روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر
روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر
الحمد لله
غامت عينه أيوة
يبقي عشانهم لازم تنجحوقبل الكل عشان نفسك حرام تضيع عمرك هدر انت المفروض كنت تبقي معيد ومحقق كيانك
برقت عينه بنظرة إعجاب أخجلتها وأسعدتها بذات الوقت فقال مثنيا على حديثها العقلاني شكلك أنضج من عمرك الحقيقي
طب قول لبنت عمي اللي دايما شايفاني عيلة وهبلة
ابتسم لخفة ظلها سيبك منها بجد كلامك ناضج
حب نفسك وشوفها بعيونك وانت هتحس بقيمتك وتنجح وبعدين مش يمكن انت ظالم والدك ووالدتك وفاهم غلط
سارة
التفتت لزميلها الذي قاطعهما ملبية أهلا يا
أدم
رمق الأخر بنظرة غامضة ثم قال صباح الخير يا جسار عامل ايه
الحمد لله اتفضل يا آدم اشرب معانا قهوة
نهض جسار قائلا ماشي أنا أصلا كنت ماشي عشان أول محاضراتي هتبدأ سلام
ابتعد ليشيعه آدم بنظرة غيرة واضحة وهو يجلس أمامها ويتأملها
مطولا دون وعي لتتنحنح هي قائلة خير يا أدم كنت عايزني في ايه
أظهر بعض الأوراق المعقوصة بدبوس صغير وتمتم دي المحاضرات اللي فاتتك يا سارة عملتلك منها نسخة
قال بحمية تليق به حد ليه وانا موجود ثم حاصرها بنظرة دافئة المهم طمنيني عليكي بقيتي كويسة دلوقت
هزت رأسها زي القردة اهو قدامك ماتقلقش
طمني انت أخبارك ايه
الحمد لله بخير
ناوي تشتغل في الأجازة
نفسي بابا أخره معانا للثانوية وبعدها لازم ننطلق أخويا الكبير اشتغل وقت الكلية في ورشة لحد ما اتخرج وده فاده جدا لأنه أخد خبرة في ميكانيكا السيارات
افهم من كده إنك هتشتغل في مكتب محامي مثلا
بالظبط وفعلا اتفقت مع مكتب محامي كبير هبدأ معاه
طيب ممتاز انك هتشتغل مع حد كبير كده وتاخد منه خبرة
ابتسمت له بود أنا مبسوطة عشانك جدا يا أدم انت شاب جد ومكافح وعايز تبني نفسك متهيئلي حتى لو والدك موفرلك كل الإمكانيات المادية كنت برضو هتمشي طريقك بنفسك
أثلج صدره صورته بعيناها وغمغم بعمق لو تعرفي الكلمتين اللي قولتيهم دول فرحوني ازاي كنتي تاخدي مني فلوس
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثاني
أتى جسار لتوه من سهرة قضاها وسط رفاقه وگ عادته مل سريعا من كل ما يثرثرون به وكثيرا ما تعجب ذاته لتناقضه الجلي هو بإرادته يغرق وسط عالمهم الفارغ كأنه بصحبتهم يشتت عقله ويلهيه عن تساؤلات كثيرة تؤرقه وتخيفه خوف مبهم لا يعرف منبعه لكنه راسخ في خبايا روحه يجتاحه حتى في تفاصيل أحلامه حين يغفو ويا ويله لو تسلقت تلك الأحلام جدار واقعه وتحقق ما يخيفه
لم يحتاج للبحث عنه حتما سيجده في مكانه المفضل فذهب إليه وطرق باب مكتبه طرقتان قبل أن يعبر إليه وهو مشتاقا رؤيته وقال
السلام عليكم يا جدي
رفع الأخير عويناته الطبيه بوقار وجسار يقترب إليه ملتقطا كفه ملثما إياه بتقدير فربت الجد نادر علي رأسه وهو يقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخبار ايه يا حبيبي
الحمد لله يا جدي تمام
بعتاب مبطن و دراستك تمام برضو ولا ناوي تسقط السنادي كمان يا جسار
ابتسم الأخير بحرج لتلميحه بالتقصير وقال أوعدك يا جدي انجح عشان افرحك
غمره الجد بنظرة حانية وغمغم يا ابني انا عايزك تهتم بمستقبلك وتكون ناجح عشانك انت أولا وعشان أنا وابوك وأمك وأخوك نفتخر بيك
رغما عنه ابتسم بمرارة ساخرة انت متأكد ياجدي ان بابا وماما بيفكروا فيا أصلا ده مافيش مرة ينزلوا أجازة غير لما نلح عليهم بقالهم أربع سنين مانزلوش مصر من أخر أجازة وعمر ما حد فيهم قالي ذاكر ولا خد بالك من نفسك كل اهتمامهم بأخويا رائف وبس كأنهم نسيوني في غربتهم
وواصل بنبرة حزينة أظهرت بعضا مما يعاني
محدش بيحبني غيرك انت يا جدي
انفطر قلب الجد لسماع ما قاله متفهما الفتور الذي ينخر علاقته بوالديه هو ذاته يشتهي عودة أبنه الوحيد بشكل نهائي قبل أن ينفذ أمر الله وقد بلغ من العمر عتيا فلم يبقى له مثل ما مضى ليعيشه ولا يريد رحيلا وروحه تطوق لضمة أبنه الوحيد
تنهد نافضا عنه أفكاره ثم ربت على كتف حفيده ربتة دعم ماتقولش كده وتزعلني منك يا جسار انت