رواية اخطائي الجزء الأخير بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
رواية اخطائي الجزء الأخير بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
لها نادين بحركة بسيطة تنم عن إحباطها لتتسأل ثريا
طيب ملبستيش ليه...البنات بره مستنينك...
لبست هو فستاني وحش
قالتها وهي تطالع ثوبها الذي انتقته بنفسها لتلك المناسبة البائسة...لتجيبها ثريا بعتاب
حلو يا بنتي بس لونه غامق!
علشان اسود يعني...عادي يا ماما ثريا كده كده الأيام زي بعض عندي ولولآ ميرال ونغم أصروا عليا مكنتش وافقتهم على فكرة العيد ميلاد اصلا
حانت منها
بسمة باهتة لم تصل لغيوم عيناها وقالت بيأس
عارفة... بس مبقاش في حاجة تفرحني يا ماما ثريا اليوم اللي كنت بستناه من سنين بقى كابوس بالنسبة ليا و عمري ما اتخيلت انه هيمر عليا من غيره
تنهدت ثريا واجابتها بحزن حاولت أن تداريه كي لا تزيدها عليها
أنت اللي حقك عليا يا ماما ثريا انا مدينة ليك بحاجات كتير أوي سامحيني إني حطيتك في موقف صعب بينك وبين ابنك
احتضنتها ثريا بحنو قائلة
أنت كمان بنتي يا نادين
وبعدين ليك عليا أول ما ربنا يهديه ويرجع لقرصلك ودانه واخليه يتشحتف عليك علشان ترجعيله
حانت منها بسمة تمثل اليأس بها فكم تمنت لو أن يحدث ذلك فعلا ويعود لها ولكن كيف وهو للأن مازال يصر على عڈابها.
قالتها ميرال بعتاب و انتشتلتها بها من دوامة افكارها لتجيبهاثريا بعدما اخرجت نادين من أحضانها
جايين أهو يا بنتي...
لتتدخل نغمايضا قائلة بدهشة
انا اول مرة اشوف عيد ميلاد من غير تورتة
ابتسمت ثريا واجابتها
التورتة جاية في الطريق متقلقيش وتعالى يلا نطلع باقي الحاجة من المطبخ
أنت كويسة
أومأت لها بحركة بسيطة من رأسها لتخبرها ميرال بقلة حيلة
طب يلا نطلع علشان لازم أروح قبل الساعة عشرة...
ابتسمت نادين وتساءلت
دي اوامر محمد مش كده!
هزت رأسها بنعم لتستأنف نادين بمغزى
هو حد جدع اوي يا ميرال اسمعي كلامه علشان بيحبك بجد
تنهدت ميرال وتحدثت
لتنصحها نادين بأسى كي لا تقع بما وقعت هي به قبلها
حاولي تتفهمي طباعه وتتعايشي معاها واوعي تستهتري بخوفه وقلقه عليك
مطت ميرال فمها واجابتها بعفوية
بحاول بس هو صعب اوي زي مادة المحاسبة المالية كده اللي كنا بنتهزء فيها
حانت من نادين بسمة عابرة وقالت
اه فاكرة وفاكرة أنك كنت اشطر مني علشان يامن كان بيذاكرلك
وعند ذكره جمدت معالم وجهها لتتلعثم ميرال
هيرجع...هو صحيح احنا لغاية دلوقتي منعرفش حاجة وكل محاولاتنا اننا نلاقيه مجتش بفايدة بس انا متأكدة أنه مهما بعد هيرجع علشان بيحبك ومستحيل هيقدر ينساك بالسهولة دي
هزت رأسها ببسمة ممزقة فوق شفاهها وبداخلها تشكك بحديثها وكأن الحب اختلف منظوره عند الجميع إلا هي ...لتستأنف ميرال
طب يلا نطلع لماما ثريا ونغم
أومأت لها نادين واتبعتها للخارج إلى أن وصلوا لحديقة المنزل التي أشرفت ميرال ونغم على تزينها بالورود والكثير من البالونات الملونة...اقتربوا ثلاثتهم منها وعايدوها بود وبمحبة خالصة لها ولكن هي كانت تبادلهم المعايدة ببسمة باهتة لم تصل لعيناها وكأنها فقدت معه سعادتها وكافة سبل الحياة...
ليجلسوا جميعا ويتبادلون أطراف الحديث حين دلفت تلك الفتاة هادئة الملامح التي تذكرتها من الوهلة الأولى تحمل بيدها علبة كبيرة تحمل أسم مطعمه الشهير تعلقت عينها ب ثريا التي نهضت تستقبلها بحفاوة كبيرة وتلتقط منها قالب الحلوى ثم دعتها لموقعهم قائلة
دي رقية يا ولاد شيف بريمو وهي اللي عملت تورتة نادين
حيوها الجميع لتدعوها ثريا للجلوس بمقعدها جانب نادين وتنشغل بأخراج قالب الحلوى من علبته و وضعه على الطاولة
لتقول رقية
كل سنة وحضرتك طيبة
اجابتها نادين بإقتضاب
مرسي اوي...
لتتسأل رقية
هو حضرتك مش فكراني
لم تجيبها نادين لتسترسل هي ببسمة هادئة
أحنا اتقابلنا في مطعم مستر يامن
تجمدت نظراتها في العدم عندما تذكرت ذلك اليوم التي احتد الحديث بينهم بسببها وتعمدت أن تثير اعصابه كي تفض غليلها منه كونه مدح تلك ال رقية أمامها ودب بحديثه نيران مستعرة بقلبها وحقا لم تجد مبرر للأمر حينها ولكن الأن هي تعلم علم اليقين أنها كانت تغار عليه منها ولذلك أخذت موقع هجوم.
انتشلها من دوامة أفكارها التي قذفتها بعيدا صوت رقية
ماما ثريا وصتني على التورتة بتاعة عيد ميلادك واصريت اجيبها بنفسي بتمنى تعجبك
ابتسمت نادين بمجاملة وشكرتها ثم تساءلت بفضول
المطعم اخباره ايه في غياب يامن
ابتسمت رقية بثقة واجابتها دون أي نوايا سيئة
ماشي زي الساعة انا بشرف على كل حاجة بنفسي ومستر يامن بيديني التعليمات أول بأول
ابتلعت غصة بحلقها وتساءلت وقلبها يتلوى يترقب اجابتها
بيكلمك وبتكلميه!
اجابتها بتلقائية دون أن تنتبه لأثر حديثها على تلك البائسة من دونه
اه...بيكلمني هو وكلني بإدارة المطعم في غيابه وبجد انا ممنونة اوي لثقته وببذل أقصى جهدي علشان اكون أدها
تقلصت معالم وجهها وذات النيران اشتعلت بقلبها وكم شعرت حينها برغبة قوية بالبكاء ولكنها صمدت وتحاملت حتى لا ټنهار من جديد أمامهم.
يلا يا نادين نطفي الشمع
قالتها ثريا وهي تجذبها من يدها لتنهض قرب قالب الحلوى