عيون الصقر
عيون الصقر
اللي انكسر في نفوسكم من والدته هقوم اجيبلك لقمة تاكليها بدال ما انتي بقيتي لحم علي عضم كده خليكي تردي في عز ابوكي المقهور عشانك بره ده
طمنيه عليا يا ماما أنا هبقي كويسة ماتقلقيش
ربنا يحفظك ويجمعك بجوزك وبناتك على خير ياحبيبتي
تنهدت بحزن وألم ربنا يعمل الخير
ثلاثة أيام وهو يحاول أن يمحوا ما عاشوه صغاره ويحتويهم ويعوضهم غياب والدتهم وبالوقت ذاته يعطيها مساحة لتهدأ أغدق عليهم بالهدايا والملابس والحلوي وكل ما يشتهونه ومع هذا فشل برؤية السعادة على وجوههم حتي هو لم يشعر بأية بهجة تائه بين أفكاره غارق بذهوله مما حدث
شقت قلبه نصفين بخنجر غدر تالم جعلته يعيد حسابات لم يكن يتخيل أن ينظر إليها يوما جعلته يخجل وهو يتذكر برود زوجته الذي أخفي حمما فائرة من الڠضب المكبوت داخلها هل سقط من نظرها گ رجل
وكم يذبح رجولته الخاطر
لكنه لم يكن يعلم
لم تخبره بشيء
ليتها فعلت
ما كان ترك الأمور تنحدر بهم هذا المنحدر البائس
أما الأخرى تجنبته تماما لكنها بنفس الوقت تختنق كأنها مقبورة وتنتظر لحظة مواجهته بړعب گأنه حساب الملكين
هل سيلتمس
لها عدرا فيما فعلت
ليطرح سؤال أخر داخلها بقوة
من تخدع!
هل بالأساس لها عذر
هل لو أخبرته أنها فقط أرادت مساعده شقيقه لبضعة أشهر وبعدها تلتزم بما يرسله لزوجته دون أخذ مليم واحد
سيجد لمبررها سببا منطقي ويهدأ
أم ستظل مشوهة في نظره
ماذا تفعل لترمم صورتها المشروخة بعينه
ماذا تفعل
بخضم شرودها قرب باب شقتها المنفرج قليلا وجدته يصعد الدرج مع بناته فصاحت وهي تدعوهم للدخول بحنان وحفاوة تعجبها الصغار ونفروا منها أهلا يا حبايب تيتة تعالوا ادخلوا وحشتوني اوي
أعرضوا عنها متشبثين بأبيهم الذي حزن لرؤية هذا النفور منهن لوالدته فربت على رؤسهم وقال أطلعوا البيت ياحبايبي وانا هحصلكم بعد شوية ثم مد المفتاح لأكبرهم هتعرفي تفتحي الباب لوحدك يا أبرار
ظل صامتا يحاصرها ينظراته العاتبة ورغم كل ما فعلت أشفق عليها أن تبدو أمامه بهذا الخزي فقال وبكلماته رسائل مبطنة بناتي شبعانين يا أمي مش محتاجين حاجة من حد ولا هيحتاجوا طول منا على وش الدنيا
عاد ينظر لها قائلا عايزة تقولي ايه يا امي هتقدري تقنعيني بسبب يخليكي تحرمي بناتي من خيري وتذلي مراتي وتكسريني وتصغريني قصادها
ياريت تقدري تقنعيني بكلامك زي كل مرة
ياريتك تقدري يمكن ساعتها ارتاح
ظلت ناكسة الرأس لا تجد ما تتفوه به لتدعم موقفها فرفع وجهها إليه ليقول بنبرة ضخمت تأنيب ضميرها أنا عمري رديتلك طلب أو أمر
ليه يا أمي قابلتي بري ليكي وحبي بعقوق وظلم لأحب الناس لقلبي هو سهل عليا بناتي يجروا بعيد عنك ومايترموش في حضنك ليه بعدتيهم عنك
ليه عملتي فيهم وفي أمهم كل ده
اڼهارت باكية بدموع تتسابق بين تجاعيد وجهها أنا كنت عايزة اساعد اخوك وائل عشان يتجوز قلت كام شهر بس أوفر
من شهرية عيالك وادفع جمعية اساعده بيها وبعدها خلاص مش هاخد منهم مليم تاني وقلت امها كل زيارة بتملى تلاجتها أشكال وألوان ومش هيفرق معاها الأكل ولبسهم كله جديد وغالي ومحدش شافوا هيجري ايه لو عيدوا به السنادي الشيطان سهل قصادي كل حاجة عشان احط قرش على التاني واساعد أخوك يتجوز
وامتي اخواتي احتاجوني وقصرت معاهم
