رواية تحفه بقلم نورهان محسن
رواية تحفه بقلم نورهان محسن
في القصر.
اجابت كارمن على الفور لا.. لو سمحت بلاش القصر ممكن نتقابل في اي مكان برا
ادهم بجدية تمام.. انا قدامي اجتماع مهم دلوقتي.. بعد ساعتين هبعتلك رسالة بالمكان والميعاد
كارمن تمام.. مع السلامه
ادهم سلام.
نهاية الفصل الثامن
الفصل التاسع اتفاق
في بيت ميرنا
تجلس في غرفتها تشاهد ما تصوره الكاميرات في شقة قاسم على حاسوبها وتسجل كل ما حدث وهي تبتسم بخبث.
منذ سنوات فنادين كانت الصديقة الوحيدة لها في الجامعة رغم اختلاف مستويات المعيشة بينهم وكانت نادين تجعلها تشعر من طريقتها انها أقل منها لأنها
من طبقة متوسطة عكس نادين مدللة عائلتها الثرية.
وعندما وقعت في حب زميل لهم في الجامعة وأخبرتها عن ذلك أعجبت نادين أيضا به وأرادته لنفسها لكنه كان شخصا مستغلا تركها وركض وراء نادين التي تمتلك المال والجمال.
مرت الأيام ولم يبق شيء على حاله.
تذكرت ما قالته لها في النادي منذ ساعات
هتف ميرنا بصوت عالي من الدهشة يخربيت مخك !!
تلفتت نادين حولها پخوف قائلة وطي صوتك.. انتي اجننتي هتفضحيني !
ميرنا بعدم استيعاب انتي ازاي قدرتي تقنعيه بكدا وازاي صدقك
أجابت نادين بتوتر عشان انا اللي كنت مستعجلة اني اخلف.. هو ماكنش في دماغه اصلا ولا مهتم.
هزت نادين كتفيها وقالت بفخر دا كان من حظي الحلو انه اقتنع بسرعة ومادورش ورايا.
ميرنا بتفكير يبقي انتي حاليا في كارثه فعلا لانه هيتجوز تاني.. وكارمن دي مخلفه قبل كدا ومعندهاش مشكلة يعني اكيد هيعرف.
لوحت نادين بكفها في الهواء قائلة بتذمر اومال انا بحكيلك ليه لازم تلاقي طريقه معايا تخلينا نمنع الجوازة دي !!
حدقت إليها نادين بقلق وهمست بصوت خاڤت يعني ايه.. كدا هيعرف اني انا اللي مش بخلف مش هو.. وقتها اقل حاجة يعملها هيرميني للكلاب ومش هيرحمني !!
صمتت ميرنا للحظة ثم قالت بنبرة خبيثة بصي انا رأيي انك تطلعي من وراه بأكبر مبلغ تقدري عليه وتختفي قبل مايعرف اصلا.
ابتسمت ميرنا داخليا بمكر بعد أن علمت ماذا ستفعل لتقول بتفكير مزيف خلاص سيبيني افكر في حل
نادين بتنهيدة ماشي انا لازم ارجع القصر.
ميرنا تمام.. هكلمك
نادين سلام.
ميرنا مع السلامه.
ميرنا تبلغ من العمر 30 عام جميلة قوامها جذاب قصيرة القامة سمراء وعيونها سوداء.. تزوجت من رجل أعمال ثري عجوز وتوفي بعد عامين ورثت منه أموالا كثيرة وتحسنت حياتها كثيرا ولكن الآن كل ما تسعى إليه هو الاڼتقام من نادين فقط
في الساعه 4 عصرا
بفيلا عمر البارون
ارسل ادهم رسالة الي كارمن بتحديد المكان والموعد فكان بالقرب من منزلها.
نهضت لتأخذ حماما دافئ يريح عضلاتها المتشنجه من التوتر.
انتهت كارمن حمامها وخرجت تتوجه الي الدولاب تطلع ملابسها باللون الاسود كما اعتادت في الأيام الأخيرة.
و لم تضع اي ميكاب ولبست حذائها واخذت هاتفها ومفاتيحها وهي تغادر الغرفه.
نزلت كارمن السلالم بهدوء وهي تسمع ضحكات ابنتها من الصاله.
توجهت اليهم لتري والدتها تلاعب ملك.
كارمن بهدوء ماما انا هخرج.
مريم بتساءل رايحة فين !!
تنحنحت كارمن قائلة بإحراج كلمت ادهم.. وهقابلو بالمطعم اللي جنب الفيلا.. مش هتأخر
مريم بفهم ماشي حبيبتي خدي بالك من نفسك
كارمن بإبتسامة صغيرة تمام يا مريومة.. سلام
في مطعم فاخر علي النيل
تجلس كارمن تنظر في للساعه بتوتر وهي تنتظر حضور ادهم.
