الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه جراح

روايه جراح

انت في الصفحة 2 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

ما حضرتك تخلص قهوتك هكون أنا عملت أجتماع لدكاترة المستشفي بس استفسار لو دكتور ليلي سألتني علي الشريك اللي بعتلوا نصيبي اقولها ايه و معلش سؤال كمان هو ليه حضرتك مش عايز تظهر قدامها دلوقتى!!
دكتور ليلي دكتور محمود عامل اجتماع عاجل في مكتبه 
اجتماع عاجل !! من أمتي محمود بيعمل اجتماعات من غير ما يقولي !
معرفش و الله يا دكتور هو بس بيقول لحضرتك تيجي بسرعة لأنه عايز يتكلم معاكي علي أنفراد قبل ما الدكاترة ما يجوا 
نهضت ليلي و دهشتها تزداد فهي و محمود شركاء في هذه المشفي منذ اربع سنوات 
دلفت الي مكتبه و هي تنظر إلي التوتر البادي علي ملامحه لتقول
خير مش مستريحالك !!
بصي يا ليلي انا عارف أنك مبتحبيش اللف و الدوران و عشان كدة أنا هاجي معاكي دغري أنا بيعت
نعم أنت أزاي تعمل حاجة زي كدة من ورايا 
يا ليلي أنا بقالي فترة قايلك أني برتب نفسي عشان إسافر لمراتي و اولادي في فرنسا و أستقر هناك و
أكيد كان لازم أبيع نصيبي
طيب ما انا قولتلك أني
أنا هشتري منك نصيبك 
يا ليلي أنتي مش هيفرق معاكي خصوصا أن أنا صلا نصيبي ٢ من المستشفي 
أنا جمعتكم النهاردة عشان أعرفكم ان النهاردة آخر يوم ليا في المستشفي هنا !!!
كان يتجول في مكانهما القديم التي كانت تفضله كثيرا باحثا بعينيه عنها بلهفةو شوق بعد غياب خمس سنوات و مازال وعدها له يتردد في أذنه
في نفس الوقت التي خرج فيه 
ربما كان يهيئ لها لكنها قالت بهدوء
ثواني يا مروان و هرجعلك
خرجت مهرولة علها تلحق هذا الطيف الذي رأته و بالفعل لم تكن مجرد تهيؤات لا تعرف كيف اجتازت
تنفس بعمق و هو يقول بلهجة جاهد لكي تكون ثابتة
هنا أزيك !
ك ك كويسة 
ما وحشتكش !!
اممم أكيد وحشتيني أنتي و طنط مرڤت و اخواتك كمان 
ليس هذا ما تريده منه أخذت عيناها تتجول ما بين مقلتيه العسليتان و هو واقف أمامها واضع يديه بجيبا بنطاله كجبل الجليد الذي لا يتحرك له ثابت
يوسف أنت مالك بتتكلم كدة ليه !!
انا ! بتكلم ازاي يعني عادي أظن كمان يا هنا أن هو دة كلامنا مع
بعض أصلا لا أكتر و لا أقل و عن يوسف الموضوع مش زي ما انت فاهمة ممكن تقعد عشان أفهمك 
قاطع حديثها قائلا
مفيش حاجة تتفهم يا هنا عن اذنك بقي لأن أنا كدة أتأخرت و ربنا يوفقك في حياتك 
تركها في صډمتها هذه و استقل سيارته و انطلق لتقف هي متأملة في محله الذي كان يقف فيه و دموعها تنساب علي وجنتيها بخفة كحبات من الألماس متدحرجة علي سطح مطلي بالذهب 
حتي لحظة ابتعادهما و انفصالهما شهد عليها 
انتفضت من محلها و عيناها متسعتان بخضة عندما فتح الباب و اصطدم بالحائط بقوة و هي تنظر لشقيقتها سارت حتي أصبحت أمامها مباشرة و هتفت ببرود أعتادت عليه خاصة عند معاملة كلا من فاطمة هنا 
أولا الطريقة اللي أنتي ډخلتي بيها دي طريقة الناس الھمجية بس يا بشمهندسة ثانيا لو اللي حصل دة أتكرر تاني يا هنا متزعليش مني
ثالثا بقي و دة الأهم ان انا معرفش أن فارس أصلا رجع من السفر و حتي لو أعرف
دة شيء ميهمنيش و مظنش كمان أنه يهمك 
لا يهمني كان لازم أعرف ان يوسف رجع 
رفعت حاجبها بسخرية و قالت
اها فهمت عشان تلحقي تبعدي عن شوية الصيع اللي انتي ماشية معاهم هو شافك معاهم و لا اية !
