الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بغرامها متيم بقلمي فاطيمايوسف

رواية بغرامها متيم بقلمي فاطيمايوسف

انت في الصفحة 27 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

وتدلك جبينها أما هو فاق على تأوهاتها ثم آفاق الاثنين وكلاهما يمسح على شعره فقد نزع عنها حجابها كي تسطيع التنفس وعيناي كلاهما التقت في عيناي الآخر فنظرتها له تعني الذهول من الموقف ولم تدرك إلى الآن أنها منزوعة الحجاب أما هو تسهم إليها وهو ينظر إلى جمالها برغبة ويبتلع ريقه بصعوبة فقد كان تأوهها رقيقا جعله يتعمق النظر إليها 
أما هي سألته بلسان ثقيل وما زال الدوار يتملك منها 
أني ايه اللي جابني اهنه 
ثم شهقت وهي ترى خصلاتها هبطت على عينيها فمسحت على رأسها بتعجب وأكملت وهي تهدر به وعيناها تجول المكان تبحث عن حجابها 
إنت عملت ايه ياسافل فين حجابي ياللي ايدك عايزة تتقطع قبل ما تمد يدك وتكشف ستري 
لم يشعر بالضيق من سبابها له بل ابتسم بتسلية لشراستها وتمردها وسألها متأدبا 
تصدقي أنا دكتور وليا برستيجي ومحدش في الدنيا قدر يتكلم معايا بالطريقة دي غيرك بس ممكن نتفاهم بالراحة يادكتورة 
ما إن ناداها بلقب دكتورة حتى شعرت بالراحة غزت في جسدها وأحست بالأمان ثم تبدلت من نبرتها الشرسة إلى نبرة أكثر هدوءا وهي تسأله 
ممكن أعرف حوصل ايه وايه اللي جابني اهنه 
ثم تذكرت أمر هؤلاء الرجال الذين قامو برش ذاك المخدر عليها وهي تهتف پذعر 
وه ! افتكرت أنا كان في ناس رشو عليا مخدر وبعدين لقتني اهنه انت جبتني إزاي وليه ولا تكون انت اللي أجرتهم عليا علشان تخطفني 
ضحك بشدة لأول مرة في شبابه منذ أن فارقته أمه على طريقتها التي تتحدث بها وذعرها ثم تحدث من بين ضحكاته بنبرة سعيدة 
تصدقي انك مسلية موووت وطريقتك في الكلام حلوة قوووي من زمان مضحكتش قووي كدة لااااا ده من سنين ملهاش عدد يادكتورة 
سر قلبها لسعادته بل وخطڤتها ملامح وجهه المبتسمة ودق ذاك النابض بين أضلعها ولم تعرف مالسبب وراء كل تلك الدقات 
تسهمت نظراتها أمامه وعينيها سكنت عيناه وكالعادة ما إن استقرت عينيها داخل عينيه تشعر بذاك السحر الغريب العجيب الذي يجذبها لإطالة النظر بهما تتسهم وتدخل في تيهة المشاعر وتخبط الإحساس بالاحتياج داخلها بشعور غريب لم يوصف بعد وكأن عيناه أكبر لص تحت قبة السماء 
أما هو سكتت ضحكاته عندما رأى نظرتها المتسهمة تلك ولم يفسر معناها بعد فدق قلبه هو الآخر وللعجب أنه نفس شعورها معه هو
نفس ما يشعر به هو الآخر 
ثم حدثتها عيناه
أتعلمين ما العجز يا حبيبتي العجز أن أرى هذه العيون الجميلة ولا أستطيع تقبيلها 
وأجابته عيناها وهي تشعر بغرابة المشاعر داخلها 
عندما أنظر إلى عينيك تأخذني إلى عالم آخر عالم من الخيال لا كلام يحاكيه ولا اقتباس ينصفه 
ظل تائها في لون عينيها البنيتين وشعر فيهما بالدفئ والاحتواء والحنان شعر فيهم بأنهم يجذبانه لها دون إرادة منه أو مقاومة ثم اقترب بخطواته منها وهمس أمام عينيها
عيونك فيهم دفا غريب قووي محستش بيه من زمان هما إزاي جمال قوووي كدة بالرغم من إن لونهم منتشر 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة من كلماته التي خدرتها وغير
أنها مازالت تشعر بالدوار من أثر المخدر ثم تمتمت بخفوت بكلمات غير مرتبة لانها لم تستطيع لملمة اعصابها المشتتة بعد وقد ض رب الخۏف صدرها من سحر اقترابه ولم تستطيع السيطرة على حالها حينئذ 
هو انت بتبص لي اكده ليه اوعي تكون جايبني اهنه علشان تضحك على عقلي وتقول داي بنت خام وهعرف الفها بكلمة ونظرة وابتسامة 
مازال يشعر بالاختلاف والجمال في حديثهم فهي تختلف اختلافا كليا عن كل الحسناوات الذي قابلهن في حياته لا تشبه عيناها أي عيون ولا حديثها سمعته أذناه قبل ذلك بل فريد ساحر مملوء بالعزة التي تليق بك فريدة زمانك ما أجمل هاتين العينين البحريتين اللتين أهلكتا قلبي لشدة جمالهما!
