ونس
ونس
انت في الصفحة 1 من 34 صفحات
يجلس خلف مكتبه الكبير يراجع كل الأوراق التي أمامه بتركيز شديد هو المسؤل الأول والأخير عن أموال العائلة وعليه أن يقرأ كل ورقة وكل حرف فرغم خلافه الكبير مع والدته والذي على أثره ترك قصر الصواف لكنه لم يترك مسؤلياته كمدير لشركات الصواف والمسؤل الأوحد هو أديم الصواف إبن عائلة الصواف الأكبر في عامة الخامس والثلاثون لديه أختان أصغر منه تزوجت الأولى من إبن عمه حاتم والأخرى على وشك الخطبه من إبن عمه الأخر طارق. وهو أيضا يعتبرهم أصدقائه الوحيدين لكن حاتم الأقرب إليه بسبب ثرائهم الفاحش لم يستطع أن يكون صداقات صدقات حقيقة دون البحث عن المصالح أو أن يحصلون منه على المال بشكل مباشر وغير مباشر
ليفتح الباب ودلف حاتم وهو يقول أنا لو بشتغل في السخره هتقدر أكتر من كده
ليبتسم أديم وهو يترك الأوراق من يده ثم وقف ودار حول المكتب ليقف أمام صديقه وإبن عمه وقال أنت بتتكلم عن قلة التقدير في مؤسسة الصواف يا حاتم. يا ابني كل الموظفين متقدرين. لكن أنت إبن البطه السودا أنت من عيله الصواف لازم تتمرمط يا حبيبي
ليرفع حاتم حاجبيه بأندهاش وصدمه وألتفت ينظر إلى أديم الذي جلس على الأريكه الكبيرة وأراح ذراعيه على ظهرها واضعا قدم فوق الأخرى ينظر له بأبتسامه متسليه
جلس على الكرسي وهو يقول آخر كلماته ليتنهد أديم وظهر الضيق على ملامحه لكن حاتم قال سريعا نفسي أعمل زيك واسيب قلعه الصواف. أنا بجد تعبت من كم التجمل وعدم التعامل براحه وحريه
أستند بذراعيه على ساقيه وقال بمرح يا ابني نفسي أمشي حافي. ألبس شورت بس. أدخل أخد دش ومسرحش شعري. نفسي أكل فول وطعميه بالعيش البلدي. وأغمس كده بأيدي مش كل حاجه لازم نعملها بالشوكه والسکينه
ليضحك أديم بصوت عالى وهو يقول بس كده أهرب يوم من سالي وتعالى عندي الشقه وأنا أخليك تعمل كل إللى نفسك فيه
تحولت الإبتسامه على وجه أديم إلى حزن وضيق وقال أنت هتقولي المهم أنت كنت جاي عايز أيه
ليقف حاتم سريعا وهو يقول الورق ده محتاج توقيع رئيس مجلس الإدارة. إللي هو حضرتك.
ليقف أديم وتوجه إلى المكتب أمسك الأوراق من حاتم وبدء يطلع عليها بتركيز شديد ثم أبتسم وقال هو أنا نفسي أفهم براجع وراك ليه
ثم أمسك القلم ووقع الأوراق ومد يده بها له وهو يقول أتفضل. وسيبني أخلص إللي ورايا عطلتني.
