الأربعاء 18 ديسمبر 2024

لمن القرار بقلم سهام صادق

لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 109 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


معاك عشان تطلقني بعدها
حاولت أشاحت عيناها عنه بعدما نطقت عبارتها تنظر إلى ذراعه اليسرى وقد باتت قريبة من ملامسة جسدها كحال الذراع الأخرى التي تمكن من وضعها بالمكان الصحيح
آثارها بحركته البطيئة المتقنة ولعارها أن جسدها الأحمق يتفاعل مع لمساته
تعرفي إن جنات القديمة كانت أفضل جنات اللي كانت بتدوب بين أيديا

واستمر في بث كلماته يرى نجاحه وهي تسمعه بإنصات 
فارتسم الزهو فوق ملامحه وهو يراها تخضع لرغباتهم
تركته يعيش الأنتصار للحظات سمحت لعينيها أن ترى مدى تأثيرها عليه
اقترب من شفتيها حتى يلتقطهما بين شفتيه ويستمتع بمذاقهما ولكن كل شئ توقف أمامه وهو يرى يدها تضع كحائل بينهم متمته
تفتكر مين اللي هيفوز بالجوله الحالية مش قادر تقول إنك عايزني زي أي راجل بيطلب حقه من مراته فبتلبي طلبه بحب لكن كاظم النعماني ميعملش كده بالعكس يمارس طرقه اللي درسها كويس الأول وبعدين يلاقي النتيجة في الأخضاع
صعقه حديثها بل الجمه فانتفضت من حصاره
أنا مش حزينه وأنت بتوصفني بصورة الست الضعيفه لأن ضعفي مكنش مخزي بالنسبه ليا.. راجل عجبني حبيت أتجوزه بتحصل كتير واه أخدت اللقب اللي ستات كتير سعت عشان تاخده وقريب هتشرف برضوه باللقب الجديد طليقة كاظم النعماني
بعزة نفس نطقتها رغم المرارة التي ابتلعتها.. إنها أحبت هذا الرجل ولن تلوم قلبها على حبه
تركت له الغرفة وقد وقف مبهوت من كل كلمة نطقتها لم تعد جنات تتألم من شئ بل باتت تخبره إنها خرجت من حياته منتصرة ونالت ما ارداته ارداته حب فيه أو طامعه به فبكلتا الحالتين نالت اسمه وأصبحت زوجته
زوجته إنه بات يستسيغ تلك الكلمه وفي خضم أفكاره المزدحمة ومشاعره المضطربة كبحر هائج بأمواجه داعبت رائحة الطعام أنفه إنها رائحة دجاج وضعت للتو فوق سطح مقلاة ساخنة
اتبع أنفه نحو المطبخ فوجدها تقف تقلب الدجاج وكأن الحديث الذي دار بينهم منذ دقائق قد تناثر
أنا شايف إني ألغي عزومة العشاء ما دام ريحة الأكل تجنن
ضاقت عيناها فما الذي يسعى له هذا الرجل وببطئ الټفت إليه نافرة طريقته في التقرب..
فهل يظنه إنها ستخضع ثانية له وتهدر المزيد من كرامتها معه
تقدر تروح عزومتك وتقابل ضيوفك
ولو سألوني عن مراتي
هتف بها كاظم ينتظر ردة فعلها واقترب منها بخطوات بطيئة
مراتك ولا الست الطماعه اللي لعبت عليك عشان تعيش في العز وأجبرت كاظم النعماني يتجوزها
تركها تعيد نفس الحديث الذي بات يسمعه منها يوميا حديثها لم يعد يستاء منه بل يزيده متعة وهو يرى صورة أخرى من زوجته
لكن العزومة ديه لينا لوحدنا يا جنات مش معقول مش عايزه تستمتعي بمذاق الأكلات الإيطالية
أصابها الحماس بعض الشئ ولكن سرعان ما احتفظت به وعادت ملتفه تكمل إعداد وجبتها
صوب نظراته صوبها ينتظر أن يستمع لجوابها يعلم إنها باتت مشوشة من أفعاله التي لا تليق

