الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

فارس اللى حصلك ده سببه حاجات كتير أوى ولو بصينا على الاسباب الدنيويه اللى أنت بصيت عليها وركزت كل تفكيرك فيها مش هنلاقيلها حل ابدا لان الفساد هيفضل موجود
عاوزين نبص لأسباب تانيه الاسباب الحقيقيه يا فارسأنت يا فارس عرفت الحړام والحلال ورغم كده تماديت فى الحړام وفضلت نزواتك ودنيتك على حساب أخرتك علشان كده التوفيق مبقاش حليفك وبعد عنك وأنت ربنا بيحبك أنه أبتلاك فى الدنيا علشان يفوقك وترجعله أحسن ما كان الحساب يجمع فى الاخره
وأنا مش هتكلم كتير أنا هقولك حديث النبى صلى الله عليه وسلم
و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه عارف معنى الكلام ده ايهمعناه انك ممكن يكون جاي للأنسان رزق من ربنا فى اى حاجه سواء بقى فلوس أولاد عريس عروسه شغل اى حاجه وييجى الانسان يرتكب ذنب ولا معصيه فيحرم من الرزق اللى كان جايله دهويقعد يقول ليه وعلشان ايه ويبص للأسباب الدنيويه وميخدش باله أنه ممكن يكون أتحرم منه لانه أرتكب معصيه تغضب ربه
عاد من شروده إلى أرض الواقع دفعة واحده عندما اصطدم بمهرة التى كانت تعبر بوابة بنايتهم وهى تبكى بشدة وتفرك عينيها
حاول أن يحدثها ولكنها أسرعت للداخل فى ڠضب لحق بها ووقف يسد الطريق أمامها وقال بأسف حقيقى
متزعليش بقى خلى قلبك أبيض ده أحنا أصحاب من زمان يعنى
صاحت وهى تبكى برضه مخصماك ومش هكلمك وانا قلبى مش بيضا
ضحك وهو يقول لاء انتى قلبك بيضا أنا عارف
جلس على أول درجة من السلم ليمنعها من العبور وأستند براسه على قبضته وقال
ولو مصلحتنيش هفضل زعلان على طولثم استدرك بمكر لكن لو صلحتينى هاجبلك هديه كان نفسك فيها من زمااااان اوى
قالت بلهفه وهى تمسح دموعها بكلتا يديها بجد هتجبلى العروسه اللى طالعه جديد اللى أسمها باربى
أومأ برأسه فى تأكيد وهو يقول ايييونبس أصبرى عليا يومين لما أقبض مرتبى
ضحكت بشدة وأخذت بيده فى سعاده وهى تتقافز يمنة ويسراهدأ حركتها وقال مستدركا
قوليلى بقى كنتى بتعيطى ليه!
مطت شفتاها وهى تقول بحزن كنت رايحه ألعب مع البنات فى الشارع اللى ورانا بس مرضيوش يلعبونى وقالولى أنتى أوزعه وصغيرة قعدت أحلفلهم أنى عندى 11سنه بس محدش صدقنى وقالولى أنتى كدابه أنتى عندك 7سنين
ونظرت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وهى تقول والله أنا مش كدابه يا فارس ومش بحب حد يقول عليا كدابه
حركت دموعها وطريقة بكاؤها أشجانه وقال فى عطف
بصى يا مهرة متروحيش تلعبى معاهم تانى ولما حد يضايقك تانى متعيطيش أبدا خليكى قويه اللى مش مصدقك عنه ما صدقك
أنهمرت دموعها وهى تستمع إليه ثم قالت وانا ذنبى ايه أنى شكلى أصغر منهم حتى صحابى فى المدرسه بيضحكوا عليا
لا يعلم فارس لماذا ذكرته بنفسه وبحاله تذكر كلماته مع الدكتور حمدى وهو يقول له
طب وانا ذنبى ايه أنى ساكن فى مكان زى ده وأن ماليش وسطه
شعر أنه لابد أن يعلمها درسا لا بل يريد أن يلقن نفسه هذا الدرس أولا نظر لها بجدية وقال
شوفى يا مهرة انتى أه شكلك اصغر من سنك لكن أنتى ذكيه جدا وكل الناس بتحبك وتقدرى تتفوقى وتبقى
اشطر منهم كلهم ولما تكبرى هتبقى أحسن منهم كلهم أن شاء الله لما تتفوقى عليهم بعقلك مش بشكلك ولابجسمك ذاكرى وأتشطرى وابذلى مجهود كبير وخلى المدرسين يعجبوا بيكى وبشطارتك ويحبوكى هتلاقى صحابك فى المدرسه هما اللى عاوزين يصاحبوكى ويلعبوا معاكى ويذاكروا معاكى كمان علشان يتعلموا منكأنتى تقدرى تغيرى مستقبلك بعقلك ومجهودك مش بطولك ولا بشكلك