ثم تحدث بحنو كي يطمئنها 
يعني لو عايز أضحك عليكي زي ما بتقولي هستني ساعتين لما تفوقي من الغيبوبة اللي كنتي فيها مثلا 
مانا كنت ممكن أعمل اللي أنا عايزه وانت غايبة عن وعيك ولا من شاف ولا من دري 
ثم سألها باندهاش 
هو انت ليه مصممة اني للدرجة دي أو اني ممكن أستغل ضعف ست قدامي وأجبرها على علاقة مش حباها وڠصب
عنها وحتى لو قدرت أسحبها بكلامي وأستغل ضعف مشاعرها مش هعملها أنا ماما الله يرحمها علمتني إن ابقي راقي ومستغلش قلوب الناس ولا ضعفها ولا أعمل حاجة تغضب ربنا أبدا علمتني قيم مش موجودة دلوقتي عند اغلب الشباب وانت بجد لما تعرفيني هتعرفي اني لا يمكن أعمل حاجة فيكي تخليكي تخافي مني أبدا 
كانت تستمع إليه باندهاش فهو في شخصيته تلك راقيا إلى أبعد الحدود فكيف لتلك الشخصية أن تفعل ما فعله بها !
أيعقل أن ذاك الانفصام يحول الشخص مائة وثمانون درجة !
لاحظ اندهشها من تسهم عينيها وفمها المفتوح ببلاهة ثم سألها
انت مالك مسهمة كدة ليه يابنتي هو أنا بقول حاجات غريبة ولا ايه بالظبط 
حمحمت بتوتر ثم خرجت من حالة الذهول وسألته 
طب أني جيت اهنه إزاي سألتك السؤال دي مېت مرة ومجاوبتنيش 
الټفت بوجهه للناحية الأخرى ثم مسح على شعره وهو يشعر بالاشمئزاز من أفعال أبيه التي حتما ستجعله يود الفتك به ثم نظر إليها مجيبا إياها
والله انا كنت جوه عربيتي بالصدفة وقت مرواحي و شفت من بعيد تلت رجالة رشوا عليك المخدر ومشيوا بالعربية وفي لحظة لفيت لهم من الطريق التاني واتعاملت معاهم 
ثم وجه أنظاره إلي ذراعه الملفوف مكملا شرحه لها 
آااه دي انت انت خدت على اكده عاد واستحليت الحوار دي بقي وبتقول دي هبلة ومش هيفرق لها 
عاد لنوبة ضحكاته مرة أخرى ثم هدأ وهو يرى تذمرها مرددا بصوت مصطنع لائم 
يعني هو ده اللي انت فهمتيه وركزتي فيه ومهمكيش اني اخدت طلقة في دراعي عشان خاطرك واني أنقذتك من اللي كانوا هيخطفوك ويحسروا قلب ابوكي عليكي ويعملوا فيكي البدع ده آخرة المعروف يادكتورة 
تقصدي ايه بكلامك ده هو أنا أذيتك في حاجة قبل كدة علشان تقولي كدة ولا انت بتلوميني علشان أنقذتك ولا كنت اسيبهم يخدوكي علشان مشلكيش ولا كنت دخلتك المستشفي وأنا شايلك بردو وساعتها بقي مش هنخلص وكل من هب ودب هيجيب سيرتك ولا انا وانت هنعرف نبرر واحنا داخلين على نص الليل وفي الصعيد كمان 
تدراكت خطأها في خلط شخصياته الاثنان الذي يحياهم ولامت حالها ثم اعتذرت له 
اني
متأسفة يادكتور بس اللي حصل لي دي ميصدقهوش عقل اني ليه حد يخطفني اصلا في حاجة اني مش فاهماها 
مش عارفة اني بالذات ليه بيحصل معاي اكده مع إني ماشية جمب الحيط ومش بعمل مشاكل مع حد وكافية خيري شړي 
اقترب منها ثم تحدث بهدوء وهو يجذب حجابها وناولها إياه مما جعلها تندهش من حركته تلك وشعرت برجفة في جسدها شعر بها هو الآخر من هزة يدها وهي تتناول منه الحجاب مما جعله هو الآخر اهتز جسده وهو يتأثر بحالتها تلك 
البسي حجابك الاول علشان شعرك الأحمر ده ميخلنيش أعمل حاجة مش عايز اتهور وأعملها ده أولا ثانيا بقي يادكتورة لازم تعرفي إن اقدار الله كلها خير ودايما ربنا هتلاقي ساتر اللي قريب منه قوووي ومهما كانت حجم المشكلة أو البلاء ربنا بيبعت معاه صبر وجبر هيخلوا الإنسان من حلاوة عطايا ربنا وهبته لينا بالخير كله هينسونا هموم الدنيا واللي جري لنا فحطي دايما في بالك إن ربنا بيجعل دايما مخرج للي بيتقيه 
