الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم سارة المصري

رواية رائعة بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 6 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


ان شاء الله تبقا كويس وتفرح بيهم وعيالهم وعيال عيالهم كمان واشاح بوجهه للحظات قبل ان يقول هوا حد فيهم عارف بالموضوع ده 
اشار سمير بسبابته في نفي لا أبدا على بس هوا اللى حاسس بس ايلينا متعرفش ومش عايزها تعرف كفاية اللى هيا فيه شالت مسئوليتنا انا واخوها وهيا مكملتش عشرين سنه اكيد هتعرف بس فى الوقت المناسب المهم دلوقتى يا محمود عيالى مش هيبقالهم حد بعدى ابقى خلى بالك منهم عشان خاطرى امتعض وجه محمود وقال ياراجل بطل بقا الأعمار بيد الله ان شاء الله خير ان شاء الله وشرد محمود بعينيه وهو يتذكر نيته تزويج ايلينا بوسف وتمنى لو كان بامكانه ان يخبره على ما خطط له ولكنه تراجع وشىء ما حول الامر كله الى النقيض تماما لقد أوصاه الرجل بولديه وهو يسعى لتزويج ابنته بولده الذى يعرف جيدا هفواته ونزواته ألايعد هذا ظلما لايلينا ألايمكن اعتبارها خدعة وانانية منه للنظر الى صالح ولده فقط دون أدنى اعتبار لتلك التى ستعانى معه حتى وهي تحاول اصلاحه ومن هنا بدأ محمود جديا فى صرف الفكرة عن باله 

دخلت ايلينا الى منزلها اغلقت الباب خلفها واستندت بظهرها اليه للحظات وهى تقطب حاجبيها فى ڠضب لم تتخيله هكذ ابدا كان مهذبا دائما فى التعامل معها وراقيا الى ابعد حد لم يتجاوز معها ولو بنظرة ابتسمت فى سخرية وهى تتذكر انها فى بعض الأحيان ظنته خجولا كيف يجيد التمثيل الى هذا الحد الذى لا يجعله يختلف عن الواقع تذكرت كلماته مع جينا في اشمئزاز ماذا يعنى بعلاقة عابرة دون مشاعر هذا الحقېر الذى خدعت فيه ماذا يقصد شعرت بالاختناق وهى تستحضر بذاكرتها مشهدها وهى تحاول ان ترتمى بين ذراعيه وتحيط عنقه بذراعيها قطع افكارها تسلل رائحة طعام الى انفها فظنته اباها ولكنها تفاجئت حين ذهبت الى المطبخ بعلي وهو يقلب بعض الطعام على الڼار شهقت فى صدمة فالټفت لها على حين شعر بوجودها قائلا حمدلله ع السلامة 
لوحت ايلينا بكفها قائلة في صرامة انت بتعمل ايه يا على 
واصل على تقليب الطعام قائلا في بساطة بطبخ 
اقتربت ايلينا وحملت الاناء من على الڼار وخبطته على السطح الرخامى فى ڠضب كادت به أن تحطمه وهى تقول انا كام مرة قولتلك متولعش البوتاجاز ولا تدخل المطبخ وانا مش موجودة 
قال على فى احتجاج دى مش أول مرة ايلينا أنا كنت بدخل المطبخ هناك على طول 
انحنت ايلينا لتكون فى مستواه قائلة فى حزم هناك انت حافظ المكان وعارف كل حاجة فيه هنا لسة عارفين كلنا ان عندك قدرات خاصة بيك بس فى الاول والاخر لازم تقدر ظروفك مش كل مرة الدنيا هتمشى تمام فاهمنى 
اخفض علي رأسه پانكسار ولم يرد فشعرت ايلينا بالندم على طريقتها الجافة التى تتحدث بها اليه لاول مرة عن اى ظروف تتحدث علي حتى لم يتعثر مرة واحدة فى طريقه وضعت يدها على كتفه وقبل ان تنطق قال انا راجع اوضتى بعد اذنك 
نظرت الى اناء الطعام وهزت رأسها فى الم منذ متى تعامل اخاها هكذا منذ متى وهى تلوح بظروفه فى اى مشكلة كيف سمحت ان يكون هو وسيلتها في التنفيس عن ڠضبها اتجهت الى غرفته لتجده يجلس على طرف الفراش مطرقا رأسه فى حزن جعلها ټلعن نفسها وټلعن هذا اليوسف الذى جعلها تفقد اعصابها على اعز مخلوق على قلبها اقتربت منه ومالت على رأسه مقبلة اياه فى حنان وقالت حقك عليا يا حبيبى كنت متوترة شوية ومتضايقة 
