يتسللان على السلم ودخلا الغرفة واقتحما الشرفة لتتسع عيونهما من المفاجأة
جلس واضعا رأسه بين يديه ېقتله الحزن لا تهون عليه ربتات كفيها لا يذكر أنه شعر بتلك الصدمة من قبل إلا حينما خطفت نعمة لا شيء يضاهي إحساس العجز في مواجهة أقرب الناس إليك لا كلمات تشرح معنى الكسرة بعد طول التعب 
متعملش في نفسك كده عشان خاطري 
أنا اللي واجعني أني كنت بربيكم على الحلال والحرام ومتابعكم مهما كنت مشغول إزاي أشوف النتيجة السيئة دي 
أنا مش عايزة تفهم كلامي أنه تأنيب بس فعلا وجود لوزة في وسط البنات أكيد هيغير سلوكهم ويأثر عليهم 
أنا فاهم ده و فعلا كلمت عمي في ده بس مكنتش متوقع أن كام يوم يعملوا تأثير يمسح سنين تربية أنا كنت أموت أحسن سناء!! سناء اللي قعدت على رجلي أكتر من المدرسة تشرب سجاير لأ و كمان تاخد تليفونها من ورانا لو مكناش عرفنا من أولها كان إيه اللي حصل أكتر من كده ! ليه ما سيبنيش أخنقها يمكن كانت ڼاري بردت 
ده مش حل كمان مينفعش تحاسبها على حاجة أنت السبب فيها لنفترض أن واحدة زميلتها حتى من برا البيت أقنعتها تعمل كده برضو مش الحل إننا نضربها لأن ساعتها هتعند دي آخر حاجة ممكن تتعمل أصلا و مينفعش نفضحها شوف السبب فين يا أحمد وشيله 
قامت من مجلسها إلى جانبه ونزلت إلى سناء التي انسابت دموعها باڼهيار بعد أن رآها أخاها و ڠضب منها و يتكرر المشهد في رأسها كل بضع ثوان ليتكرر ندمها وتبدأ نحيبها من بدايته مرة أخرى جلست بجوارها و ضمتها إلى حضنها ليزداد بكاءها بمرارة وبعد ما يزيد على نصف ساعة من البكاء بدأت نعمة كلامها 
دلوقتي هديتي ونقدر نتكلم دلوقتي 
أنا آسفة مش عارفة أنا عملت كده إزاي 
أنا ميهمنيش دلوقتي إنك تقولي أنا آسفة لأنها مجرد كلمة هنتعود أنها تطلع وقت اللزوم و عادي كأن مفيش حاجة حصلت الاعتذار اللي بجد عايز أفعال و مسئولية 
مش عارفة طيب أعمل إيه 
الأول عايزين نعرف إيه اللي خلاكي تعملي كده 
لوزة لما جت أقنعتني أني أقدر أعمل كده و محدش هيعرف و أني مش بعرف أتسلى و الحياة هنا خنقة كلها غلط و رفض و قوانين وبدأت أحس بالخنقة فعلا و أنا شايفاها بتحكي كانت بتعمل إيه في بيتهم 
هي كانت بتعمله في بيتهم بس محدش من الناس احترمها ولا حد كان عايزها ولما حبت تتجوز أمها كانت بتدبس أخوكي فيها مش معنى أننا نلاقي حد بيعمل حاجة نفكر نجربها ده ضعف يا حبيبتي و انسياق وراهم يعني لو سافرنا بلد فيها الناس بتعبد الأصنام نعمل زيهم 
لأ طبعا منقدرش نتخلى عن دينا 
ولا عن شخصيتنا و لا عن مبادئنا و لا عن اللي اتربينا عليه طيب انتي شايفة إن القواعد اللي إتحطت في البيت دي ظالمة 
وقتها حسيتها ظالمة بصراحة معتش عارفة و اللي أقنعني أني مقدرش آخد قرار من غير موافقة كل الناس هنا 
طيب ما تشوفي أنتي إيه اللي كان من حقك وإيه اللي ممنوع وفكري كده هو منطقي وألا لأ 
إزاي مش عارفة 
يعني أبيه أحمد محرم عليكي كل اللبس 
لأ بس هو بيشوف أنا لابسة إيه وساعات بيعترض عليه 
إيه بأه اعتراضه 
إن يكون لبسي ضيق أو قصير أو شفاف
هو اللي بيختار اللبس وألا أنتي
اللي بتختاريه بس في حدود اللي بيطلبه 
