وتين الجزء الاول _نبضات هادئه الجزء الثاني _بقلم ياسمين الهجرسي
وتين الجزء الاول _نبضات هادئه الجزء الثاني _بقلم ياسمين الهجرسي
النحيل المړض الذي قد يسببه مغادرتي لجناحكم الذي يملاه الدفء والحنان
واذهب الى جناحي الذي يسكنه
البرد والقلق والمړض
هل يرضى ضمائركم ايها الساده الموقرين
انا راضيه بحكمكم العادل في سماء قضاء قصر عائله الشاذلي
وربعت يديها امام صدرها و نظرت له بفخر و زهو وضحكت له ايه رايك في مرافعه تلميذتك النجيبه يا ريس
انتي تلميذه نصابه الجناح بتاعك شغال فيه الدفايات وهنا ما فيش دفايات شغاله
قوليلي من وانتي صغيره بتحبي تنامي في السرير وتاخذي لبسي ايه الحكايه
أبتسمت بحب مش عارفه يا ابيه وامسكت يده واكملت بصدق اخوي اقولك سر
انا بحب انام في سريرك قوي بحس مع حضرتك بأمان رهيب
انت كل حياتى يا ابيه رغم ان بابا موجود الحمد لله بس انا بخاف منك اكثر منه
وعلى قد خۏفي منك على قد ما انا بحبك حب يتوزع عالدنيا ويفيض
انا مش عايزه حضرتك تتجوز عشان هتيجي واحده تخذك مننا
ده غير اصلا يا ابيه ما فيش واحده تليق انها تبقى مراتك ولا اتخلقت لسه أصلا عشان تبقي مرات اخويا
أبتسم لها والاندهاش يسيطر عليه ورد عليها طيب نامي يا وتين وأرتاحي عشان ما تتعبيش والكحه تزيد عليكي
هتف راكان قائلا مينفعش تنامى جنبى انتى كبرتى على كده و ده حرام ياقلب اخوكى فى حدود مينفعش نتخطها صح ولا ايه اى سيادتك
بقلة حيلة من دلعها واللعب على وتر انها تعبانه استسلم لطلبها قائلا بحزم اخر مره يا وتين
مرت عدت دقائق كلا منهم شارد فى ملكوت أفكاره يحاول ان ينام
رفعت رأسها تنظر له مستفهمه تهتف قائله أبيه هو حضرتك هتتجوز العروسة اللي جبتها طنط شغف
انتي لسه قايله أنها متخلقتش اللي تليق بيا
بلهفه وفرحه كست صوتها ابتسمت له بسعاده وهتفت الحمد لله طمنتني أن حضرتك هتفضل معايا لحد ما اتجوز
ووضعت راسها على كتفه الله علي راحه اللي بلاقيها جنبك يا ابيه وذهبت في ثبات عميق
نظر لها بشجن وحزن على حال قلبه ف حبيبته بمثابه نجمه عاليه بعيده المنال كم كانت حلم حياته السرمدي الذي لا يقدر
كيف يقوي على مصارحتها بمشاعره التي يحبسها داخله المۏت اهون عليه من الاقتراب منها
كيف أقدر على فراقها وان أتحمل أن تكون لغيرى هي حتى الان لا تعرف حقيقه مشاعرى نحوها
اه يا قلبي لو كان الأمر بيدي لقتلعتك من بين ضلوعي وتركتك ټنزف لعلا هذا الڼزيف يحررك من عشقها الذي لا مفر منه غير المۏت
اغمض عينيه ونام يغرق في كوابيس فراقها التي تداهمه فى نومه وفى يقظته
فى صعيد مصر
الحزن أمر صعب علينا تحمله في معظم الأوقات لأنه غالبا لا فرار منه و لكن يبقى الأمل فى الله لتغيير الاقدار
كانت كريمه تجلس تبكى على حالها تسترجع ذكريات ما حدث منذ سنين
تجلس فى تضرع تمسك فى يدها المصحف تدعوه الله ان يرد لها ما ضاع منها
بقلب ملتاع تهمس لنفسها بمرارة فهى باتت منطفئة الروح و الوجدان تحاول أن تتغلب على الأحزان من أجل خاطر بناتها
ولكن يأتى هو بلحظه ليدمر كل شئ تستعجب تصرفاته طوال الأعوام المنصرمه
لا تسوتعب
اى ذنب ارتكبت لتجنى منه كل هذه الأحزان
لا يرحمها وهى من ذاقت مرارة الفراق على يده