ثم هتفت وهي تبدل نبرتها الهادئة المبتسمة الي أخرى شرسة جعلتها اندهش من تغير علامات وجهها مابين لحظة وأخرى 
طب ممكن بقي لما يوحصل لي حاجة تاني متجيش ناحية حجابي وتكشف ستري علشان داي حاجة بتخ نقني قووي وبتخليني قرفانة من نفسي يافارس 
دق قلبها لسماعه اسمه من بين شفاها بدون لقب دكتور ثم حرك رأسه للأمام بموافقة
حاضر يادكتورة مش هتتكرر تاني بس لما خلعته عنك علشان أثر المخدر ونفسك يضيق بس إن شاء الله مش هيحصل حاجة تاني 
بعد أن أنهى طمئنته لها قام من مكانه ودلف إلى المطبخ وقام بصنع كوبان من القهوة كي يفيقا من أثر المخدر 
ظلا يتحدثان كثيرا هو يفتح مواضيع عدة يتعرف بها على شخصيتها وظروفها وهي تسأله عن علاقته بأمه وحياته قبل ذلك وبالتقريب عرف كلاهما كل شئ عن حياة الآخر فهو قد حكى لها عن حياته المستقرة الآمنة ولم يذكر شيئا عن حياته المريرة التى عاشها وهي كانت خير منصت له واليوم بل وتلك الساعة بالتحديد ولد قلب الدكتورة فريدة على يد فارس الألفي بالحب الذي كبل مشاعرها الآن تجاهه 
مر كثيرا من الوقت وهم لم يملوا بعد من حديثهم مع بعضهم حتى أشرق الصباح وأعلنت الشمس عن طلوع يوم جديد يحمل بين طياته الكثير من أقدار الله لعباده فحملت حالها وغادرت المكان وتركت ذاك العاشق الثاني الذي يشعر بنفس مشاعرها تجاهه فقد نبض القلب المظلم وبالغرام أصبح بها متيم 
في منزل عماد الألفي حيث أتى إليه سيد وهو يرتعب من الخۏف مما سيبلغه به ولكنه مضطر والمضطر يركب الصعاب وهو ونصيبه 
دلف إليه وبالطبع أخذ موعدا معه فكان يجلس على أريكته وهو يرتدي الروب الخاص به من قماش الستان اللامع تحته إلا ذاك السروال الذي يصل لركبتيه وأمامه مشروب الكحول الذي يحتسيه ثم تحدث وهو يرتشف بتمزج من الكوب 
ها ياسيد جبتو البت الدكتورة اللي قلت لكم عليها 
زاغت عيناي ذاك السيد ثم تهته پخوف
ها اصللل  
ماتخلص ياسيد هو أنا فاضي لك  
جملة اعتراضية نطقها عماد بحدة ارعبت ذاك الواقف الذي نطق على الفور 
اصل الشباب حصل معاهم مشكلة بعد ما جابو البنت ودخلوها العربية وكل حاجة كانت ماشية تمام لحد فجأة طلع لهم فارس بيه ابن حضرتك في وشهم وض رب عليهم ڼار وتقريبا عرفهم من العربية بتاعتك ياباشا بس كان كان 
ابتلع ريقه برهبة ولم يستطيع الإكمال فهدر به عماد وهو يلقي بالكوب الزجاجي على المنضدة بحدة مما جعله يتهشم علي الفور مما دب الړعب في صدر سيد كثيرا 
أه وبعدين يابوز الفقر انت مانا عارف أنا مشغل معايا بهايم يغرقوا في شبر ماية 
ارتعش جسد سيد من عيني عماد الحمراء من الڠضب ثم ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وأكمل في دفعة واحدة وطبق الحكمة وقوع البلاء افضل من انتظاره 
وفارس بيه أخد طلقة في دراعه 
اتسعت مقلتاي عماد ثم قڈف المنضدة بما عليها فهو في غضبه غشيم للغاية ثم خطى الى سيد الذي وقف يتشهد الآن ومن رعبه أفلتت المياه من بين ركبتيه من هلعه ثم
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 63 صفحات