الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بغرامها متيم بقلمي فاطيمايوسف

رواية بغرامها متيم بقلمي فاطيمايوسف

انت في الصفحة 12 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

معها بذاك الع نف ثم تمتمت بنبرة أكثر هدوءا أمام أبيها 
يا بابا أني من حقي وقت ما أحس إني مش مرتاحة أبعد ودي حق عطهولي الشرع والقانون مبطلبش أني حاجة شينة لاسمح الله 
لساتك هتخربطي في الحديت يابت جملة استفهامية مغلفة بالاستنكار نطقها سلطان ثم عقبت عليها زينب 
يوبقى حقك لما الجدع يكون فيه حاجة تعيبه لاسمح الله لكن دي اسم الله عليه راجل وشهم وابن ناس والعيبة مهتطلعش منيه واصل يابت بطني 
ثم تابعت حديثها بنبرة تأكيدية حاسمة
أني واثقة انك انت اللي هتشيبي شعر الجدع دي من قوتك وجموديتك وراسك الناشفة داي 
هدر سلطان بها هو الآخر
الراس الناشفة والجمودية داي هك سرها لها وأربيها من أول وجديد 
واسترسل حديثه بنبرة جادة وهو يسألها 
عميلك ايه بقي علشان تنقمي عليه اكده احكي لي حكاويكي اللي شبه سحنتك حكم أنى عارف حكاوي بنتة اليومين دول 
ثم نظر إلى زينب قاصدا إياها هي الأخرى بتلقيحه 
ماهو التلفونات والنت والمخروب السوشال دي هياجي من وراه ايه غير إنه فتح عينيكم من العرى والفضايح اللي هتشوفوها 
رفعت زينب حاجبها بغيظ ولكنها فضلت الصمت الآن فهو في عز غضبه لن يرى أمامه أما رحمة اهتز داخلها خوفا من تساؤل أبيها ولم تعلم بما تجيبه فصمتت قليلا فزمزم أبيها بغيظ من صمتها ثم تمتمت بنبرة خاڤتة وهي تومئ رأسها للأسفل وتفوهت بكلمة واحدة فقط 
طلع خاېن 
خاېن كيف قفشتيه مع واحدة اياك يابت سلطان نطقتها زينب بنبرة استفهامية كائدة وهي تنظر إلى سلطان كأنها تردها له فلفح جلبابه پغضب من زوج الاثنتين الواقفتين أمامه وجعلاه ضاق ذرعا 
فأجابتها رحمة وهي تحرك رأسها بنفي 
له ماهر ميعملش اكده واصل 
اندهش كلتاهما ثم سألها سلطان وقد امتلأ الكيل زهقا منها 
أمال إيه يابت ماتنطقي وتخلصينا 
فركت يديها بتوتر ولم تعرف بما تجيبهم فلو قصت عليهم السبب الذي تريد الطلاق من أجله حتما سيق ذفها أبيها بتلك العصاة التي بيده ولكنهم لم يستطيعوا الشعور بالني ران التي تن هش داخلها غيرة على رجلها من تلك الأنثى الدخيلة عليهم وحتما سيرونه شهما بفعلته تلك فتحدثت بكلمات واهية كي تقنعهم بها فقط 
يابوي معدتش مرتاحة وحاسة اني اتسرعت في قرار الجواز مني ومن حقي اي وقت اني ما اقدرش اكمل ما اكملش مكبرين الموضوع ليه عاد 
نفخ سلطان بضيق من هرائها ثم اقترب منها وهو يشير بسبابته تحذيرا لها بنبرة لا تقبل النقاش ابدا 
طب شوفي بقى لو ما سبتكيش من الدلع والحوارات الفارغة بتاعه البنات اليومين دول لاني اللي هروح للجدع بنفسي وهقول له البت داي جامدة وقوية وعايزك توبقى حمش وياها 
يا اما هتقولي سبب يصدقه عقل 
يعني مد يده عليك 
شتمك 
قفشتيه مع واحدة في وضع لا سمح الله 
لكن غير اكده وهتقولي لي ما مرتاحاش وحديتك الماسخ دي الله الوكيل لو سمعت الكلام ده منيكي تاني له دفنك بيدي حية يا بت زينب وأخر كلام ما عندناش بنتة تطلق وهي مكتوب كتابها والخلق يجيبه سيرتها عمال على بطال ولاخر مره بحذرك يا رحمة تسيبك من الجمودية اللي فيكي داي وتحمدي ربنا إنه رزقك براجل حلال وولد ناس 
حركت زينب راسها بموافقه وهي تمط شفتها للامام واكملت على حديثه وهي تلكزها في كتفها 
دي كفاية انه هياخدك عارفة يعني ايه هياخدك يعني هياخد بلوة الله يعينه الجدع والله 
