جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
جوازه ابريل ج2 نورهان محسن
عندما أجابها بالنفي ابدا مفيش .. هو حصل حاجة ولا ايه!
أخبرته وسام بتفسير يتخلله التعجب كلموني السيكيورتي .. بيقولو ان مني طلبت اوبر و جه اخدها علي البيت
لمعت عيون عز بريق غريب عندما سمع اسمها فتابعت وسام بعدم فهم هو ايه الحكاية مالها مني تعبانة ولا ايه
أبعد حدقتاه عنها مبتلعا لعابه ثم أجابها مختصرا لا مش تعبانة
تنهد عز بحرارة تناقض برودة نظراته معلنا لها بلسان ثقيل انا و مني .. اطلقنا
امتلأت عيون وسام بالصدمة والفزع وقبل أن تتمكن من التعليق على الأمر سمعوا أصوات ضجيج مفاجئ يجتاح المكان.
عند باسم
دون أن يعبأ لأحد كان يسير بسرعة بخطوات تشبه الركض وهي بين يديه مما جعل هذا المشهد يلفت أنظار جميع الضيوف الذين حدقوا به في البداية بتعجب ثم تبادلوا التهمس بالعديد من الأسئلة الفضولية
_تقريبا مغمي عليها
_أطلبوا الاسعاف
_شكلها انحسدت من عين الناس!!
_ابريل!
_يمكن ضغطها وطي
ركض أفراد العائلتين للحاق بالذى يركض إلى داخل البهو الفسيح يريد الخروج من الفيلا.
_هالة
همس باسم باسمها بين أنفاسه اللاهثة حالما وصلت إليه ووقفت أمامه لتنظر دون فهم إلى الجسد الصغير المستقر على صدر أخيها ووجهها شاحب كشحوت المۏتى فسألته بقلق في ايه مالها ايه اللي جري يا باسم
هزت هالة رأسها متفهمة وأشارت له بوضعها على الأريكة الطويلة وتحدثت على الفور حطها هنا خليني اشوفها
تشدق باسم مستفسرا بنبرة حادة مليئة بالقلق لا شعوريا هي هتبقي كويسة يا هالة مش كدا .. هتعيش جاوبيني
سارع يوسف بالقول بينما ينحنى فوق روؤسهم ابريل عندها الربو ممكن يبقي الدوا بتاعها في شنطتها
أومأ باسم برأسه تأكيدا بمجرد أن تذكر أنها وضعتها داخل حقيبة يدها فأسرع بفتحها وبحث عشوائيا عن البخاخة حتى أمسكها بكفه وأخرجها وأعطاها لأخته وهو يتمتم بأمل اهو بسرعة يا هالة
تجعدت ملامح باسم پألم من تلك النخزة التي أصابت قلبه وهو ينظر إليها على أمل أن تستيقظ لكنها لم تبد أي استجابة بعد استنشاق الدواء فقط جسدها كان ساكنا بلا حراك وهكذا أخبرتهم هالة بوجل مابتستجيبش للعلاج .. شكل أعراض النوبة شديدة .. لازم تتنقل للطوارئ في اسرع وقت عشان كدا خطړ علي حياتها يا جماعة
تكلم صلاح بصوته الأجش وهو يربت على كتف فهمي مؤزرا له اطمن يا فهمي .. هتبقي كويسة .. انا هطلب الاسعاف حالا
_انا مش هستني الاسعاف هاخدها علي اقرب مستشفي
رفض باسم إقتراح والده بعزم وهو يحملها بين ذراعيه ووقف على قدميه وهو ينظر إليهم قبل أن يشير برأسه إلى خالد الذي فهم معنى إشارته وهو يرآه يستدير بها مهرولا للخارج دون إنتظار سماع أي حديث منهم بينما ركض خالد خلفه لينظر يوسف إلى والديه بعيون تلتمع باللوم ثم أطلق العنان لقدميه ورائهم فتبعوه جميعا.
فى الخارج
ركض خالد بسرعة إلى سيارته وجلس فيها حتى يتولى مهمة القيادة فلن يتمكن باسم من فعل ذلك وهو في تلك الحالة المزرية بينما كان يضع جسدها في المقعد الخلفي قبل أن يهم بالجلوس بجانبها لكنه فوجئ بيد تستقر على كتفه فأدار رأسه ليرى يوسف واقفا أمامه قائلا من بين أنفاسه اللاهثة انا هركب جنبها
أومأ باسم له برأسه بالموافقة بصمت ثم صعد بجانب خالد الذي أدار السيارة وانطلق مسرعا حانت من باسم نظرة أخيرة عليه.