ليضحك حاتم وهو يقول أنا مظلوم في العيله دي والله الوحيد إللى بيعرف ياخد حقه في العيله دي هو طارق والله
قال أديم بحيره وهو يجلس على الكرسي من جديد خلف مكتبه ليبتسم حاتم وهو يقول پحقد مصطنع أنا بقر عليه كل يوم. بس القر ده مش جايب نتيجه تفتكر أحسده
ليضحك أديم بصوت عالى وقال مازحا طيب ما نعمله عمل. مالك يا حاتم قلبت على ست الحجه كده ليه أمشي يا ابني شوف وراك إيه يلا خليني أخلص عايز أروح بقى
غادر حاتم الغرفة وهو يتحدث إلى نفسه ومن خلفه أديم يضحك. حاتم الوحيد القادر على إخراجه من إحساس الضيق والقادر على مواساته خلال فترة عمله بالشركه. بالفعل إذا لم يكن حاتم معه لمرت تلك الساعات كالأعوام
في قصر الصواف. ذلك القصر الكبير الذي يشبه القلاع بأسواره العاليه وحراسه الذين يؤمنونه من جميع الإتجاهات وفي بهو هذا القصر الكبير تجلس سيدة حين تراها من بعيد تظن أنها فتاه صغيرة ولكنها في حقيقة الأمر هي كبيرة عائلة الصواف والمتحكمه الأولى في كل فرد في تلك العائلة السيدة شاهيناز السلحدار أمرأة متسلطه من يوم تزوجت من علام الصواف وهي تتحكم بكل شيء جميلة
بشكل
مميز
لكن الغرور أيضا ينضح من كل نظره وحركه ويظهر ذلك أيضا في حركة الخدم بالبيت الصمت التام لكن لغه العيون تتحدث بما لا يستطيع اللسان قوله خوفا. وبعد ۏفاته كانت الكلمه الأولى والأخيره لها ولم يستطع أي فرد من عائله الصواف تكسير كلمتها إلا أديم أبنها الأكبر وريث والده وكبير العائلة من بعده الذي كسر كل القواعد وغادر القصر رافضا الزواج من إبنة عمه الوحيدة كاميليا. رغم أنه يعلم جيدا أنها تعشقه ويعلم أيضا أنها إنسانه رائعة ورغم ان والدته طلبت منه الزواج منها من الممكن أن يتزوجها هو بكامل إيرادته لكن لأنها أوامر شاهيناز هانم السلحدار رفض بشده وترك قصر
الصواف لكنه أبدا لم يتخلى عن مسؤلياته تجاه المؤسسة وأيضا تجاه أختيه سالي ونرمين.
سالي متزوجه من حاتم إبن عمه وصديق عمره وهو دعم زواجهم بكل قوته وذلك لأنه يرى في حاتم الرجل الحقيقي الذي يطمئن على أخته معه لكنه معترض تماما على أمر زواج نرمين من طارق من الممكن أن تكون نرمين مغرمه به أو معجبه خاصه أن طارق شاب وسيم دنجوان كثير العلاقات ويستطيع أن يجعل البنات تتعلق به كثيرا بسبب حلو كلامه وشخصيته القويه لذلك هو لا يراه منسابا ولكن إذا أمرت شاهيناز هانم السلحدار الأمر قد أنتهى.
بداخل المطبخ الكبير لذلك القصر الضخم تجلس السيده خمسينيه يبدوا على وجهها أثر الزمن والشقاء تشرف على عمل الفتيات بأهتمام وتركيز فالخطئ ممنوع والأوامر لابد أن تنفذ دون نقاش أو تأخير وبين يديها سبحتها الكبيرة التى لا تفارقها أبدا.. أقتربت إحدى الفتايات وهي تقول ست مجيدة كنت عايزه أجازه يوم السبت الجاي علشان أودي أمي المستشفى.
لتنظر لها مجيده بهدوء يعتبر جزء من شخصيتها تاني يا نوال مش كنتي لسه واخده أجازه السبت إللى فات
أخفضت الفتاة رأسها بخجل وقالت بصوت مخټنق ما أنت عارفة يا ست مجيدة أنا وحيدة أمي وعارفه كمان أنها مريضه وأنت عارفه أن مفيش أجازات خالص وكأننا في السخره.
تنهدت مجيدة بتثاقل فهي تعلم جيدا ما تقوله نوال لكن ماذا تفعل في قواعد هذا البيت لتقول بعد أن أخذت نفس عميق هحاول يا بنتي هحاول وربنا يسهل والهانم توافق.
لتعود نوال إلى عملها وهي تدعوا الله أن يوفق السيدة مجيدة في أقناع شاهيناز هانم.
تنزل درجات السلم بهدوء وبدلال طبيعي شابه جميلة رقيقة في العشرين من عمرها بأبتسامة رقيقه ترتسم على ملامحها. شديدة الجمال والفتنه أقتربت من مكان جلوس شاهيناز وقالت بهدوء وهي تجلس على الأريكة القريبة منها صباح الخير يا طنط عاملة أيه
إبتسمت شاهيناز وهي تغلق الجريدة ونظرت إليها بحب قائلة أنا كويسة أنت عاملة أيه يا كاميليا
لوت الفتاة فمها ببعض الضيق وقالت حاسه بالملل ونفسي أعمل حاجة جديدة في حياتي أنا مش بحب قعدة البيت.
ظلت شاهيناز صامتة تنظر إلى وجه الفتاة التي تتمنى أن تكون زوجة إبنها وسوف تكون فلا أحد يستطيع أن يقف أمام رغباتها حتى أبنها الوحيد وكبير عائلة الصواف بعد والدة إبتسمت إبتسامة صغيرة وقالت عندنا بدل الشركة مؤسسة كاملة وأنت مش عارفة تلاقي حاجة تعمليها من بكرة تنزلي تشتغلي مع أخوكي وولاد عمك.