ظلت تناجى ربها بما يوجع قلبها لعله يريحها من هذا الحمل الثقيل ويروى ظمأ قلبها
أما في مطبخ الدوار الكبير كان يعمه الازدحام تقف الحجه فردوس مع الطباخين تعد طعام لفقراء البلد
فهو يوم إطعام الفقير يوم تبرعت به لوجه الله فهو عاده شهريه لديها منذ ما سرقته منها يد الغدر
تدعو الله فى تضرع ان يرد لها ما اختلسه منها الزمان
وتطلب من الجميع أن يدعو الله بظهر الغيب أن يرد لها الغالى
الحلقة الثانية
وتين
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
العائلة سند ووتد لا يمكن لأحد أن يحتل مكانة العائلة ولا أن يصل لنفس الدرجة من الحب ولا الاهتمام لذلك على كل شخص التمسك بالعائلة والانتماء لها لأنهم سند حقيقي لا يمكن أن يعوض أبدا لا شيء في العالم يضاهي حنان العائلة ودفئ الأسرة
أمي وأبي وأخوتي هم السعادة الحقيقية
ظلت تناجى ربها ان يحقق لها أملها في الحياه حتى غفت مكانها
لياتى لها همس ما بين الصحو و النوم يقول اصبرى واحتسبي فرجه قريب
لتفوق من غفوتها وهى تهتف مبتسمه براحة
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فعفو عنى
استقامت تغتسل و ترتدى ثيابها المكونه من فستان اسود ووشاح للرأس قاتم السواد كحال حياتها لتستعد للنزول لمشوار كل عام لعل يحدث شئ يغير قدرها و يريح بالها
أما فى الاسفل كان يعم المكان آيات الذكر الحكيم و تمتلئ مندرة الحج محمد السيوفى بالزحمه انتظارا للشهريه التى يخرجها لوجه الله فهو و زوجته لا ينفكو عن التضرع والتوسل الى الله ليرد لهم عزيز اعينهم يقف الناس فى حلقات متجمعين حوله داعين الله له بصلاح الحال و البركه فى العمر و الذريه
استقام و تركهم ليذهب لزوجته الحجه فردوس ليسألها اذا اتمتت طبخ الطعام للناس فهم يقفوا منتظرين
اقدم عليها زوجها الحج محمد السيوفي وهو يقول لها
تعيشى وتفتكرى يا حچه بس ليش تعب حالك ما البنته كتير في الدوار يطبخه بدالك
بتنهيده طويله وانفاس حاره كالهيب قلبها هتفت قائله
دى الحاچه الوحيده اللي مابتتعبنيش يا حاچ محمد يا ريت كل التعب اجده
دي الحاجه الوحيده اللي بتبرد جلبي بعد اللي حوصل زمان
العمر راح والڼار لسه جايده في جلبي ومفيش حاجه تعوضني
وفي نفس اليوم من كل سنه بحس ان اللي حوصل زمان كأنيه النهارده
بصوت يكسوه الصبر و الايمان بقضاء الله تحدث الحاچ محمد قائلا ادعي ربنا يرحمنا من اللي احنا فيه يا حچه و يغير الاقدار للأحسن
دخلت عليهم كريمه كانت ترتدي ملابسها السوداء لكي تخرج هي و زوجها جلال
هتفت فهيمه بلسان اعمى فهذا هو للاسف طبعها راحه فين يا مرت اخوى أنتى وجلال
في نفس اليوم من كل سنه أمى تعمل واكل وأنتى تهملى البلد كلها وتروحي وعمرك ما أنتى واخوي ما ريحتى جلوبنا ولا جولتى بتروحي فين
يقف ينتظرها ليراها تهبط ملتفحه بالسواد ينظر لها بنظرات تقييميه غير مفسره فهذا هو حاله معها
حول نظره لاخته التى كالعاده تحشر انفها فيما ليس لها ليسمعها تقول كلامها الذى بات ليس له معنى فهى لا تمل من تكرار الكلام
تحدث جلال بصوت قوى و لهجة نفور من كلامها ورد عليها قائلا
وانتى مبتتعبيش يا خيتى من سؤال كل سنه اللى مش بنخلص منه أرحمينا وأرحمى نفسك كفاية اللى أحنا فية
هتفت ترد عليه فهيمه وهى تلوى فمها على جانب وهتفت بعصبيه مبالغ فيها
