روايه بقلم نورهان العشري
روايه بقلم نورهان العشري
بأن يغادر ..
يتبع
الفصل التاسع
جاء خذلانك ليهدم كل أحلامي الوردية ويلوث كل أشيائي الثمينة ومن بينهم قلبي قلبي الذي كان بالود عامرا والآن بات البغض والقهر مسكنه فلا تتساءل أين ذهب غلاك
فقد تساقط من قلبي كعقد من اللؤلؤ انفرطت حباته مع كل دمعة ذرفتها روحي وهي تنعي چرح رجل أحببته بقدر السماء وقتلني بقدر ما أحببت.
نورهان العشري
_وليد هل هذا أنت! ما هذه المصادفة.
هكذا استفهمت بينما ملامحها افرجت عن ابتسامة عفوية كانت الشرارة التي أشعلت فتيل ڠضب شاهين الذي كان يشاهد ما يحدث بعينين جاحظتين فاقترب منهما تزامنا مع كلمات وليد الذي تحولت دهشته إلى سعادة عارمة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لون الحزن معالمها فانمحت بسمتها وهي تقول بخفوت
_بخير أشكرك.
تنبه لتبدل حالها وقال باستفهام
_أعتقد أن تلك الطفلة الجميلة بالداخل هي ابنتك أليس كذلك!
هدى بلهفة
_نعم أخبرني ما هي حالتها!
وليد بطمأنينة
_هدئي من روعك فالأمور تحت السيطرة سأطمئن عليها وأرى مؤشراتها الحيوية وأخبرك.
هدى برقة
_حسنا أنتظرك.
ابتلع غصة حاړقة داخل جوفه وحاول قهر ذلك الڠضب الذي تشعب داخله بشراسة فلو أطلق له العنان لوقع ضحيته الجميع وأولهم هي... فقد كانت تستند بثقلها على الجدار الملاصق لباب الغرفة وكأنها تتوسل بصمت لذلك الطبيب الأحمق بأن يخرج ويطمئنها على حالة طفلتها كان مظهرها يوحي بمدى ألمها لذا استمع إلى صوت العقل الذي أمره بأن يمرر الموقف إلى حين انتهاء هذا الظرف الطارئ.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ليجيب على توسلها الصامت بلهجة مراعية
_اطمئني يا هدى فقد زال يا وليد لقد كاد قلبي أن يتوقف من فرط الخۏف.
_رجاء لا تقولي هذا الكلام مرة أخرى فالحمد لله مر الأمر على خير والطفلة ستكون بخير في غضون أيام.
هكذا تحدث وليد بلهفة رجل وقع بالعشق في الماضي واصطدم بصخرة القدر الذي جعل حبيبته لرجل آخر ومن سوء حظه أن يكن هذا الرجل خلفه الآن مباشرة ينوي الفتك به... لولا تدخل زين الذي كان يراقب ما يحدث بصمت ولكن ما إن شعر بأن الأمور على وشك الخروج عن السيطرة حتى تدخل في الحال.
وليد بلهفة
_أجل بالطبع يمكنها ذلك ولكن يجب أن ترتاح هي أيضا حتى لا تسقط فيبدو أنها تعاني الإرهاق والتعب.
كان هذا أكثر من قدرته على التحمل فحين أوشك على الحديث أوقفته نظرات والده المحذرة وكلماته التي جعلته يتراجع عن لكمه
_لا تقلق أيها الطبيب و نشكرك على اهتمامك فنحن لا نفرط بهدى فهي ابنتي وزوجة ابني.
شعر وليد بالحرج و قد تغضن وجهه قبل أن يلتفت ليناظر شاهين شذرا ثم نقل نظراته إلى هدى قائلا
_حمدا لله على سلامتها.
كانت ترى ما يحدث واختارت برضا أن تتجاهله وتتجاهلهم وهي تتوجه إلى طفلتها داخل الغرفة مغلقة الباب خلفها... لتخرج ضحكة ساخرة من فم ناريمان التي اتبعتها قائلة بسخرية
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كانت تظن أنها مجرد كلمات عابرة
ولكنها كانت كالبنزين الذي سكبته على نيران غضبه المشتعل للحد الذي جعل ظلمة عيناه تزداد أكثر... فتراجعت ناريمان إلى الخلف ذعرا من مظهره وكذلك زينات التي حاولت تصحيح الموقف قائلة بتوتر
_ الحمد لله على سلامتها يا شاهين سنغادر إلى المنزل ونرسل إلى هدى بعض الثياب فهي لم تبدل فستانها بعد.
وكأنه بحاجة لأن تذكره بهذا الفستان اللعېن اأطلق زفرة قوية وهو يتوجه إلى داخل الغرفة مغلقا الباب خلفه بهدوء يتنافى مع چحيم غضبه المشتعل ليخطو عدة خطوات متجاهلا وجودها وهو يقترب ليضع قبلة دافئة على جبين طفلته وسط أنظارها الجامدة والتي تتحاشى الاصطدام به تتمنى لو يغادر حتى تستطيع استرداد أنفاسها ولو قليلا... ولكنه أطال الوقوف مم ضاعف شعورها بالڠضب منه فحاولت أن تكظمه قدر الإمكان وعم الهدوء المكان حولهم إلا من صدى أنفاسهم ورائحة الكبرياء التي تسيطر على الأجواء حولهم.
