رواية مزيج العشق جميع الفصول كامله بقلم الكاتبة نورهان محسن
رواية مزيج العشق جميع الفصول كامله بقلم الكاتبة نورهان محسن
رفع وجهه في اتجاها ونظر إليها، لتنحبس أنفاسه تلقائيًا في صدره من مظهرها الساحر في ثوب النوم الناعم، الذي أظهر جمال بشرة ذراعيها البضة.
اخذ أدهم يتنفس بهدوء، ويحاول السيطرة على مشاعره الشغوفة تجاهها، ويركز انتباه علي ماسيقوله بعد ان استحوذت علي حواسه تلك الفاتنة التي تقف أمامه بعودها الرشيق.
تحدث بصوته الرخيم في صمود مفتعل رغم تشتته الداخلي من مشاعره المفرطة نحوها: كنت داخل البس هدومي بعد ما اخدت دوش ولاقيتك جوا فقعدت استناكي
ازاد احمرار وجهها من الخجل الذي يعشقه بها، وهتفت بتبرير وإنفعال فيما اخذت تلوح بيديها في الهواء: لا طبعا مقصدش كدا.. انا بس اتخضيت من قعدتك كدا قدامي مش اكتر
ضحك ادهم بخفة: طيب هدي اعصابك.. المهم كنت عايزك في موضوع
صر علي أسنانه سخطًا من أسلوبها معه، فهي اصبحت تشعل غضبه بسهوله، ليتمتم: بطلي تريقة وخليني اتكلم
قام أدهم من مكانه، مستقيما بطوله أمامها، وأصبحت عضلات صدره تتألق بلمعة من الضوء الخافت للغرفة أمام عينيها، واخذت هي تحسب فرق الطول بينهما.
نفضت عنها هذه الأفكار، وهي ترمش بعينيها وتعاتب نفسها على شرودها الكثير بتفاصيله، واخذت تستمع إلى ما كان يقوله بأعين متسعة من الذهول.
ادهم ببرود: خروجك بدون اذني في وقت الشغل ايا كان السبب دا غلط يا كارمن
خطت نحوه خطوتين، ووضعت يديها علي خصرها، وأجابت عليه بانفعال، بعد أن نجح بإشعال غضبها بإصراره على أنها كانت مخطئة: تاني.. تاني بتقول نفس الكلام.. هو كان ايه اللي حصل لما اتمشيت خطوتين وروحت اشوف صحبتي
تبخر غضب أدهم كله في هذه اللحظة عندما شعر بغيرتها عليه، وغمره الفرح لذلك حاول بمكر استغلال توترها العصبي في هذا الوقت لصالحه.
اجاب ادهم بهدوء: مين قال اني بكذبك..؟
كارمن بعبوس: مش دا كان كلامك الصبح !!
ادهم بنفى: لا مش عشان كدا..
ثم ابتسم بخبث مردفًا ببراءة مزيفة: وبعدين مالو لبس السكرتيرة ؟؟
تذكرت كارمن مظهرها المثير للإشمئزاز، وهي تجعد حاجبيها قائلة بإمتعاض: مقرف وشكلها علي بعضه اصلا مستفز.. ازاي دي سكرتيرة مكتب محترم مش عارفه؟
اتسعت ابتسامته، لتكشف صف اسنانه المتساوية ومتناسقه بجاذبية، قائلا بمكر: بالعكس دي كلها انوثة وفيها شوية امكانيات جامدة
فتحت فمها علي اخره، واتسعت عيناها بدهشة من كلماته الجريئة، وازداد سخطها فهو يتغزل بإمرأة أمامها بكل وقاحة كأنها هواء لا وجود لها.
هتفت فيه كارمن بإنفعال شديد: انت قليل الادب.. ايه الكلام الوضيع اللي انت بتقوله دا؟
اقترب منها خطوة قائلا بصوته الرخيم يتخلله المكر على عكس طبقة صوتها العالية: وفيها ايه لما اعبر عن اللي شوفته.. انتي ايه اللي مضايقك ؟
اجابت بغيظ: وانا هضايق ليه انت حر..
خطرت على بالها صورة الشخص الذي أنقذها هذا الصباح، وأرادت أن تستفز أدهم بنفس الطريقة التي استفزها بها، فوضعت يديها على جبينها، متظاهرة بالتفكير، قائلة بمكر أنثوي وتغير مجري الحديث تماما: انا تقريبا شوفت اسم مراد عزمي دا قبل كدا في الاخبار.. شكله بزنس مان مهم ومعروف وكمان وسيم جدا
رفع أدهم حاجبيه وتشنج جسده بعد سماعه اسم ذلك المقيت، وهو يتذكر نظراته إليها، ليقول بتهكم وهو يلمس انفه بتوتر: لا والله
مالت برأسها جانبا، ثم نظرت إليه ببراءة مصطنعة، وبالكاد أخفت ضحكتها بعد رؤية وجهه، الذي تغير بعد سماع سيرة مراد وقد توترت عضلات جسده، لتعلم أنها أصابت وتر حساس بداخله، وستجعله يحترق بنفس النار التي حرقها بها الآن، ثم أجابتx ببراءة وسخرية مبطنه تقصده بها: ايوه واضح عليه انه انسان مهذب وراقي اوي في معاملته مع الناس
كور أدهم قبضته في عصبية مقاطعا حديثها بصوت مرتفع، وهو علي وشك أن ينفجر فيها: كارمن
ابتلعت كارمن ريقها بصعوبة، حالما رأته يتقدم نحوها، وعلمت انها قد تمادت من بروز عروق رقبته، واحمرار وجهه من شدة الغضب.
