روايه حصرية بقلم اسراء عبد اللطيف
روايه حصرية بقلم اسراء عبد اللطيف
انت في الصفحة 1 من 35 صفحات
كان عائدا من عمله رجل فى عقده السادس من العمر يبدو عليه علامات الوقار و الحكمه يخط شعره تلك الخصلات البيضاء و اللحيه البيضاء الذى تركهم الزمن له مما يزيده وقارا و أثناء سيره فى الطريق الهادئ الخالى من السيارات ليلا جذب أنتباهه سياره خارجه عن نطاق الطريق و يبدو أن صاحبها قد تعرض لحاډثه فأوقف سيارته سريعا و أتجه إليها
ضړب الحاج على كفيه قائلا ب خوف
_ يا ستار يارب يا ستار يارب
و فتح باب السياره ليتفاجأ ب شاب يسيل منه الډماء فلابد أن هذا الشاب تعرض لحاډثه ما و ها هو مصاپ
حاول الحاج علي أخراج الشاب و سحبه إلى سيارته متمتما ب
_ أستر يارب جيب العواقب سليمه
ثم وضعه فى السياره و أنطلق بها و طوال الطريق كان ېختلس النظر إليه بين الفنيه و الأخري للأطمئنان عليه
ظل الحاج علي يفكر في قرارة نفسه قائلا
_ اعمل أيه دلوقت مفيش غيرها زينا هى اللى هتساعدنى
وصل الحاج علي إلى أحدى المستشفيات الخاصه و عندما لمحه الممرضين أتجهوا ناحيته ب سرعه و وضعوا هذا الشاب على السرير النقال الترولي و أدخلوه العمليات سريعا
سار الحاج علي في الطرقه ناحية أحد الممرضين قائلا ب قلق
_ ممكن يابنى تشوفلى الدكتورة زينا فين
أبتسم الممرض و هم ب المغادره قائلا
_ حاضر يا حاج علي أتفضل حضرتك أستريح و أنا أشوف الدكتوره فين
و بعد فترة أتت فتاه ملامحها هادئه و جميله تمتاز ب البشرة الخمريه و العيون العسلى و الشعر البنى الطويل المسترسل فى السابعه والعشرين من عمرها
أقتربت زينا من الحاج علي قائله ب أبتسامه
_ خير يا بابا فى أيه
ألتف الحاج علي ناحيتها ب توتر ملحوظ قائلا ب قلق
_ و أنا جاى من الشغل لقيت شاب يابنتى عايم فى دمه معرفتش أتصرف فجبته على هنا
أبتسمت زينا قائله ب هدوء محاوله أطمئنانه
_ خلاص يا بابا انا هتصرف
_ بس معتز يابنتى جوزك هتقوليله أيه
_ هو مسافر يا بابا و راجع بعد يومين و سايبلى أنا أدراة المستشفى أنا هقدر أخد بالى منه فى المستشفى هنا لحد بكرة و بعدين حضرتك تتصرف و تبلغ أهله لأنى مش عايزة مشاكل مع معتز
_ طيب يابنتى أنا دورت فى الجاكته بتاعته على أى أثبات و مش لاقى شكل حد ابن حرام سرقه بس برضو هحاول أوصل لحد يعرفه
_ طيب تمام بس بكرة يا بابا يكون بره المستشفى دى مسئوليه عليا لا يمكن نقبل حد عديم الهويه
قالت زينا جملتها الأخير و غادرت بينما ظل الحاج علي جالس
قام أطباء المشفي اللازم لأنقاص حياته و تم نقله إلي أحدي الغرف ب المشفي و بعدها دخلت زينا للأطمئنان عليه ب نفسها
أقتربت منه ب هدوء لتتأكد من وضعية أبرة المحلول ب يده و أبتسمت أبتسامه خفيفه عندما وجدته ساكن تماما مغمض العينان ف رفعت كف يدها و تحسست جبهته لمعرفة درجة حرارته و من ثم مسحت ب كفها للخلف لتغرز أصابعها بين خصلات شعره البني الكثيف
ظل الحاج على طوال الليل فى المشفى و عندما جاء الصباح قرر أن يعود إلى بيته لأخذ قسطا من الراحه
فى صباح اليوم التالى
فى بيت هادئ و بسيط ذو الطراز الفخم و له حديقه بسيطه تزينها شجرات الفاكهه و بعض الزهور كانت تجلس فتاه خمرية البشره ذات عيون بنيه واسعه و شعرها أسود مموج تبلغ أثنان و عشرون عاما جالسه على مقعد خشبي و أمامها لوحه موضوعه على حامل و بيدها فرشاه ترسم بها
دخل الحاج علي إلى بيته ليجدها ترسم ك العاده
فأبتسم قائلا و هو يضع كفه على كتفها
_ الجميل صاحى بدرى ليه !