إبتسمت كاميليا بسعادة وهي تقول بعدم تصديق بجد يا طنط بس تفتكري أديم وحاتم هيوافقوا
لترفع شاهيناز رأسها بغرور وقالت بكل تأكيد هيوافقوا مټخافيش.
أقتربت مجيدة بخطوات ثابته وقفت أمامهم وقالت بأدب شاهيناز هانم كنت عايزك أتكلم مع حضرتك في موضوع لو تسمحي طبعا.
ظلت شاهيناز صامته تنظر إليها بغرور طبيعي وكأنه جزء من شخصيتها ولدت به وتأصل في تفاصيل وخلايا جسدها لتقف كاميليا وهي تقول بأبتسامه رقيقة أنا هطلع لنرمين بعد إذنكم.
وغادرت لتقول شاهيناز بغرور عايزة أية يا مجيدة
لعدة ثوان كانت تفكر مجيدة في الرد التي تعلمه جيدا والذي لم يتغير يوما ولكنها لم تيأس يوما من طلبه ظفرت بهدوء وقالت بأدب كنت عايزه استأذن حضرتك في أجازة لنوال يوم السبت علشان والدتها عندها جلسه كيماوي.
لترفع شاهيناز هانم حاجبها الأيسر بتعالي وغرور وقالت برفض قاطع مجيدة أنت
عارفة أن مفيش عندي هنا أجازات البنت دي عايزة أجازة تصفي حسابها ومش عايزة أشوفها هنا تاني.
وقبل أن
تجيبها مجيدة
بشيء وصلهم صوته وهو يقول ليه هو حضرتك كنتي أشترتيهم من سوق العبيد ده حتى أيام العبودية كان في رحمه وشفقه وتقدير للظروف وأجازات من العبودية دي للراحه طول عمري شاكك إنك ملكيش قلب لكن دلوقتي أتأكدت.
تلونت وجنتي شاهيناز پغضب مكتوم في حين كانت تنظر إليه مجيدة بسعادة وأرتياح أقترب أديم من مكان جلوس والدته وقال الناس إللي شغالين في البيت هنا أصحاب فضل يا شاهيناز هانم من غيرهم أنتوا كنتوا هتتعبوا من غيرهم كنتوا هتقوموا بكل شغلهم ده بنفسكم قوانين العمل كلها بتحدد عدد ساعات معينه في اليوم وبتحدد يوم أو يومين في الأسبوع أجازة مفيش حد بيشتغل كل يوم ولمدة ٢٤ ساعه ومن غير أجازات كمان.
ظلت شاهيناز صامتة تنظر إليه ثم قالت أنا قولت لو البنت دي عايزة تاخد أجازة تصفي حسابها وتمشي وأنت مش من حقك تقول أعمل أيه في بيتي طالما خرجت من الباب ده وقررت تعيش بره أسواره إللي بيحصل جواه مش مسموح ليك إنك حتى تتكلم فيه.
أبتسم أديم إبتسامة جانبيه وقال بثقة عندك حق وفي الحقيقة أنا مش جاي لحضرتك أنا جاي لنرمين بس أهي فرصة علشان أساعد البنت الغلبانه إللي جار عليها الزمن وجبرها تشتغل هنا.
ثم نظر إلى مجيدة وقال بأحترام من فضلك يا دادا لو البنت دي مصرة على الأجازة يبقى صفي
حسابها حسب أوامر شاهيناز هانم وأديها عنواني هوفر لها وظيفه.
وغادر من أمامهم غير مباليا صاعدا إلى غرفة نرمين تاركا خلفه قلب يدعوا له أن يوفقه الله دائما وقلب آخر ېحترق ڠضبا.
نظرت شاهيناز إلى مجيدة وقالت پغضب البنت دي تمشي من هنا فورا مش عايزة أشوفها هنا خالص مفهوم
ودون أن تنتظر رد غادرت متوجهه إلى غرفتها يلحقها ڠضب شديد وبركان لو أنفجر سيحرق الجميع دون رحمه لتعود مجيدة إلى المطبخ وأخبرت نوال بكل ما حدث وكتبت لها عنوان منزل أديم الجديد وربتت على كتفها وهي تقول بحنان أم يا بنتي ربك كبير ومش بينسى حد روحي مع والدتك الجلسة وبعد ما تطمني عليها روحي لأديم