الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم سارة المصري

رواية رائعة بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 16 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


يوسف حين بادلته اياها كأنه قد اتخذ فرمانا بحكر ابتسامتها عليه 
لا خلاص شوية ملفات وراجعتها مع ايلينا وماشى بعد اذنكو 
تابعه يوسف وهو يزمر شفتيه حتى اختفى لينظر الى ايلينا پغضب لم تعرف مصدره وهو يسألها في غيظ مكتوم 
مش ملاحظة انك مزوداها معاه 
ردت في استنكار واضح 
مع مين وقصدك ايه 

رد فى تهكم وهو يشير برأسه حيث خرج زين 
مع زين وعارفة انا اقصد ايه كويس 
نهضت من مقعدها فى ڠضب لتهتف في فى شراسة 
انا عمرى ما اتجاوز حدودى مع حد ومسمحلكش بتلميحات من النوع ده 
تابع وكأنه لايسمعها 
لما هوا عاجبك كدة متجوزتيهوش ليه من الاول بدل ما اتدبس انا فيكى 
وكعادته فى غضبه لاينتبه ابدا لما يتفوه به وهى لم تستطع ان تبتلع اهانته هذه المرة حبها له منعها 
قالتها وهى تنتظر منه اى رد اى كلمة تدل على تمسكه بها ولو لمرة واحدة 
زاد حنقه عليها من تظن نفسها أهو مجرد لعبة بين اصابعها تلهو بها كما تشاء ابتلع ريقه فى ڠضب قائلا وهو يرفع كفه الايمن 
على فكرة انا اصلا ملبستش دبلتك لانى عارف من الاول ان المهزلة دى لازم تنتهى 
لم تتوقع ابدا ان يكون بهذه القسۏة وقتها علمت أنها تعيش حبه وحدها وهولايبالى بها فكان قرارها التى اتخذته في حينها 
رأى صډمتها جلية فى عينيها ودمعة تحجرت كصخرة صلبة فيهما تشتهي بعضا من ضعفها لتتفتت وينحدر حطامها على وجنتيها ولكن كبريائها المعهود يحمي صلابتها ويحفظ قوتها كالمعتاد 
طالعته للحظات عاجزة عن الرد أخفض رأسه يتحاشى نظراتها أدرك أخيرا وقاحة ما نطق به 
رفعت رأسها في شموخ لتخبره في حسم حررت به نبرتها المخټنقة 
فعلا مش لازم تستمر ولازم يكون لها نهاية ودلوقتي 
تنهد في عمق وهم أن يعتذر عما تفوه به لولا دخول والده المفاجىء وهو يلهث بشده ووجهه يبدو عليه الاضطراب 
يوسف مبتردش على تليفونك ليه 
والټفت الى ايلينا في قلق ساده ترقب وهو يقول 
عمك سمير تعب شوية ونقلناه المستشفى 
احتضنت صوفيا كف ايلينا بين راحتيها وهي تقول فى حنان 
اهدى يا ايلينا عمو محمود هيبقى كويس ان شاء الله 
التفتت ايلينا فى ألم الى علي الجالس جوارها مطرقا فى حزن معاتبة 
تبقا عارف يا علي وما تقوليش 
رد علي فى هدوء 
دى كانت رغبته يا ايلينا 
هتفت فى ضيق 
رغبته 
اقترب حينها محمود ليربت على كتفها فى رفق مواسيا 
ايوة يا ايلينا باباكى مكنش عايزك انتى بالذات تعرفى حاجة عن مرضه 
والټفت الى يوسف الذى وقف يستند الى الحائط ليحثه باشارة من عينيه على النطق بأي شىء ولكن ناظريه المعلقين بايلينا لم يلتقطا اشارته بل تابعاها في صمت تؤلمه دموعها الحبيسة ېقتله حزنها وخۏفها فى وجوده كم تمنى لو أزاح صوفيا جانبا واحتواها بين ذراعيه حتى تهدأ كم تمنى لو ضغط كفها بين كفيه يمنحها الأمان والعطف يشعر أنه أحق منهم جميعا بها في تلك اللحظات 
يعلم جيدا انها لن تقبل منه اى كلمة بعد ما تفوه به فى الصباح وهو لا يعرف حقا كيف يعتذر كلمات المواساة والاعتذار كلاهما تجمد على لسانه 
خرج الطبيب من عند سمير فهرع الجميع اليه ليضع يده فى جيب معطفه ويتحدث بعمليه بحته 
الاستاذ سمير حالته متأخرة للاسف الجراحة هيا الحل الوحيد رغم انها فى سنه هتبقى مغامرة بس مفيش اختيار تانى 
اقتربت ايلينا وهى تمسح دمعة لم يعطها قلقها على أبيها الرفاهية في محاولة اخفائها 
