رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة كامله
رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة كامله
أنت فين يا زفت
ما قولنا مېت مرة متغلطيش عايزة إيه أنا جاي أهو وجايبهم معايا
أنا مش مطمنة إزاي طاوعتك ! هو فيه حد ېحرق مخزن بالنهار !
ما قولنا بالنهار أضمن عشان بالليل بيبقى فيه حراسة وكلاب على العمارة اللي جنبهم وهياخدوا بالهم من الحركة إنما بالنهار الناس كلها رايحة وجاية ومحدش هيشك و متنسيش إن على ناصية الشارع مركز معلومات تبع القسم وبليل العساكر بيقعدوا قدامه
دماغي برضو !! هو فيه حد فينا بيخطط وألا يقرر غيرك دي حيالله مرة قولت فيها رأيي
كفاية رغي وتعالوا متدخلوش الشارع مع بعض و من جههة واحدة ومتتجمعوش عشان محدش يشك
حاضر أي أوامر تانية
لأ
انتهت المحادثة الهاتفية التي يستمع إليها أحمد و معه علي و أفراد الشرطة وقف الضابط سريعا
انصرف سريعا من أمامهم ليأتي إليهم رجل أربعيني يحمل أجهزة في يده
ممكن تدلوني اللي بيسجلوا مكانهم فين عشان نكمل التسجيلات رسمي
علي
طبعا اتفضل أنا مع حضرتك
انصرف الجميع تاركين أحمد بالداخل يجلس بانتظار أية تعليمات قد تفيد قطع انتظاره رنين هاتفه
أنت فين مش لاقياك
بتدوري عليا ليه انتي فين
أنا بكلم بابا من الصبح تليفونه مقفول وأنت كمان تليفونك مقفول رحت الوكالة قالولي أروحلك المخزن الجديد اللي في ضهر القسم بس أنا مش شايفاك جوا
انتابه الذعر أحقا هي هناك في تلك اللحظات كيف يبعدها عن مقتلها القريب
نعمة اسمعيني بسرعة بدون مناقشة امشي بسرعة واقفي قدام القسم استنيني هناك أوعي تدخلي المخزن أوعي
نعمة متدخليش هتقعدي فين وسط العمال ومحدش يعرفك يمكن يضايقوكي أرجوكي يا نعمة اسمعي كلامي وأنا هجيلك في دقايق
حاضر حاضر مش هدخل هقف عند القسم استناك
مش هتأخر
قبل أن يغلق الهاتف سمع إطلاق رصاص فانتفض من مكانه ولم يعد قادرا على السيطرة على أعصابه ليهتف بلوعة
انصرف مهرولا تاركا كل شيء وراءه لا يدري ما حدث كيف لم يخطر بباله أن يطمئن والدته و زوجته على عمه حتى لا تضطر الأخيرة للذهاب بقدميها لموقع يخشى على حياتها فيه كل خطوة يهرولها تجاهها يؤنبه ضميره ويتآكله ذنبه تجاهها كل شهيق يسحبه صدره للداخل يتساءل ماذا كان مستقر ذلك الطلق الڼاري الذي سمعه
فين نعمة مش لاقيها ضړب الڼار ده كان ليه قولي يا علي
أنت فين يا أحمد
أنا عند المخزن ومش لاقيها قلتلها تستنى عند القسم راحت فين فييييييين
إهدا يا أحمد أنا دقيقتين وأبقى عندك
أغلق علي الهاتف ولا يزال أحمد ممسكا بهاتفه
راحت فين روحتي فين يا نعمة ردي عليا ردي علياااا ردي ارجوكي
انطلق لاستكمال بحثه المرير مسلوب العقل لا يريد سوى أن يراها عيناه مجذوبتان تدوران حول نفسيهما وقد تواعدتل ألا تتوقفان عن الدوران إلا أن ترى أثرها وتعثر على مرأى وجهها
لسانه لا يعرف من النطق سوى اسمها يوقف المارة في الطريق ليسألهم سؤالا من كلمة واحدة ليست سوى اسمها
وصل علي للمخزن حيث وجد رجالا مقيدين و الضابط الذي كان على اتصال بهم يدخلهم في عربة الشرطة