طرق خاڤت على باب الغرفة أتبعه دخول الممرضة التي كانت تحمل كوبا من اللبن بيدها وهي تتقدم بحرج من هدى التي انكمشت ملامحها بدهشة تعاظمت حين سمعت كلماتها
_ تفضلي أرسله دكتور وليد إليك وهو يتمنى أن تتناوليه حتى تتحسن حالتك فأنت تبدين مرهقة ووو
قاطعها ذلك الۏحش الغاضب وهو ينتزع كوب اللبن من يدها ويتوجه إلى إبريق المياه الموضوع بجانب السرير وقام بإفراغ كوب اللبن به ثم توجه بعينين تلونتا بلون الچحيم الذي بث الذعر إلى قلب الفتاة وخاصة حين زمجر بشراسة
_ما هذا الجنون الذي تتفوه به!
هكذا صاحت هدى بانفعال حين سمعت كلماته الهوجاء إلى الفتاة التي هرولت إلى الخارج مذعورة... فتفاجأت به يلتفت وهو يناظرها بعينين أعماهما الڠضب الذي تجلى في نبرته وهو يقول بشراسة
_أقسم لك إن تفوهت بحرف واحد سأريك كيف يكون الجنون وسأقوم بسڤك دماء ذلك الوغد أمام عينيك الآن.
شهقة مذعورة خرجت من جوفها حين رأت مظهره المرعب وكلماته المروعة التي كانت أكثر من كافية لجعل أعصابها ټنهار فقد كان يوما عصيبا... ولم تعد تحتمل لذا همست بنبرة مخټنقة بفعل محاولاتها لقمع انفجارها في البكاء أمامه
_ارحل من هنا لم أعد أحتمل وجودك أكثر.
نفذت كلماتها إلى منتصف قلبه الذي ارتج من فرط الألم الذي أتقن تجاهله وهو يرتدي ثوب الڠضب الذي تجلى بعروقه التي نفرت بصورة مرعبة لم تؤثر فيها بل احتدت لهجتها أكثر وهي تصيح
_لا أنا ولا ابنتي بحاجة إليك لذا ليس مسموحا لك بالتواجد هنا.
كان رجلا باردا لا يغضب بسهولة ولكن اليوم استنفذ مخزون صبره لسنوات قادمة فقد بلغ غضبه الذروة.
_لا أنتظر الإذن منك لأتواجد هنا فهذه هي ابنتي وأنت زوجتي وعليك تقبل ذلك أو أقحمه في عقلك الغبي هذا!
قال جملته الأخيرة بصړاخ انتفض له جسد الصغيرة التي أفزعها صراخه فأخذت تبكي بذعروهرولت تحتوي الصغيرة بين يديها وهي تهدهدها بحنو يتنافى مع نظراتها المستاءة نحوه فتجاهله متسلحا بالجمود في مواجهتها.
_شاهين هيا استيقظ فأنت نائم منذ ثلاث ساعات.
تململ شاهين في نومته حتى فتح
عينيه اللتين وقعتا على هناء ليجدها ترتدي ملابس سهرة فجعد ما بين حاجبيه وهو يقول
_ لم هذه الثياب الآن!
هناء بغنج
_لقد وعدتني أن تعوضني عن شهر عسلي و هذان اليومان اللذان امضيتهم مع الصغيرة في المشفي وانا هنا وحيدة وأيضا لقد مللت من الجلوس بالمنزل لنخرج للسهر قليلا اه .. و لتجلب لي العقد الخاص بتلك الإسورة فأنا سأموت لأكمل الطقم.
امتعضت ملامحه وزفر حانقا وهو يقول بجفاء
_لا يوجد لا عقد ولا
خروج هيا بدلي هذه الثياب فغدا لدي مرافعة وأريد أن أنام جيدا حتى أستطيع الاستيقاظ مبكرا.
لم تحتمل جفاءه وذلك القيد الذي يحكمه حولها لذا صاحت دون احتراز
_شاهين لا تفعل ذلك أرجوك... لا خروج ولا دخول ولا نقود ولا مجوهرات لقد مللت.
قالت جملتها الأخيرة بصوت أشبه بالصړاخ فلم يستطع الصمت أكثر خاصة وهو يحمل كل هذا الڠضب بداخله فهتف بجفاء
_ألا تملي من طلب النقود ومشاوير السهر هذه!
فطنت لفداحة ما تفوهت به وخاصة بعد أن فوجئت من لهجته وملامحه التي كانت ممتعضة كثيرا فحاولت التبرير بلهجة أهدأ
_وما الذي يغضبك في ذلك أنا أتجمل لأجلك.