انا هتمسك بأى امل يرجع بابا لينا 
رد الطبيب وهو يهز رأسه فى تفهم 
الجراحة هتتكلف حوالى 300الف والأمل برضه مش كبير 
هنا تدخل يوسف وقد تضايق من لهجة الطبيب المحبطة مادام فيه امل هنتمسك بيه والفلوس مش مشكلة خالص شوف الأنسب ايه واعمله 
هز الطبيب رأسه ليستأذن الذهاب فنظرت ايلينا الى يوسف تخبره فى حدة 
محدش هيدفع مليم واحد فى علاج بابا 
نظر يوسف ومحمود الى بعضهما البعض فواصلت في حسم 
انا هبيع الكافيه وبابا عنده رصيد كويس فى البنك ولو وصلت هبيع البيت كمان بس مح 
قاطعها محمود وهو يقطب جبينه فى استنكار 
ايه يا ايلينا الكلام الفارغ ده عايزة تبيعى اللى وراكي واللى قدامك واحنا لزمتنا ايه 
واصل يوسف الحديث غير مكترث بما قالته 
سيبك منها يا بابا انا هجهز الفلوس وهتابع كل حاجة بنفسى 
هنا قطبت ايلينا حاجبيها وهتفت فى ڠضب 
انت بتتكلم بصفتك ايه انت بالذات مش هقبل منك حاجة احنا نهينا كل حاجة بينا خلاص نسيت ولا ايه 
وزع محمود نظراته بينهما ليسأل في حذر 
نهيتو ايه ايه الكلام الفاضى ده هوا شغل عيال ولا ايه بتتصرفو من دماغكو ملكوش كبير اسمعو بقا مجرد ما سمير ما يفوق هيتكتب كتابكو وده بناء على رغبته 
التفتت له ايلينا فى تمعن لتتبين صدق ما قاله اهذه خطة جديدة ام ماذا فليكن الأمر ما يكن لقد اكتفت منه وانتهى الأمر 
حضرتك بتقول ايه 
هدأمحمود من نبرته واقترب ليمسك بكتفيها فى رفق هامسا 
حبيتى باباكى عاوز يطمن عليكى وهوا ده اللى حصل صدقينى وهتتأكدى بنفسك اول ما يفوق ان شاء الله 
الفصل العاشر 
نظرت الى يوسف وتذكرت كلامه الچارح صباحا ورفضه المتكرر لها مرة بعد اخرى واتهامها بالتساهل مع أخيه ألجمت انتفاضة كرامتها مشاعرها هذه المرة وانفردت بالقرار فاختنق صوتها وهي تضع النهاية غير قابلة بحلول أخرى مطلقا 
لا ياعمى اسفة مش هفرض وجودى على حد تانى اتفاقنا لحد هنا وانتهى 
والټفت اليه ترمقه بنظرة عاتبه لتذهب من أمامه 
دوى صدى كلمتها في اذنيه اتفاق !!! أي اتفاق دارت كل الأحداث الماضية في رأسه لتتلاحم مع جملتها الأخيرة متأهبة أن تعطه اجابة صريحة على سؤال طالما طرحه عليها ورفضت اعطاءه ولو توضيح الټفت الى ابيه ينهي حيرته 
اتفاق ايه اللى بتتكلم عنه 
زفر محمود فى ضيق يسأله بدوره 
انت فعلا قولتلها انها مفروضه عليك 
ازدرد يوسف لعابه ليقاوم ألمه وهو يتذكر ما أخبرها به صباحا فأشاح بوجهه في توتر ففهم محمود ان ولده قد قال ما هو أبشع فتنهد ليخفى ضيقه ويخبره في لوم 
بص يا يوسف ايلينا الف مين يتمناها واذا كنت فاكر ان احنا فرضناها عليك فالعكس هوا اللى حصل 
نظر له يوسف فى حيرة لم يتركه
أبوه غارقا فيها طويلا ليقص له كل شىء من البداية فلم يصدق ما سمعه وهتف فى صدمة 
ده الاتفاق اللى تقصدوه يعنى كانت عاوزة تتجوزني عشان كدة بس دخلت معاكو فى لعبه لعبتوها سوا عشان كدة 
رمقه محمود فى صرامة 
البت مكدبتش عليك فى حاجة يا يوسف اتقدمتلك للشغل عادى وانت وافقت وانت بنفسك بعد كدة اللى خلتها مديرة لمكتبك 
تنهد حينها وهو يتذكر أن هذا ما حدث بالفعل نظر اليها وقد وقفت تنظر الى ابيها من خلال النافذة الزجاجية للعناية المركزة نظرة لم يفهم محمود محتواها اهى نظرة ڠضب ام غيظ ام حب ام كل هذه المشاعر امتزجت فى تلك النظرة التى يراها فى عينى ولده للمرة الاولى تابعها فى حيرة حيرة من نفسه قبل كل شىء ولكن لا لن يتركها تنهى لعبتها متى شاءت وبقواعدها هي 
ربما
كانت تلك وقتها حجته حجة ساقتها مشاعره أمام غروره وعناده لتبرر رغبته في وجودها 
بابا فاق 
حمدلله ع السلامة يا بابا 