حازم بيه اسألهم أختي فين جت هنا ساعة ما كانوا بيفتحوا المخزن واختفت من وقتها
احنا لما قبضنا عليهم مكانش حد معاهم
ممكن يكون حد كان معاهم خدها ومشي قبل ما نوصلهم وخطڤها
الكلام ده خطېر
رفع جهاز التواصل الخاص بالشرطة وأرسل نداء لكل القوات بأوصاف نعمة مع احتمال خطڤها
تركه علي و ذهب ليبحث في محيط الشارع عن أحمد بعد قليل من الجهد والبحث وجده يسير بسرعة ويتفحص وجوه الناس ويكاد يدور حول الشارع الذي يبحث به و ربما للمرة الألف
أحمد استنى لفنا ده مش هيعمل حاجة أنا قلت لحازم بيه تعالى احنا نحاول نشوفها ممكن يكونوا ودوها فين
سمعت ضړب ڼار يا علي سمعت صوت عالي بيفرقع تفتكر ده كان نهايته فين تفتكر نعمة كانت هتبقى آخر مكان وصلته الړصاصة
متقولش كده بإذن الله محصلهاش حاجة تفتكر يعني كانوا هيضربوها پالنار وياخدوها ! أكيد كانوا هيسيبوها ويهربوا و ده محصلش اتقبض عليهم كلهم في المخزن إهدا بس و هنعرف راحت فين
انا خاېف يا علي خاېف مترجعش هرفع راسي تاني إزاي وأنا مش عارف ألاقيها واحميها هعيش إزاي لو مرجعتش تفتكر هعرف أحميها وألا هضيعها وأعيش بنارها العمر كله لأ يا رب متخلينيش أعيش لو مش كاتبلي ألاقيها
متقولش كده حرام عليك هنلاقيها بس دور معايا وبإذن الله هترجع بالسلامة
يارب يارب يا علي
تنساب دموعه أخيرا تتدافع كخيل في حلبة السباق تنساب كما لو لم يبك أبدا في حياته اتفقا بدون كلام على التوجه ل نجوى وما أن ذهبا إلى دارها حتى وجدا الشرطة تقتادها هي وابنتها فتحولا مباشرة نحو منزل نسمة التي نزل أفراد الشرطة من منزلها خاليين الوفاض لم يجدوها رفع علي هاتفه ليتصل بوالدها
بنتك فين يا حاج ابراهيم
مش عارف والله يا
خلاص يا أحمد سيب الراجل ھيموت في إيدك هنخليه معانا لحد أما نلاقيها
وألا يفضل معانا بيديه ينهار جسده بكل الألم
ذهب ثلاثتهم لقسم الشرطة ليتابعوا ما وجده الشرطة فأخبرهم الضابط أنهم قد أحكموا القضية وأن نسمة تم القبض عليها في وقت لاحق پتهمة أخرى غير التحريض على حړق المخزن و حتى الآن لم يثبت أنها خطفت نعمة ونصحهم بالرجوع للمنزل ربما خاڤت و ذهبت
دخلا البيت تتشح ملامحهما بالحزن منكسي رأسيهما بأسى يغلب على وجوههم المتربة يأس و ضيق و بؤس عظيم
كنتوا فين يا ولاد من الصبح
نظر الاثنان لبعضهما ثم أعادا النظر للأرض وأكملا صمتهما
ما تردوا عليا أنا من ساعة ما رحت ل نهى و أنا معرفش رحتوا فين
بص يا عمي أنا هحكيلك كل حاجة من أول لما شكينا في مين يكون حړق المخزن الكبير لحد لما رحنا القسم النهاردة
جلس يحكي كل التفاصيل لعمه ويشاركه في الحكاية علي الذي لا يقل عنه ألما
طيب حلو أوي كده يبقى خدنا حقنا على الأقل هنصرف بوليصة التأمين طالما الفاعل اتقبض عليه إيه اللي مزعلكم بأه
أحمد
أصل أصل
علي
ما هو يا بابا بعد ما رحت ل نهى تعمة حاولت تكلمك وتليفونك مقفول فقلقت عليك
الأب
طيب وبعد ما قلقت
أحمد
راحت على الوكالة تسأل علينا
الأب
أنتوا هتنقطوني حد فيكم يقول مرة واحدة
أحمد
حد في الوكالة قالها إننا في المخزن واداها العنوان وكلمتني من هناك وقام تلفونها سكت مرة واحدة ومن ساعتها مش عارفين نوصلها
نعمة!!!
