رواية اخطائي الجزء الأخير بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
رواية اخطائي الجزء الأخير بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
لو سمحت أفهم... هو مخدعنيش ولا مثل عليا...لتنكس رأسها وتصرح وهي تفرك بيدها بتوتر بالغ
هو بيحبني وعمل حاجات كتير علشاني وأنا كنت طايشة وغبية ومغيبة وسبت شيطاني يوهمني بحاجات ملهاش اساس...وعلشان كده قررت اصلح كل حاجة... لتضيف بخزي من نفسها قبل أي شيء
أنا بجد أسفة يا طارق والله ما كنت أقصد اجرحك ولا استهتر بمشاعرك...
سعلت هي وترجته بوجهه أحمر وبعيون جاحظة واهنة وهي تتعلق بيده في محاولة بائسة منها أن يحل قبضته عنها
بتخنق يا طارق متبقاش مچنون
لم يعير رجائها ولا دفاعتها أي أهمية بل كان يشدد أكثر فأكثر على عنقها وهو يجز على نواجذه بقوة وعينه تطلق الشرار وكأنه مغيب تحت وطأة ثورته حتى انه لم ينتبه انه يكاد يفقدها أنفاسها إلا حين تعالى صوت إنذار سيارة مصطفة في زاوية بعيدة ليحل أنامله تدريجيا ويدور بعينه بالمكان يستفقد أمر ذلك الصوت ولكن لحسن الحظ لم يعرف مصدره ولم يتمكن من رؤية تلك التي تتوارى هناك وتكتم انفاسها كي لا ينتبه لوجودها منكمشة بين السيارات.
ليهرول فرد الأمن تباعا لصوت الإنذار مما جعله يعتدل بوقفته ويهندم ياقة كنزته ويتصنع انشغاله بالبحث وهو يصنع مسافة مناسبة بعيد عنها حين تسأل فرد الأمن و وجه حديثه لها
بالكاد اعتدلت بوقفتها وهي تشعر أنها قاب قوسين أو أدنى أن تفقد وعيها لتتعلق عيناها الواهنة به وهو يزجرها ويرسل لها تحذير مبطن عبر نظراته جعلها تهز رأسها لفرد الأمن وتغمغم بتقطع
أنا كويسة...
أومأ لها فرد الأمن بتفهم وحول نظراته لذلك الواقف على بعد منها ليترسل طارق ببسمة سمجة متغطرسة وهو يخطو نحوه
أومأ له بعدم اكتراث وتخطاه بخطواته يتفقد مصدر الإنذار وما إن كان يوجد شيء مريب بالأمر أم لا ليختصر طارق المسافة التي صنعها بينهم ويستغل انشغال الأخر مهسهس بوعيد وبنبرة غير متزنة وهي بالكاد تستعيد ثباتها مستندة على باب سيارتها التي فتحته للتو كي تغادر
أنت لعبتي مع الشخص الغلط يا نادو.
كده برضو يا نادين تتأخري وتقلقيني عليك
اجابتها معتذرة
آسفة روحت عند نغم والوقت سرقني
تنهدت ثريا وتساءلت بإرتياب
مالك يا بنتي أنت معيطة
نفت برأسها وهي تحكم ذلك الوشاح على رقبتها التي استعارته من نغم كي يخفي الأثر الذي خلفته أصابع ذلك المقيت لتتقدم منها بخطوات واهنة