قالتها ايلينا وهى تقبل كف ابيها الذى قرب جبينها منه ليقبله فهمست اليه فى عتاب 
كدة برضه يا بابا تخبى عليا 
ابتسم وهو يمرر يده على رأسها 
الظاهر خلاص يا ايلينا مبقاش فيه فايدة من المقاوحة اكتر من كدة 
قاطعه محمود في صرامة امتزجت بكثير من العطف 
متقولش كدة يا راجل ان شاء الله تقوم بالسلامة وتفرح بيهم 
اضافت ايلينا وهى تصدق على كلمات محمود 
ايوة يا بابا ان شاء الله تعمل العملية وتقوم وبالسلامة 
وضع سمير يده على صدره وتنهد فى الم 
عملية ايه بس دى غالية اوى والامل فيها مش كبير 
تخلص يوسف من صمته أخيرا هذه المرة 
ملكش دعوة بالمصاريف خالص ياعمى احنا مش اهل ولا ايه 
نظرت له ايلينا فى ضيق بينما رد محمود بابتسامة ممتنة 
تعيش يا يوسف انا كل اللى بفكر فيه دلوقتى علي وايلينا لو جرالي حاجة مش هيبقا ليهم حد غيركو 
دمعت عينا ايلينا وهمست بصوت متلعثم وقد ارتعد داخلها لمجرد الخاطرة 
بابا متقولش كدة انت هتعمل العملية وهتبقى كويس 
نظر سمير اليها وواصل فى حنان 
انا خاېف عليكي انتي بالذات ايلينا ابن عمك شكله مش هيجيبها البر ابدا 
قطب يوسف حاجبيه متسائلا في حيرة 
ابن عمها ايه الحكاية بالظبط 
تنهد سمير ليخبره 
طلبها للجواز وانا رفضت مش فارق معاه كونها مخطوبة من غيره طول الوقت عمال يهددنى ويهددها 
نظر يوسف الى ايلينا هاتفا فى استنكار 
انتى ازاى متقوليليش على حاجة زى دى 
رمقته بنظرة معناها وهل كنت تهتم يوما بشىء يتعلق بي أفحمته نظرتها فازدرد ريقه وهو يقول بنبرة أهدأ 
متخافش ياعمي محدش يقدر يأذي ايلينا وانا على وش الدنيا ومادام الموضوع وصل لكدة يبقى اسمحلي اناعارف انه مش وقته بس لو هنعجل بكتب الكتاب يكون أفضل 
نظر الجميع اليه فى ذهول وأولهم ايلينا هل طلب الزواج حقا هل جن هذا الرجل وسيدفعها للجنون معه عن أي زواج يتحدث تهكمت فى نفسها حين فهمت مقصده فالموقف لا يحتاج الى شرح مطلقا شهامة ليس اكثر شفقة ربما تختلف أسبابه ولكنها تتفق في اجباره على الزواج من جديد ولكن بشكل غير مباشر قبلت أن تجبره سابقا وهي تنكر حبها له مدعية رغبتها في اصلاحه أما اليوم وكل جزء من كيانها يصدح بعشقه لن ترضى بشفقة او شهامة تفاجئت بسمير يرد نيابة عنها 
انا عن نفسي موافق لما تتجوزو محدش هيقدر ييجي جنبها لا ابن عمها ولا غيره 
حملقت به ايلينا أبوها قد وصل خشيته عليها حد الذعر حد قبوله بيوسف وهو يعرف عنه ما تعرفه اذن قد استسلم لمرضه ويأسه 
تابع محمود الحديث عنه فى سعادة 
يبقى خلاص على بركة الله نكتب الكتاب وبعدها نستناك تقوم بالسلامة من العمليه عشان نعمل الفرح 
تردد سمير قائلا 
عملية بس انتو عا 
قاطعته ايلينا هذه المرة وهى تعرف طريقها جيدا بابا لازم تعرف ان مفيش جوازة هتتم من قبل ما توافق انك تعمل العملية 
نظر لها سمير بابتسامة يسألها في رفق 
انتى بتساوميني يا بنت انتى 
وبرغم انها كانت مزحة الا انها كانت حقيقة لقد كانت
بالفعل تساومه وهو تقبل مساومتها تلك بصدر رحب يعلم أن ابنته تحب هذا اليوسف تحب للمرة الأولى في حياتها ويشعر من نظرات يوسف اليها أنه يبادلها الشعور ذاته ولكن بعده لم يرضخ يعلم أن ابنته قوية وستغير فيه الكثير فقديما عشقه لأمها غير حياتهما سويا ربما تكررت القصة من جديد من يدري 
تم عقد قرانهما بالفعل فى المشفى ورغم السعادة التى حلقت فوق الجميع الا ان الحزن والقلق كان من نصيبها وهى تشعر ان حبيبها يتزوجها رغما عنه للمرة الثانية وان
ادعى
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 66 صفحات