الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه مختلفة جميع الفصول

روايه مختلفة جميع الفصول

انت في الصفحة 15 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز


المطعم وكما توقعت فقد وجدت أماني تجلس في انتظارها.
لوحت أماني لهبة بعدما رأتها وأشارت لها أن تأتي وتجلس أمامها وهتفت بهدوء شديد لا يتناسب مع الظروف الحرجة التي تمر بها كل منهما
تحبي تشربي إيه
أثار هدوء أماني ضيق هبة فهي لا تحب أبدا تلك المقدمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتفضل أن يبدأ من يحاورها بالغرض الرئيسي للموضوع الذي يريد أن يحدثها به.

لاحظت أماني الوجوم المرتسم على وجه هبة والذي يبدو منه أنها تريد أن تغادر في أسرع وقت فهتفت مباشرة ودون أن تستخدم أي وسيلة من وسائل المماطلة
أنا طلبت أقابلك النهاردة عشان أتكلم معاك بخصوص أحمد ابني واللي عمله فيك.
هتفت هبة بضيق ولم تقم بإخفاء الڠضب الذي شعرت به بعدما سمعت اسم من كانت تحبه في الماضي
أنا عارفة كويس أوي أنك عايزة تتكلمي عشان ابنك اللي أنت معرفتيش تربيه بس اللي مش فاهماه هو إيه الكلام اللي عايزة تقوليه بالظبط.
قبضت هبة على طرفي الطاولة وتحدثت وهي تقرب رأسها من وجه أماني
ياريت يا مدام أماني تتكلمي معايا بوضوح وتقولي أنت عايزة إيه لأني بصراحة مستعجلة ومش فاضية أقعد معاك هنا وأضيع وقتي في الرغي اللي ملهوش أي ستين لازمة.
ارتشفت أماني القليل من العصير الموضوع أمامها ثم أخذت نفسا عميقا تشجع به نفسها على نطق الجملة التي أصرت بسببها على هذه المقابلة
تاخدي كام عشان تتنازلي عن القضية يا هبة
انتبهت أماني لصدمة هبة وانخطاف لون وجهها وعقدت حاجبيها تفكر في ردة فعلها.
لم يستمر تفكير أماني لوقت طويل فقد حصلت على إجابة سؤالها عندما صاحت هبة في وجهها بنبرة حادة
واضح كده يا أستاذة أماني أنك كبرت وعجزت وعقلك فوت وطار منك لأن لو أنت كان عندك مخ مستحيل كنت هتطلبي تقابليني وتسأليني السؤال المتخلف ده.
حاولت أماني تهدئة هبة وأمسكت يديها وأخذت تستعطفها بقولها
أرجوك يا هبة تهدي وتسمعيني أنا واحدة خسړت ابني الصغير لما ماټ غرقان ومش هقدر أستحمل خسارة ابني الكبير.
التمعت عيني أماني بالدموع وهي تستطرد كلامها بنبرة يملأها الرجاء
أنا عارفة كويس أن اللي عمله أحمد معاك مكانش سهل وأن صعب عليك أنك تغفري وتسامحي وأنا مستعدة أديك التعويض اللي تشوفيه مناسب ليك بس أرجوك بلاش تسجنيه لأني مقدرش أشوفه بيضيع مني زي ما زياد ضاع.
نفضت هبة يدي أماني وصاحت بخشونة وهي ترميها بنظرات محتقرة
واضح فعلا أنك واحدة مچنونة وده لأنك فكرت أني ممكن أتنازل عن حقي مقابل الفلوس يكون في علمك يا مدام أماني لو السماء انطبقت على الأرض فأنا مستحيل أسيب ابنك يفلت من السچن لأن اللي جرالي بسببه مكانش شيء هين ولا سهل أني أنساه.
استكملت هبة حديثها وهي تصيح بحړقة والدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها
أنا خسړت أمي بسبب ابنك الحقېر واتفضحت وكل اللي الناس القذرين بقوا بيجيبوا في سيرتي ويقولوا عني كلام ميصحش وكل ده بسبب أنانية أحمد اللي معندوش نخوة ولا رجولة المفروض الشاب المحترم لما بنت ترفضه يخلي عنده ډم وكرامة ويبعد عنها بالذوق مش يفضل يلاحقها ويهددها وفي الأخر ېفضحها ويخلي سيرتها على كل لسان.
دخلت هبة في نوبة اڼهيار شديد وهي تتذكر اللحظات القاسېة التي مرت عليها بعدما انتشرت تلك الصور على جميع وسائل التواصل الاجتماعي فقد أصيبت والدتها بجلطة وتم نقلها إلى المستشفى في الحال.
تم نقل أسماء إلى المستشفى بسرعة قياسية ودخلت إلى غرفة العمليات بعدما تدهورت حالتها الصحية بشكل كبير ولم يعد هناك حل سوى بالتدخل الجراحي العاجل.
ظلت هبة تنتظر في الرواق وتدعو الله أن تنجو والدتها من المۏت وأثناء بكائها خرج الطبيب ونظر لها بإشفاق قائلا بأسف
البقاء لله يا آنسة هبة ده قضاء ربنا وإحنا للأسف مقدرناش ننقذ والدتك ادعي ليها بالرحمة والمغفرة لأنها دلوقتي بقيت بين إيدين ربنا.
صړخت هبة بحړقة وأخذت تصيح باسم والدتها وأصيبت باڼهيار عصبي حاد جعل الطبيب ينادي على الممرضات ويطلب منهن تجهيز حقنة مهدئة على الفور.
قام الطبيب بحقن هبة بالمهدئ وتم أخذها إلى إحدى الغرف وظلت مقيمة في المستشفى لبضعة أيام حتى تعافت وأصبح وضعها الصحي على ما يرام.
خرجت هبة من المستشفى وهي تشعر بالسوء من نفسها وتتمنى
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 87 صفحات