عند أحمد
وقف أحمد متكئا على الحائط بجوار باب الحمام ورفع أطراف أصابعه وهو يمررها عبر خصلات شعره المبللة بعصبية بينما وضعت اليد الأخرى الهاتف على أذنه ليزفر بخيبة أمل عندما وجد هاتفها لا يزال مغلقا ليعتدل فى وقفته ثم واصل سيره إلى الغرفة مرة أخرى مرتديا ملابسه الداخلية فقط.
ضغطت نادية على جفنيها بقوة متظاهرة بالنوم والقهر يتشعب في قلبها وروحها وهي تستمع إلى حفيف قدميه بخفة بمجرد دخوله الغرفة قبل أن يرقد بجانبها على حافة السرير.
كلاهما كانا غارقين في صمت قاټل.
هي محپوسة في زنزانة صمته يتركها تتلاعب بعقلها الهواجس والظنون تسحق قلبها النازف من الألم بقلة حيلة ولايبالى بها.
وعلى غرار الذاكرة عاش لحظة فرح مليئة بالعشق وظل متمسكا بها بشدة مما جعله يفقد طعم أي سعادة بعد ذلك.
استدار أحمد برقبته نحوها يلقي نظرة عليها قبل أن تلتصق نظراته بالسقف في شرود عميق وهو يستحضر صورتها المحفورة بدقة في ذهنه ولقد أصبح النوم صعبا عليه بسبب نبضات قلبه السريعة التي تعج برياح الفرح والشوق المچنون لها.
كم يشتاق إلى النظر داخل عينيها الفيروزيتين إلى حد الڠرق فيهما ويمنى نفسه أنه سيقابلها غدا وعندما وصل إلى هذه الفكرة لاحت على فمه ابتسامة وعليها أكوام من الياسمين الأبيض دليلا على بهجته ولوعته.
بقي على هذا الحال عدة دقائق طيفها يتحرش بذاكرته فهي التفاحة التي وسوس لها عمره وحينما مد يده ينوي قطفها حرمت نفسها عليه فأصبحت أغوار الفيروز هى هوسه.
بعد مرور فترة وجيزة
فى إحدى أورقة المستشفى
يسود صوت الفوضى في الردهة المزدحمة بأفراد عائلة صلاح وفهمي فيما التوتر يسيطر على الجميع وهم ينتظرون خروج أحد الأطباء أو الممرضات للاطمئنان عليها.
الندم وتأنيب الضمير والاستخفاف وجلد الذات واللامبالاة وشعور بالعجز والحزن والشماتة كل هذه المشاعر المتضاربة بين الحقيقي والمزيف تظهر على وجوههم.
يجلس باسم بجمود ظاهرى لكن كل خلية فيه كانت ترتعش إما من الخۏف أو من الترقب أو من كليهما لما هو آت.
أغمض عينيه من الإرهاق لتتجسد في ذهنه صورة وجهها الرقيق الشاحب للغاية وهي مستلقية بضعف على السرير المتحرك أثناء دخولها غرفة الفحص للعناية العاجلة.
شعر باسم پألم حاد في حلقه الجاف لا يستطيع الهروب من الشعور بالذنب والخۏف عليها الذي يملأ كيانه وأكثر ما يخشاه هو أن يصدم قريبا بخبر كارثي.
عض باسم شفتيه من الداخل وهو يهز رأسه رافضا الخوض في دوامة ظنونه السوداء.
رفعت سلمى رأسها محدقة إلى الأمام وهي تجلس بجانب زوجها لتتحدث بحرج متكلف مكنش في داعي تيجوا يا جماعة وتسيبوا ضيوفكم
تجلى التعاطف على وجه وسام معتقدة أنها تقول ذلك من منطلق حزنها على الفتاة لذا ردت بدهشة متأثرة ايه اللي بتقوليه دا يا سلمي مش وقت الكلام دا .. المهم ربنا يطمنا عليها وتقوم بالسلامة يارب
ردد الجميع ورائها بتضرع يارب
_انا اسفة معلش هرد و جاية علي طول
قالت هالة ذلك بحرج حالما رن هاتفها.
