رواية ابنتي اختارت لي زوجًا جميع الفصول كاملة
رواية ابنتي اختارت لي زوجًا جميع الفصول كاملة
ترجلت من السيارة وشكرته وطلبت منه الانصراف، فلم يستطيع أن يفرض عليها نفسه بتقديم خدماته أو الوقوف بجوارها في محنتها، فغادر اسفًا من رفضها الڈم .. مساعدة اصدقاءها لها،
دخلت سوزان مسرعا الي غرفة ابنتها وكان الطبيب يقوم بفحصها الذي كاد ينتهي منه وقال لها بقلق:
حرارة البنت عالية جدا كأنها بنتنصهر ٣٩ وشرطتين
ضمت سوزان جسد طفلتها المحموم وقالت بوجل:
طيب الاحسن نروح بيها المستشفي، انا مستعده لاي تكاليف
بس بنتي تقوم ليا بالسلامه
ربت الطبيب علي يدها مواسيا، مقدرًا خوفها وهلعها علي ابنتها الوحيدة التي تحيا من أجلها وقال:
بس انت لازم تهدى علشان منخسركيش انت كمان، رودينا محتاجلك قوية زي ما عودتيها،
تملك الخۏف من قلب سوزان من حديث الطبيب فانفجرت في نوبة بکاء ھستيري ورددت بlلم:
ارجوك يا دكتور انقذ بنتي، دا انا مليش غيرها، لو طلبت روحي هفديها بيها بس تعيش وتقوم ليا بالسلامه
هز الطبيب راسها بنفاذ صبر، فالأم في حالة صعبه من عدم الثبات، والطفله غارقه في نوم عميق وحرارة تلهب چسـدها الصغير، فيما كان منه إلا أن حملها وخرج من الغرفة وقال:
لان من الفحص مظهرش اي نوع من الالتهاب لا في الحلق أو الصدر يسبب السخونه
نفضت سوزان عن نفسها لحظات الانھيار ولحقت الطبيب الذي حمل ابنته وسبقها الي سيارته، جلست سوزان في المقعد الخلفي للسيارة وأخذت ابنتها علي صدرها، ثم ركب الطبيب في الامام وانطلق مسرعا الي اقرب مستشفي،
***********
بعد عمل كافة الفحوصات اللازمه، رفض الطبيب مغادرتها المستشفي رغم افاقتها لكن حرارتها ظلت علي وضعها لا تنخفض هذا ما جعله يشعر بالقلق من أن تأثر الحمي علي عقلها وجميع أجهزتها الحيوية؛
ظلت رودينا في المستشفي ثلاثة أيام وقد احتار الأطباء في علاج حالتها لعدم وجود تفسير أو سبب للحرارته العالية
الي أن أجزم طبيبها المعالج بأن السبب نفسي بحت
لم تتاخر سوزان في عرضها علي طبيب نفسي الذي احتار معها هو الاخر وقال لها:
للاسف بنتك منغلقه علي نفسها، وبطريقتها دي بتقتل نفسها بالبطئ، لازم تعرفي السبب اللي وصلها لكده
بنتك مش هتخف الا بزوال العرض وهو الحل لمشكلتها النفسية اللي رافضا تبوح بيها، حتي لنفسها
ياست سوزان مع ابنتها من أن تشفي من الحمي التي سيطرت عليها ، لهذا قدمت علي اجازة من عملها
أما رودينا فاستسلمت الي مرضها الذي قد ينقلها من الحياة الي العالم الاخر الذي ستجد فيها ابيها وتنعم معه بالحنان وlلامان، كم يتخيل عقلها الصغير،
غير عابئه علي حزن والدتها عليها التي افنت شبابها وعشت من اجلها، لكن حنان مدرسها واحتياجها اليه جعلها تتناسي انها هي السبب المباشر في تقبل امها حياتها بدون رفيق دربها وحبيبها زوجها الراحل
**********
بعد مرور اسبوع علي مرض رودينا وغيابها المتواصل عن المدرسة دون معرفة أحد سبب انقطاعها،
في منزل الاستاذ حسام
كان يجلس في شرفة منزله صامت شارد ينظر الي أبناءه بعدم تركيز، اقتربت منه زوجته ليلي وسألته بحيرة:
مالك يا حسام بقالك كام يوم متغير، لا بتقعد مع الاولاد وقت مذاكرتهم ولا حتي بتاخدهم وتنزل تتمشي معهم زي عادتك، ولا بتشاركهم هوايتهم،
ابتسم علي مضض ونظر الي أبناءه وهما يذاكرون واجبهم المدرسي وقال بضيق:
مش عارف حاسس بخنقه بقالي كام يوم ونفسي مسدودة عن كل حاجه معرفش ليه،
ابتسمت زوجته بتململ وردت عليه:
لا الحكاية مش خنقه ولا سدة نفس شكلك زعلان من الأولاد بسبب اللي عملوه مع البنت اللي كانت عايزاك تتجوز ممامتها، بس هما ليهم حق حړام تعاقبهم على حبهم ليك ،
اخذ حسام نفس عميق ورد عليها بسخرية من الموقف، بانه غاضب من أولاده لدفاع عن حقها فيه:
انت مجنونه ياليلي، انا ازعل من ولادى علشان بنت غريبة
بالعكس ولادي كان رد فعلهم طبيعي ومقبول، رغم أنهم قسو عليها