الأربعاء 18 ديسمبر 2024

لمن القرار بقلم سهام صادق

لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 88 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


ليه ولاد يحبهم لأنهم منها وهيرميكم عشان انتوا ولاد مها
ونظرت حولها تبحث عن طيف ابنتها الحبيبه ولكنه كالعادة لا تجد شئ.. فهي حتى هذا اليوم لا تصدق أن المۏت أخذ ابنتها منها
اقترب منها احد الصغار متمتما
بابا ماما
ثم سرعان ما هتف الصغير باسم ملك وكأنه يؤكد عليها أن ملك هي من يدعوها بهذا اللقب
ملك مش ماما.. ملك مش ماما

بكى الصغير بعدما صړخت به پجنون يصيبها حينا يهتف احدهم باسم ملك ويكونوا بعيدا عن الأعين.. شاركه الأخر في البكاء.. ف اندفعت كاميليا لداخل الغرفة بعدما استمعت لبكاء أحفادها ترمق شقيقتها وهي تضمهم إليها دون حديث
مالهم يا ناهد
وناهد كالعاده صامته وإذا تحدثت.. تهتف ببضعة كلمات متقطعة لا أكثر
دلفت المربية للغرفة فرمقتها كاميليا صاړخه بها
مش منبها عليكي كذا مره متسبيش الولاد لوحدهم
اطرقت المربية رأسها تنظر نحو طبق الفاكهة المهروس الذي اعدته للصغار
كنت بحضر ليهم طبق الفاكهة.. زي ما ملك هانم موصية
انشغلت كاميليا في إسكات الصغار بعدما صبت ڠضبها فوق الخادمة.. ولكنهم لم يكفوا عن الصړاخ حتى ميادة خرجت من عزلتها وحاولت اسكاتهم ولكن ظل الصغار يبكون لا يهتفون إلا باسم ملك
خلاص خلينا نكلم اخوك
وميادة لا تتحدث مع والدتها إلا بتحريك رأسها فضاقت عينين كاميليا بضيق وقد ازداد حنقها
أنا نفسي افهم مين يعاقب مين.. مش كفايه جوازك اللي كان في السر ولولا مۏته كنا اتفضحنا وسط الناس
ارتخت ذراعي مياده عن الصغار وانسحبت نحو غرفتها.. لتنظر كاميليا نحو أحفادها.. وتحمل هاتفها حتى تهاتف ابنها لعله يستطيع إسكات صغاره حينا يستمعون لصوته. 
..
دفعته عنها هاربه من أسر ذراعيه تخاطبه بعدما اغلقت باب المرحاض خلفها
ولا دقيقه تانيه في الأوضة..
فتعالت ضحكات رسلان وهو يلتقط المنشفة الصغيره التي كان يجفف بها خصلات شعره وقد القاها جانبا.. بعدما أذابته هيئتها فوق الفراش.. فظمأه منها لا يرتوي ولم يعد يريد إلا أن يتأكد أنها بالفعل أصبحت له.. وجولات حبهم لم تكن حلما يعيشه في خياله كما كان يفعل من قبل
ماشي يا ملك بس اتأكدي انك الخسرانه وصهيب باشا هيجي متأخر هو واخواته بسببك
عانقت عبارته روحها المشتاقة لتلك اللحظه التي ستضم فيها أحشائها طفلا ..فاستندت بظهرها فوق باب المرحاض المغلق واغمضت عيناها تهتف بذلك الاسم الذي اختاره بتلذذ
صهيب
فاقت من شعورها وتلك النقطه التي أصبحت تستحوذ عليها.. تستمع لصوته مع والدته فاسرعت في نيل حمامها حتى تتمكن