عند هالة
تردد صوت النغمة في الرواق بعد أن ابتعدت قليلا عن الجميع وخفضت نظرها إلى الشاشة ثم ضغطت على زر الرد قائلة بنبرة مقتضبة ايوه
وصل إليها صوت ياسر على الفور ممتزج بأصوات الريح حبيبتي .. انا اسف جدا عشان ماقدرتش اروح معاكم .. في جديد طمنيني
أجابته هالة بحزن لسه في الطوارئ والدكاترة معها دلوقتي
استطرد ياسر بصوت أجش حنون تمام يا قلبي .. شوفي انا قربت بيت يارا .. مسافة الطريق وهكون عندك
استمعت هالة عبر الهاتف إلى صوت مشغل راديو السيارة ثم الضحكة الأنثوية ليارا وقبل أن تتحدث بنبرة مليئة بالدلال الاغنية اللي احنا الاتنين بنحبها يا ياسوري
تجمدت الكلمات على شفتيها لمدة ثانيتين ثم قالت بنبرة منخفضة ولكن مفعمة بحدة كملو سهرتكم واتبسطوا .. مافيش داعي لمجيتك خالص
_هالة است...
أغلقت هالة الخط پغضب من هذه التصرفات الإستفزازية قبل أن يتمكن من إكمال جملته.
زمت شفتيها بسخط من هذه المهزلة التي يجب اتخاذ قرار حازم فيها في أسرع وقت ممكن فأما يضع لهذه المرأة حدودا تلتزم فيها بالصداقة المعقولة أو تنفصل هى عنه تماما ويكفيها أن تكون متحاملة على نفسها عليها أن تبدى كرامتها المتضررة على أيا ما كان ويذهب حب إنسان فى سبيل المحافظة على راحة بالها.
فى ذات الوقت
فى قاعة الإنتظار
لم يطرأ أي تغيير على ملامح باسم الجامدة وما زال جالسا على الكرسي وعيناه مركزتان على باب غرفة الفحص ونبضات قلبه القلقة تتزلزل بين ضلوعه وكأنها مطارق عملاقة ټضرب جدران صدره بقسۏة.
يقسم أنه لا يبالى بها لكنه في نفس الوقت على استعداد تام لتقديم أي ثمن تطلبه منه حتى تتعافى لينقشع عنه الشعور بالألم والذنب الكامن في ثنايا روحه.
بينما يوسف يتحرك ذهابا وإيابا في القاعة وعقله يعج بالقلق عليها لم يتوقف عن توبيخ نفسه على خذلانها لأنه كان له يد في ما حدث لها فيكفي أنه كان يعلم أنهم يخدعوها وأخرسه الخۏف من والدته.
أما خالد فيقف وذراعيه مطويتين على صدره وبينهم سترته الزيتونية التى نزعها منذ وقت ليبقى فقط بالقميص وهو ينظر إلى لميس التي تجلس على الجانب الآخر ووجهها قابع بين كفيها تراقب بصمت المهزلة التي أمامها حيث يجلس عمها الوفي مجاورا لزوجته المخدوعة ويشبك أصابعه مع إصابعها بطريقة دافئة لو لم تكن قد رأت الدليل على خيانته هذه الليلة لما صدقت يوما ما أنه خائڼ بتاتا.
تحول نظر لميس إلى الجانب الآخر حيث تجلس دعاء تشبك أصابعها معا وتنقر بكعب حذائها على الأرض دليل على توتر أعصابها أو ربما تنهشها الغيرة الحاړقة وبجانبها يجلس عز بعقل شارد بشأن ما حدث معه اليوم.
زفرة حاړقة صدرت عنها من فظاعة الخېانة المنغمسين فيها لكن بهدوء حتى لا تلفت الأنظار ولم تنتبه لنظرات ذلك الرقيب المتيم لكل ردود أفعالها بسبب تشتت أفكارها تشعر أنها مصډومة ومشلوله من التعبير لكنها تكافح من أجل التظاهر بالتماسك أمام أفراد أسرتها لكن الأمر صعب عليها للغاية.
تصاعد سؤال يوسف بقلق بالغ هما اتأخروا كدا ليه جوا بيعملو ايه دا كله يعني!!
تولت لميس الإجابة بصوتها الهادئ مع القليل من البحة
معلش الفحوصات اللي بيعملوها بتاخد