هي لا تعرف لماذا تشعر برهبة في وجوده
ادهم بصوت رجولى جذاب مساء الخير
رفعت رأسها تنظر اليه يقف امامها بشموخه الذي يليق به.
كارمن بخفوت مساء النور
ادهم بإبتسامة خاڤتة اخبارك ايه!
ادهم بهدوء الحمدلله.
صمتت كارمن لبرهة وهي تنظر الي يديها الموضوعه علي المنضدة لا تعرف كيف ستبدأ الحديث.
أما بالنسبة له فقد نظر إليها بتمعن لأول مرة دون أن يشعر أن هذه خېانة لأخيه.
شعر أدهم بتوترها هذا وبدأ في الكلام قائلا بتشجيع كنتي عاوزة تقوليلي حاجة
كارمن بنبرة رقيقة مشوبة بالإرتباك ايوه فعلا.. بس مش عارفه ابدأ ازاي
تمتم أدهم بهدوء الموضوع يخص الوصية !
قالت كارمن بإندفاع اه بالظبط
لاحت علي وجه ادهم ابتسامه طفيفه وسأل بلباقة تحبي تشربي حاجة الاول
أشاحت كارمن ببصرها عنه وردت بعفوية شاي بلبن
اتسعت ابتسامته مستفسرا اشمعنا شاي بلبن ! دا ميعاد غداء !!
رمشت كارمن عدة مرات ثم همست بإحراج انا اسفه لو اخرتك علي غداك
ضحك ادهم بخفوت وهو يضع قدم فوق الأخرى ثم تكلم بنبرة عذبة اتكلمي الاول وبعدين نطلب الغداء لينا
تمتمت كارمن بعد أن بدأت تسترخي قليلا تمام
استأنفت الحديث بتنهيدة حزينه انا كنت عايزة اقولك اني فكرت في بنود الوصية.. انا ممكن اعمل اي حاجة عشان بنتي.. واكيد عمر الله يرحمه.. كان بيفكر فيها قبل اي حاجة وهو بيكتب وصيته.. عشان كدا
اختارك انت الاب اللي هيخاف عليها زيه بالظبط.. وانا بقت اهم حاجة عندي هي ملك مش بقي فارقه عندي نفسي.
كان ادهم يتابع حديثها بعيون ثاقبة وتركيز شديد.
اما هي اخذت
نفسا طويلا وهي تفرك يديها بتوتر
وواصلت حديثها بخجل انا موافقه علي الجواز.. بس لو سمحت انا ليا طلبات.
كانت مازالت تنظر الي يديها ولا تستطيع النظر اليه من احراجها وترددها
اجاب ادهم بترقب وايه هي طلباتك
كارمن بنبرة خافته انا عاوزة يبقي جوازنا علي الورق وبس.
زم شفتيه بإنزعاج من طلبها هذا مع انه كان يتوقعه
لكنه اجاب ببرود عكس مايشعر به من ڠضب تمام
رفعت نظرها اليه وقالت بتعجب يعني انت موافق !!
تاه في زرقاوتيها التي تنظر اليه ببراءة واضحة ولكنه تماسك يجاوبها بنفس البرود ممزوج بالكبرياء انا مش هفرض نفسي عليكي.. ولا هقرب منك غير لو انتي عايزة كدا.
كارمن بإحراج شكرا.
ادهم بذكاء ايه هي باقي طلباتك
تنفست كارمن بعمق وهى تشعر بثقة أكبر فى نفسها لتقول على الفور يكون ليا اوضة لوحدي !
رد ادهم وهو يحاول تمالك نفسه قابضا علي كفه فوق الطاولة مش ملاحظة ان كدا كتير !!
اهتزت مقلتيها لكنها حافظت على ثبات نبرتها الهادئة مستحيل تكون متوقع مني اني اتقبل الوضع بسهولة
حرك أدهم رأسه بنفاذ صبر وقال بنبرة قوية ماشي يا كارمن.. بس هتكون الاوضة في جناحي بأخر دور بالقصر.. وملك كمان هجهزلها اوضة الاطفال
سألت كارمن بحرج هي نادين مش بتنام في جناحك
أجاب ادهم بعدم اهتمام لا ليها جناحها الخاص في الدور الثاني
اندهشت كثيرا من حديثه البارد عن زوجته هي كانت زوجه اخيه ولكنها كانت لا تعلم عن حياته الخاصة اي شي.
حاولت ان تصر علي قرارها وهتفت بعناد طفولي طب وليه انا كمان ماتكونش ليا اوضه خاصة !!
ادهم رفع حاجبيه ليقول بصرامه انا اللي اقرر ومفيش نقاش في الموضوع دا تاني.
انزعجت كارمن منه كثيرا لتهمس بصوت منخفض لكنه وصل اليه مستبد!
قال أدهم مبتسما بجانبية بتقولي حاجة !!