من لحاق المكالمه والاطمئنان علي الصغار
مبسوط يا حبيبي كل حاجة تمام
تناست كاميليا كل شئ حولها وهي تري معالم السعادة مرتسمه فوق ملامح ابنها
الجواب باين يا كاميليا هانم
هتف عبارته مازحا فاتسعت ابتسامتها
والعنوان بيقول.. كنت غرقان في العسل يا دكتور
تعالت ضحكاته بقوة وقد ضحك الصغار علي سماع صوت ضحكات والدهما وقد وضعتهم جدتهم قربها
حبايب بابا بيضحكوا ومبسوطين اومال ليه تيته بتقول انكم تعبينها وبتعيطوا
رفعوا الصغار يديهم نحو الشاشه لعلهم يستطيعون الوصول لوالدهما
باباملك 
قولوا كده عايزين ماما
كانت ناهد تجلس علي بعدا من شقيقتها تستمع للحديث الدائر الذي استمر لدقائق طويله جعلتها تتأكد أن ابنتها أصبحت تحت التراب وقد ضاع ذكراها
ملك حببتي..
وملك تقترب منه بعدما خرجت من المرحاض وارتدت ثيابها بعجالة.. تحادث الصغار بحب
اندمجت كاميليا في الحديث معهم ولم تنتبه علي تلك النظرات التي كانت ترمقها بها ناهد حتى اقترابها منها و وقوفها خلفها وقد علقت عيناها بعينين رسلان 
وها هي الحقيقة تضربها مرة أخرى لقد تمت العلاقه بينهم وقد حدث ما اخبرتها به العرافة منذ سنوات 
.
اتسعت حدقتيها ذهولا بعد فتحت باب المنزل.. وعلقت عيناها بعينين الواقف أمامها تهتف اسمه بصعوبة وقد عادت بشاعة تلك الليلة لذهنها
عنتر
رمق عنتر ثوب العمل الذي ترتديه ثم تعمق بالنظر إليها من رأسها لأخمص قدميها واقترب منها خطوة بعدما تراجعت بخطواتها للداخل
ده أنا قولت ڠرقانه في العسل مع الباشا الاقيه مشغلك خدامه عنده في البيت.
الفصل الخامس والأربعون 
_ بقلم سهام صادق
لا تعرف كيف ومتي أصبحت داخل المطبخ تلتقط أنفاسها بصعوبة تنظر نحو السيدة سعاد التي اخذت تطالعها في دهشة بعدما كررت سؤالها لمرات عن هوية من يقف بالخارج ولما تقف أمامها هكذا بملامح باهتة
لا أنا شكلي كده هسيب اللي في أيدي وأخرج اشوف بنفسي
ارتجفت شفتي بسمه تحاول إخبارها بهوية الضيف ولكن ضيق أنفاسها واقټحام تلك الليلة التي حاولت نسيانها عقلها.. جعلها تقف أمامها دون قدرة علي الهتاف بشئ
تخطتها السيدة سعاد بضعة خطوات ولكن سرعان ما وقفت مكانها وهي تري كف بسمة يلتقط ذراعها وتنظر إليها راجية
بلاش تخرجي ليه يا دادة عنتر جاي يأذيني من تاني والمرادي مش هيسيبني.. الحلم هيتحقق.. الحلم كان وحش بلاش يا داده
هتفت عبارتها بأنفاس متقطعة لاهثة غير مرتبة.. ولكن السيدة سعاد فور أن التقطت اسم هذا الرجل علمت هويته..
عنتر مين عنتر اللي حاول يعتدي عليكي يا بسمة
حركت رأسها وانسابت دموعها بعدما اطبقت فوق جفنيها بقوة تحاول طرد ذكرى هذه الليله وذلك الحلم البشع الذي يلازمها في أحلامها كلما انتابها شعور الخۏف
شعرت السيدة سعاد بالشفقة عليها تسأل نفسها كيف صدقت حديث تلك التي تدعي سميرة عندما أتت إلى هنا حتى فقد شككتها في أخلاقها
لا إحنا نكلم جسار بيه الأول ونعرف منه إزاي نتصرف
اماءت لها برأسها وقد عاد شعور الأمان إليها بعدما استمعت لاسمه.. زاد شعور الشفقة داخل السيدة سعاد.. ف بسمة تضع امال كبيره نحو السيد والسيد لا يراها إلا حالة يشفق عليها إكراما لطليقته. 
غادرت الشركة مثل باقية الموظفين في الوقت المخصص تتذكر ما فعلته في الصباح وركضها نحو سيارة الأجرة حتى تتخلص من حارسيه وتجاهلها لمكالمته.. 
لقد اعادها كاظم للحظات المغامرة التي افتقدتها منذ سنوات بعدما بدأت تنضج وتتخذ صورة المرأة العاقلة التي يشهد نحوها الجميع بتعقلها في اتخاذ القرارات ولكن لو رأها اليوم كل من شهد بحنكتها وتعقلها لطالعها في ذهول بعد زيجتها من رجل دفعت نفسها نحوه وارغمته علي زواجها.. 
تلاشي الحماس من عينيها وهي تتذكر ما فعلته بنفسها تتسأل داخلها
أين كان عقلها هل أفتنانها بها ما جعلها تطرق أبوابه ام إنه بسبب توقها لمشاعر لم تختبرها يوما أم أنها كلما تقدمت سنا طالبها جسدها
________________________________________
بما يحتاجه وسرعان ما كانت تغمض عينيها من خزيها لا تصدق إنها سعت للزواج من أجل اسباب لا تفسر إلا شيئا واحدا إنها امرأة ضعيفة.. وضعت حالها في مكانه مهينة
فوقتي متأخر يا جنات وكأنك مكنتيش أنت
لم تلاحظ من شدة شرودها أحمس الذي وقف يهتف اسمها بعدما عبر الطريق بعد أن شعر باليأس من انتباهها عليه
جنات لا ده أنت في عالم تاني
طالعته في دهشة من أمرها لا تصدق أن شرودها وصل بها لهذه الحالة فابتسمت نحوه بتوتر تسأله
أنت واقف من بدري
من بدري ده أنا مستنيكي بقالي نص ساعهوكل ده ليه عشان الست صباح مش هتدخلني البيت غير بيك..
التمعت عينين جنات وقد تجاهلت جميع المشاعر السلبية التي أصبحت تشعر بها
عملتلي الحمام المحشي اللي بحبه
ابتسم أحمس وهو يجاورها في السير يخبرها عن الأصناف التي صنعتها لها والدته فصفقت بيدها متحمسه
كفايه يا أحمس الريحة وصلت خلاص لمناخيري وبطني بدأت تطالبني بأحقيتها
فضحك أحمس بملء شدقتيه واكملوا سيرهم نحو السيارة الصغيرة المصطفة جوار الطريق

