رواية في قبضه الاقدار بقلم الكاتبة نورهان العشري
بحاول أوصلك فيه . عن إذنك
تجاهل كلماتها و قال بلامبالاه و هو ينظر إلي الأوراق التي أمامه
أوعدك إني هدخل لو لاقيت الموضوع يستدعي زي ما بتقولي . شرفتيني
عودة للوقت الحالي
زفرت فرح بحنق من ذلك المتعجرف المغرور الذي كانت تتمني لو أنها لم تقابله أبدا في حياتها . و لكنها كانت تود أن تحمي شقيقتها من براثن أخاه و قد جاءت زياراتها له بنتائجها المرجوة فبعد ذلك اللقاء لم تسمع جنه تتحدث مع ذلك الشاب أبدا و قد بدت ملامحها ذابله حزينه فأرجعت ذلك لأن ذلك المغرور أجبر أخاه علي الإبتعاد عنها و قد كان كان الندم يقرضها من الداخل و الألم يعصف بها لرؤيه شقيقتها بذلك الحال و شعرت بأنها كالسيدة القبيحة التي تحاول منع سندريلا من الذهاب إلي الحفل!
دخلت غرفتها و قد قررت بأنها ستنهي ذلك اليوم الممل بالنوم عل الغد يأتي حاملا الفرح بين طياته ..
الثانيه عشر بعد منتصف الليل و أغلب الوسائد تفوح منها رائحه الدموع فمنهم من يبكي علي فراق اجبر قسرا عليه و منهم من يبكي علي غائب سرقته الحياة عنوة و أصعبهم من يبكي ندما علي فقده ما لا يمكن تعويضه حتي لو بكي مائه عام ..
كانت جنه وسادتها التي كانت غارقه في سيل من الدموع التي لا تهدأ أبدا و كأن أنهار العالم أجمع سكبت في عيناها . فقد كان هذا حالها منذ أسبوع مضي و هي تجلس وحيدة بغرفتها لا تشعر بشئ حولها و كأنها تود لو تختفي بتلك الغرفه للأبد . ترفض محاولة شقيقتها في التحدث إليها و تشعر بالإمتنان لها كونها لم تضغط عليهاو لكن هل ستصمت طويلا
إزدادات عبارتها بالهطول و خرجت شهقه قويه من جوفها تحكي مقدار الۏجع الذي ينخر عظامها و لم تجد له أي دواء حتي الآن . و فجأة خطړ علي بالها شئ قد يريحها قليلا فهبت من مكانها و توجهت إلي المرحاض بأرجل مهتزة و أخذت تتوضأ بترو و كأنها تزيل عن روحها ما علق بها من قذارة ذلك العشق الذي كان كالإعصار أطاح بحياتها و دمرها كليا
يارب . سامحني . يارب
ظلت تردد تلك العبارة كثيرا و كأنها لا تعرف غيرها . فهي كل ما تحتاجه في تلك الحياة كي تستطيع مواجهه ما هو قادم .
إرتعش جسدها بالكامل من هذا الټهديد الصريح لهذا الوقح الذي كانت عاشقه له حد النخاع والآن تتمني لو أنها لم تلتقي به أبدا .
عاد إهتزاز الهاتف مرة آخري فهبت من مكانها و قامت بالضغط علي ذر الإجابه و قبل أن تتفوه بكلمه واحده جاءها صوته الغاضب
أنا مستنيكي قدام الباب تحت دقيقه و الاقيكي قدامي و إلا هنفذ إلي قولته في الرساله .
أجابته بإرتجاف و دموعها تسري علي خديها
حازم أنت مچنون أنت عارف الساعه كام دلوقتي
حازم بصياح
تكون زي ما تكون قولتلك إنزلي دلوقتي حالا
إرتعبت من لهجته الغريبه كليا عليه و قالت بلهفه
طب أرجوك وطي صوتك . وأنا هنزلك حالا.
أغلقت الهاتف و قامت بالتوجه إلي باب الغرفه بحذر شديد و نظرت إلي غرفه شقيقتها و الندم يكاد يفتك بقلبها ثم
أعادت انظارها إلي الباب
أمامها و بخط ثقيله توجهت لملاقاة ذلك المچنون ففتحت الباب برفق فقد كان الجو باردا جدا و المطر علي وشك الهطول فإحتمت بوشاحها أكثر و هي تنظر حولها إلي
أن وقعت عيناها علي ذلك الذي كان ينتظرها بجانب الطريق فتوجهت إليه و ما أن همت بالحديث حتي إقتادتها يداه و أجلستها في المقعد المجاور للسائق دون أي حديث و ما أن جلس بجانبها حتي أنطلق بالسيارة بأقصى سرعه فجن چنونها و قالت بصړاخ
أنت مچنون أنت واخدني و رايح علي فين
كان موجها نظراته إلي الطريق أمامه و هو يقول بنبرة قويه
هنهرب من هنا !
كانت تغط