الخميس 05 ديسمبر 2024

الشيطان بقلم سماح سيد

الشيطان بقلم سماح سيد

انت في الصفحة 47 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


قرار أني مش هحاول أرضي حد ولا أثبت لحد أني أتغيرت وكفاية أن ربنا مطلع وعالم نيتي أيه وقررت أعيش عشان سدرة وبس بعد ما طلعت من عنده حبيت أتمشى أخد نفسي وأحس بالحرية اللي حرمت نفسي منها كتير لكن للأسف اتفاجأت بعربية ڤان بتقف جنبي وأتنين شالوني ودخلوني جواها وحطوا منديل على بوقي ومناخيري ودا أخر حاجة فاكرها بعد ما فوقت لقيت نفسي في مستودع قديم مهجور كله حاجات قديمة متكسرة مليان فيران وتعابين وعقارب لأنه كان في الصحرا أتفزعت وبدأت أصوت من كتر خۏفي لقيت كام راجل طالعين بودي جاردات ضخام وكلهم عضلات وبدأوا يزعقولي ويقولولي أخرسي لو فتحتي بوقك تاني هنخلص عليك فاهمة خۏفت وسكت لأن كان شكلهم قاسيين مبيقولوش كلام وخلاص وفضلت كدا لحد ما جه زاهر المچرم الحقېر اللي خلاهم خدوا طرحتي

من على راسي وقام معور دراعي بمشرط صغير ومسح الډم فيها وقعد يضحك پشماتة وبعدها أدى الطرحة لواحد من حرسه وقاله وديها على العنوان اللي في الورقة دي وتقول ليهم المكتوب فيها وبعدها بكام ساعة أتصل على هارون وكان فاتح السماعة وسمعت كل الكلام اللي قاله له وعرفت قمتي عنده كويس 
مسحت ميسرة على ذراعها بحنو 
متحكميش على هارون في ساعة غضبه هو مكنش في

________________________________________
وعيه يا حبيبتي 
نزلت عبرات سدرة پألم 
مدفعيش عنه يا ماما دا لو كان اللي في ضيقة دا عدوه مينفعش أنه يتخلى عنه دا قاله روح أقتلها تلاقيكم متفقين سوا وعاملين النمرة دي عليا طب افرضي مكتشفش أني بريئة كان سابني أموت عادي 
تجعدت تعابير ميسرة بحزن 
لأ يا حبيبتي مكنش هيسيبك وانا مبدفعش عنه هارون راجل مبيتخلاش عن حد في ضيقة وأنت أدرى بيه مني وعارفة طباعه كويس 
تجرعت سدرة مرارة حلقها وتسألت بنواح 
طب ليه قاله كدا وليه اتخلى عني! 
هزت ميسرة رأسها بنفي 
هارون متخلاش عنك يا سدرة هارون ضحى بالورق اللي كان هيودي زاهر في داهية وراح سلمه له عشان ينقذك ويخلصك من إيده 
ثم صمتت قليلا واستجمعت شجاعتها وواجهتها بما يدور في داخلها 
بصي يا حبيبتي انا مش عايزة أفتح في القديم وكنت واخدة عهد على نفسي متكلمش فيه تاني بس أنت بتظلمي هارون وانا لازم أصارحك عشان ترجعي لعقلك هارون لما شك فيك كان معاه عذره بعد اللي حصل منك في حقه بعد ما حبك وأمنلك ووهبك قلبه وأتفاجئ أنك بيعتي قلبه بالرخيص وروحتي أتجوزتي عمه عشان الفلوس ومش بس كدا دا أنت كنت السبب في طرده من شركاته وبيته لأول مرة فعايزة يكون رد فعله أيه بعد ما كل الشواهد كانت ضدك أكيد كان هيصدق أنك فعلا عملتي كدا وخسرتيه شغله مقابل الفلوس متزعليش مني يا بنتي بس هى دي الحقيقة المرة اللي لازم نواجه نفسنا بيها ونلتمس له العذر بيها 
بكت سدرة ونهضت من رقدتها تهز رأسها برفض 
لأ يا ماما مكنش لازم يصدق لأن هو كان شايف وشاهد أن بقالي أكتر من سنة قدامة معملتش أي غلطة فيهم والندم كان بيموتني كل يوم وبقيت عايشة عشان أكفر عن ذنبي في حقه وكنت بتمنى رضاه وحاولت أقرب منه بدل المرة مېت مرة عشان نعيش زي اي زوجين بس هو اللي كان رافض يسمعني وقافل عقله وقلبه ورفض يسامحني ومقبلش توبتي وكان بيتلكك ليا عشان يطردني وما صدق جت له الفرصة 
زفرت ميسرة بحزن ورفعت كفها تمسح على وجنتها برفق 
هو كان خاېف عارفة يعني أيه كان بيحاول يتقبلك تاني بس جواه كان خاېف يصدق ليرجع يتجرح منك تاني زي ما ټجرح أول مرة وجرحه المرة دي كان هيكون أصعب وعقابه مدمر زي ما حصل والظروف كلها أتجمعت ضدك عشان تباني أنك أنت اللي بعتيه لزاهر يمكن لو هو كان أهدى وحكم عقله كان عرف أنك مش ممكن تعمليها بس الترسبات اللي أترسبت في عقله الباطن عن أنك ممكن تبعيه عشان الفلوس خلته صدق وعمل اللي عمله لو شوفتيه وشوفتي حاله السنة اللي أختفيتي فيها كنت عرفتي قد ايه هو بيحبك دا عمره متقبل فكرة أنك لا قدر الله جرالك حاجة وكان بيأكد ديما أنك عايشة دا راح لزاهر وجواه كان هيفديكي بروحه لو أضطر لكده هارون بيحبك يا سدرة وكفاية بعد بقى كفاية تعذبوا في بعض أرجعيله وعيشوا حبكم اللي أتحرمتوا تحسوا بسعادته مع بعضكم 
ثم ضمت سدرة لحضنها تربت على ظهرها 
أنت عارفة أني مش هحب حد قدك عشان كدا عايزاك تسامحيه وتعيشي معاه أحلى أيام عمركم قبل العمر ما يفوت منكم 
تنفست سدرة بعمق وأومأت ببطئ 
يمكن بعدين أقدر أسامحه لكن دلوقتي مش قادرة 
تفهمت ميسرة حزنها وربتت على كتفها برفق ثم أبتسمت لها بحنو وسحبت رأسها برفق تريحها
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 56 صفحات