اتكسفت اطلب منك تاني لأنك كنت لسه باعتله مبلغ كبير يوضب شقته بس للأسف راح تاجر بيه في شوية هدوم اتحرقوا وخسر الفلوس قلت مش هقدر اطلب منك تبعتله تاتي
مقدرتيش تطلبي فلوس بس قدرتي تذلي بناتي ومراتي ده كان الحل في نظرك عشان أخويا يتجوز إنك تجوعيهم وتحرميهم مش كده
ثم عاد يجلدها بسياط كلماته
أكلتي شقايا لأخويا يا أمي
أكلتيني لاخويا
كلكم اتعودتم تاخدوا مني ماتدوش
أخويا حسان اللي أكيد كان شايف حال بناتي ومراتي ومافكرش يحميهم أو حتي ينبهني
والتاني اللي طلعتيه بيعتمد علينا في كل حاجة
طلعتيه أناني بيحب نفسه وبس
وعشان خاطره جيتي عليا كأني مش ابنك
حاولت أن تدافع يا ابني أنا ما قصدتش أأذيك
مقصدتيش أمال لو تقصدي يا أمي كنتي عملتي ايه أكتر من كده
واستطرد بحزن ينهي جدال أرهق روحه عموما الكلام دلوقت مالوش لازمة والجمعية اللي دخلتيها هكملها لأن مايرضنيش تكوني مديونة وأنا على وش الدنيا
نظرت له بدهشة وشعرت بكم ضألتها أمامه وهو مازال بارا بها رغم ما فعلت ليواصل
بس دي أخر مرة هساعد وائل لأنه خلاص مش صغير لازم يتعلم يشيل نفسه من غير ما حد يساعده وقرشي وشقايا بناتي ومراتي أولي بيه بعد كده يا أمي عن إذنك
قال أخر ما لديه وصعد لصغاره ليخبرهم انهم في الصباح سيذهبون ليعيدوا والدتهم كي تعود لوجوههم السعادة من جديدة
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الرابعة
الفرحة تتقافز بأحداق بناته الصغار وهم ذاهبون لاستعادة والدتهن كما وعد أبيهم وقفت السيارة أما البناية فهبطوا متوجهين سريعا لشقة الجد وراحوا يطرقون على بابها بصخب محبب ليستقبلهم الأول بلهفة وسعادة غامرة
يا أهلا بحابيب قلب جدو وحشتوني ياقمرات
حفصة أنت أكتر يا جدوا
رهف جبنالك معانا حاجات حلوة ليك انت وتيتة
أبرار وكمان هناخد ماما معانا مش كده يا بابا
تبادل الجد النظرات مع يونس في صمت قبل ان يهتف
حمد لله علي السلامة يا ابني
قالها مرحبا دون أن يشير لأي شيء أو يعاتبه ولو بنظرة كأنه لا يعلم شيء ثم قال ادخل جوه لمراتك في أوضتها وسيبني مع أحفادي شوية وبعدين يبقوا يدخلوا لأمهم بعدين
ثم رمقه بنظرة ذات مغزي أدركها يونس
أكيد عايز تقول لرضوي كلام مهم
اقترب ليصطدم بوالدتها تغادر غرفتها فمنحته نظرة عاتبة ثم أشاحت عنه ومضت في طريقها لترحب بأحفادها
لمحها فور دخوله إليها تقف مستندة بمرفقيها تنظر للأفق بشرود حزين ترتدي منامة أكسبتها هيئة طفوليه مع نحافتها المستحدثة
التي ذكرته بما عانت فوخزت قلبه سار نحوها حتى لم يعد يفصل ظهرها عن صدره شيء ضمھا برفق فاستشعر عزوفها محاول الفرار لكنه لم يستسلم وهو يجذبها بقوة أدارها إليه بإجبار رمقته بعين
دامعة يملأها اللوم والخزلان منه فما كان منه إلا أن دنى لتستكين هي دون كلمة تاركة العنان لدموعها تنهمر وهو يتلقاها بصبر رابتا برفق على ظهرها كأنه يهدهد إحدي صغاره بدأ صوت نحيبها يعلو فهمس لها
اششش أهدي عشان خاطري حقك عليا يا رضوي عارف اني ظلمتك وجيت عليكي كتير عشان أمي وأهلي عارف اني كان لازم اسمعلك واحترم نصايحك عارف انك صعب تنسي اللي حصل ليكي انتي والبنات بس عارف كمان اني لازم اعيد حساباتي من تاني لأن مش هسمح حد يأذيكم مرة تانية مهما حصل ومهما كانت قيمته عندي
صمت ليقبل رأسها بحنان ثم قال بس كان لازم تعرفيني يا رضوى اللي بيحصل معاكي
كنت هتصدقني يا يونس