_عزيزتي هناء لم بكل مرة نتحدث بها بأمر حيوي تفعلين ذلك وينتهي الأمر بنا هكذا!
صاعقة قوية ضړبتها فزلزلت ثباتها وخاصة حين أكمل بقسۏة
_لمعلوماتك لم أتزوجك لأن علاقاتي الخاصة بزوجتي ليست على ما يرام ولكني تزوجتك لأنني أردت زوجة حقيقية أتشارك معها كل شيء.
صمت لثوان قبل أن يردف بفظاظة
_لا تحصري تفكيرك في العلاقة فقط نعم إنها من أساسيات الزواج ولكن هناك أمور أخرى لها نفس أهميتها أيضا.
تحدثت بنبرة فاقدة لكل معاني الصبر
_ما الذي تريده من هذا الحديث!
_أريد المشاركة والسکينة أريد الهدوء يكفي ذلك الصخب الذي يسيطر على حياتنا.
امتقع وجهها وشعرت برغبة قوية في الصړاخ بوجهه ولكنها اكتفت قائلة
_هل مللت مني!
لم يتوان عن مصارحتها قائلا باختصار
_نعم ولهذا أردت تنبيهك.
بدأت بفقدان أعصابها تدريجيا فتحدثت بانفعال
_هل تفكر بالزواج علي!
لم يستطع تحمل نظرتها السطحية للأمور وأسلوبها الغبي في التفكير.. فصاح متأففا
_يا إلهي كيف يصل الحديث إلى عقلك!
تساقطت عبراتها التي بدت حقيقية فلم يتأثر إنما تحدث بجفاء قائلا
_أخبرتك ما افتقدته بزواجي الأول... ولا أريد تكرار نفس الأخطاء بزواجي منك افهمي.
استفهمت بانفعال
_ إذن أخبرني بصراحة ما الذي تريده!
شاهين بخشونة
_أريد الراحة أريد زوجة محبة تشاركني هواياتي تنتظرني عندما أعود من العمل تهدهدني كطفل صغير حين أغضب أستطيع أن أخبرها بمشادة قمت بها مع سائق تاكسي لعين قام بالكسر علي أثناء القيادة دون أن تمل من حديثي بل تستمع إلي وكأنها تملك كل الوقت لفعل ذلك.
صمت لثوان وصورتها تتبختر أمام عينيه لتزيد من ألمه ولكنه حاول طرد شبحها وتلك النظرات المعاتبة التي أمطرته بها ودقق النظر في عيني هناء قائلا بتقريع
_أريد دفء وسکينة أن أشعر أنني مهم في حياة زوجتي لا حافظة نقود متنقلة.
لم يعجبها حديثه فلم يكن يشبهها ولا يشبه تطلعاتها فصاحت بانفعال
_ألم تخبرني أنك تريد أن تعيش حياتك كما يحلو لك تفعل كل شيء چنوني بعيد عن قيود عائلتك! لقد كنت تريد ذلك الصخب الذي تشكو منه الآن ألم تقل هذا نصا أريد امرأة شغوفة تمتلك روح ثائرة لتجعل حياتي مبهجة!
شاهين بندم
_نعم قلت هذا ولكنني كنت مخطئا فلم يكن ذلك ما أحتاجه من امرأتي لقد أردت امرأة حنونة تسكب بقلبي الطمأنينة وتروي تربته بحنانها الذي لم أتذوقه مع أقرب الناس لي.
كان يقصد والدته.. بينما هي ظنت أنه يقصد هدى فاهتاجت أعصابها وجن چنونها... فصاحت بانفعال
_لا تأتي على ذكر تلك المرأة أمامي مرة أخرى فلتذهب إلى الچحيم ونرتاح منها فأنا لم أعد أحتمل.
قطعت جملتها تلك الضړبة القوية التي سقطت فوق وجهها فأدارته للجهة الأخرى تزامنا مع صوته القاسې حين قال
_إياك أن تتحدثي عنها بهذا السوء مرة أخرى وإلا اقتلعت لسانك من مكانه.
مر من الزمن سبعة أيام خارجيا لم يحدث بها ما يذكر ولكن كان الجميع ېحترق بصمت أما فراس
كان يعاند كبريائه ويحاول قمع مشاعره العاتية نحوها
فقد وضعتها الحياة أمام مطرقة الاختيار ما بين واجبها تجاه والدها ومشاعرها القوية تجاهه والذي رفضت هي الأخرى تسميتها وتركتها تحت طائلة الرغبة الحسية فقط.
جاء الصباح مشرقا كملامحها التي تأسره للحد الذي يجعل عيناه تنتشي برؤيتها وتتملكه رغبة قوية في إخفائها عن جميع الأعين فهي الوحيدة القادرة على إنهاء تلك الصراعات المحتدمة بقلبه وتلك الحيرة التي تلازمه وضجيج تساؤلاته هل يسحبها إلى عالمه المظلم كما فعل