وقد كانت لها قبل أن تعطيها لأحمس مؤقت حتى يوصل الحلوى التي تصنعها والدته لزبائنها
هقدم علي موتوسيكل بالتقسيط
هتف بها أحمس وهو يقود السيارة فطالعته بنظرات متسائلة
أنت محتاجاها دلوقتي يا جنات في الأول اقنعتيني أنك خلاص هتتجوزي واحد يقدر يشتري ليك عربية بديله
استمعت لعبارته تتذكر كيف حاولت اقناع حالها ومن حولها أن زيجتها من كاظم النعماني لها فوائد كثيرة أسهم ستمتلكها في مشروعه الجديد.. بدلا عن الأرض التي تشارك فيها والدها قديما مع والد كاظم وعيشة في منزل ضخم وحياة تحلم بها الكثيرات.. 
اردف أحمس ساخرا بعدما وجدها تلتف برأسها وتطالع الطريق
والباشا بصراحه مقصرش عيشك عيشة مكنتيش تحلمي بيها
تمالكت دموعها وانفرجت شفتيها في ضحكة قوية تخفي خلفها بؤسها وحماقتها
بتحب كاظم اوي يا أحمس
امتقع وجه أحمس من سيرته يهتف بمقت
أنا لحد دلوقتي مش عارف عقلك كان فين يا جنات
واستطردت بحديثه وهو مازال يركز بعينيه نحو الطريق وقد ازداد حنقه من نتائج هذه الزيجة التي اتضح فشلها منذ البداية
جنات اللي الكل بيثق في رجاحة عقلها تسعي ورا راجل وتقبل علي نفسها تكون لا شئ.. عشان هدف مش مقنع
بتجلدني ذاتيا يا أحمس
تمتمت عبارتها بمزاح مصطنع حتى لا تجعله ينتبه على حزنها ولكن أحمس لم يكن تركيزه معها وقد اخذ الڠضب يحتل قسمات ملامحه وهو يواصل القيادة
حتي فتون دخلت دايرة مش بتاعتها وكل ده عشان إيه عشان الحب ولا الفلوس نفسي افهم عقلكم كان فين
انتظرته حتي يفرغ كل ما يعتلي صدره فاردف مستاء يبحث عن جواب يقنعه 
ليه واحده لسا في بدايه عمرها تتجوز راجل كان متجوز قبلها ومخلف طفله.. ليه تعيش مع راجل عايزها تكون زي سيدات المجتمع عشان تليق بمستواه 
ارتفع حاجبي جنات في دهشة وقد علمت سبب حنقه الأن
بلاش توقع نفسك في طريق مش ليك مع فتون يا أحمس سليم النجار لو للحظة شك في مشاعرك من ناحيتها.. انسى أن يكون ليك مستقبل في مهنتك.. بسببه أنت حطيت رجلك علي بداية الطريق
توقف أخيرا بالسيارة أمام أحد محلات البقالة و التي تتعامل معهم والدته في صنع اطباق الحلوى المغلفة و الأرز بالحليب وقد علقت عيناه بعينين جنات التي طالعته بأسي
فتون بتحب سليم يا أحمس
تفهم حديثها ولكنه أبي أن يعترف به.. فهتف بمرارة حقيقية
أو يمكن تكون بتحب الحياة اللي عيشها فيها 
بلاش توهم نفسك يا أحمس لسا المستقبل قدامك طويل وهتكتشف بعدين إن مشاعرك ناحيتها غلط
تمني ذلك داخله وغارد من السيارة حتى يتمم مع البائع طلبيته 
.
زفر عنتر أنفاسه المعبأة بدخان سيجارته ضجرا من انتظاره الذي طال فمنذ ثلاث ساعات وهو ينتظر داخل السياره بعدما غادر المنزل بعد أن طردته تلك السيدة الهوجاء وذلك العجوز
كله يهون عشانك يا جميل تستهلي إني استحمل شوية
وقضم فوق شفتيه وقد عاد خياله يخيل له بعض اللقطات التي يتوق لها بشدة جسده
بنت الإيه احلوت واتدورت
و فاق من أفكاره أخيرا وقد التقطت عيناه السيارة القادمه نحو بوابة المنزل فاندفع خارج السيارة ثم القى عقب سيجارته أرضا ودهسها بقدمه واتجه بخطواته نحو هدفه.. فلن يظل في السيارة كل هذا الوقت ويعود خالي الوفاض
هتف اسمه عاليا وهو يقترب من سيارته التي توقفت أمام البوابه و تقدم منه يبتسم إليه بسماجة بعدما خرج جسار من سيارته هو الأخر
عايز إيه يا عنتر مش في محضر تعهد وقعت عليه ولا تحب نروح القسم سوا
تفاجأ
 

87  88  89 

انت في الصفحة 88 من 187 صفحات