ظل على مطرق الرأس فجلست ايلينا الى جواره وهى تحيط كتفيه بذراعيها قائلة خلاص بقا انت عارف انى مقدرش على زعلك كنت خاېفة عليك 
رفع على رأسه قائلا في ألم مشوب بكبريائه المعتاد انا مقدر ظروفى وبتعامل على اساسها بس مش معنى انى اعمى انى اتحرم من كل حاجة انتو ليه كلكو مستهونين بنعمة الاحساس اللى ربنا ادهالى 
وابتسمت وهى تضع وجهه بين كفيها تمسد ما زواه بين حاجبيه قائلة لو عايز تطبخ يا سيدى اطبخ بس وانا موجودة انت عارف ان هنا ممكن تحصل مشكلة فى الانبوبة بتاعة الغاز الغريبة دى اكون موجودة على الاقل عشان اصوت والم الناس تساعدنا 
ضحك علي فمسحت ايلينا على شعره الاشقر قائلة وعشان اثبتلك ان عندك قدرات وانا مؤمنة بيها هنبدأ اتفاقنا من النهاردة المطبخ هناك روح كمل اللى انت بتعمله وانا اهو موجودة 
ظهر التردد على وجهه فربتت ايلينا على يده مشجعة وهى تقول يلا رن جرس هاتفها فأضافت يلا هرد على صوفيا وارجعلك ابتسم على ولم تحاول ايلينا مساعدته هذه المرة اكتفت بمراقبته من بعيد وهى تتحدث مع صوفيا بصوت منخفض حتى لا يصله صوفيا ازيك 
صمتت صوفيا ولم ترد فواصلت ايلينا صوفيا انتى بتعرفى عربى كويس وانتى اصلا من اصول مصرية فاتكلمى معايا عربى لو سمحتى 
صمتت صوفيا قليلا وبعدها تنحنحت قائلة داكووووغ هكلمك عربى واهو بالمرة منساش مال صوتك 
أخرجت ايلينا لسانها لترطب شفتيها وتساءلت هى بالفعل ماذا بها ومايهمها فليكن يوسف ما يكن كررت صوفيا السؤال فتنهدت ايلينا قائلة مش عارفة صوفيا بس انا حاليا فى حالة صدمة وقصت لها كل ماحدث صباحا مع يوسف ضحكت صوفيا قائلة وانتى متضايقة ليه برضه مش فاهمة هوا حر فى حياته 
تلعثمت ايلينا فى الرد فهو السؤال ذاته الذى تطرحه على نفسها دون ان تجد له اجابة مكنتش فاكرة انه كدة كام شهر اهو بشتغل معاه كان فى منتهى الاحترام والادب وفى الآخر يطلع على علاقة باللى اسمها جينا دى 
تنهدت صوفيا قائلة امممم واللى مضايقك بقا انه ليه علاقات ولا انه ليه علاقة بجينا بالذات واضافت بنبرة هادئة ولا لأن الكلام بيتعاد قدامك للمرة التانية صمتت ايلينا ولم ترد وذكرياتها تطوف فى رأسها كطواف الحجيج لقد شعرت باختلافه فهل أصبح حدسها لاقيمة له لهذه الدرجة لقد تخيلت انه وفجأة نفضت عن
رأسها الفكرة تماما لماذا تبحث
عن اجوبة لا ولم ولن يهمها امره مطلقا فليكن ما يكن قالت صوفيا حين لم تجد ردا منه ايلينا مالك 
بعد لحظات ردت ايلينا لتغير من دفة الحوار بأكمله وتقنع نفسه ان الامر لا يعنى لها اى اهمية بقولك صوفيا فكرتى فى اللى قولتلك عليه 
ردت صوفيا فى ضيق لسة بفكر ايلينا الموضوع مش سهل ابدا 
هزت ايلينا رأسها قائلة عارفة وعندى ثقة فى دماغك وتفكيرك خدى قرارك براحتك 
وتبادلا بعدها حوارا قصيرا قبل ان توصى كل منهما الأخرى بنفسها خيرا وتنهيا المكالمة ظلت ايلينا تحتفظ بالهاتف فى قبضتها وهى تطرق به على كفها الاخر دون وعى وشعور بالڠضب والسخط على يوسف لا يمكنها السيطرة عليه او التخلص منه او حتى ايجاد مبرر له شعور لم يراودها نصفه حتى حين حدث هذا مع ريان خطيبها السابق ودون وعى سقطت دمعة منها انكرتها على نفسها ومسحتها على الفور اللعڼة لماذا تبكي ايضا من اين تداهمها تلك المشاعر ولمن والى اين تذهب بها لن تخضع لها ابدا وخاصة بعدما رأته منه بعد ان خرج من تلك الصورة التى حصرته فى اطارها حاولت ان تقنع نفسها انها صدمة طبيعية كصډمتها فى اى انسان تخيلته فى شىء غير حقيقته وربما اراحها هذا الاعتقاد كثيرا اطمئنت ان علي قد انتهى مما يصنعه وترك 