لأ أنا اللي بختار و بلبس الألوان اللي أنا عايزاها 
طيب و دراستك أنتي اللي بتختاري و ألا هو اللي بيختارلك تدرسي إيه 
لأ هو بيسيبني أدرس اللى عايزني يوم ما علي زعقلي وقالي آخد درس كمبيوتر و أنا مش حاباه وكنت عايزة أرسم قاله مالكش دعوة هي تعمل اللي يعجبها طالما هو إختياري 
طيب بيقولك صاحبي مين وسيبي مين 
لأ بس بيقولي متصاحبيش غير المؤدبة 
طيب مش دي حريات بيديهالك ولمصلحتك حاطط قوانين كمان دي مش قوانينه هو دي قوانين دينك و مجتمعك و أهلك يا حبيبتي الحرية المطلقة دي كلام فارغ بيضحكوا بيه على الناس والنتيجة حد زي لوزة ضايعة مش عارفة طريقها وكل أهدافها في الحياة تستمتع بس إنما لو إحتجتيها في حاجة عمرها ما هتبقى حد يعتمد عليه وتغرقك وتضيع منك احترامك ومستقبلك الصديق يا حبيبتي هو اللي يساعدك تبقي أحسن مش يغرقك ويقنعك زي الشيطان اللي أقنع آدم أنه يعصى ربنا ويخرج من الجنة لمجرد أنه ياكل من شجرة برغم أن الشجر عنده مالي الجنة بس زينله الشجرة دي وهي مش أحسن شجرة ولا حاجة 
طيب أنا دلوقتي فهمت غلطتي فين أتصرف إزاي 
أولا تعتذري لأبيه وتوعديه أنها غلطة وعمرها ما تتكرر ثانياوتبعدي نفسك عن أي حد يئذيكي ثالثاتشغلي نفسك في مسئولياتك عشان الفراغ هو اللي هيشجعك تغلطي رابعا و أهم حاجة دايما تشوفي اللي بتعمليه ده ربنا راضي عنه و ألا لأ و ساعتها هيبقى أبيه و كل الناس راضيين و أنا دايما جنبك وتقدري تيجي تحكيلي كل اللي أنتي عايزاه و أنا هساعدك على أد ما أقدر 
طيب أنا هعتذر بس هو هيقبل إعتذاري 
طبعا هيقبل و هيبقى مبسوط منك لما يشوف أنك اتحسنتي في تصرفاتك بالفعل 
بس دي غلطة متتنسيش 
مفيش حد مبيغلطش بس فيه حد بيقاوم وميكررش الغلط عشان بعد كده العقاپ هيبقى أشد من مجرد شوية زعل 
انتهت ليلة ثقيلة ونام فيها ثلاثتهم نوما مټألما لا يحوي الاطمئنان وأتى صباح مرهق على قلوب لم تر راحة ولم تر سوى أحلام مزعجة قاموا يجرون أقدامهم على الأرض وإن صح التعبير يجرون قلوبهم المثقلة بهمومهم و مخاوفهم و حتى آمالهم المرتعشة غادر أحمد سريعا حتى لا يرى أحدا و يحاول أن ينسى ما رآه ولكن هيهات فقد حفرت في ذاكرته صورة أخته أو بالأحرى ابنته و هي تدخن السچائر ولم يفعلها هو أو حتى أي من أخوانه الفتيان يلوم نفسه ويلوم أمه و عمه على وجود تلك المفسدة التي أطاحت بأعوام من التربية في بضع أيام
قولي يا خليل بما أنك مدرس و تفهم في موضوع التربية إيه الفرق بين الولد و البنت في مرحلة المراهقة 
مفيش حاجة اسمها فرق بينهم لأنهم الاتنين بيمروا بنفس الظروف لكن إحنا اللي بنعمل الفرق ده بندي الولد صلاحيات بنمنع منها البنت لا لشيء سوى أنها بنت و نقبل من المراهق أخطاء منقبلهاش من البنت في المراهقة أو حتى نشجع عليها الولد وممكن نقتل البنت
بسببها 
يعني ممكن البنت ترتكب نفس أخطاء الأولاد في المراهقة ! يعني نوعهم مالوش تأثير 
فيه طبعا تأثيرات بتختلف ولكن زي ما قولتلك في الأول و الآخر هما واحد وعشان ترتاح لازم المعاملة يكون فيها إنصاف 
طيب إزاي أعمل الإنصاف
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 25 صفحات