تركها كلتاهما بعد ان ع نفوها بشدة على ما تفوهت به فدقت اقدامها في الأرض غ ضبا من فشلها في محاولة وقوف والديها بجانبها وتخليصها من ذاك الخائڼ من وجهة نظرها ولم يتبقى لديه سوى عمران كي يقف جانبها ويقوم بتطليقها فهي رأسها يابس ولن تتراجع فقد خذلها وفضل عليها تلك الشمس وفضل أن يقف بجانبها مقابل أن تتشتت علاقتهم وهذا ما لا يقبله عقلها ولا قلبها ولم ولن تستسلم مهما طال الوقت 
ثم صعدت الى غرفتها وخلعت ملابسها وامسكت هاتفها وقررت ان تدون على صفحتها تلك الكلمات التي بالتأكيد ستجعله يجن فتلك الرحمة لن يستطيع احد الوصول الى عقلها مهما كان ماهرا فهي تعلم انه حين يرى تلك الكلمات حتما سيود فتكها حتى يتخلص من تيبس راسها الذي اوجع قلبه فدونت على صفحتها 
الشخص الذي كنت أخشى عليه ألم شوكة 
سمعت صليل سيفه يتدفق إلى قلبي 
ثم ألقت الهاتف ودلفت الى الحمام كي تنعم بحمام دافئ يجعل داخلها الثائر يهدأ قليلا 
تجلس على مكتبها وكل تركيزها على الأوراق التي بيدها وتحاول إعادة ترتيبها بنظام اعتادت عليه فهي دوما تحبذ النظام وتعشقه أما هو دلف بطلته المرحة وقدميه تسابق الريح بخطواتها كي يراها وينعم قلبه برؤية ملامحها وتتشبع عيناه بكتلة الجمال والنور الذي يشع من وجهها فقد عشق ملامحها رقتها هدوئها
حتى حزنها البائن على معالم وجهها عشقه هو الآخر وأصبح يتمنى لو كان جزءا من ماضيها فيكن لها نصل الشفاء من الألم يكن لها صدرا حنونا ترمي هموم الدنيا بداخله ولا يزهق أبدا 
شملها بنظرة هائمة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها بردائها الأحمر ونظارتها ذو السلاسل المتصلة بأذنها أعطتها بهاءا من الأناقة لايليق إلا بها أما هي لم تشعر بوجوده نظرا لانهماكها في العمل بتركيز شديد فهي قد وجدت في العمل ملاذا حقيقيا لم تجده في اي شئ حولها 
أما هو نطق لسانه وهو ينظر لها بوله 
لقد وجدته أخيرا 
رفعت أنظارها إليه وهي تردد باندهاش 
هو ايه ده يافندم اللي وجدته في حاجة ضايعة منك 
أجابها بعبث وهو ينظر إلى السقف وملامح وجهه تدل على مشاغبتها 
المصباح الذي أنار حياتي 
رفعت حاجبها هاتفة بنبرة استنكارية وهي فهمت معنى نظراته 
والله يافندم! 
وأكملت بنفس مشاغبته 
طب حاسب لايزغلل عنيك من كتر نوره 
اقترب منها وأسند بكلتا يديه أمامها قائلا بثقة
متقلقيش علي عيوني دول يدوبوا الحجر ويخلوه يلين وخليكي شاهدة علي كلامي بس 
توترت من اقترابه وحصاره لها فمنذ أن وطئت قدماها ذاك المكتب من أول لحظة وهي ترى نظراته الغريبة لها وكأنه يعرفها منذ أعوام وأن تلك المقابلة ليست الثانية بينهما 
بين الحين والآخر تلمحه بطرف عينها منتبها بتركيزه معها مما أشعرها بالغرابة تجاهه من عدم فهم تلك النظرات 
استمعت إلى كلماته الأخيرة ثم رددت بنفس طريقته العابثة بسبب عدم فهم مغزى كلماته
هو في ايه يامتر عاد ! حاسة إن عينيك مشيفاش غير مصباح واحد مع إن الدنيا مليانة مصابيح بالكوم وكلهم بالألوان دلوك متعرفش تختار ايه ولا ايه 
انتصب بوقفته وأجابها وعيناه تدور بالمكان ولسانه يتحدث بثقة اخت رقت حصونها 
له أصل عيني مبتحبش أي ألوان اكده وخلاص له فيه مصابيح بتنور لوحدها اكده ويا سلام بقى لو النور قطع تلاقي ضوء الشمس خلاهم نوروا تاني 
نظرت إلى الأوراق التي أمامها وبدأت بسرد المواعيد المحددة له في ذاك اليوم كي تهرب من الحوار بتلك الطريقة معه فهي ليس لديها أي استعداد لمجاراته 