على شخصيته الفظة
أنت راجل دوغري يا كاظم فقول عايز مني إيه لأن دور الزوج مش لايق على علاقتنا
زفر أنفاسه يحاول طرد أي شعور احتله بعد حقيقة ما نطقته فعلاقتهما منذ البداية لم تكن علاقة سوية
شعرت بقربه الشديد ثم قرب أنفاسه منها متسائلا
وعشان أنا راجل دوغري فأنا حاليا عايز أستمتع بأدق التفاصيل في رحلتنا مش ديه برضوه أخر رحله هتجمعنا
....
خرجت من المشفى وقد أنتهت مدة زيارتها ولم يعد يسمح لها بالبقاء
الټفت بجسدها تنظر لمبنى المشفى تتسأل داخلها لو كانت استغلت اسم سليم واخبرتهم إنها زوجة أحد ملاك المشفى وعلى معرفة بالطيب رسلان صديق زوجها
استغلال المناصب والاسم بات شئ مهم في هذا الزمن وهي خير من يعلم هذا.. فقد عاشت من قبل حياة أدركت فيها أن الفقير يجب عليه السير جوار الحائط
نفخت أنفاسها ببطئ فهي ستعيش كما كانت تعيش فتاة بسيطة بأحلام أبسط من عالمها الجديد ولكن مهلا ما الذي يحدث لهاتفها الذي بدء ضجيجه برسائل عدة
انتابها الذعر تنظر للهاتف وقد بات الأمر واضحا لها بعدما ظنت أن سليم لم يهاتفها طيلة الساعات الماضيه بعدما أدرك أن عدم وجودها في حفل صغيرته فكرة صحيحه 
ولكن ما يظهر لها عبر الرسائل الكثيرة أن هاتفها لم يكن متاح بسبب التغطية السيئة بالمشفى او ربما مشكلة بالشبكة المحلية 
أسرعت في دق رقمه وقد ازداد ذعرها بسبب محتوى الرسائل الذي إذا دل لن يدل إلا على شيئا واحدا.. 
سليم لم يرى الورقة التي وضعتها بجوار أشيائه
رد يا سليم أرجوك رد
توقف الرنين فعادت تضغط على إعادة الأتصال مرة أخرى 
أسرعت في إيقاف سيارة أجرة تلوم حالها لأنها أتت اليوم دون السائق
..
الجميع يغني للصغيرة الأميرة أميرة عائلة النجار تلك العائله التي تملك الكثير من المشاريع والأميرة الصغيرة ليست فقط حفيدة عائلة النجار بل حفيدة أيضا عائله الأسيوطي
كل سنة وأنت طيبه يا حبيبت مامي
قبلت شهيرة صغيرتها بحب بعدما أطفأت معها شموع ميلادها الأربعة 
ضم سليم صغيرته منحنيا نحوها يلثم خدها
التقطت الصورة التي تجمع العائلة والجميع كان ينظر لشهيرة بتفحص يحسدونها على ذكائها بعدما ظلوا لأشهر يتحدثون عن غبائها في ترك رجلا كسليم النجار
حبيبت خالها الحلوه
لثم حامد خدها يمنحها هديته ينظر نحو شقيقته
البنت كل ما بتكبر بتبقى نسخة من عمتك يا ابن صفوان
امتقعت ملامح سليم من لزوجة شقيق طليقته تجاهل حديثه وهو ينظر نحو ملك ورسلان مبتسما لقدومهم وعلى ما يبدو إنهم أتوا أثناء إطفاء الشموع
ديما متأخر يا دكتور
اقترب منه رسلان مصافحا ثم مال عليه ساخرا من أجواء الحفل
هي ديه حفلة عيد ميلاد طفله ولا بيزنس يا ابن النجار
طول عمرك ظريف يا دكتور وابعد خليني أرحب بملك اللي وجودها نور الحفله
اتسعت ابتسامة ملك فدوما كان سليم يتميز بلباقته في الحديث
نورتي يا ملك حقيقي ومش عارف إزاي قادرة تستحملي واحد زي ده لزج
بقى كده يا ابن النجار ردي وقوليله إنك اسعد ست في الدنيا يا حببتي
تعالت ضحكات ملك رغما عنها من الحديث الذي أخذ يدور بينهم 
اقتربت شهيرة من ملك مرحبة بعدما انتبهت على وجود رسلان واندماجهم في الحديث والضحك سويا
ديه المدام يا دكتور لا بجد عرفت تختار
ارتسم الخجل فوق ملامح ملك من مديح شهيرة لها 
اصلي محضرتش فرحكم
اقترب رسلان من ملك يحاوط خصرها بذراعه يطالعها بحنان مجيبا على شهيرة
المدام مبتحبش تظهر كتير وأه الفرصه جات واتعرفتي عليها يا مدام شهيرة
رحبت بها بحفاوة مرة أخرى ثم تقدمت الصغيرة منهما ترفع عيناها نحو رسلان
عمو رسلان اوعي تكون جبت الحقنة معاك
انفجروا الجميع ضاحكين أمام الصغيرة فيرمق رسلان صديقه الذي ابتعد عنهم بعض الشئ ولم ينتبه على قول صغيرته
..
ابتلعت فتون لعابها وهي تنظر لشاشة هاتفها وقد أضاء باسمه توترت قليلا قبل أن تفتح الخط وتضع الهاتف فوق أذنها
أنت فين يا هانم
أجفلها صوته فازدردت لعابها
سليم أنا سيبتلك رساله
قصدك حتت ورقة
ليتذكر هو تلك القصاصة التي وجدها جوار الفراش ساقطة ولولا انتباه عليها بعدما عاد للغرفة حتى يبدل قميصه الذي أنسكب فوقه العصير
حسابنا مش في التليفون يا فتون وجاوبي على سؤالي أنت فين دلوقتي
افزعتها حدته تنظر أمامها نحو الطريق الذي يشقه سائق السيارة الأجرة
في التاكسي
كمان تاكسي والسواق اللي مشغله ليك مأخدتهوش ليه
واردف
________________________________________
دون أن يعطيها فرصة للحديث
طبعا الهانم مأخدتهوش لأنها بتحب تعيش كل حاجة زي ما كانت عايشه فيها تشتغل وتتمرمط وتدخل الجحر زي الجبانه
اتسعت حدقتيها في ذهول تهتف اسمه حتى يكف
سليم
بلا سليم بلا زفت لما توصلي تطلعي على أوضتك ومش عايز ألمحك خليكي غبية وجبانه وافضلي في الجحر طول عمرك لا فالحتي في تدريبك في المؤسسة وأنك تبني ليكي اسم وكيان.. مصممه تفضلي طول عمرك الناس تشاور عليكي وتقول
سليم أنت بتقول