همست عبارتها وهي ترفع رأسها إليه فأطرق بغمغمة لأ للأسف ماكنتش هصدق ثقتي في أمي كانت عامية لكن دلوقت خلاص عيوني فتحت يا رضوي محدش هيخدعني تاني بس انتي سامحيني وارجعي بيتك اللي مالوش حس ولا لازمة من غيرك أنا والبنات زي اليتامي في غيابك
أهتز قلبها لقوله فاندست بين ذراعيه ليستقبل جودها بعناق جارف روي به شوقه قبل يهمس كل حاجة امي أخدتها من شقتك هجيبهالك ألبسي ولمي هدومك عشان هنروح نشتريها ونرجع بيتنا
عادت تطالعه بحنان هاتفة وهي تحاول توضيح الصورة له كي تصل لبغيتها التي تحملت لأجلها تلك التجربة مش قبل ما تسمعني الأول أنا كانت مشكلتي التصرف نفسه يا يونس خصوصيتي كانت منتهكة بشكل كبير وأنت حبك لأمك وأهلك كان فعلا أعمي خلى المطبات قدامك وانت مش قادر تشوفها لأنك ماشي معصوب بثقتك وحبك ليهم
واستطردت لتلقي
مافي جعبتها وتدعم وجهة نظرها أكثر وتريه الصورة علي حقيقتها
فاكر الأجازة اللي فاتت أما شكيتلك من اختك رندا اللي دخلت أوضة نومي وفتحت شنطة هدومي بدون استأذان واختارت من حاجتي اقيم عباية واخدتها
وقتها قولتلي معلش اختي أديها اللي نفسها فيه وهجيبلك وانا نازل افضل منها سكت وقلت هعديها عشان انت بتراضيني وحنين
ومرة تانية عملت نفسها بتروق الشقة رغم انها كانت زي الفل عشان تشوف برفاناتي وتحرجني وتطلب منها وهي متأكدة انها لو قالتلك هتيجي تقولي وتخليني أديها ضايقني احساس ان حاجاتي في شقتي مرصودة وكل واحد بيشوف اللي عاجبه وبيشاور عليه لأنهم عارفين انك ما بتقولش لحد فيهم لأ وفي نفس الأجازة أخوك وائل لمح تلاجتنا الصغيرة اللي انت شحنتها عشان تتحط في غرفة بناتنا للمية والفاكهة لأنهم كانو بېخافو يروحوا المطبخ بالليل يشربوا وائل عجبته وطلبها منك وانت ببساطة اديتهاله ولما حفصة زعلت قولتلها هجيبلك غيرها بس مش هقدر اكسف عمك كل ده كان قاهرني منك بس كنت اقول لنفسي ومالوا جوزك حنين وجدع وبيعتبر نفسه أبوهم وبعدين ماهو بيحب اهلك وبيقدرهم ويحترمهم مش مهم فوتي عشان خاطره
لكن توصل ان شقتي تتفتح وانا مش موجودة وتتاخد منها أكبر سجادة ومروحة وهدوم وحاجات كتير من النيش لقيتها ناقصة وانا معرفش بده ولما اجي ارجعها مامتك تمنعني بالقوة وتقريبا كانت هتضربني هي واختك وانت كمان بعدها تزعقلي في التليفون وتهون من فداحة الموضوع وتقولي ما تعمليش مشاكل عشان كوبايتين ده كان كتير عليا وفوق طاقتي يا يونس ومع كده برضو سكت لكن كمان تبعت فلوس بناتك لوالدتك وتحسسني اني
أوقفتها غصة لكنها واصلت بوحها الباكي
عشان كده سكت في موضوع الشهرية اللي والدتك بتاخدها وبتوصلي منها الفتات عشان تشوف بنفسك اللي حصل فيا وفي بناتك من أقرب الناس ليك وإلا مهما قلت ليك كنت برضو هتكدبني تاني و
كمم فمها بإحدي أنامله ليوقف سيل كلمات وضعته أمام صورة مخجلة لنفسه وحرجا من أهله لما كان يحدث ولم يراه على حقيقته فغمغم بحزن مقرون بخزيه من سذاجته كفاية يا رضوي كفاية كلامك بيوجعني ويصغرني قدام نفسي وقصادك أكتر انا خلاص فهمت واتعلمت الدرس وأوعدك خصوصيتك محدش هيتعدي عليها ابدا بعد كده ولا يطمع في قشاية في شقتنا ده حقك ومش هفرط فيه بعد كده
ثم لثم جبهتها طويلا بحب وقال يلا بقي عمري اجهزي خلينا نمشي مع بناتنا هسهركم برة بعد ما نشتري اللي نقدر عليه من اللي اتاخد منك وزعلك وفي مفاجأة كمان بس هتعرفيها واحنا بره