الخميس 05 ديسمبر 2024

الشيطان بقلم سماح سيد

الشيطان بقلم سماح سيد

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


تودعه 
كدا بقى مش هتكون قلقان عليا يا بابا هارون بعت ليا العربية تروحني 
أبتسم حسان لها وقبل جبينها بحب 
ربنا يبارك فيه ويحفظه خلي بالك منه يا حبيبتي اللي زي هارون راجل ميقبلش على نفسه أهانة ولا زل لحد يخصه فما بالك لما يكون الحد دا مراته 
أومأت له سدرة برفق وهى تشير له مبتعدة 

أن شاء الله في عنيه وربنا يقدرني وأقدر أسعده تصبح على خير يا بابا وابقى بوسلي ماما كتير قوي 
ضحك حسان بجذل وهو يشير بسبابته على عينيه 
بس كدا من عينيه الأتنين 
صعدت سدرة لداخل السارة وظلت تشير مودعة له حتى أبتعدت بها عن محيط نظره فأعتدلت في مقعدها وأمسكت هاتفها تتصفحه لترى أخر تحديثاته فقد ظل بحقيبتها طوال تواجدها لدى خالتها فقد نسيته تماما وأنشغلت بصحبة عائلتها الصغيرة الجميلة كانت تأمل كثيرا في أن تجد مكالمة هاتفية فائتة من زوجها لكنه مازال متحفظا في علاقته معها لا يريد الانخراط وراء مشاعر قد تودي به لهلاك قلبه دون رجعة أرادت أن تهاتفه لكنها تراجعت خوفا من أنشغاله أو محادثتها بضيق أمام السائق لذا أجلت محادثته لحين عودتها للمنزل ظلت شاردة تلاحق عينيها معالم الطريق حتى وصل بها السائق أمام القصر فتنبهت وأعتدلت تعد نفسها للنزول وحين ولج بها لداخله نزلت مسرعة تطوي المسافة البسيطة في خطوات كبيرة فقد اشتاقت له وتريد أن تملي عينيها بطلته وجدت مدبرة منزلها ذو الوجه العابث دائما بوجهها فعبثت بشفتيها بنزق وسألتها عن مكان هارون برغم تيقنها من وجوده في مكتبه الذي لا يبرحه الإ لغرفة نومه أو الخروج من القصر 
هارون بيه فين يا مدام حكمت 
نظرت لها حكمت نظرة زجاجية باردة وأجابت بروتينية قاټلة 
البيه في مكتبه وطلب محدش يدخل عنده لأنه مشغول 
زفرت سدرة بضيق وأشارات لها كى تنصرف 
انا مش هعطله كتير يدوب خمس دقايق اتفضلي روحي شوفي شغلك متشغليش بالك بيا 
أرادت حكمت الأعتراض لكن سدرة لم تمهلها الوقت لذلك وأتجهت لغرفة مكتب زوجها تطرق بابه ثم تفتحه وتدخل دون
أنتظار أجابته 
السلام عليكم 
رفع هارون رأسه عن كومة الملفات أمامه ينظر لها متعجبا 
وعليكم السلام خير في حاجة ضرورية! 
هزت سدرة رأسها بنفي وأقتربت منه تريد معانقته لكنها تراجعت بعد أن رأت جموده 
لأ مفيش أنا قولت أدخل أسلم عليك بس 
ثم عبثت ملامحها بلوم 
هو لازم يكون في حاجة ضرورية عشان أعرف أدخلك 
وقف هارون ولف حول مكتبه ونظر لها بجمود 
أه لازم هى مش فوضى يا سدرة انا عندي شغل كتير متعطل ولازم يخلص الليلة وبعدين حكمت مش بلغتك أن انا مشغول جدا ومش فاضي 
أومأت له وعيناها تومض بغيمات من العبرات الكثيفة 
أه بلغتني بس انا حبيت أشوفك قبل ما أطلع أوضتي على العموم انا أسفة على الأزعاج مكنتش أقصد 
لم تنتظر سدرة رده عليها واستدارت عائدة من حيث أتت قبل أن تنهمر دموعها أمامه أغمض هارون عينيه بضيق وأراد أن يوقفها ويضمها لصدره معتذرا عن فظاظته معها لكنه عجز عن فعلها فهو ېخاف من الأنجراف خلف مشاعره الثائرة فيعود الندم حليفه مرة أخرى لذا تحكم في نفسه وعاد إلى مواصلة عمله ثانيا وصعدت سدرة لغرفتها ترتمي على فراشها ټدفن وجهها به وتشبعه بدموعها الحزينة وبعد وقت قليل استطاعت أن توقف البكاء وأعتدلت تمسك حقيبة يدها لتخرج هاتفها منها وسحبت شاشته ونقرت فوقها تهاتف شخصا ما 
ألو
ألو
نزلت دموعها وهى تقول بأصرار 
مفيش فايدة مهما أعمل مش هيتقبلني وعشان كدا انا خلاص نويت اسيبه بس قبل ما اسيبه لازم أخليه يندم أنه فرط فيا 
أنهت مكالمتها وذهبت للمرحاض لكي تغسل وجهها ثم بدلت ملابسها بأخري منزلية مريحة ونامت تفكر في كيفية تنفيذ ما تنتوي فعله 
وفي منزل آخر حيث يوجد زاهر المهدي يعلو صوت ضحكه مجلجلا بعد أن أتته البشرة بقرب تنفيذ أنتقامه الأقوي والأكبر من هارون البنا عدوه اللدود فنظر له أحد أعوانه الأشرار مثله والذي يفعل أي شيء مقابل الحصول على المال وسأله مندهشا عن سبب سعادته المفاجأة فمنذ عدة دقائق كان يغلي ڠضبا 
خير يا زاهر بيه فيها أيه المكالمة دي عشان تفرحك قوي كدا 
ضم زاهر قبضة يعتصرها بقوة وعيناه تلمع پحقد بين 
أخيرا يا غندور هتحصل على أكبر صفقة من هارون البنا الصفقة اللي هتهز قوته في السوق 
نظر له غندور مستفسرا 
صفقة أيه دي 
تحفزت ملامحه بابتسامة عريضة 
صفقة أنشاء ورصف الطرق الجديدة تبع القوات المسلحة الصفقة دي بالمليارات ومكسبها هيوديني في حتة تانية خالص 
لمعت عين غندور بسعادة وأقترب من زاهر يستجدي كرمه كي يمن عليه ببضع الآلاف من الجنيهات 
بتتكلم بجد يا زاهر بيه كدا بقى انا وشي حلو عليك والمفروض تديني الحلاوة على
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات