الأحد 24 نوفمبر 2024

عائله المغربي

عائله المغربي

انت في الصفحة 4 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

..يلا ياليله وانا جاية معاكى نشوف عملوا ايه فى الغدا 
نهضت سريعا تتجه بها ناحية ابواب المطبخ تختفى خلفه ومعها ليله لتهتف قدرية باستهجان وعبوس موجهة حديثها الى زاهية الجالسة تراقب ما يحدث بابتسامة شامتة ووجه يشع فرحا 
عملالى فيها عروسة بنت صالحة .اش حال مقعدش معاها اسبوع وطفش من وشها يا قلب امه
ربت زاهية فوق كفها بحماسة قائلة 
جدعة يا قدرية هو ده الصح لازم تعرف مقامها هنا ايه والكلمة كلمة مين من اولها كده
لوت قدرية شفتيها تفح من بينهم بغل
طبعا وامال انتى فاكرة ايه ورحمة الغالى الللى راح مقهور مبقاش قدرية اما طلعت عليها كل غلى ووجعى من اهلها بنت المغربى
زاهية بوجوم وقلق 
بس تفتكرى هتسكت ومش هتقول حاجة لجلال ساعتها يبقى عملنا اسود يسود عيشتنا علشان خاطرها
ابتسمت قدرية بخبث قائلة بأبتسامة تمتلأ باللؤم
ده لو قالت وساعتها كلمتى قصاد كلمتها ونبقى نشوف هيصدق مين فينا . امه حبيبته
ولا بنت اللى كانوا السبب فى مۏت ابوه
زاهية بخبث ولؤم هى الاخرى
الكلام ده لو كان جلال جايب غلط على عيلتها فى اللى حصل لابوه.. هو عارف كويس ايه اللى حصل وقتها
وقفت قدرية پعنف تهتف بصوت يشع بالڠضب 
زاهية لمى الدور وقفلى على الكلام فى الموضوع ده وقومى كلمى المعدولة بنتك وخليها تلم الدور هى كمان لما جلال وابوها يروحوا يجيبوها من بيت اخوالها
هبت زاهية واقفة تهتف بسعادة وفرح
بحد كلامك يا قدرية جلال بنفسه هيروح يجيبها
ابتسمت قدرية بثقة قائلة 
طبعا انا اللى طلبت منه ياخد عمه ويروحوا يجيبوها وهما راجعين فى سكتهم
كادت زاهية ان تصرخ فرحا وهى ټخطف هاتفها من فوق المنضدة تضغط ازراه بلهفة وسعادة بعثت ابتسامة انتصار فوق شفتى قدرية تتابع بعد حين حديث الام وابنتها لعدة لحظات قبل ان تختطف الهاتف من بين اناملها پعنف بعد ان لاحظت ممانعة من الفتاة لتصدر اليها اوامراها بصوت لا يقبل النقاش .
دلف جلال تجاوره سلمى بخطوات سريعة الى داخل بهو المنزل لتتوقف خطواته امام والدته وزوجه عمه يجلسون وهم يتبادلون اطراف الحديث فيلقى عليهم السلام بصوته الرخيم الهادىء لتهب قدرية
بفرحة وسعادة 
حمدلله على سلامة يا حبيبى وحشتنى اووى يا ضنايا
جلال منها ينحى فوق راسها بحنان قائلا 
الله يسلمك يا امى ..انتى كمان وحشتينى
ثم رفع عينيه الى زوجه عمه يلقى لها بتحية والتى كانت تجلس ابنتها الصامتة بوجوم بجوارها بحنان قبل ان ترد تحيةجلال
جال جلال بعينيه فى ارجاء المكان بتساؤل ثم قال بهدوء 
فين ليله وحبيبة مش شايفهم
اكفهرت وجوه الثلاث نساء فورا نطقه باسم ليله تجيبه قدرية بلا مبالاة 
جوا فى المطبخ بيشوفوا الغدا
نهض جلال واقفا لتسأله قدرية بحدة وعصبية
رايح فين ..اقعد وانا هندهلهم يجوا
ابتسم جلال بتفهم قائلا 
انا
داخل المكتب اشوف شوية شغل ورايا ولما اغدا يجهز ابعتولى
ثم تحرك مغادرا لبتسم قدرية بانتصار
تلتفت الى زاهية تغمزها بخبث قائلة 
شوفتى .مش قلتلك كلامى عمره مايكون غلط ابدا
زاهية بعينى تعش بالفرحة
عندك حق يام جلال والله شكلها مش هتعمر
ادارت سلمى راسها بينهم بحيرة قبل ان تسأل بنزق 
انتوا بتتكلموا على ايه ماتفهمونى..وبعدين انتوا خلتونى اجى هنا تانى ليه انا لا طايقة البيت ولا طايقة اللى فيه
ضړبتها زاهية فوق كتفها بقوة تهتف بها بحدة
اتلمى ولمى لسانك اللى موديكى فى داهية ده
سلمى باستنكار وهى تفرك كتفها مټألمة 
الله ياماما بتضربينى ليه ..انا مقولتش حاجة غلط
التفتت اليها قدرية قائلة بلهفة 
سيبك من الكلام ده وقوليلى اتكلمتى انتى وجلال فى ايه وانتوا فى السكة
لوت سلمى شفتيها قائلة بغيظ 
مقلناش حاجة انا كنت اساسا قاعدة ورا وبابا والبيه ابنك ادام وكل كلامهم كان عن الشغل
قدرية بخيبة امل 
مش مهم المهم انه راح جابك و الباقى بقى عليا
سلمى وهى تنظر الى والدتها بحيرة ثم تلتفت الى زوجة عمها تسألها
انتوا بتتكلموا فى ايه انا مش فاهمة حاجة
ضيقت قدرية مابين عينيها قائلة بتفكير
دلوقت افهمك بس عوزاكى بعدها تنفذى كلامى بالحرف 
وقفت سلمى تستند بكتفها فوق اطار الباب تراقب بغل وغيرة تلك الواقفة تتابع عمل الخادمات باهتمام وسيطرة قبل ان تعتدل واقفة تهتف بفرحة مصطنعة
حبيبة ..وحشتنى يا مرات اخويا ووحشنى كلامنا سوا
التف على اثر صوتها الصاخب جميع من بالمكان يراقبون اندفاعها ناحية حبيبة ترتسم فوق شفتيها ابتسامة مصطنعة فتسألهاحبيبة بدهشة 
سلمى..! حمدلله على سلامتك انتى وصلتى امتى 
تراجعت سلمى الى وراء قائلة وهى تتابع بعينيها ليله ترمقها من اعلاها الى اسفلها ببطء قائلة
لسه وصلة حالا .مع.... جلال
اخذت تمط فى حروف كلماتها الاخيرة بتشفى لتهتف حبيبة بدهشة
جلال بنفسه! مش معقولة
التفتت اليها سلمى فورا عينيها تنطق بالشړ هاتفة
مش عقولة ليه ياست حبيبة
ثم التفتت ناحية ليله والتى عادت الى متابعة الاعمال مرة الاخرى لكن يظهر تصلبها جسدهاط من خلال ظهرها وهى تستمع الى سلمى وهى تكمل بتباهى وغرور
ده حتى فضل يتحايل عليا كتير اوووى علشان ارجع وانا كنت مصممة بس اعمل ايه بقى مابقدرش ارفضله طلب وخصوصا لما يحلفنى بحياته عندى
هنا لم تستطع ليله الوقوف والاستماع الى الباقى من حديثهم تسرع فى اتجاه الباب هامسة باعتذار سريع
تناديها حبيبة بلهفة لكنها تجاهلت النداء مغادرة فورا لتلتفت حبيبة الى سلمى المبتسمة بسعادة وخبث
ايه يا سلمى اللى قلتيه ده
مش تحسبى على كلامك
هزت سلمى كتفها بعدم اكتراث قائلة ببراءة مصطنعة 
هو انا قلت ايه ..وبعدين انا ماقولتش حاجة محصلتش وكمان ما هى لازم تكون عارفة اللى فيها فبلاش الشويتين بتوعها دول
تنهدت حبيبة بقلة حيلة هامسة 