بالراحه شوية يا سياده اللواء السؤال محرومش يعنى أنا ههمللكم الدوار وراحة أقعد في
الچينينه هو سر حربى مش عايزين حد يعرفه
واكملت تهتفت بصوت عالي يملؤه العجرفه و الغرور يا بت يا بدور هاتى كام عود جصب أطلع علي فيهم غيلى بدل الكلام الماسخ دا وتركتهم وغادرت وهى تتذمر بدون سبب
ثلاث فتيات قطعه من الجنه ثلاثة أجساد و قلب واحد يخرجوا من غرفهم فى وقت واحد يلقون على بعض تحية الصباح وتهتف كل واحده تسال الأخرى عن حالها و عن خطط العمل لهذا اليوم ف صبا دكتورة اطفال صفا مهندسه زراعيه ورد دكتورة جراحه
هبطوا
درجات السلم وهم يستمعو لكلمات فهيمه اللاذعه وقفوا ينظرون الى الجميع فى دهشه
هتفت ورد بضيق من افعال امها تتحدث قائله ليه ماما كانت بتزعق وصوتها عالى كده هى مش ناويه تبطل وتدى هدنه للبيت يرتاح
هتفت ترد عليها جدتها بسخريه حتى تشتت انتباهها عن افعال امها التى لا تمت للعقل
معجول يا بنتى بقيتى دكتوره قد الدنيا ولسه
ظلت صامته علي صمت مامتها والدموع التى تتحجر في عينها
أقتربت منها تهتف قائله ماما خدينى معاكى لو سمحتي عشان خاطرى نفسي إجى معاكى مره واحده بس او قوليلى مالك ايه اللى بيغير حالك كل سنه فى نفس اليوم
ردت عليها كريمه بۏجع يرهق كاهلها و بصوت يكسوه الالم هتفت تلومها
هو أنا طالعه رحله يا صفا أكبرى بقي بلاش تصرفات العيال الصغيره دى
حولت نظرها الي جلال ونظرت له نظرات مليئه بالحزن و الكسره وهتفت بتمنى داخلى ان يمر يومهم بسلام ويعودوا مجبورين الخاطر وقالت يالا يا جلال المشوار طويل عشان منتاخرش وتركتهم وغادرت
هو حريص على رضا والديه رغم كبر سنه و شخصيته الحاده الصارمه التى يسودها الجفاء معظم الوقت الا ان رضا والديه خط أحمر مهما كلفه الامر حتى لو على حساب نفسه هو شخصيه متناقضه لابعد الحدود
هتف يقول وهو ينظر لأمه أنتى راضية عنى انا وكريمه زى ما انتى شايفه ما بقاش فيها حيل مش قادره تنسى ولا قادره ترتاح
ردت عليه الحجه فردوس بحنان جلبى وربي راضين عنك يا والدى وعن مرتك وربنا هيرضيها بس اصبر عوض ربنا كبير يا والدي
هتف جلال يحدث والده قائلا ادعيلنا في صلاتك يا حاج واكثر من الدعاء
رد عليه الحاج محمد انا بدعي في لعل امل جديد فى اللقاء المنتظر
في قصر الشاذلى
فى صباح يوم جديد يجتمعون كعادتهم على مائده الطعام على راسها المستشار احمد وعلى اليمين راكان وعلى يساره ابرار
كان الجو لا يخلوا من المرح اثناء تناول طعامها بسبب التؤام
هتف يونس وهو يغمز الى يعقوب لكى يجاريه فى الكلام قائلا
هو محدش ناسي حاجه وخصوصا حضرتك يا امى
يعني زي بكره يا ست الكل ربنا رزقك بهديتين
فضلتى شايلاهم وانتى ماشيه تعبانه زي اسطوانه البتوجاز
نظر له راكان نظره هو يعلمها سعل يونس اثر نظرات اخيه الاكبر له ناوله راكان كوب ماء وقال له اعتذر من ماما بدل ما انت عارف هاعمل فيك ايه مش كل حاجه ينفع فيها الهزار
هتف يعقوب بندفاع يرد نيابة عن اخيه التوأم قائلا
هو اسف يا ست الكل ونظر الي يونس پحده وهو يهتف ده انا هنفخك
بصوت صارم ولهجة امر فابنه طريقة كلامه مستفذه هتف احمد قائلا
ازاي تتكلم مع والدتك كده يا وحوش ياترى عايزين هديه ايه السنادي
هتف يونس بتهور واندفاع