أيوة
أحمد
ثانية واحدة محدش كان عارف إني رايح المخزن مين في الوكالة اللي قالها
علي
يبقى هو ده الجاسوس
الأب
يعني بنتي مخطۏفة
متقلقش يا عمي أنا مش هسكت لحد أما أجيبها
قطع كلامهم دخول نعمة وجهها ملئ بالتراب و ملابسها متسخة و يبدو عليها التعب قاموا إليها فزعين من مظهرها
كنتي فين يا بنتي
إيه اللي عمل فيكي كده
حصل إيه يا نعمة
ساعتين من القلق والتوتر ساعتين مرتا كعامين متتاليين من انتظار المطر في بلد قاحل جاف ساعتين ولم تتمالك فيهما نعمة أعصابها بعد تحلقوا حولها في فراشها وهي تجلس محتضنة ركبتيها متكورة على نفسها كقط وليد أعمى أرعبه مغادرة أمه وصوت صبيان الحي
عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي
هزت رأسها بنعم برغم الدموع القاهرة التي تكسو عيناها البندقيتان
حاولي تتكلمي يا بنتي وقوليلنا إيه اللي حصلك وكنتي فين
نزلت دمعة وحيدة تتهادى على وجنتها وابتلعت ريقتها بصوت بدا لها كانفجار ثم تنحنحت محاولة اصدار صوتها الذي استكان رفضا للخروج وقاومت حتى بدأ صوتها بالبزوغ
كنت واقفة في الشارع قريب من المخزن بكلم أحمد في التليفون وفجأة لقيت التليفون بيتشد من إيدي وإيدين بتكتفني من ضهري وقبل ما باب العربية الحمرا اللي وقفت قدامي فجأة يتفتح كنت حاسة أني فيه ريحة غريبة وبدأت الدنيا تضلم حواليا وأنا سامعة صوت واحد من بعيد بيقول كنتي بتقولي هنعمل إيه بالمخدر أهو طلعله فايدة عشان بس تبطلي تقوليلي يا فاشل وفضلت نايمة معرفش أد إيه بس سمعت أصوات كتير مش عارفة أميزها سامعة كويس بس مش حاسة بنفسي ومش عارفة أفتح عيني ولا أتكلم افتكرت أني
اتخطفت ففضلت ساكتة يمكن أقدر أفهم حاجة تخليني أتصرف شوية الأصوات بدأت تهدى وسمعت واحدة بتقوله
كلها عندك مش عايزاها تنفع في حاجة
رد عليها راجل صوته تخين قالها
أنتي جايبالي مصېبة ! أنا ماليش في الخطڤ والكلام ده عملتلك الأعمال اللي أنتي عايزاها عايزة تموتيها وألا تسيبيها ماليش دعوة خدي البلوى دي من هنا
ردت عليه
أنت هتعملي فيها صاحب مبادئ أنت أصلا واحد دجال وبتخدر البنات والستات وتغتصبهم عشان عارف أنهم مش هيقدروا يقولوا لأهاليهم أنهم بيجولك بقولك إيه الشويتين بتوعك دول متعملهمش عليا قول عايز كام وخلصني
ساعتها افتكرت أن ده صوت نسمة حاولت أفتح عيني وهما مشغولين بالكلام وصوتهم بعد شوية لحد أما بدأت أشوف الأوضة لقيتها أوضة قڈرة مليانة فرو خرفان و جلد تعابين ولمحت تليفون صغير مرمي على الكرسي اللي الراجل كان قاعد عليه خدته وخبيته في هدومي وعملت نايمة شالوني دخلوني في أوضة تانية وهما بيدخلوني من الباب وهما بيدخلوني سمعت صوت واحد بيزعق
أنتو مودينها فين
نسمة
أنت مالك هنوديها في داهية تاخدها خليك في نفسك
أخليني
في نفسي إيه !! دي بتاعتي هو أنا كنت بعمل ده كله عشان في الآخر تيجي أنتي تديها للحيوان ده !
أنت اټجننت يا هاني ! أنت ازاي تتجرأ وتتكلم كده !
أنا أقول اللي