قالت ايلينا فى سخرية انت عمرك ما هتتغير ابدا هتفضل طول عمرك كدة مهما احاول معاك مفيش فايدة 
زفر ريان فى ضيق قائلا يووه ايلينا انا فعلا اتغيرت كتير عشانك 
قالت ايلينا وهى تكتف ذراعيها محاولة التحكم في غيظها من فشل محاولتها معه لاصلاحه هي ليست ثائرة من أجله بل من اجل روحها التي لم تألف الفشل ولم تعهده اتغيرت عشانى وانا قولتلك مش عاوزاك تتغير عشانى عاوزاك تتغير للصح عشان انت غلط لكن تكون معايا انسان ولوحدك انسان تانى وبعد فترة تقول هيا دى حياتى اذا كان عاجبك واضافت فى كبرياء لا ياريان انا مش هتحمل حياتك بكل هفواتها ونزواتها دى انا بدأت اقتنع فعلا ان الطبع بيغلب التطبع وان مفيش بنى ادم بيتغير احنا مع الوقت اللى بنتعود وانا مش ناوية اتعود ولا استسلم لطباعك دى 
عقد ريان حاجبيه قائلا يعنى ايه 
تنهدت قائلة يعنى تعتبر كل حاجة بينا انتهت والمرة دى بحد ومتحاولش تكلم بابا لان المرة دى فعلا مش ناوية ارجع عادت ايلينا من ذكرياتها لن تعيد تجربة ريان من جديد ولن تجازف بمشاعرها مع اى رجل وتوهم نفسها انها بامكانها تغييره فقد اقتنعت تماما انه لايوجد شخص يتغير فذاك مجرد وهم تخلقه مشاعرنا لنبرر فقط احتفاظنا بمن نحب فى حياتنا 
خلع يوسف نظارته الشمسية واخذ يبحث بعينيه عنها فى المكان فوجدها هناك على احدى الطاولات
هزت جينا رأسها وتنهدت وهى تجلس قائلة مادام اتكلمت عربى يبقا انت متنرفز 
ابتسمت جينا وقالت وهى تعبث فى شعرها الاشقر وتلف احدى خصلاته على اصبعها انا بقالى سنة بتعلم عربى وحبيت اعملهالك مفاجئة 
جلس يوسف وقال وهو يحاول التصنع بالهدوء انت ازاى تيجى شغلى من غير ما تعرفينى 
ردت جينا فى تذمر وهى تشد خصلاتها كنت فاكرة ده هيفرحك مش هيخليك تعمل كدة 
قطب يوسف حاجبيه وقال فى صرامة جينا الا شغلى اللى حصل ده ميتكررش تانى 
زمرت جينا شفتيها وقالت فى دلال اعمل ايه يا يوسف وحشتنى اوى انت ليه مش قادر تفهمنى ولا بتحس بيا انا بحبك يا يوسف بحبك 
اشاح يوسف بوجهه وزفر فى ضيق قائلا بصى يا جينا انا من الاول كنت صريح معاكى وقلتلك متستنيش اى مشاعر منى احنا كل اللى بينا علاقة عادية جدا بنتبسط فيها احنا الاتنين من غير ۏجع دماغ 
اخرج يوسف علبة سجائره واشعل واحدة واخذ ينفث دخانها فى بطء وهو يتمعن بها قائلا اسمعينى انا مفيش واحدة مميزة عندى وانتى عارفة كويس ان فى حياتى فيه كتير غيرك يعنى تقريبا فيه نسخة منك فى كل بلد بسافرها وهنا كمان فيه كتير جدا ومال الى الامام وهو يقول فى خبث بس ده ما يمنعش ان فعلا عندك
ميزة وهيا اننا بقالنا اكتر من سنتين مع بعض واى واحدة غيرك مبتاخدش الوقت ده كله انا اتفقت معاكى من الاول جينا قلبك ابعديه عن المعادلة فمتجيش دلوقتى وتعيشى دور المخدوعة وعموما ملحوقة لو عايزة ننهى كل حاجة دلوقتى ننهيها والتقط علبة سجائره وهم بالفعل ان ينهض فأمسكت جينا بكفه وقالت فى حذر استنى 
نظر يوسف الى كفها وابتسم
فى
 

انت في الصفحة 6 من 66 صفحات