إيه أوعى تقولها أنت بالذات 
سقطت دموعها وهي تستمع لقسۏة كلماته ولكنه ظل مستمرا في نعتها بالجبن والغباء
جبانة وغبيه محتاجة تسمعي مني إيه تاني 
أتسعت ابتسامة مسعد بعدما أستمع للحديث لا يصدق ما سمعه 
فقد اقترب منه بعدما وجده ابتعد عن الجميع
ابتعد مسعد في صمت كما اقترب متلذذا من سماع حديثه ابن الذوات يبدو إنه ضجر واستوعب أن زوجة سائقه لم تعد تليق به 
وابتسامة راغبة ارتسمت فوق شفتيه إنه لم ينسى تلك الصغيره لم ينسى التفاصيل التي كان يخبره به حسن عن المتعه القوية التى كان يحصل عليها معها وكيف كان يخصعها لتفعل له ما يريد بكل الطرق 
احتلى العرق جبينه فاسرع في مسحه يحاول ضبط أنفاسه المتسارعة وقد اقتحم حديث حسن خياله. 
إنه طبق كل هذا مع الفتيات الصغيرات أمثال فتون أراد التجربه ليفهم ما كان يخبره به حسن
لم يجد هذه المتعه مع زوجته التي طلقها ولا مع شبيهاتها ولا مع أي أمرأة أخرى حتى دينا التي اتخذها في طريق الوصول
كان متأكدا أن سليم النجار سيضجر يوما منها فهذا حال الأغنياء وهو سيظل منتظرا حتى يلقيها سليم خارج حياته
ولاد الذوات بيزهقوا بسرعه يا مسعد وشكل مش فاضل كتير وتقع تحت ايديك صحيح مستهلكه واخدها راجلين بس مش مهم لازم أنا كمان ادوق وأجرب 
التف سليم بجسده يطالع الحفل التي سأم منها زافرا أنفاسه بقوة لتقع عيناه على مسعد الذي رفع له كأس عصيره رمقه سليم ماقتا وجوده منذ أن رأه بصحبة دينا التي ضجر منها وقد اضاعت جميع فرصها معه
ظهورك مش مريحني يا مسعد لكن اختارتوا الشخص الغلط أنت و دينا هانم..
سليم 
اقترب منه رسلان فاشاح عيناه عن مسعد متجاوزا رسلان بخطى سريعة
أنت رايح فين يا سليم 
وداخله كان يتمتم بالحنق من حماقة شهيرة في دعوة أمرأة ك دينا منزله وحماقة الأخرى التي بعد أن صب غضبه عليها وسيصب المزيد فوق رأسها حينا تعود.. ولكن ما اقتحم عقله منذ لحظات وأصابه بالشك تلك النظرات التي كان يرمقه بها مسعد 
في اللحظة التي خرج بها من بوابة الفيلا خرجت هي من سيارة الأجرة تغشى الدموع عينيها وصدي كلماته ټقتحم عقلها
علقت عيناه بها فاندفع صوبها يجذبها داخل أحضانه
هاخدك في حضڼي دلوقتي عشان عارف إنك محتاجة ده لكن عقابك المرادي هيكون قاسې يا فتون
...
قبلت زوجها
نطقها جسار نطقها بعد أن طالت نظراته نحو يد شقيقها ويده المتشابكين أسفل منديل عقد القران
إنها الزيجة الرابعة له ولكنها أثقل زيجة أتم مراسمها زيجة يدرك أنه الخاسر الوحيد فيها ولكنه سيعاقب جيهان بها سيريها كيف لا يبكي على النساء الخائنات مثلها وأن حياته استمرت بعدها
الثمن بالنسبه له غالي ولكنها تستحق أن ټحرق روحها ويضيع أملها في العودة إليه وما دام بدأتها واثارت الحديث كعادتها أمام الناس عنه وها هو تزوج بالفعل والصورة ستظهر للجميع إنه زواج عن حب بل وسيقيم عرسا أيضا وسيرى الجميع افتخاره وسعادتها بزيجة لا يصدق إلى الأن أنه أتمها
علقت عيناه بها وهي توقع على العقد بملامح جامدة
 

108  109  110 

انت في الصفحة 109 من 187 صفحات