والله ماعارفة هى هتلاقيها من مين ولا مين ...وهى شكلها بنت طيبة ملهاش فى حاجة
ثم التفتت تكمل عملها متجاهلة سلمى والتى وقفت تبتسم بانتصار قبل ان تغادر مرة اخرى حتى تنقل ماحدث الى من ينتظرون اخبارها بلهفة 
بعد عدة ساعات دلف جلال الى داخل جناحه بهدوء عينيه تبحث عنها فمنذ حضوره لم يراها وعلم من والدته انها رفضت النزول وتناول طعام الغذاء معهم وهذا اغضبه الى حد ما فقد ظنها ستكون فى استقباله عند علمها بحضوره او يجدها على مائدة الطعام وقت الغذاء فى انتظاره 
بالنسبة لها تتخضب خجلا وهى تراه ينحنى اسفل قدميها ملتقطا منشفتها الساقطة ارضا طثم يستقيم ينظر اليها مرة اخرى لكن تلك المرة بعينين ملتمعة بقوة تسمرها مكانها بقوتهاوفلا نجد القوة على الابتعاد وهى تراه يرفع انامله الحاملة للمنشفة 
مانزلتيش على الغدا ليه يا ليله 
مش المفروض تكونى فى استقبال جوزك بعد غيابه بعيد عنك كل الوقت ده
ابتلعت ليبه لعابها بصعوبة تجبر قدميها المتسمرة ارضا ان تتراجع بعيدا عن متناول يده قائلة عنها تجيبه بجمود 
قالت ليله سريعا توقفه عن التحرك ناحية الحمام بلهفة وفضول
ممكن نتكلم دلوقت وابقى ارتاح بعدين
ضيق جلال ما بين حاجبيه بدهشة جعلتها تحمر خجلا فتكمل بسرعة وتلعثم 
انا ..مم..كن ا..ستناك لما تخل..ص. .حمامك ونتكلم لو تحب
هز جلال كتفيه بعدم اكتراث قائلا 
زاى ما تحبى.. دقايق وهرجعلك
ثم تحرك ناحية الحمام يغيب داخله لعدة دقائق جلست ليله خلالهم فوق الفراش تهز قدميها بتوتر وعصبية فى انتظار خروجه اليها بعد ان قامت بارتداء ملابس بيتية مريحة ولكن محتشمة الى حد ما فهى لاتستطيع ان تتعامل معه بأريحية كما يفعل هو 
حتى تصبح له ولعائلته فبعودتها اليهم سيغلق بها كل ما قام به والده فى ماضى من ټدمير للعائلة بتهوره ورعونته ولن يسمح هو لاى احدا مهما كان ان يقف فى طريق تحقيقه لهذا الامر 
راغب بستأذنك انه يحضر فرح اخوه بعد اذنك يابا
نطق علوان بتلك الكلمات يقف يجاوره ولده الاخر سعد باضطراب وقلق امام والده الشيخ جاد الجالس فى
مقعده المعتاد فى القاعة الكبرى الخاصة بالأستقبال بمنزلهم ليرفع لهم الشيخ جاد انظاره پحده فيسرع علوان يكمل قائلا بلهفة 
ده فرح اخوه الوحيد وبعدين اللى كانت السبب انك باعده عن هنا اهى اتجوزت وراحت دار جوزها
اسرع سعد مقاطعا حديث ابيه عند رؤيته ملامح جده ازدادت تجهما ورافضا قائلا برجاء
مش هيقعد كتير صدقنى ياجدى هما يومين الفرح وهيسافر تانى ....علشان خاطرى ياجدى ده امى ھتموت علشان مش هيحضر
لانت ملامح الشيخ جاد قليلا لكنه تحدث بجدية وحزم قائلا 
ولو حصل وعمل مصېبة من مصايبه وفضاحنا وسط الخلق بعمايله يبقى الحل ايه منك ليه
اسرع علوان قائلا بلهفة وتأكيد وهو يجلس فى المقعد المجاور له 
من الناحية دى متقلقش راغب اتغير خالص وعقل وكمان بعاده عنا وعن ....
قطع حديثه حين رفع
الشيخ جاد عينه الحادة له ووجه مكفهر بشدةفأخذ علوان يتملل فى مقعده قائلا بتوتر وأرتباك يكمل حديثه
اقصد يعنى ان راغب بتاع زمان اتغير خالص وشغله فى مصر واخد كله وقته وبعد خالص عن المسخرة بتاعت زمان
عقد الشيخ جاد حاجبيه بتفكير لعدة لحظات اخذ علوان وسعد يتبادلان النظرات حينها بقلق وتوتر حتى تحدث الشيخ اخيرا قائلا بهدوء لا يخلو من التحذير 
تمام يا علوان انا موافق انه يجى يحضر فرح اخوه وبنت عمه بس يمين عظيم بتلاتة لو عمل عملة من عمايله السودا تانى ساعتها مش هيبقى عندى ليه غير رصاصة متسواش تلاتة ابيض واخلص بقى من همه وعاره
شحب وجه علوان بشدة يعلم جيدا ان والده قد وصل الى اخر قدرة لديه على الصبر فاخذ يدعو الله ان يكون ولده عند حسن ظنه ولا يأتى بمصائبه التى لا تنهى ابدا كعادته دائما
جلس خلف مكتبه بذلك العقد يمرر عينيه فوق سطوره ببطء قبل ان يلقى به زافر بقوة هو يتراجع الى ظهر مقعده يلقى نظرة الى ساعته متسائلا بنزق عن سبب تأخرها كل هذا الوقت فقد مر اكثر من النصف ساعة التى طلبتها حتى تقوم بالاستعداد
زفر مرة اخرى لكن تلك المرة محاولا الهدوء يحدث نفسه بأن يتحلى بالصبر والهدوء اذا اراد ان يتم له ما يريد فقد اصبح قاب قوسين او ادنى من تحقيقه 
لتمر عدة لحظات اخرى قضاها متوترا قبل ان تصل اليه طرقات هادئة فوق باب الغرفة تعلن له عن وصولها ليعتدل فى جلسته فورا يدعوها للدخول لكنه نهض واقفا يهتف بحيرة وتعجب
سلمى! تعالى ادخلى خير فى حاجة 
تقدمت سلمى بخطوات بطيئة منه تخفض راسها بخجل هامسة بصوت ضعيف
كنت عاوزة اتكلم معاك شوية لوحدنا يا جلال
نهض جلال من خلف مكتبه يتحرك من مكانه ليقف امامها يظهر القلق والتوتر جاليا فوق ملامحه يسألها 
خير يا سلمى ..اتكلمى قلقتينى
رفعت وجهها اليه ببطء ليصدم بمرئ تلك الدموع تغشى عينيها وشفتيها التى اخذت بالارتعاش كما لو كانت تقاوم الانفجار بعاصفة من البكاء فيناديها ثانيا بقلق وخشية فټنفجر باكية على الفور كمن اعطى لها الاشارة لبدء الانفجار تهتف بتلعثم وألم 
هانت عليك سلمى يا جلال .هانت عليك بنت عمك تبقى سيرتها على لسان الخلق
اشتعلت عينه بالڠضب هاتف بشراسة بها
انتى بتقولى ايه مين ده اللى يقدر يجيب سيرة بنت الصاوى على لسانه وانا اقطعهوله
سلمى وهى مازالت تبكى بحړقة قائلة بعتب ولوم
وتلوم عليهم ليه يا جلال ما انت اللى ادتلهم الفرصة 
لما سبتنى وروحت اتجوزت واحدة تانية بعد ما الكل عرف انى من صغرى وانا مكتوبة ليك
زادت حدة بكائها تحيى بداخله احساسه بالذنب من ناحيتها وهو يراها بكل هذ الاڼهيار امامه لكنه حافظ على مسافة مناسبة بينهم قائلا بلطف ولين فى محاولة منه لتهدئتها 
طب اهدى يا سلمى .اهدى علشان نعرف نتكلم
شهقت سلمى بالبكاء ترفع اناملها تزيل دموعها المنهمرة فوق وجنتها قائلة پألم 
هنتكلم فى ايه ياجلال مبقاش فى حاجة نتكلم فيها بعد ماعملت منى ليله تانية
عقد حاجبيه بشدة وعبوس لدى ذكرها لاسمها امامه لتومأ سلمى له قائلة بتأكيد 
ايوه يا جلال انا بقيت ليله تانية .كل البلد هتتكلم عنها لسنين جايه ادام .هكون ليلهجديدة اهلها هيدفعوا علشان يلاقوا اللى يتجوزها ويرضى بيها
صړخ جلال پعنف يوقفها عن كلامها قائلا بشراسة وحدة 
كلام ايه العبيط اللى بتقوليه ده مش بنت الصاوى اللى تتباع بالفلوس لو ايه حصل مش بناتنا اللى ندفع علشان نجوزها ..بناتنا تتاقل بالدهب.. انتى غالية ولا يمكن ف يوم نرخصك ابدا
ابتعد عنها ناحية
مكتبه يستند بكفيه فوقه وهو يحنى راسه معطيا لها ظهره يظهر غضبه بوضوح من صوت انفاسه الحادة وتوتر خطوط عضلاته يكمل حديثه