تراجعت بخوف تلقائي للخلف، فإستمر في الاقتراب منها حتى توقفت عن التراجع عندما شعرت أنها اصطدمت بالجدار خلفها، واصبح هو أمامها مباشرة.
ارتجف جسدها من الارتباك، وبدأت تتحدث مع نفسها بتوتر داخلي: انا اتسرعت ولا ايه.. يخربيتي بقيت بقول كلام غبي وافكر بتفكير غريب في اوقات اغرب.. اتورطتي يا كارمن
استغل أدهم صمتها وسكونها ليحيطها بجسده ويداه على الجانبين.
نظرت في عينيه الداكنتين، مغمغمة بكلمات غير مترابطة: انت.. ليه.. واقف كدا.. هو في ايه !!
مال أدهم بجانب أذنيها وهو ينفث انفاسه الحارة علي عنقها بغضب، فحينما يشعر الرجل أن المرأة التي يحبها ترى شخصًا أخر أفضل منه وتمدحه ايضا، تجعله يكره رأيها ولا يريد أن يسمعه من الأساس، حيث أن الرجل الطبيعي يريد كل ما تتفوه به امرأته من مدح يكون موجه نحوه هو فقط، هذه هي أنانية الرجال المعروفة.
همس أدهم بفحيح غاضب، بينما رغمًا عنه مستمتع بهذا القرب الشديد منها: ابدا مفيش كل الحكاية ان مراتي بتتغزل في واحد تاني قدامي.. قوليلي المفروض اعمل فيها ايه ؟
أصبحت متوترة اكثر، وشعرت بالفراشات تطير في بطنها فأغمضت عينيها، ورائحة جسده المثيرة تقتحم أنفها وتسلبها عقلها.
كان هو ايضا يستنشق عطرها الرائع الذي كانت تضعه على رقبتها، تحفزه على التهامها فلم يعد بإمكانه التحكم في نفسه اكثر،
شعر بإستسلام جسدها بين يديه،: مش بتردي ليه.. اعمل فيكي ايه ؟
حاولت السيطرة علي ذاتها، واخذت تتنفس ببطء قائلة بخفوت وتلعثم: مش انا.. لا انت اللي بدأت الاول
نظر أدهم إليها بمكر، ورفع حاجبيه، قائلا بتساءل: بترديهالي يعني..!!
لا تدري كيف استطاعت ان تنطق بتلك الكلمات بثبات في مثل هذا الموقف، لتجيب بكبرياء الأنثي: محدش احسن من حد.. وممكن بقي تلبس هدومك وتخرج عشان انا عايزة انام
تغاضي هو نبرة التحدي في صوتها، ليهمس أدهم متظاهرا بالاستياء، وهو يحاول الاقتراب منها مرة أخرى: مش ملاحظة انك بقيتي تطرديني من اوضتي كتير
دفعته من صدره وكأنها تدفع الحائط، لتهمس بصوت مرتعش بسبب ضيق التنفس الذي تشعر به من اثارته لجسدها: اطلع برا يا ادهم
ابتسم ادهم علي توترها ليغمغم: ماشي هخرج بس بمزاجي
أمسك يدها بين يديه ورفعه إلى فمه، وقبّل راحة كفها من الداخل بدفء لدرجة أن قشعريرة لذيذة ركضت في جسدها بالكامل.
أنزلت عينيها بخجل منه ومن ضعفها أمامه، ثم أحست ببعده ودخوله الي غرفة الملابس، حيث تركها وحدها تتخبط في مشاعرها المضطربة بسببه.
تقدمت من السرير، وجلست على حافته لأن قدميها لم تعد قادرة على حملها اكثر من ذلك.
بعد لحظات رأته يخرج من الغرفة بسروال قطني فقط وهو عاري الصدر، ثم غادر الغرفة بهدوء، وكأنه لم يقترب منها منذ قليل وبعثر مشاعرها بلمسات خفيفة منه فقط.
ما الذي يريده بالضبط ؟
هل هذا تعذيب جسدي لها، أم أنه من فولاذ ؟
هي لا تعرف حقًا، لكنها ستريه من تكون كارمن المتمردة من الغد، همست لنفسها وهي تكاد تقطم اظافرها من القهر: ماشي يا دراكولا اما نشوف يا انا يا انت
نهاية الفصل الرابع والعشرون
الفصل السادس والعشرون ( خضوع للحب ) مزيج العشق