ألتفت نور ناحية الحاج علي قائله ب أبتسامه
_ أكيد برسم يا علوة يا حبيبى
ضحك الحاج علي ب شده علي جملتها معلقا ب
_ ههههههه علوة يابنتى أحترمينى شويه و قوليلى يا بابا
وقفت نور و أحتضنت الحاج علي قائله ب حب
_ ربنا يخليك ليا يا أحلى أب
أبعدها هو عنه قائلا ب هدوء
_ طيب يلا يابنتى علشان نفطر
_ تمام يا بابا
توجهت نور ناحية المطبخ و قامت ب تحضير الأفطار و جلست لتناول الفطور مع والدها
رفعت نور وجهها ناحية الحاج علي هاتفه ب
_ هى زينا مش بتيجى ليه !
_ أصل معتز جوزها مسافر وهى مسئوله عن المستشفى مكانه
_ اها
و أثناء الأفطار رن هاتف الحاج علي معلنا عن أتصال
فأمسك هاتفه و ضغط علي زر الإيجاب ثم وضعه علي أذنه قائلا
_ الو أيوة يا زينا
_ بابا لو سمحت تعالى خد الشاب اللى أنت جبته أمبارح دلوقت
_ ليه حصل أيه !
_ معتز أتصل و قال أنه جاى و لو جه و لقيه هيعملى مشكله كبيرة
_ طيب أنا هوديه فين يابنتى لو وديته أى مستشفى هيعملولى تحقيق و أسئله بايخه
_ خلاص خده عندك فى البيت لحد ما يفوق أحنا عملناله اللازم و أسعفناه هو عايز يرتاح بس لحد ما يفوق و أنت و نور ساعدوه لحد ما يتحسن
_ خلاص حاضر يابنتى أنا جى أخده مع السلامه
ثم أنهي المكالمه و وضع الهاتف ب جيبه و وقف ليرحل و لكن أوقفه سؤال نور
_ رايح فين يا بابا !
و مين ده اللى هتاخده !
أبتسم الحاج علي قائلا قبل أن يرحل
_ لما أجى هفهمك كل حاجه المهم جهزى إنت بس أوضة الضيوف
توجه الحاج علي إلي المشفى ليحضر ذلك الشاب المصاپ بينما ظلت نور تحضر الغرفة الخاصه بالضيوف
مر نحو ساعتان حتي وصل الحاج علي و معه زينا و ذلك الشاب الذى ما زال فاقد الوعى و وضعوه فى الغرفه حيث قامت زينا بوضع بعض المحاليل له
بعد أن أنهت زينا وضع المحاليل وقفت موجهه حديثها لأختها الصغيره نور
_ بصي يا نور المحاليل دي تتغير علي طول إنت بتفهمى فى الحاجات دى و لما يفوق هتديله الأدويه دى هو بس محتاج راحه و رعايه و إن شاء الله هيفوق
وزعت نور أنظارها ب الغرفه قائله ب عدم فهم و هي تحرك كلتا يديها
_ أستنوا أستنوا هو مين ده أصلا علشان نعمل معاه كل ده !!
تنهد الحاج علي قائلا ب هدوء
_ يابنتى أنا لقيت الشاب ده عامل حاډثه على الطريق و غرقان فى دمه شيلته و وديته المستشفى بتاعت معتز بس مكنش ينفع يفضل هناك و هيفضل هنا لحد ما يتعافى
ڠضبت نور ف صاحت ب عصبيه
_ إنشالله ما تعافى حتى أحنا مالنا متلقحوه في أى مستشفى حكومى و بلغوا البوليس و هو يتصرف مش ممكن يكون حرامى و