حضرتك عنديك معاد مع مدير شركة المواد الغذائية الساعة اتنين وبعدها معاد البشمهندس جمال تحب أزود مواعيد النهاردة ولا أستكفى بإكده 
رأى تهربها من الحوار معه فاحترم ذلك فهو يحبذ التعامل بهدوء دون تسرع فهو قد مر بتجربتين مريرتين له ولكن خسارة تلك المها بالنسبة له لم يتحملها فهو قد حلم بلقاها من مجرد صورة فقط رآها وما إن رآها وسمع صوتها وطريقتها الرقيقة وتجسدت أمامه صوتا وصورة حقيقة وقع قلبه في سحر عينيها ثم تحمحم قائلا وهو ينظر إلى ساعته 
أمممم له كفاية اكده علشان عندي معاد برة النهاردة وعندي كمان مرافعة مهمة بكرة إن شاء الله وعايز أراجع القضية كويس جدا 
وأكمل بجدية وهو يحمل حقيبته ويدلف إلى مكتبه 
ابعتي لي القهوة بتاعتي وياريت تكون سادة من غير سكر خالص لأني عايز أبطله خالص وبالتحديد مع القهوة 
حركت رأسها بموافقة ثم تحرك من أمامها ودلف إلى مكتبه أما هي طلبت له القهوة كما يريدها ثم رجعت إلى عملها مرة أخرى تتابعه بجدية ونشاط ونسيت كل الحوار الذي حدث بينهم الآن فقد فهمت ماذا تفعل بكل سهولة ولم تشعر بصعوبة العمل معهم كما ان منة الله تتعامل معها وكأنهم يعرفون بعضهن منذ سنوات وليس بضعه أيام فشعرت مها بأنها اخذت على الجو بسرعة من مجرد يومين فقط 
اما هو فور ان تركها دلف الى المكتب وهو يلتقط انفاسه من شعوره بالاكتفاء بإحساس القرب اللذيذ منها وهو يتحدث معها مجرد كلمات فقط جعلته تمام فور دخوله المكتب 
ايه ياشيخة واخدة الجمال اللي في الدنيا كله لحالك اكده كتير علي والله 
ثم هدأ من مشاعره الثائرة داخله وبدأ الإندماج في جو العمل كي يتناسى وجودها قليلا وبعد مرور عشرة دقائق دلفت اليه بالقهوة التي طلبها وهي تقدمها له بكل هدوء مصاحب للإحترام 
اتفضل يا فندم قهوتك في اي طلب تطلبه تاني أجيبه 
اخذه منها ثم قربه من أنفه وبدأ باستنشاقه أمامها ثم ردد عابسا مما أخجلها 
تعرفي مختلفة خالص عن كل مرة وكانها معمولة مخصوص عشان تكيف الدماغ ما عرفش اشمعنا المرة دي بالذات 
اندهشت من طريقة حديثه ثم سألته وهي لم تفهم مغزى كلامه 
مش عارفه حاسة ان طريقة كلامك اكترها ألغاز ممكن افهم معنى كلامك يا متر 
ابتسم لعدم فهمها ثم ارتشف من قهوته بتلذذ واجابها وهو يشير باصابعه على فنجان القهوة الذي وضعه امامه 
ما انت ركزي كويس معايا ومع كلامي وانت هتفهمي مقصدي اني بتكلم عن القهوة 
رفعت حاجبها لذاك الماكر والتي بدات للتو فهمه ثم حركت راسها للامام وهتفت بطاعة كي لا تدخل في حوارات لا تستطيع مجابهته بها الآن 
تمام يا فندم هاخد بالي بعد اكده عن إذنك 
ابتسم لها بملامح هادئة ثم اذن لها وبدا بارتشاف قهوته بتلذذ لشعوره ان تلك اليدين
الناعمتين لمستها فقط 
ولكن ماذا بك ايها الجاسر 
اهدا يا رجل واعط لقلبك فرصة التأني ولا تتعجل فتلك المها وما وراءها لن يسرك ابدا 
فى هدوء الليل والسكون الذى نأوى اليه كل ليلة يتجمع ما بنا من أحزان وآلام موجعة وصرخات دموع وذكريات مؤلمة نتمنى أن نتناسى تلك الأحزان ونبحر سويا الى
عالم الحب والطمأنينة فقد سئمت قلوبنا عڈاب اليأس والاستسلام فالليل هو قلب وروح ودمعة 
فالليل مرآة تقلب فيها ناظريك لعلك
تجد نفسك على صفحتها كما خلقك الله إنسانا ضعيفا محتاجا إليه 
يجلس ذاك الفارس في شرفته وهو يستند على كرسيه الهزاز وبيده ذاك الحساء من
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 63 صفحات