نظر فى عينيها التى كانت تنظر له بأهتمام وأنصات وتحاول استيعاب جميع كلماته وقال
فهمتينى يا مهرة
حركت راسها موافقة ببراءه وهى تقول فهمت
شعر بأنتشاء شديد يغزو كل كيانه وكأنه رسم صورة ذهنية لعقله ووضع فيها كل ما يحب أن يضع كل فى مكانه تماما سيأخذ بالاسباب الدنيويه ويجتهد وفى نفس الوقت ستكون الاخرة هى غايته وليس الدنيا كما كان يفعل من قبل نعم هذا هو ما يريد أن يقوله لنفسهأبذل مجهود وأجعل الصبر حليفك والاخرة غايتك ولن يضيعك الله ابدا
جلست عبير بجوار أختها عزة وهى تتفحصها قائلة يعنى مردتيش يا عزة على كلام ماما
نظرت لها عزة فى توتر وهى تقول اقول ايه بس يا عبير اصلا بابا مش هيوافق
تدخلت والدتها قائله أختك بتسألك على رأيك مش على رأى ابوكى
فركت عزة كفيها فى توتر شديد وقالت بتلعثم
أنا اصلى اتفاجأت ومحتاجه وقت افكر يا ماما
أرتسمت علامات الڠضب على وجه والدتها وهى تهتف بها
تفكرى فى ايه هو عمرو غريب عاوزه تعرفى اخلاقه ولا مش عارفين أهله
أنكمشت عزة من ردة فعل والدتها الغاضب وأحمر وجهها ولاذت بالصمت فنهضت عبير وهى تقول لوالدتها
معلش يا ماما سيبيها دلوقتى من حقها تفكر برضه وبعدين الجواز ده لازم يكون فيه قبول فسيبيها تفكر براحتها
نهضت والدتهما فى تبرم وهى تتمتم بنات آخر زمن
أغلقت عبير باب غرفتهم واقتربت من أختها وجلست بجوارها وهى تضع ذراعها على كتفيها وقالت بحب
أنا حاسه بيكى يا عزةمتفتكريش أن محدش حاسس بيكى
تسللت دمعة خارج مقلتيها معلنة عن قلق وخوف واضح وهى تقول بخفوت
لا يا عبير مش اللى فى دماغك سبب ترددى
ابتسمت عبير وهى تمسح عبرتها بأناملها وقالت بحنان
مش مهم ايه السببالمهم اننا نعرف رأيك فى عمروطيب أنتى حاسه بقبول ناحيته
أبتعلت ريقها بصعوبه وقالت عادى يا عبير مش حاسه برفض ولا بقبول عادى يعنى أنا أصلا طول عمرى بتعامل مع عمرو على أنه أخويا مش أكتر فطبعا مش هكون بكره واحد بحسه زى أخويا وفى نفس الوقت مش بحبه
أبتسمت عبير وهى تقول طب ايه رأيك لو بابا وافق تدى لنفسك فرصه وتبدأى تعامليه بطريقه مختلفه ثم ضحكت وهى تتذكره وقالت
وبصراحه الطريقه المجنونه اللى طلبك بيها تخلينى متأكده أنه هيقدر يخليكى تحبيه وأستدركت وهى تقول
بصراحه يا عزة ده شكله بيحبك أوى ياريت تفكرى تانى وتدى نفسك فرصه وتديله هو كمان فرصته
لوحت عزة بيدها متبرمه وهى تقول بتكلمى كأن بابا وافق خلاص
شعرت عبير بمزيج مختلط من المشاعر وهى تقول
ملكيش دعوه ببابا بابا كان دايما يشكر فى عمرو وهو لو رفض يبقى مفيش غير سبب واحد وأنا ان شاء الله كفيله أنى اقنعه
هتفت عزة حانقه وهى تنهض واقفة أنتى مالك عاوزه تخلصى مني كده ليه يا عبير
وقفت عبير وهى تضع يدها فى خصرها وتنظر لها نظرة ذات معنى وتقول
أنا مش عاوزه أخلص منك ولا حاجه أنا عاوزاكى أنتى اللى تخلصى بقى
استدارت عزة بأرتباك وأعطتها ظهرها وهى تقول بتلعثم أخلص من ايه
وقفت قبالتها ونظرت لعينيها بعمق وهى تقول تخلصى من المشاعر السلبيه اللى كابسه على نفسك دىواللى مخلياكى مش عارفه راسك من رجلك ومأجله حياتك كلها بسببهاأنتى صحيح بقالك مدة طويله قريبه من ربنا وبطلتى حاجات كتير كنتى بتعمليها بس مع الاسف لسه محتفظه بالسلبيه دى جواكى ومفيش حاجه هتخرجك من الدوامه دى غير عمرو انا متأكده
رفعت عزة كتفيها وهى تنظر لعبير بدهشه قائلة
ومالك متأكده كده ليه
ضحكت عبير وقالت
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات