الشيطان بقلم سماح سيد
الشيطان بقلم سماح سيد
يتحرك وظهر عليه التردد فتمعنت ميسرة في وجهه وسألته
في حاجة حصلت يا حسان
نظر لها حسان بصمت فهو يخشى أن يقص عليها ما حدث فتغضب منه مجددا فهز رأسه بنفي واستدار يتجه لغرفته
لأ مفيش حاجة انا رايح أغير هدومي
لكنها أمسكت معصمه وأوقفته تسأله بألحاح
استنى يا حسان مش هتمشي من هنا غير ما تقولي أيه اللي حصل
مش عارف أقولك أيه يا ميسرة أقولك الحقيقة وتزعلي مني ولا أخبي عليك اللي حصل
تركت ميسرة يده وهزت رأسها تتفهم حيرته
أكيد اللي حصل له علاقة بسدرة صح
أومأ لها عدة مرات
عقدت ميسرة حاجبيها بتسأل
عملت أيه تاني مش كفاها عمايلها السودة في حقنا
هز حسان رأسه بنفي
لأ المرة دي معملتش حاجة وحشة دي قدمت ليا انا وإنت على عمرة وعايزنا نروح نعمل جوازات عشان يجي عليهم التأشيرة وتخلص حجز الطيران
لأ يا حسان مش هروح العمرة دي انا صحيح نفسي فيها ودعيت ربنا كتير أنه يكتبها لينا بس مش عايزاها عن طريقها دا كفاية أن الفلوس اللي عمالة تصرف فيها يمين وشمال مش فلوسها دا مستحلاها من فلوس أجوازها أن كان اللي ماټ ولا اللي مجوزاه دلوقتي وانا لا يمكن أقبل منها مليم واحد
لها حسان متفهما
انا فاهم قصدك بس هى حلفت ليا أن هى بتصرف من فلوس ميراثها من جوزها الأولاني الله يرحمه وده حقها الشرعي يعني مفيهوش حرمانية
أصرت ميسرة على موقفها وعدم قبول اي مساعدة أو أموال من أبنة شقيقتها
لأ يا حسان هى لما اجوزته مكنش في نيتها أنه يكون جواز يرضي ربنا دي كان في نيتها أنها تستغله وتاخد منه فلوس تديها للمچرم اللي أسمه ماجد بعد ما أقنعها أنها تتجوزه عشان فلوسه والجواز اللي زي ده حرام وكل اللي يجي من وراه حرام بردو وانا مش هروح أ عمل عمرة من فلوس مشكوك فيها أو عليها شبهه
خلاص يا حبيبتي اهدي ومتزعليش نفسك واللي أنت عايزاه هيحصل
نزلت عبرات ميسرة وهى تطالبه برجاء
عشان خاطري يا حسان متجبش ليا أسمها ولا تقابلها ولا تكلمها تاني كفاية علينا اللي عملته فينا وخسارتنا لتربيتنا فيها دي خلتني کرهت الخلف وحمدت ربنا أننا مخلفناش لأنه كان ممكن يبقى زيها
خلاص يا حبيبتي قولتلك أهدي دلوقتي عشان الضغط والسكر ميرتفعوش عليك وترجعي تتعبي تاني
استكانت ميسرة في حضڼ زوجها بعدما استمعت لنصيحته فما حدث لها من ألم في أخر مرة مرضت بها وتحذير الطبيب من أنتكاسة ثانية تصيبها ستسبب الكثير من المضاعفات المړضية لها تلزمها الفراش جعلها تهدأ وتقلل من حدة ڠضبها
الجزء السادس
وقفت سدرة متحيرة هل تستأذن من هارون وتذهب لزيارة خالتها أم تهاتفها أفضل فربما مازالت مصرة على عدم رؤيتها بعدما رفضت كثيرا مقابلتها قبل ذلك زفرت بقوة وظلت تتجول في غرفتها تفكر بطريقة تقنع بها خالتها كي تسامحها وترضى بها عنها وتوافق على الذهاب لإداء مناسك العمرة كما كانت تحلم وتتمنى دائما وحسمت أمرها فالذهاب لها يمكن أن يزيد من حدة ڠضبها عليها لذا فضلت مهاتفتها حاليا لجس نبضها
أمسكت الهاتف وطلبت رقم
________________________________________
خالتها وظلت تعيد الأتصال بها عدة مرات حتى أجابت عليها ميسرة أخيرا بعد أن أصبح عدد المكالمات الفائتة أكثر من عشرة
السلام عليكم
شهقت سدرة ودموع الفرح تلمع في عينيها عند سماعها لصوت خالتها فقد اشتاقت كثيرا له بعدما أمتنعت ميسرة عن كلامها أو رؤيتها لعامين كاملين
وعليكم السلام أزيك يا ماما عاملة ايه وحشتيني قوي
اعتصر الألم قلب ميسرة وودت لو كانت أمامها لأخذتها في أحضانها تفرغ كل شوقها في عناق طويل لكنها تمالكت نفسها ولم تبدي تأثرها وتجلدت وردت بنبرة جافة
أفندم خير مش حسان قالك أني مش موافقة على عرضك الكريم وقالك أني لما أحب أروح العمرة هروحها من فلوسي لأنها حلال عشان جاية بالتعب والعرق مش فلوس حرام جاية بالساهل ممكن أعرف بتتصلي عايزة أيه وأنت عارفة أن استحالة أغير رأيي ولا ضميري
نشج صوت سدرة بالبكاء
أرجوك يا ماما اسمعيني بس الأول وبعد كدا أبقي قرري اللي أنت عايزاه ولو مش عايزة تكلميني بعد كدا براحتك انا مش هزعجك تاني خالص
غلت الډماء بعروق ميسرة غيظا فقد تسلل لداخلها شعور الشفقة عليها وهى لا تريد أن تشعر ناحيتها بأي عاطفة حتى لا