الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
ماسك سکينه كبيرة وقال مين فيكم هنا مسلم
الناس بصت للسکينه اللى مع الراجل ومحدش أتجرأ ينطق الا واحد بس هو اللى أتشجع وقال أنا مسلم
فالراجل أخده بره المسجد بعيد شويه عن الناس وقاله انا مسلم فى السر ومحدش يعرف وجبت خروف وعاوز أدبحه على الطريقه الاسلاميه بتعرف تدبح وتسلخ
فالراجل قاله أنا بعرف أدبح لكن مبعرفش اسلخ روح شوف حد تانى بيعرف يسلخ
الناس كلها بصت للسکينه اللى فى ايده وأترعبوا ومحدش نطق لكن شاوروا على الامام اللى كان بيصلى بيهم وقالوا ده مسلم
فالامام أتخض وقالهم فى ايه هو علشان صليت بيكم ركعتين خلاص بقيت مسلم !!
أنفجر والد عزة ضاحكا وبعد فتره من الضحك باغته عمرو مرة أخرى قائلا بلهفه
صعد والد عزة الى شقته أخيرا والابتسامه تعلو شفتيه
على أثر النكته التى ألقاها عليه عمرو منذ قليل جلس بين زوجته وبناته أمام التلفاز وهو يضرب كفا بكف ويقول
أما والله حاجه عجيبه
نظرت له زوجته باهتمام وابتسمت هى الاخرى لرؤيتها ابتسامته وقالت
خير يا ابو عبير هو ايه اللى عجيب
الټفت إليها بابتسامته وهو يستند بساعديه الى حواف مقعده ويقول
حانت منه ألتفافه إلى عزة التى اشاحت بوجهها سريعا ونهضت قائلة
طب أنا هدخل أنام بقى تصبحوا على خير
اقتربت عبير من والدها على المقعد المجاور له وهى تتسائل
هو كلمك تانى يا بابا
هم أن يجيبها ولكن والدتها قاطعته قائله
قالك اشتغل ولا لسه يا ابو عبير
يشتغل ولا ميشتغلش دى حاجه تخصه هو وانا مالى
ثم نهض واقفا وهو يقول
انا هدخل اريح شويه تصبحوا على خير
تبعته عبير بنظرها حتى دخل غرفته واغلق بابها خلفه فنهضت واقفة وهى تقول لوالدتها
ماما ممكن أدخل أتكلم مع بابا شويه لوحدنا
نظرت لها والدتها بدهشه قائلة
خير يا عبير فى ايه
بصى يا ماما أنا فاهمه كويس بابا رافض عمرو ليه وعمال يأجل فى موضوع عزة وأنا بصراحه محتاجه اتكلم معاه فى الحكايه دى مينفعش أسكت أكتر من كده
نهضت والدتها بموافقة منها لكلام ابنتها وهى تقول طب تعالى معايا
وضعت عبير يدها على كتف والدتها وقالت برجاء
معلش يا ماما خلينى اتكلم معاه لوحدى أنتى عارفه لما بيلاقى أكتر من حد بيتكلم فى نفس الموضوع بيقفل
طب خلاص اللى تشوفيه يابنتى خبطى عليه الاول بس براحه كده ليكون نام ولا حاجه
وقفت عبير امام غرفة والدها وطرقت الباب بخفه وقالت
بهدوء
بابا حضرتك نمت
أتاها صوته قائلا
أدخلى يا عبير
دخلت الغرفه وجدته يجلس على الاريكه بجوار النافذه فاتحا لمصحفه امامه ويقرأ فيه قليلا قبل النوم كما هى عادته دائما
نظر لها مبتسما بحنان وهو يقول
تعالى يا عبير
جلست بجواره على الاريكه وقالت برجاء
بابا أرجوك توافق على خطوبة عمرو وعزة
صمت برهة وقال بضيق
وياترى بقى مين اللى قالك تيجى تقوليلى كده أمك ولا عزة
ابتلعت ريقها وقالت بوجل
بابا انا عارفه حضرتك بتاجل الموضوع ده ليه
وصدقنى يا بابا انا الحكايه دى متفرقش معايا خالص بالعكس والله أنا أتمنى ان عزة تتخطب النهارده قبل بكره
وخفضت نظرها وقالت بخفوت لو سمحت يا بابا متخالنيش أحس أنى واقفه قدام سعادة اختى ومستقبلها
هتف مستنكرا ايه اللى بتقوليه ده يابنتى وأنتى عرفت منين ان سعادتها فى الجوازه دى
ابتسمت بمرارة وهى تقول يا بابا حضرتك طول عمرك بتشكر فى عمرو وزى ما حضرتك قلت من شويه انه عمال يلف زى النحله وبيزن عليك ليه بقى اكون انا السبب انى اضيع على اختى واحد بيحبها وكمان عارفين اخلاقه واهله وكل حاجه عنه
تذوقت مرارة ابتسامتها لاول مره وشعرت بها تغص حلقها فابتلعتها برضى وهى تقول
الحمد لله يا بابا انا عارفه ان كل شىء نصيب وانا هيجيلى نصيبى لحد عندى سواء دلوقتى ولا بعدين
لكن أنا عمرى ما هبقى سعيده ابدا وانا رابطه اختى جنبى كده وهى ذنبها ايه طيب
نظر لها والدها بمشاعر مختلطه بين الفخر والحزن وهو يقول
ونعم العقل والايمان يا بنتى أنا كنت بقول لامك عبير قاعده طول النهار تسمع فى شرايط وداخله وخارجه تحضر دروس فى المسجد ومكنش عاجبنى مكنتش أعرف أنك بتستفيدى بيها بالشكل ده ربنا يرضى عنك يابنتى
لمعت دموع الفرح فى عينيها وهى تقول بلهفه
يعنى حضرتك وافقت يا بابا
ابتسم وهو يربط على ساعدها قائلا
بينى وبينك أه وافقت
نهضت فى سعاده وهى تهتف بفرحه حقيقة
أنا هروح ابشر ماما
أحتضن فارس عمروبشدة وهو يقول بسعاده مازحا
مبروك يا عمرو أخيرا يا اخى هتدخل القفص برجليك
دفعه عمرو بخفه وهو يتكلم بشغف كعادته
بطلوا قر بقى دى يدوب أبوها وافق أنى اروح أتقدم رسمى
ثم فرك كفيه بتوتر بالغ قائلا
أنا ھموت من القلق يا فارسكل ما أتصور نفسى وأنا قاعد بتكلم معاها على أنى خطيبها بقى وكده
ياه أحساس جامد اوى ثم تابع بنبرة حائره
تفتكر هتوافق عليا يا فارس ولا أنت رأيك ايه
شعر فارس بالحيره وقال متسائلا
اللهأومال ابوها وافق على ايه اساسا
تناول عمرو بعض قطع الشيكولاته أمامه وهو يجلس الى مائدتهم الصغيرة وقال
وافق أنى أتقدم واقعد أتكلم معاهاماهو ده طلبها يا سيدى عاوزه تتكلم معايا الاول قبل ما تقول رأيها النهائى علشان تستخير
ومد يده مرة أخرى الى شبطة الشيكولاته ولكن فارس ضربه على يده قائلا
كفايه بقى دى لو مهرة عرفت أن حد أخد من الشيكولاته بتاعتها هتخرب الدنيا
خطڤ عمرو قطعة أخرى وهو يقول
خلاص يا عم اللى جابلك يخليلك أخر واحده بس ومتقولهاش ماشى أنا مش قدها يا فارس
ضحك فارس وهو يقول
طالما جبان كده يبقى متمدش ايدك على حاجتها أحسنلك
ثم اردف بأهتمام بس أنا خاېف من حاجه يا عمرو
عمرو وهو يبتلع قطع الشيكولاته بصعوبه
خاېف من ايه
مط فارس شفتيه وهو يقول
لو المقابله دى على اساسها عزة هتحدد هى هتوافق ولا لاء يبقى فى خوف كبير بصراحه اصلك هتفضحنا انا عارفك
لم يلحظ عمرو نبرة المزاح فى عبارة فارس فقال بجزع
ليه يا فارس طب قولى بسرعه اعمل ايه الله يخليك
أكمل فارس طريقته المصطنعه وهو يقول بص أنت تحاول تحاول يعنى تبقى مؤدب كده ومحترم وذوق وظريف وهادى وعاقل كده يعنى انا عارف أن موضوع هادى وعاقل ده صعب عليك بس معلش حاول
فرك عمرو راسه وهو يقول
هحاول
يلا يا عبير كل ده بتلمعوا الصالونكانت عبير منحنيه تزيل بعض أثار التراب فى غرفة الاستقبال
فأعتدلت وهى تجيب والدتها
خلاص يا ماما أنا خلصت أهو
أقبلت والدتهم مسرعه وهى تنهرهما قائلة
معقوله كده الناس زمانهم جايين ولسه مخلصتوش ونظرت الى عزة وقالت بعتاب
انتى كمان لسه مجهزتيش نفسك هايجوا يلقوكى بترابك كده
زفرت عزة بضيق وهى تهتف ساخطه
يا ماما يعنى اقطع نفسى يعنى وبعدين فى ايه ما الشقه نضيفه أهى
قالت والدتها وهى تدفعها للخارج
طب روحى يا فالحه جهزى نفسك بسرعه خلاص زمانهم جايين
خرجت عزة وهى تتمتم