هتفت بصوت مرتفع و
نبرة تشوبها الڠضب
بطلي بقا برود شوية و متكدبيش لأني واثقة انك كنتي عارفة أن فارس رجع و مقولتليش 
و انا هكدب لية بقي هخاف منك مثلا بس احب اقولك اني فعلا اول مرة اعرف ان فارس رجع مصر منك دلوقتي و لو مش عايزة تصدقي فالحيطة قدامك اهي
ماشي يا ليلي بس خليكي فاكراها 
لقد عاد مرة أخري ترى هل عاد لها أم عاد لقضاء عمل له و يذهب مرة اخري 
و إن كان قد عاد لقضاء عمله فلم بعث لها بهذه الورود إذا !
أسئلة كثيرة تدور بذهنها و لم تجد مفر منها
كان جالس يتابع العمل علي الحاسوب الخاص به و هو ينظر إلي يوسف بطرف عينيه منتظر أن يتحدث بما فيه بدلا من جلوسه شارد هكذا لكنه لا يفعل حتي قال فارس 
مالك !
ترك فارس ما بيده و اتجه ليجلس أمامه مباشرة و هتف و هو يضع كفه علي كتفه
مقولتليش عملت أية النهاردة 
في أية بالظبط !
رفع فارس حاجبه بتعجب و قال
أنت مش روحت النهاردة عشان تقابل هنا عملت اية معاها !
تنهد يوسف بحسرة علي حبه الوحيد و قال بابتسامة سخرية
و لا حاجة معملتش و لا حاجة من الواضح انها بدأت حياة جديدة ربنا يوفقها 
قطب فارس حاجبيه بدهشة و قال
معرفش
!!
هتف بها يوسف و هو ينظر إلي اللا شيء لينظر
له فارس باستغراب و هو يقول
بقولك أية أنا مش فاهم منك حاجة هطلب كوبيتين قهوة و صحصح معايا كدة و احكيلي
دائما ما أكره الحكم و النصائح التي تكون من نوع
فالفترة التي عرفتك فيها كانت مليئة بالألم لتدخل أنت إلي حياتي و أظن أن الألم سينتهي و لكني كنت ساذجة حينما أعتقدت ذلك فقد كانت بداية جديدة لمرحلة أشد ألما 
أغلقت الدفتر الخاص بها بعدما أنتهت من كتابة تلك الكلمات التي تخرج بها الألم الكامن في قلبها 
تنهدت و هي ترجع ظهرها إلي الخلف لتعود أيضا بذاكرتها نحو الماضي
كانت تعيش فترة مؤلمة فالآن قد مر شهر علي ۏفاة والدها أقرب شخص لها في هذه الحياة مرشدها و معلمها فارقها الي الأبد 
أعتزلت العالم و صارت وحيدة لا تغادر غرفتها و هي تسبح في ذكرياتها مع والدها و تتحسر علي الايام التي لن تعد 
حين سمعت صوت باب غرفتها و هو يفتح لتدلف إليها شقيقتها ذات البطن المنتفخ و هي تجر قدميها و هي بالكاد تستطيع السير لتجلس أمامها و هي تتحدث بصوت متحشرج باك قائلة
رفعت نظرها نحوها و هي تنظر إلي حالتها التي يرثي لها و الحزن الذي أنهكها و لم تصدر أي تعليق 
عادت الأخيرة إلي البكاء و النحيب و هي تقول بصوت متقطع من وسط دموعها
طيب قولي أي حاجة طيب قولي حتي أنك بتكرهيني و مش بتحبيني !!
تنفست بعمق و هي تعصر عيناها بقوة في محاولة منها للتماسك لتقول بصوت منهك
أنا عمري ما هكرهك يا ليلي مفيش حد بيكره أخوه ما بالك بقي لو توأمه!!!
طيب ليه مش بتكلميني ليه بتعملي زيهم
أنا أنا بس لحد دلوقتي مش مصدقة أن بابا مش معانا 
لا يا ليلي دة عمره و مكتوبلة أنتي مش سبب أبدا في مۏته اوعي تقولي كدة تاني !!
لو مكنتش زعلته مكنش هيجيله القلب و مكنش ھيموت 
استغفري ربك دة قدر و مكتوب و محدش يقدر يغيره !!
بدأت
الحياة تسير و
هي الوحيدة التي مازالت قاطنة بمحلها لا تتحرك 
رجل ستيني يغلب علي شعره الخصلات البيضاء التي تعطيه وقار يذكرها بوالدها 
ازيك يا آنسة نور 
تمام
قالتها بصوت خفيض و
عيون زائغة

انت في الصفحة 2 من 59 صفحات