بحدة تخفى ورائها الكثير من الڠضب المستتر 
لو سمعتك بتتكلمى كده عن نفسك تانى هيكون ليا معاكى تصرف مش هيعجبك يا سلمى ولازم تحطى فى دماغك انك حاجة وهى حاجة تانية خالص
لتهتف سلمى پعنف 
ڠصب عنى ياجلال كلامى ده ..انت فاكر انه سهل عليا ولا على ابويا وامى اللى بنسمعه من اللى حوالينا .الكل بيسأل ليه وازاى ده
حصل ومحدش فينا بيقدر يتكلم ويقول الحقيقة وان كله بسبب ارض
الشؤم دى
جلال بصوت حاد متجمد وهو مازال على وقفته بجسد متخشب
والمطلوب منى ايه دلوقت 
تنهدت سلمى قائلة وقد تبدل حالها فجأة تظهر فى عينيها نظرة تحمل الكثير من الخبث واللؤم لكنها حافظت على نبرة صوتها المنكسرة قائلة 
مش مطلوب منك حاجة يابن عمى انا بس كنت عاوزة افضفض واقولك كل اللى جوايا
زفر جلال محاولا الهدوء قبل ان يلتفت لها بوجه خالى من التعبير لكن عينيه كانت تشتعل بنيران حاول احكام السيطرة عليها قائلا 
طب روحى دلوقت يا سلمى واياكى اسمعك تتكلمى عن نفسك كده تانى مفهوم كلامى
اومأت براسها له بالايجاب ثم التفتت مغادرة ترتفع فوق شفتيها ابتسامة انتصار وفرح تعلم جيدا بنجاحها حتى ولو لم تحصل على جواب يعلمها بذلك الا انها تعلم جيدا من هو جلال واحساسه العالى بالحماية والمسئولية لكل مايخصه وهى تخصه اليست ابنة عمه الوحيدة والمدللة لدى الجميع وهذا ما راهنت عليه هى وزوجة عمها عند وضعهم لتلك الخطة واثقين مما ستؤول اليه الامور لصالحهم
تركته فى عاصفة افكاره خارجة من الغرفة بخطوات سريعة واثقة غافلة تماما عن تلك المستندة الى الحائط فى الظلام تكاد قدميها لا تحملها تغمض عينيها پألم بدموعها المنهمرة بغزارة وقد وصل الى مسامعها كل كلمة قد قيلت بينهم .....عنها
دلف الى داخل جناحهم يدفع بابه پعنف ينظر فى ارجائه بحثا عنها ليجدها تجلس فوق مقعد تضع قدما فوق اخرى وهى تأرجحها ببطء تشاهد التلفاز ومستغرقة تماما فى متابعته لا تعير لدخوله ادنى اهتمام 
انتى قاعدة عندك لحد دلوقت ومنزلتيش المكتب زاى ما قلتلك ليه
ظلت تنظر الى تلفاز وهى تهز كتفها بعدم اكتراث قائلة 
لقيت نزولى ملهوش داعى
عقد جلال حاجبيه بشړ قائلا ببطء
ملهوش داعى ازاى عاوز افهم
التفتت له ليله تستند بمرفقها فوق مسند مقعدها تنظر الى عينيه بنظرة باردة قائلة بهدوء
يعنى انا فكرت كويس ولقيت انى مش هتنازل عن الارض لا ليك ولا لغيرك
تجهم وجهه عينيه تنطلق شرور العالم من خلالها كشرارت البرق مقتربا منها قابضا فوق ذراعيها بقسۏة ينهضها من مكانها سائلا اياها بشراسة 
بتقولى ايه ! مسمعتكيش كويس .سمعينى كده تانى
لم تهتز ملامح وجه ليله بل ظل يحمل كل هدوء وبرود العالم فوقه وهى تتحدث بجمود قائلة 
لا انت سمعتنى كويس بس معنديش مانع اعيد كلامى تانى
ليرتفع فوق ملامحها التحدى والاصرار فورا قائلة كلماتها ببطء شديد مستفز 
بيع مش هبيع ...تنازل مش هتنازل.. الارض دى ارض اهلى وجدى كتبها ليا ولولادى ومحدش يقدر مهما كان يجبرنى اتنازل عنها
كانت مع كل كلمة تنطق بها تزداد اصابعه ضغطا فوق لحم ذراعها حتى كادت ان تنفذ الى عظمها تتألم بشدة من قسۏة قبضته المحكمة فوقها لكنها ظلت تتماسك تظهر البرود وعدم 
اكيد انتى اتجننتى صح! ارض اهلك ايه اللى بتتكلمى عنها دى . انتى نسيتى نفسك ونسيتى انا اتجوزتك علشان ايه ..لو كنتى نسيتى افكرك
انا اتجوزتك علشان الارض دى وبس ..الارض اللى اهلك رموكى عليا علشانها ... اتجوزتك علشان ارضنا ترجع لعيلتى من تانى واللى لولاها هى مكنتش فى يوم افكر اتجوزك

انت في الصفحة 4 من 45 صفحات