نظرت كارمن اليه وقالت على الفور امتي هقدر ابدأ الشغل في الشركة
أجابها أدهم في عملية وعدستيه تأسر عينيها الوقت اللي يريحك تقدري من بكرا تيجي الشركة.
سعدت من موافقته لكنها توترت قليلا فهي تحتاج الي وقت اطول لذا قالت بتردد ممكن نأجل الشغل الفترة دي مش حاسة اني هقدر اركز فيه الفترة دي
ادهم بهدوء علي راحتك
أطبقت كارمن شفتيها ثم همست بنبرة ناعمة ممكن طلب اخير.. لو سمحت
ابتسم ادهم من اسلوبها الطفولي يشعر انه الأستاذ وهي التلميذة وتمتم بنبرة جذابة رجولية اطلبي
رد أدهم بعد أن أخذ شهيقا قويا ليزفره ببطئ اكيد عادي.. مفيش مانع
هتفت بسعادة وقد ارتاحت نوعا ما اتفقنا
ابتسم أدهم قائلا بنبرة غامضة اتفقنا
نهاية الفصل التاسع
الفصل العاشر هوس
لن يتوقف الزمن عند أحد
الصغير سيكبر
القوي سيضعف
المظلوم سينصر
والظالم سيحاسب..مساءا بالصعيد
في منزل الحج عبد الرحمن
يجلسون جميعا في الصالة الواسعه يشاهدون التلفاز
كانت روان تنظر الي التلفاز ولكن عقلها يفكر في كلام صديقتها رنا الذي قالته لها صباح اليوم عن تغيير اسلوب كلامها والاعتناء بمظهرها.
تحدث ماجد بصوت مرتفع رورو.. مالك بكلمك يا بنتي
افاقت روان من شرودها وقالت بتشوش ها ايوه انا معاك يا ماجد
ماجد بسخرية معايا فين يا اختي.. واضح ان الفيلم عجبك اوي
روان بإرتباك ايوه فعلا قصته حلوة
كان ينظر اليها زين وهو متأكد انها لا تتابع التلفاز
نظر الي جده وهو يتحدث بهدوء جدي انا مسافر بعد اسبوع مصر عندي مؤتمر طبي مهم هناك
الحج عبدالرحمن بتساءل عن ايه المؤتمر دا يا ولدي
اجاب زين بثقة دا يا جدي مؤتمر يخص دكتور ليا بالجامعه وطلب مني احضره معه
هتفت حياة بسؤال هتقعد قديش هناك يا حبيبي
رد زين بنبرة هادئة لسه معرفش يا امي بس فرصة اخلص كام حاجة هناك
الحج عبدالرحمن بتفهم ماشي تروح وترجع بالسلامه يا ولدي
نظرت روان اليه في حزن وهي تفكر انها من الان ستشتاق اليه ولكن ماذا عساها ان تفعل اخذت تدعي له في صمت.
لاحظ هو نظرتها ولكنه تظاهر بإنشغاله في الحديث مع والدته.
ماجد بمرح ابقي افتكرنا بأي حاجة يا عم زين في السفرية دي
زين بضحكة وانا اقدر انسي ماتقلقش
هتف ماجد بظرافة وهتجيب معاك ايه بقي لروان
قال زين ابتسامة جانبية خليك في حالك انت وخلاص
ماجد بسماجة ماشي.. تسلملي يا معلم
ابتلعت روان الغصة التي تشكلت بداخلها وهي تسمعه يتكلم بأسلوبه البارد عن سفره هذا ولم يحاول حتي مشاركتها معه بالحديث كأنها غير موجودة بحياته.
حاولت الجلوس في مقعدها بهدوء تنصب نظراتها بتركيز علي الصحن الموجود بحجرها ولكنها فأة لم تعد تحتمل تريد ان تفرغ شحنه البكاء التي تشعر بها بعيدا عن الجميع فانتفضت بقوه من مقعدها وهي تقول بسرعة تصبحو علي خير
حنان بإستغراب هتنامي ولا ايه يا حبيبتي.. لسه بدري خليكي معانا
روان
بإضطراب معلش يا ماما عندي كلية الصبح ولازم انام دلوقتي
غادرت المكان سريعا قبل ان تفضحها دموعها
في فيلا عمر البارون
عادت كارمن الي منزلها بعد ان اصر ادهم علي توصيلها.
دخلت الي الصالة تري والدتها جالسه فإبتسمت بمحبة وهي تحمد ربها علي وجود امها معها.
همست كارمن حتي لا تستيقظ ملك مساء الفل يا مريومه
مريم بإبتسامة مساء النور
حبيبتي.. اتأخرتي ليه كدا
قالت كارمن بدهشة وهي تنظر الي الساعة ماتأخرتش ولا حاجة دا لسه الساعه 9 الا كام دقيقة وادهم وصلني لحد الباب هنا
اتسعت مقلتيها مم تسمعه ثم هتفت بغرابة بقالك